أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس عايق - الطريق الثالث














المزيد.....

الطريق الثالث


موريس عايق

الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكلت احزاب التجمع والعمل الشيوعي في سوريا خلال الثمانينيات وخلال الصدام بين الدولة وحركة الاخوان المسلمين احدى ابرز محطات الطريق الثالث, ليسوا مع النظام ولا مع الاخوان, اليوم تتجدد اهمية الطريق الثالث مرة أخرى في الدول العربية, طريقا مستقلاعن الأصوليةوالانظمة, وايضا ضد التدخل الخارجي
يرتبط الطريق الثالث بحالة الاستقطاب الاجتماعي الحاد وعادة ما يظهر خلال الأزمات, حيث تكون تتشكل رغبة لتجاوز هذا الاستقطاب السياسي الحاصل, وهذا هو الشائع في دولنا العربية, واحيانا يحيل الى وسط ذهبي يأخذ من هنا وهناك, كمشاريع الطريق الثالث لتجاوز الشيوعية والرأسمالية
اليوم يستعيد قسم من النخبة العربية الطريق الثالث كحل للأزمة التي نعانيها , وكما يبدو فهناك طريقان ثالثان, الأول بين الأنظمة والتدخل الخارجي ويعني الاصلاح الداخلي, والثاني بين الأصولية ولاستبداد ويعني الديمقراطية, وعادة ما يتقاطع أصحاب الطريقين وان ليس دائما
الطريق الثاث يطرح إبان الأزمات وهذا يشكل أحدأسباب ضعفه, فخلال الأزمات يكون المطروح خيارات محددة, مع أو ضد, الطريق الثالث يرغب بأن يكون خارج هذا الطرح, أن يملك رؤية وسياسة مستقلة, لكنه وعبر هذا الاستقطاب ولكونه ثالثا يظهر وكأنه يحلق وحيدا أو يحيا في عالم آخر, هكذا كان الحال مع القوة الثالثة في لبنان, ليست مع قوى 14 آذار ولا مع عين التينة, لكن الخيارات الفعلية المطروحة كانت 14 آذار أو عين التينة
القوة الثالثة ماتت منذو انطلاقتها, اما ان تبقى قوة ثالثة وهذا ما حصل ولا يأبه بها أحد, أو تلتحق بأحد الفريقين وتكف بذلك عن كونها قوة ثالثة

الطريق الثالث هو تعريف بالسلب, ويبدأ ب" ليس", اما الخياران الآخران فلا يعرفا نفسيهما بالطريق الأول والثاني, فهما يملكان طروحات وبرامج محددة لحد ما, هما يملكان أسماء اما الطريق الثاث فلا يملك الا كونه ثالثا, طبعا يحيل الطريق الثالث عادة على أمر ما لكن حتى هذا الأمر ال "ما" يكون غائما وغير محدد ببرنامج وقوى, فبين الخارج والاستبداد يكون خيار الطريق الثالث هو التغيير من الداخل, لكن ما يعانيه الطريق الثالث هو الداخل ذاته, فمن هي القوى التي ستقوم بالتغيير وهل تملك توجها مشتركا أو حد أدنى لمقومات عمل مشترك وهل يملك الداخل القوة لانجاز هذا التغيير. الطريق الثالث هنا يعني فقط اننا لسنا مع الخارج ولسنا مع الاستبداد أكثر مما يعني التغيير عبر الداخل
وهذا ما يعني التساؤل حول حدود الطريق الثالث ,أين يبدأ وأين ينتهي, فعلى سبيل المثال بدأت طروحات الطريق الثالث,بين الشيوعية والرأسمالية, بالظهور منذ أواخر الثمانينات وكان ومايزل انتوني جيدنز أبرز المعبرين عنها, لكنه كانت تنظيرا متأخرا للطريق الثالث الواقعي,اي الاشتراكية الديمقراطية ودولة الرفاه, التي بدأت تعاني أزماتها وتصدعاتها. ليصبح الطريق الثالث طريقا بين الاشتراكية الديمقراطية والليبرالية, اي بين الطريق الثالث المتحقق واقعيا والرأسمالية , فالطريق الثالث يمكن أن يزاح باتجاه معين وحسب القوى التي تتقاسمه و|أو تواجهه , وان استمر الحال هكذا فسنرى بعد فترة ثلاث خطوط منطبقة على بعضها وأحدها الطريق الثالث

هذه أم مشاكل الطريق الثالث ولهذا نراه دائم التعثر, فهو يقدم في لحظات متأزمة وبرؤية غير واضحة وحدوده غير متعينة
لكن يبقى خيار الطريق الثالث, وعربيا على وجه الخصوص, متميزا بقضايا مهمة , فهو يقف مواجها لاستقطاب حاد من أجل بديل مغاير وسياسة مستقلة, لكن الانتقال من مجرد مشروع الطريق الثالث الى خيار فعلي يتطلب معالجات تبدو قوى الطريق الثالث غير مهيأة على فعلها
فالطريق الثالث يجب أن لا يكون خيارا آنيا,يطرح فقط عند الأزمات, انما مشروع ذو نفس طويل يدرك ان عليه اكتساب شارع هو ليس القوة الأولى أو الثانية فيه, مشروع لا يبدأ مع لحظة الأزمة وينتهي بانتهائها , انما مشروع تكون لحظة الأزمة إحدى لحظات تبلوره وتجليه
كما ان عليه أن لا يكتفي بالسلب وينتقل الى بناء مشروعه وتعيين حدوده, هذا المشروع هو الذي سيكون اساسا في بناء قوته في الشارع, طبعا لن يكون هذا بالأمر السهل, ليس فقط لأسباب موضوعية ولكن أيضا ذاتية, فالطريق الثالث مشكل من قوى متنوعة لحد بعيد, لكن عى الرغم من هذا عليه ان يبدأ بتحديد خطوط عريضة وواضحة لمشروعه, اي ان ينتقل من انه" ليس" الى" يكون". وهذا يعني ان لايبقى طريقا ثالثا, انما مشروع يملك اسماويسعى الى تجاوز ثالثيته من ناحية الوزن السياسي
من هم قوى الطريق الثالث اليوم؟
الوطنيون, هم ضد التدخل الخارجي وضد الاستبداد
الديمقراطيون والعلمانيون, ضد الأصولية والطائفية والاستبداد
هذه تعاريف سلبية وهي ضرورية لأزمنة البدء, ولكن ان بقيت تحولت الى كارثة
حتى الآن يبقى الخيار الأكثر واقعية هو الطريق الثالث, ولكن ليكون واقعيا عليه أن يتوقف عن كونه ثالثا



#موريس_عايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والاجماع
- تعقيب على مقالة نحو جامعة متقدمة ووطنية - ياسين حاج صالح
- على هامش الشيوعية العربية
- ازمة اليسار العربي
- العداء للسامية
- أزمة العمل السياسي بين الشباب أم ازمة السؤال
- من أبو غريب الى الضاحية الجنوبية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس عايق - الطريق الثالث