أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - موريس عايق - بين نصين















المزيد.....

بين نصين


موريس عايق

الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 10:05
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


طرحت خلال الفترة الاخيرة ورقتين لليسار العربي. الاولى هي برنامج الحزب الشيوعي العراقي والثانية هي نداء للماركسيين العرب. لن أدخل في مناقشة تفصيلية لكلي الورقتين ولكن سأحاول قدر الامكان استكشاف المشاكل التي يطرحها الفكر الذي يكتب هذه النصوص.
يبدأ برنامج الحزب الشيوعي بالتأكيد على استفادته من التراث الماركسي والاشتراكي غير الماركسي وايضا تراث نضال شعوب العراق. البداية بحد ذاتها مجرد كذبة فعمل كهذا سيحتاج الى جهود فرق بحثية ولفترات طويلة وقد لا يصيبه النجاح وليس بضعة اشخاص مكلفين من الحزب وخلال فترة اسابيع لكتابة برنامج, لانلمس فيه نهاية أي اثر لأي فكر( وضمنا الفكر الماركسي). هذا النمط من اطلاق الكلام على عواهنه هو الميزة الاولى لهذا البرنامج. كذلك سيتحدث عن مراعاته للوضع العراقي ولكن سيكون واضحا من خلال سياق النص غياب العراق تماما.
الشيوعية تغيب من البرنامج وحتى كهدف يوتوبي ولا نعرف لماذا يحتفظ الحزب بعدها باسمه؟
بالمقابل تحل الاشتراكية مكان الشيوعية كهدف ولكنها أيضا لا تعرف بالملكية العامة ولا ترد الا في الختام ونشكل عابر.
ما يسعى اليه الحزب الشيوعي كما يبدو من نصه هو دولة رعاية اجتماعية قوية. ولكن أليست هذه الدولة لا تقل يوتوبية عن الشيوعية في العراق تحديدا.
كيف سيحقق الحزب هذا الهدف؟
هو لا يخبرنا, بل يجمع لنا كما هائلا من البنود التي يناضل الحزب لأجلها. واحيانا يلمح- بطريقة تدل على استغباء (وللدقة استحمار) لكوادره- للوسيلة التي يرغب عن طريقها بتحقيق أهدافه. فهو يريد أن يغري المستثمرين وأن يستدين من صندوق النقد والبنك الدولي, ولكنه بالمقابل يرفض شروطهما مسبقا ويدين العولمة ويطالب بالغاء الديون.دعونا نفترض أن العراق تحرر وانتهت المسألة الامنية على خير ما يرام واستلم الحزب الشيوعي السلطة وبأغلبية مريحة فهل سيكون قادرا على تنفيذ هذا؟
بكل تأكيد سينفذها البنك الدولي كرمى لعيون الحزب الشيوعي
في مكان آخريرفض الحزب الشيوعي المحاصصة الطائفية للعراق ولكنه وفي مكان آخر يؤيد الفيدرالية ويطالب بتعزيزها في كردستان واقامتها في الجنوب. فكيف سيوفق بين فيدرالية على اساس طائفي ورفض للمحصصة الطائفية للدولة, ان كان هناك اختلاف بالمعنى؟
يؤيد برنامج الحزب الشيوعي على النضال من أجل استقلال العراق ولكن دون ذكر لكلمة واحدة عن سيئات هذا الاحتلال, بالتالي لم نفهم لماذا يطالب أصلا بخروجه؟
الاطرف ان الحزب الشيوعي في الشق البيئي من البرنامج يتحدث عن اعادة الاهوار التي جففها النظام المقبور,ثم عن محاربة آثار اليورانيوم المنضب لكن من دون ذكر لمن استعمله.
برنامج الحزب الشيوعي العراقي هو احدى اجابات الحركة الشيوعية العربية المأزومة, اجابة الشق الرسمي منها. اجابة تحاول اخفاء ازمتها بتبني خطاب الجميع وكتابة نص يرضي الجميع. وهو لا يمتاز بأية معالجة نظرية أو تدقيق بواقع العراق وحتى أسوأ من أن يكون مجرد برنامج انتخابي. هو يخشى المحاولة الجدية لطرح الأزمة لأنها قد تؤدي الى انشقاقات بالاضاقة الى انها ستكشف العجز الواقعي الذي يعانيه.
نأتي الى النداء وهو يملك الكثير من الحسنات ولكن حصرا بالقياس الى برنامج الحزب الشيوعي العراقي. تبدأ مشاكل الاعلان بطريقة توصيفه للواقع وللمشكلة. فنحن لسنا الا ضحايا للامبريالية وحلفائها من الطبقات الاستعمارية أو مقاومون. اما مشاكلنا الفعلية فهي غائبة.
مشكلة النداء انه يمكن كتابته في أي زمن, بمعزل عن الجمل التي تحيل الى احداث حالية, فاننا لن نجد ما يدل على انه كتب في الزمن الراهن.
تجرد النص من زمانيته هي الدليل على ازمة مقاربته للواقع. هو يكدس لنا أهداف حركة التحرر بشكلها الاولي (زائد التعدد والاختلاف) دون أن يراعي واقعنا الجديد او التحول الذي أصاب هذه الاهداف.
لنأخذ على سبيل المثال "حق تقرير المصير" النص يتناسى -في ذهنه فلسطين حصرا- الاكراد او البربر أو القدرة على تعميم هذا الحق طائفيا ليتضمن الشيعة في العراق أو السعودية وخاصة أن تعريف الهوية حاليا هو تعريف طائفي. وحتى ضمن تعريف قومي اصبح حق تقرير المصير اشكالي ازاء حقيقة التداخل القومي.
في مكان آخر يتحدث النداء عن ضعف الحركة الشيوعية العربية ويعزيه الى القمع الذي طالها وبدون اعتبار للممارسة السياسية الذاتية لهذه الحركة واهمال تاريخها. الاهمال لا يقتصر على التاريخ انما يتعداه للواقع ذاته فهو يجعل من الطائفية مجرد وعي مزيف تسوقه القوى صاحبة المصلحة( ولا نعرف كيف) للتغطية على الصراع الحقيقي, أي الصراع الطبقي والوطني (والاخير يفترض أن يكون صراع مزيفا ولكن لعلة ما أدرج على انه صراع حقيقي) ودون اطلالة على " نمط الانتاج" الذي يفرز الطائفية كواقع.
يتماثل النصان في انهما كتبا بطريقة المعاجم, أي تجميع الكلمات المعجمية الجميلة وجعلها أهداف ودون النظر الى واقعيتها أو معناها أو قدرتنا على انجازها.
الأسوأ ان النصين ينتميان الى عقلية توحيدية (ربما بتأثير مذاهب التوحيد الدينية لدينا) تفترضان وبسذاجة ان المفاهيم الخيرة (حق تقرير المصير, الاختلاف, الحرية, المساواة...) تتماهى معنويا ولا تتناقض. طبعا هذا مجرد عسف فكري ضد الواقع(متعدد الالهة أو الوثني بتعبير سيء). فالحرية باطلاق نقيضة للمساواة باطلاق وكل منهما يحمل بذاته تناقضا. ونظرية العدالة هي انتاج ما بينهما.
لكن هذه النصوص لا تملك قوة تغيير الواقع ولهذا فهي غير مضطرة الى الاهتمام بما ستعنيه. فهي لن تمارس بالنهاية وعليه فانها لن تحاسب.
كذلك يبين النصان انعدام المسؤولية في مخاطبة الآخرين (وأولهم الكوادر) فلا صدق ولا مصارحة ولا مواجهة شفافة.
لكن بالمقابل لهما حسنة - ليست الانتقال الى مستوى أعلى من الوعي كما ذهب بعض المعلقين- وهي اظهار الازمة في الحركة الشيوعية بوضوح أشد. أزمة تفكيرها تتكثف في هذين النصين.
الحركة بشقها الرسمي تنتهي الى التعمية والآخرون الى المبالغة الثورية الفجة.
ما الذي سيحصل الآن؟
الشيوعيون العراقيون سيعقدون مؤتمرهم ويبدأون بالتأكيد على أن التاريخ أثبت صحة تحليلاتهم وينتهون بالتصويت على برنامجهم. وأهل النداء سيطرحون- كما فعلوا سابقا- بعد مدة نداءا جديدا للقوى الماركسية.
ما أردته في النهاية هو رمي حجرة في حوار الذات الذي يمارسه الطرفان واتمنى أن أكون أصبت



#موريس_عايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثوري الاشتراكي والثوري الديمقراطي
- ملاحظات سورية
- بيان ضد الشعب والتاريخ-2
- بيان ضد الشعب والتاريخ
- فرص الدولة بعد الحرب
- مسألة الدولة
- قليل من الجنون
- عيد وهذر المقال
- الاعتداء الاسرئيلي على لبنان
- الشذوذ السوري
- الطريق الثالث
- الديمقراطية والاجماع
- تعقيب على مقالة نحو جامعة متقدمة ووطنية - ياسين حاج صالح
- على هامش الشيوعية العربية
- ازمة اليسار العربي
- العداء للسامية
- أزمة العمل السياسي بين الشباب أم ازمة السؤال
- من أبو غريب الى الضاحية الجنوبية


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - موريس عايق - بين نصين