أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات














المزيد.....

القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7395 - 2022 / 10 / 8 - 14:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



هذه المقالة معدة للنقاش مع أهل القطاع المصرفي وجمعيات المصارف والصناعيين والتجار، وكذلك مع المدافعين عنه ومع مهاجميه على حد سواء. أستثني منهم انتفاضة المودعين المشغولة بالتعبير عن الوجع المالي وبتفادي جحيم السلطة الموعود وبالبحث عن الخلاص الفردي أكثر من انشغالها بنقاش هذه الأمور، على أهمية النقاش.
جمعية المصارف أصدرت بياناً على شكل مقابلة أجابت فيه على تساؤلات اللبنانيين، ورمت على عاتق "الدولة"، وهي تعني السلطة، وزر الأزمة المالية النقدية الاقتصادية، وهي ليست المرة الأولى التي تطلق فيها صرختها. لكن بيانها بدا كأنه صادر عن حزب سياسي لا عن جهة مصرفية، فهو شخّص المشكلة ونبّه من مخاطرها ولم يقدم حلاً غير الإدانة.
صحيح أن السلطة (ويقال الدولة عن جهل بالمصطلحات) مسؤولة عن الانهيار لأن مآل الفساد السياسي المالي الإداري هو هذا الجحيم الموعود. غير أن حصة القطاع المصرفي من المسؤولية السياسية، لا المالية فحسب، لا تقل عن حصة السلطة، لأن المصارف هي التي كانت تموّل الفساد منذ الاستقلال، ولا سيما بعد اتفاق الطائف. وقد بدأت هذه الظاهرة تتفاقم وتكبر مثل كرة الثلج بعد اغتيال الحريري إلى أن بلغت حد الانفجار. نترك مسؤولية القطاع المصرفي عن الجانب المالي من الأزمة لنقاش أهل الاختصاص، ونتوقف عند حصتها من المسؤولية السياسية.
في ربيع 2012 أطلقت الجمعية ذاتها صرخة مماثلة في وجه (الدولة) بعد أخرى كانت قد أطلقتها غرفة التجارة، تنبهان فيهما إلى وضع اقتصادي خطير وتنذران من انهيار محتم. بعد تسع سنوات وقع الانهيار وما زال القطاع المصرفي يكرر التوصيف ذاته وتشخيص أعراض المرض وينبه من الانفجار ولايعمل على تفاديه.
الطبيعي في بلدان الاقتصاد الحر أن يتولى إدارة السلطة السياسية ممثلون عن قطاعات الإنتاج، وأن يقوم التنافس الديمقراطي في الانتخابات بين من ممثلي رأس المال والعمل، لكن النظام اللبناني أنتج صيغة غير طبيعية. تحت عنوان استلهمناه من كتاب اغتيال الدولة للشاعر محمد عبد الله، قلنا لأهل رأس المال "صرختان لا تنقذان وطناً"، ونبهناهم إلى خطورة تسليمهم مقادير الإدارة السياسية للفاسدين، ووجهنا إليهم السؤال التهمة "أما آن أن يتوقف أهل الاقتصاد عن تمويل سياسيين لا يمثلون سوى مصالحهم الشخصية أو الحزبية؟"
لم يعد مجديا أن يرفع الاقتصاديون استغاثات أو يطلقوا صرخات أو يوجهوا تحذيرات، لأن إمعانهم في تسليم إدارة الثروة الوطنية البشرية والمالية إلى غير منتجيها، يجعل هؤلاء يتصرفون بها كمقامرين أو كوارثين مصابين بالعقوق. في مقالة بعنوان "اقتصاديو لبنان جبناء" حفزناهم على دحض اتهام ماركس لرأس المال بالجبن وطالبناهم بانتفاضة على ميليشيات اغتصبت السلطة وتعمل على تدمير مؤسسات الدولة.
استمرت القوى والهيئات المصرفية تحصر اهتماماتها بالشؤون المالية والاقتصادية، متخلية عن إدارة شؤون الدولة لصالح قوى متحدرة من السلالات والعائلات و"البيوتات" أو من أحزاب الاستبداد القومي والديني، أي من أنساب معادية للحداثة ولا تحترم الدساتير وليس من أولوياتها بناء دولة القانون والمؤسسات ولا بناء الأوطان، إلى أن أمسكت الميليشيات، بمساعدة نظام الوصاية، لا برقاب السلطة السياسية وحسب، بل برقبة القطاع الخاص ولا سيما منه القطاع المصرفي وجعلته طوع بنانها.
أخطأت البرجوازية بقيادة رفيق الحريري لأنها وضعت كل بيض القضايا الكبرى منها والصغرى في سلة نظام الوصاية ووكلائه المحليين من الميليشيات؛ ولم تستنتج بعد اغتياله أن مصدر الخطر على الاقتصاد الحر ليس الشيوعية بل النهج الميليشيوي في إدارة الحكم، وتمادت في تمويل الفساد، حتى أن بعض ممثليها كانوا يتسابقون على الترشح ضمن اللوائح الميليشيوية في الانتخابات النيابية ويمولونها، ولم تنتبه إلى أن انفجار الأزمة سيصيب الدولة والقطاعين العام الخاص بما في ذلك المصرفي، إلا بعد فوات الأوان.
أما آن للرأسمالية اللبنانية أن تتيقن، وهي على أبواب استحقاق رئاسي، من أن العقل الميليشيوي لا يحسن إدارة الاقتصاد الحر ولا يحتاج إلى سلاح ناري لتخريبه. يكفيه للتخريب انتهاك الدستور والقوانين لينطبق عليه القول "الفاجر يأكل مال التاجر"؟




#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم
- مات مازن
- متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها
- تصريحاتهم -ناسخ ومنسوخ-
- الثورة صنعت نواباً فهل تصنع رئيساً؟
- نواب الثورة: احذروا مناوراتهم التافهة
- نواب الثورة: ادخلوا لعبة التعطيل
- لا تجيبوا على أسئلة مفخخة
- نقد الثورة أم شتم نوابها؟
- رسالة إلى الرفيق حنا غريب
- رسالة إلى نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 أساتذه في مدرسة مشاغبين
- أقلية نيابية من الكذابين
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 2- نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 1- الرئاسة
- الخطاب الانتخابي الخشبي التيار العوني


المزيد.....




- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل
- جهود عربية لوقف حرب إسرائيل على غزة
- -عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم- مر ...
- شاهد.. سيارة طائرة تنفذ أول رحلة ركاب لها
- -حماس-: لم نصدر أي تصريح لا باسمنا ولا منسوبٍ لمصادر في الحر ...
- متحف -مرآب المهام الخاصة- يعرض سيارات قادة روسيا في مختلف مر ...
- البيت الأبيض: رصيف غزة العائم سيكون جاهزا خلال 3 أسابيع
- مباحثات قطرية أميركية بشأن إنهاء حرب غزة وتعزيز استقرار أفغا ...
- قصف إسرائيلي يدمر منزلا شرقي رفح ويحيله إلى كومة ركام
- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات