أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس عايق - الشذوذ السوري














المزيد.....

الشذوذ السوري


موريس عايق

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش الوطن العربي ما يمكن اعتباره واقعا غير واقعي أو خارج التاريخ(الحافظ ,العروي). فهو ينتسب ببناه الى الماضي ,الى ما قبل الحداثة, بينما التاريخ الواقعي هو تاريخ الحداثة. العرب يعيشون خارج التاريخ, خارج دائرة الفعل و المبادرة, هم متأثرون وليسوا مؤثرين.

هذا الفوات الحضاري (الحافظ) هو نتاج النظام العالمي وجزء بنيوي من تركيبه, فالنظام العالمي هو نظام غير متكافئ , وقائم على انتاج واعادة انتاج تفاوت بنيوي بين أجزائه لضمان استمرار الوضع لمصلحة الأقوى.

هذا الفوات سمة يشترك بها كل الوطن العربي بدون استثناء, لكن هناك واقعا اخر يميز سوريا عن باقي الوطن العربي, فسوريا تعيش واقعا غير واقعي مرتين, الأول هو الذي ذكرته والثاني هو دولتها (أو نظامها السياسي فهنا لا يوجد فرق). سوريا لا تحيا الواقع الحالي بل تنتمي الى حقبة انتهت ولكنه (النظام ) مازال مستمر, لشروط داخلية (انحلال المجتمع السوري وتشظيه- غياب السياسة) أو خارجية وهي الأهم (غياب رغبة دولية في انهاء النظام أو عدم وجود البديل)

ما يميز تناقض سوريا الحالي هو انه ليس ضرورة بنيوية انما شذوذ يجب الغائه.

الواقع يفرض على الدول اليوم شكل معين من الديمقراطية السياسية و المشاركة السياسية لفئات مختلفة, استبعاد السياسة والتغييب القسري للمجتمع لم يعد امر مقبولا, طبعا ظهور اشكال الديمقراطية منذ أوائل التسعينيات لايتعلق بالديمقراطية بحد ذاتها,حيث نلاحط تحولا في مراكز القرار والنحكم, الديمقراطية تحيل الى الدولة (السلطة الموجودة هناك) لكن اليوم تصبح الدولة أكثر اهتراء وأقل فعالية وسلطة, مراكز التحكم والقرار تتحول اليوم الى أماكن اخرى (البنك الدولي- صندوق النقد الدولي- والشركات متعددة الجنسية....) وهذا كله يهدف في النهاية الى تأمين سيادة النخبة وهيمنتها.

هذا ما جعل الديمقراطية ( أو أشكال الديمقراطية)ممكنة وهو أيضا ما جعل الدفاع عن الديمقراطية الحقيقية ومحاولة اعادة الاعتبار للدولة كمركز للقرار مسألة شعبيةوديمقراطية وليس مسالة استبداد وشمولية.

لكن سوريا تبقى بعيدة عن كل هذا, الدولة هي مصدر كل سلطة وبعيدة عن اي رقابة شعبية, دولة بلا سياسة وخارج الاقتصاد العالمي (لحد معين)
هذا الشذوذ لا يمكن له أن يستمر, لكن ما احتمالات انتهائه

1- انفتاح الدولة على الشعب وبالتالي مصالحة مع العصر ديمقراطيا من أجل ممانعة حقيقية ولكم هذا الاحتمال يبدو بعيدا

2- الاحتمال الثاني هو انفتاح الدولةعلى الخارج وبالتالي مصالحة مع العصر اقتصاديا وربما يستدعي هذا وخلال الفترة الأولى استعادة الدولة القوية (تجاه شعبها) ولكن بعد فترة من الزمن انفتاح سياسي ولكن بعد ان تكون السلطة الحقيقية أصبحت خارج الدولة, وربما هذا هو الاحتمال الأرجح ومصر تشكل مثالا يحتذى

3- تغيير من الخارج على شاكلة العراق وهذا مستبعد

ضمن هذه الاحتمالات يكون هناك فاعلان, الدولة (النظام| الحزب| السلطة لا فرق) والعامل الدولي, أي أن الشعب يبقى بعيدا عم أي مشاركة في تقرير مصيره.

ان مواجهة هذه الخيارات تستدعي استعادة الشعب الى السياسة, لكن هذه الاستعادة غير ممكنة بدون اعادة الاعتبار لفكرة السيادة الشعبية, الدولة كمركز للقرار والسلطة في مواجهة تفريغها وتهميشها, الديمقراطية كسلطة الشعب وليس فقط تداول على السلطة, وأهم من كل هذا اعادة الاعتبار لفكرة الشعب (أو أسطورة الشعب) وليس الأقليات والمكونات ,أي تثبيت التشظي كواقع.

لكن كل هذا يعيدنا الى القضية الأس وهي كوننا نعيش واقعا غير واقعي.

الأكيد أن سوريا لن تبقى على حالها ولن تستمر طويلا في شذوذها, ولكن ان أراد السوريون ان يساهموا في مستقبل سوريا سيكون عليهم ان يحلوا تناقضهم الأساسي, أن يعودوا الى الواقع, الى التاريخ (أو أن ينجزوا حداثة مضادة ولكن حتى الان لا يوجد عندنا زاباتيستيون) أو اننا نرى اليوم مستقبل سوريا في حاضر مصر.



#موريس_عايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الثالث
- الديمقراطية والاجماع
- تعقيب على مقالة نحو جامعة متقدمة ووطنية - ياسين حاج صالح
- على هامش الشيوعية العربية
- ازمة اليسار العربي
- العداء للسامية
- أزمة العمل السياسي بين الشباب أم ازمة السؤال
- من أبو غريب الى الضاحية الجنوبية


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس عايق - الشذوذ السوري