أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ثامر عباس - مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الرابعة عشرة) ما هو الانتقام ؟!














المزيد.....

مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الرابعة عشرة) ما هو الانتقام ؟!


ثامر عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7394 - 2022 / 10 / 7 - 16:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(الحلقة الرابعة عشرة) ما هو الانتقام ؟!


لا ريب في أن مفهوم (الانتقام) يستدعي إلى ذهن القارئ تلك الحالة أو الظاهرة المتمثلة بوجود شخصين أو فئتين أو جماعتين تفصل بينهما مجموعة من الخلافات السياسية العميقة والاختلافات العقائدية المتجذرة ، بحيث يقعان على طرفي نقيض ؛ لا في الانتماءات العنصرية والولاءات المذهبية والتكتلات القبلية والخيارات الإيديولوجية فحسب ، بل وكذلك في الاستحواذ على مقومات السلطة ، والاحتياز على عناصر القوة ، والاستملاك لمصادر الثروة . بمعنى أنه لكي يصبح (الانتقام) ممكنا"ومبررا"بين طرفي المعادلة ، لابد أن يكون هناك طرف يمتاز بالقوة والاقتدار والتسلط من جانب ، يقابله من جانب ثان طرف يكاد يفتقر أو لا يوازي الطرف الأول بحيازة تلك الامتيازات والتمتع بأفضليتها ، الأمر الذي يضفي على أعمال العنف التي تمارس أبعادا"انتقامية صريحة .
ولكي تكتمل دائرة (الانتقام) وتتفاعل ديناميتها على المستوى السيكولوجي وتنثال معطياتها على الصعيد السوسيولوجي ، فهي بحاجة إلى مزيج من مشاعر التباغض القومي / العنصري ، أو التكاره الديني / الطائفي ، أو الازدراء الإيديولوجي / الحزبي . بين هؤلاء الذين يمثلون الطرف القوي (الجماعات الحاكمة أو المسيطرة) ، وبين أولئك الذين يمثلون الطرف الضعيف (الجماعات المحكومة أو الخاضعة) ، بحيث أن أي احتكاك عابر أو مواجهة عفوية بينهما سرعان ما تتحول إلى كرنفالات دموية فضيعة يستباح خلالها العباد والجماد ، وتنتهك فيها المحرمات والمقدسات .
ومن المفيد الإشارة إلى إن متوالية (الانتقام) يزداد زخمها ويشتد وقعها ويتسع مداها ، بالمقدار الذي يجعل بندول الدولة / السلطة يميل لهذه الجهة أو تلك ، لهذه الجماعة أو تلك ، على خلفية دعمها لمصالح وترويجها لعقائد هذا الطرف على حساب ذاك ، بصرف النظر عما إذا كان موقفها هذا ينسجم مع متطلبات الشرعية الأخلاقية والإنسانية ، أو يتلائم مع مستلزمات وشروط حقوق الإنسان من عدمه . لاسيما وان الدولة في البلدان المتخلفة كانت – وستبقى – إما طرفا"مباشرا"في هذه اللعبة القذرة ، وهو الراجح في معظم الحالات ، بحيث لا تلبث أن تستخدم كل ما في جعبتها من أدوات العنف ووسائل الإكراه ، وإما طرفا"غير مباشر يمارس دور المرشد والموجه من خلف الكواليس ، محاولة الإيحاء بأنها فوق الميول والاتجاهات التي تتبناها الأطراف المتصارعة .
ولعل ما يدفع (الدولة) لاتخاذ مثل هذه المواقف (اللاحيادية) إزاء الأطراف المجيشة بنزعة (الكراهية) والمعبأة بروح (الانتقام) ضد بعضها البعض ، كونها دولة عنينة بنيويا"ووظيفيا"ومستتبعة سياسيا" واقتصاديا"، دائمة الاستشعار بضعف إرادتها وانتهاك سيادتها وتآكل سلطتها ، على خلفية افتقارها لأي مقوم من مقومات الشرعية الوطنية والمشروعية الدستورية – وهذا هو حال الغالبية العظمى من دول العالم الثالث التي نشأت تحت وصاية ورعاية الحكومات الاستعمارية خلال القرن الماضي - الأمر الذي يجعلها بحاجة دائمة ليس فقط إلى اختلاق الأزمات بين المكونات المتعارضة والجماعات المتباغضة ، لحيلولة دون اشتداد ساعدها واستقواء شوكتها بحيث تبقى مشتتة القوى وضعيفة الإمكانات فحسب ، بل وكذلك إيجاد من يعمل لأجلها وبالنيابة عنها حين يشتد وطيس الصراع على مصادر الثروة ومقومات السلطة .
ومثلما هو شأن الأنماط الأخرى لمفهوم (العنف الاجتماعي) ، حيث تتنوع الأنماط وتتدرج مستوياته ، فقد يأخذ (الانتقام) صيغة الفعل (المادي) المباشر (السجون السياسية والمطاردات الأمنية والحملات العسكرية) تارة ، وينتهج صيغة الفعل (المعنوي) اللامباشر (تقييد الحقوق وتجميد الحريات وتعطيل القوانين) تارة أخرى . هذا مع العلم إن الانتقال من صيغة (انتقامية) إلى أخرى تعتمد على ما يبديه الطرف المعارض من قوة في المقاومة وشدة في التحدي .



#ثامر_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثالثة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثانية ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الحادية ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة العاشرة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة التاسعة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثامنة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة السابعة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة السادسة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الخامسة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الرابعة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثالثة ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الثانية ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الأولى) ...
- مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه
- ظاهرة العنف وأزمة الثقافات الفرعية
- مطارحات غرامشية (2) الدور العضوي للمثقف التقليدي
- مطارحات غرامشية (1) الدور التقليدي للمثقف العضوي
- استعصاء الاصلاح في العقل العراقي : مقاربة في المعوقات والتوق ...
- معايير الاحتراف السياسي : بين الدوغمائية والبرغماتية
- جيوبولتيكا الدولة العراقية : جدلية السلطة والسيادة


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ثامر عباس - مفهوم العنف الاجتماعي : دلالاته وأشكال تجليه (الحلقة الرابعة عشرة) ما هو الانتقام ؟!