أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس عايق - الديمقراطية والاجماع














المزيد.....

الديمقراطية والاجماع


موريس عايق

الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عادة ما يتم الحديث عن الديمقراطية على انها حرية الرأي وتبادل السلطة عبر الانتخابات, لكن نادرا ما تطرح مسألة الاجماع السابق على الديمقراطية, اي القبول المسبق بمنظومة محددة من القيم والمعايير وايضا بمجال محدد من امكانيات التغيير
عربيا ظهرت المسألة بشكل واضح مع الانتخابات الجزائرية, والتي أدت الى اندلاع الحرب الأهلية, وحاليا مع الانتخابات ـالجزئيةـ التي تحصل في عدد من البلدان, حيث اننا نرى وصول قوى تطرح معايير وقيم مختلفة ومضادة للقيم الديمقراطية
هذا يدفع للسؤال عن بناء الديمقراطية بدون اجماع سابق
هذا الاجماع يحدد المعايير والقيم السياسية المقبولة من الجميع, وتتم العملية الديمقراطية عبرها ولا يتم الخروج عليها, مانلاحظه عندنا هو انعدام هذا الاجماع. فالديمقراطية لدينا مطلوب منها حسم الخيارات الاجتماعية المصيرية, اي تحديد التنظيم الاجتماعي برمته, وهذا مالاتستطيعه الديمقراطية ,انما الحرب الأهلية, فحسم هذه الخيارات لا يعطي لأصحاب الخيار المهزوم امكانية العودة ثانية. الديمقراطية لدينا عليها ان تحسم انتماءنا القومي ـعربي, اسلامي, كردي.... ـاو شكل المجتمع ـعلماني, اسلامي ,اشتراكي...ـ وطبعا ضمنها خيارات ضد الديمقراطية ذاتها
لنلقي نظرة سريعة على التشكل التاريخي للديمقراطية, سنرى وجود من لايمكن عدهم هذه الايام ديمقراطيين مثل كرومويل وروبسبير كمؤسسين للديمقراطية, كما سنرى ان ممارسة الديمقراطية ارتبطت بشروط محددة ـ ذكور بيض, حد أدنى للضريبة, واحيانا عقائديـ . في اوربا القارية لن تتشكل ديمقراطية يعتد بها الا بعد الحرب العالمية الثانية وقبلها يمكن اعتباره تاريخ ولادة الديمقراطية, او تاريخ تعثرها, ففرنسا على سبيل المثال كان تاريخها سلسة من الثورات والجمهوريات والملكيات والتي
لاتدوم الا عشرات من السنين
الديمقراطية الغربية أنجزت على قاعدة الاجماع, اجماع حقق خارج الديمقراطية اي عبر القوة والهيمنة والعنف, هذا الاجماع تتطلب الحاق هزيمة تاريخية بمشروعين, الملكيات الاقطاعية والمشروع الاشتراكي الثوري, وكل منهما ارتبط بطبقة, يعني الامر تطلب هزيمة هاتين الطبقتين. كانت الهزيمة نهائية للاقطاع والملكية, ولكن هزيمة المشروع الاشتراكي تطلب اضافة للعنف بناء عقد مع الطبقة العاملة يتضمن مشاركتها السياسية مع امكانية الضغط باتجاه المزيد من الميزات الاجتماعية والاقتصادية مقابل قبولها بالمجتمع البرجوازي كشكل وحيد للمجتمع
وعلى الرغم من هيمنة منظومة من القيم عاشت الديقراطيات أزماتها, ثورة 68, حركة الحقوق المدنية والمعادية لحرب فيتنام, وعندها كانت الفئات المهيمنة تتحدث عن أزمة ديمقراطية, وبشكل أدق عن أزمة هيمنة
الهام ان الديمقراطية تمارس ضمن مجتمع يقبل بشكل لا لبس فيه بمنظومة محددة من المعايير والقيم المحددة لسلوكه وهذه المنظومة تحقق هيمنتها, او الاجماع حولها, بشكل سابق على بناء النظام الديمقراطي, او بالترافق مع تكوينه, لكن من خارج المجال الديمقراطي, فهو اجماع سابق على الديمقراطية وليس لاحق لها
مجتمعاتنا لاتملك هذا الاجماع وهي اليوم ابعد ما تكون عن تحقيقه, لكن هل يعني هذا انها غير مستعدة للديمقراطية؟
ابدا, ان السؤال مطروح بشكل خاطئ, السؤال الحقيقي هو كيف نحقق هيمنة المشروع الديمقراطي اليوم وفي شروط مختلفة تماما عن اوربا



#موريس_عايق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيب على مقالة نحو جامعة متقدمة ووطنية - ياسين حاج صالح
- على هامش الشيوعية العربية
- ازمة اليسار العربي
- العداء للسامية
- أزمة العمل السياسي بين الشباب أم ازمة السؤال
- من أبو غريب الى الضاحية الجنوبية


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس عايق - الديمقراطية والاجماع