أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد نضال دروزه - من ألميتافيزياء الى الفيزياء محطات على طريق العلم.















المزيد.....



من ألميتافيزياء الى الفيزياء محطات على طريق العلم.


محمد نضال دروزه

الحوار المتمدن-العدد: 7394 - 2022 / 10 / 7 - 02:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتميز ألآنسان عن سائر الكائنات الحية بتفوقه عليها في حب المعرفه والبحث عن حقائق الحياة والطبيعة.وخلال هذا البحث الجدلي في صراعه مع قوى الطبيعة وقوى الحراك الاجتماعي.صنع لغته وثقافته وحضارته.وما زالت قدرة الانسان على صناعة ثقافته وبنائها وتطويرها أهم مصادر قوته.فهي تمكنه من التكيف مع البيئة الطبيعية والاجتماعية.وتمكنه من مجابهة التحديات والتغلب عليها. لقد عاش الانسان من خلال الثقافة.كما تطور من خلال الثقافة الابداعية..
فهو وحده الذي يصنع الادوات وهو الذي يملك اللغة المنطوقة والمكتوبة. وهو وحده الذي يستخدم الرموز في اللغات والرياضيات والفنون. ولا يوجد كائن آخر يضحك ويفكر ويعرف شكلا من أشكال القناعة النفسية التي تحل جزئيا محل حاجاته في بعض الاحيان لاشباعاته البيولوجية. والانسان وحده الذي له تاريخ وقيم ومشاعر. وله منهج في التفكير يميز ثقافته عن الثقافات الاخرى.
فالثقافة "هي شبكة منظومات القيم والعادات والتقاليد والمعتقدات التي تكون منهجا مسيطرا على شبكة ذهنيات أفراد المجتمع.تحدد طريقة تفكيرهم وسلوكهم. وتحدد طريقة فهمهم لظاهر الحياة وللطبيعة.وتحدد مفاهيمهم ألشموليه الدالة على نظرتهم الى الكون والحياة والموت. وألأنسان ومهماته وقدراته وحدوده وما ينبغي عليه ان يعمل."
لقد بدأ أجداد ألأنسان الحالي منذ آلاف السنين في صناعة لغاتهم وثقافاتهم وحضاراتهم .مستعملين حواسهم وأيديهم وادراكهم وتفكيرهم وألسنتهم.من خلال قواهم الجسديه في علاقاتهم ألجدليه مع القوى والموجودات الطبيعية. حتى انجزوا ما امكنهم من الانجازات الثقافية والحضارية. فكل تجمع انساني في منطقته الجغرافية صنع ثقافته وحضارته التي تتقاطع مع الثقافات والحضارات الاخرى.ومما لا شك فيه ان الثقافات الانسانية لها انجازات متفاوته في اكتشاف ومعرفة قوانين وخواص بعض جوانب الحياة والظواهر الطبيعية التي مكنت الانسان من السيطرة عليها وتذليلها لتنمية حياته الصحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وعبر المسيرة التاريخية للتجمعات ألأنسانية ماتت ثقافات وتجمدت اخرى وتجددت ثقافات.وتطورت اخرى حتى وصلت العصر الحديث بما هي عليه ألآن.وبما ان اللغة هي خزان الثقافة.فان قيم التفكير في هذه الثقافة وقواعده وأساليبه هي التي تتحكم في موت هذه الثقافة أوجمودها أو تجددها وتطورها. ويتضح ذلك في ضوء تاريخ تفكيرها الثقافي.فالتفكير الثقافي هو المنهج الثقافي السائد والمهيمن على تفكير أفراد مجتمع ما وعقولهم في فهم الظواهر الحياتية والاجتماعية والطبيعية وغيرها من ألظواهر وتفسيرها.وكيفية التعامل معها في مرحله من مراحل التاريخ التطوري الثقافي.والثقافة العلمية باعتبارها نتاجا للتفكير العلمي.لا يمكن ان ندرك معانيها ونفهمها بشكل واضح ألا أذا درسناها في ضوء هذا المنهج العلمي التطوري.أو بمعنى آخر ألا أذا استعرضنا تاريخ التفكير الثقافي البشري في مراحله ألمختلفه.فأذا القينا نظرة فاحصة على مكانة التفكير العلمي والثقافة العلمية في سياق هذا التاريخ.نرى أن ألأنسان البدائي وجد نفسه أمام العديد من الظواهر ألطبيعية.وكانت هذه الظواهر اكبر منه قوة وأشد منه بأسا.كان ضعيفا أمام قوى الطبيعة.فكان أمرا طبيعيا ان يتساءل باحثا عن الامان:أين يذهب من العواصف التي تطيح بمسكنه؟واين يفر من الردع الذي يصم آذانه؟ومن ألأمطار التي تغمر ألأرض أحيانا؟وتحتبس عنه عندما يكون في اشد الحاجة اليها.وهناك ألزلازل والبراكين والاعاصير والليل والنهار والشمس والقمر وغيي ذلك من ظواهر الطبيعة.وكلها أمور أثارت خوف ألأنسان ودهشته. .وعندما يثار الخوف يبدأ ألأنسان يتخيل ويتخبط.وحين تثار الدهشة يبدأ ألأنسان يفكر ويبحث متسائلا عن السبب.
ولكن تفكير ألأنسان البدائي لم يكن تفكيرا علميا بالطبع.ذلك انه كان قاصرا محدود الخبرة وألمعرفه شديد الخوف.بدأ ألأنسان يرجع الى نفسه الى ذاته. وهي الشيء الوحيد الذي يستطيع ان يخبره خبرة مباشرة.رجع الى خبرته الذاتية كمصدر للمعرفه عله يجد عندها مصدرا للتفسير.فوجد انه من المكن ان يرى نفسه في أماكن مختلفه في الاحلام.يتحدث ويروح ويخيء ويحارب ويصطاد ويغضب ويفرح.في حين ان جسمه يظل ثابتا في مكانه أثناء النوم. ولما كان ذلك الكائن الذي يراه أثناء النوم يستطيع ان يخترق الحجب ولا يتقيد بطبائع الاشياء.لذلك اعتقد انه من طبيعة مخالفه لطبيعته.وسمى هذا الشيء بالروح او النفس.واعتقد واعتقد انها تسكن جسده وتغادره مؤقتا في أثناء النوم ثم تغادره نهائيا عند الموت.وبما انه من هاتين الحالتين لا يستطيع أن يتحرك أو يفكر أو يأمل ويتأمل. لذلك فقد عزا ألأنسان الى هذه الروح حركته وسلوكه. واعتقد أنها مسؤولة عن كل ما يصدر عنه. كان ذلك التفكير الذي فسر به الانسان البدائي سلوكه.هو نفسه الذي اعتمد عليه في تفسير الظواهر والقوى الطبيعية الاخرى من حوله.فنسب أليها أرواحا كروحه هو.وعزا أفعالها وظواهرها ألى أرادة خفيه يتصورها على نحو ما يتصور ارادنه هو.أرادة تعمل بحرية ذاتية دون تقيد بقانون او نظام.ودون خضوع لمنطق "العلل"أو "ألأسباب"بل ان مثل هذه القوى الخفية أو ألأرواح ألألهية أو النفوس التي تسكن أجسادنا.كانت في نظره هي ألعلل ألأولى للأشياء والقوى الطبيعية.وهي المتصرفة بذاتها بشأن ا ألأنسان نفسه.أليس في يدها ان تحيي ألأنسان او تفنيه؟أليس في يدها أمر حمايته أو ألأطاحة به ؟أو هلاكه او وفاته؟ومن هنا كان لا بد ان يعبدها وان يبتهل لها ويتوسل أليها أذا احتاج الى تحقيق رغبة او قضاء حاجة.وليس هناك طريق أخر غير ذلك.ومن هنا أيضا كانت الطقوس والسحر والتعاويذ والعادات الغريبة التي لا نزال نرى الكثير منها في ثقافتنا الحالية.
تلك هي ألمرحله ألأولى من مراحل التفكير ألأنساني.مرحلة التفكير الخرافي.حيث كان دأب العقل ألبحث عن العلل الاولى للأشياء.محاولا أرجاع كل طائفه من الظواهر الى مبدأ مشترك يفسرها.وحيث أسند الانسان الى الكائنات الطبيعية حياة روحية شبيهة بحياة ألأنسان.وعزا ألى هذه ألأرواح جميع ما يحدث في هذا الكون من الظواهر.
ومن أمثلة هذا النوع من ألتفكير ألثقافي ألخرافي مثلا: أعتقاد قدماء المصريين أن الانتقال الظاهري للشمس تفسيره ان أله الشمس "رع"يسافر كل يوم في قارب يسبح في نهر.وقد يحدث ان يهجم على ألزورق ألألهي حينا بعد حين ثعبان ضخم فيبتلعه في جوفه.لكن الزورق يعود ألى ألظهور من جديد.
أو تفسير ألأنسان الاول للرياح والعواصف بأنها نفس ألأرواح والشياطين عندما تزفر زفرا شديدا.أو المطر بأنه دموع ألآلهة وغير ذلك من التفسيرات التي لا يزال بعضها قائما بيننا. في ذهنيات بعض العامة من الناس وفي عقولهم.فتفسير المرض مثلا بأنه "عين وصابت المريض" أو أرجاع ظواهر ألأطراب النفسي الى الشياطين وألأسياد التي تسكن جسم المطرب وغيرها.كل هذه أنواع من التفكير الخرافي الذي حاول به ألأنسان عصورا من الدهر أن يفسر بها الظواهر ألطبيعية من حوله.
فخصائص هذه ألمرحله ألثقافية بوجه عام. هي أن تفسيراتها للظواهر الحياتية والطبيعية تعتمد على افتراض وجود كائنات خارقة للطبيعة.كائنات لا ترى تتحكم في كل ما يحدث حولنا من تغيرات.وما دامت هذه الكائنات غير مرئية. لذا أطلق ألأنسان لخياله العنان.فيما يمكن أن يسنده اليها من صفات. "فكل ما تعجز المدارك عنه كائن مثلما الظنون تشاء" لذلك فأن منهج التفكير في هذه ألمرحله هو منهج خرافي.ليس له أي أساس من الواقع.ما سهل من أنتشار ثقافة الخرافات والسحر وألشعوذة بين أفراد الجماعة ألأنسانية.وما قيد فعاليات ألعقل وألادراك وغيب قدرته على التفكير ألطبيعي.فتأخر ألأنسان في فهم ألطبيعة المحيطة به.وفي قدرته على السيطرة عليها.وما زالت مجتمعات العالم الثالث تعاني من هذه ألأعاقة الثقافية.
ألا أن عقل ألأنسان في بعض ألمجتمعات سار خطوة أخرى في التفكير. فأستبدل ألأرواح وألشياطين ألتي كان يفترض وجودها مستقلة عن الاشياء. أستبدلها بعلل أخرى ذاتية تكمن داخل الشيء نفسه.تلك العلل الجديدة ليست في الواقع سوى معان مجرده. جسدها للأنسان خياله وساعده على ذلك جهله بالعلل الحقيقية. ظهر مثل هذا التفكير في الفلسفات وألأديان ألمختلفة قديمها وحديثها.حيث نجد معاني مثلالصورة ألهيولي.الجوهر الماهية القوة الفاعله والعلة الغائية.وما ألى .ذلك من محركات أو علل أولى للأشياء والظواهر جميعا.فقوة كيميائية معينة مثلا تفسر التغيرات والتفاعلات التي تحدث في الاجسام.والقوة الحيوية تفسر الحياة ومظاهرها .وأرادة الحياة أو الطاقة الحيوية تفسر ألسلوك وألتفاعل بين الناس.
أن الفرق بين هذا ألأسلوب من التفكير والتفكير الخرافي هو أن ألفكرة ألمجردة حلت محل ألروح أو ألأله.وبدلا من أن تكون ألعلة في حدوث الشيء مفارقة عنه.فقد أصبحت ساكنة فيه.فطبيعة ألشيء جوهره أو صورته مثلا هي ألتي تحدد صفاته وخصائصه.وعقل ألأنسان هو ألذي يفكر وهكذا.ولكن ما هي طبيعة ألشيء وما جوهره وما هي الصورة وما هو العقل؟ان هذا النوع من العلل لم يكن خاضعا لأي ملاحظة أو أختبار.. ولذلك فهو لا يختلف من هذه الناحية عن الارواح والشياطين أو ألآلهة في المرحلة السابقة الذكر. وكل ماحدث هو أن ألأنسان قد جرد بعض الصفات ألعامه من ألحوادث الطبيعية ألجزئية التي تتصف بها. ثم جعل لهذه الصفات أو ألمعاني ألمجرده بعد ذلك وجودا في ذاته. مستقلا عن الطبيعة أو الحوادث الطبيعية التي جردها منها. ثم جعل من هذه الصفات القوة ألتي تحرك الطبيعة. ولذلك سمي هذا التفكير بالتفكير الميتافيزيقي.
وأذا كان ألأسلوب الخرافي في التفكير قد أعتمد على ألخيال. فأن ألأسلوب ألميتافيزيقي قد اعتمد على ألأستدلال القياسي. وهذا ألأخير وأن أفاد في هدم ألتفكير الخرافي ألى حد ما.لم يأت بجديد من حيث فهم الطبيعة والسيطرة عليها. ذلك أنه أذا كان ألعقل قد تخلص بألأسلوب الميتافيزيقي من ألأرادات أو القوى ألخارقة للطبيعة. فقد أحل محلها معاني مجرده لا وجود لها في الواقع. ولا هي خاضعة لأي سيطرة أو لأي ملاحظه.
ولكن نتبين عقم هذا ألأسلوب من التفكير. نأتي بمثال بسيط أفترض ديكارت لكي يفسر هذا النشاط النفسي أن هناك نفسا وأن ألنفس عنصر بسيط مفكر. ثم عين لها ثم عين لها مكانا ممتازا ثم عين لها مكانا ممتازا من جسم ألأنسان هو الغدة الصنوبرية. حيث تقوم النفس بوظائفها بنوع اخص منه في سائر ألأجزاء وتنتشر قوتها في سائر الجسم كله. وكلما أرادت ألنفس شيئا حركت ألغدة المتحدة ألحركة ألازمه لأحداث ألفعل ألمتعلك بتلك ألأرادة. ويؤثر الجسم في النفس بأن يبلغ أليها ألحركات ألواقعة عليه والحادثة فيه. فتترجمها ألوانا وأصواتا وروائح ورغباتا وآلاما.
وأذا سألناه: كيف عرف أن ألنفس عنصر بسيط؟ فأنه لا يسستطيع ان يجد جوابا. وأذا سألناه كيف يتم تأثير ألنفس في الجسم؟ وكيف يتم تأثير الجسم في النفس؟ وكيف تتم هذه ألترجمه ألتي يتحدث عنها؟ ولم تحدث هذه ألظواهر؟ فأنه لا يستطيع جوابا أيضا. بل أذا سألناه : كيف عرف أن هناك نفسا؟ فأنه أيضا لا يعرف كيف يبرهن لنا عن ذلك. فكلامه أذن لا يفيد أي معرفه للظواهر ألتي نريد فهمها. ولا يفيد بالتالي في سيطرتنا على ألطبيعة ألتي نريد السيطرة عليها. كما انه لا يحتمل ألى جانب ذلك ألبرهنة على صدقه أو كذبه. حتى نكون على بينه من حقيقة ألأمر الواقع..وبذلك يبقى ألواقع مجهولا كما بدأنا به مجهولا.
على هذا النحو كان تفكير ألأنسان في مرحلة ألتفكير ألميتا فيزيقية. يفسر الظواهر من حوله. ففي مجال التغييرات الكيميائية مثلا. أفترض ألكيميائيون وجود مادة الفلوجستين لتفسير ظاهرة ألأحتراق . وبعض التغيرات الكيميائية ألأخرى التي تحدث في ألأجسام. ولكن ما هو ألفلوجستين؟ انه مادة لم برها أحد قط. ولا يمكن ان ترى . وكل ما تأتي به فكرة ألفوجستين. هي ان ألأجسام التي فيها الكثير من الفلوجستين سريعة ألأشتعال.والنار نفسها الحادثة من الاحتراق هي مظهر من مظاهر الفلوجستين. والفحم عندهم كان مادة كثيرة الفلوجستين. ولذلك فهو يحترق بسرعة ويخرج الفلوجستين الموجود فيه في صورة نار. وهكذا كان احتراق المواد يفسر بوجود مادة الفلوجستين. دون ان يكون هناك فائدة عملية لمثل هذا التفسير. ودون أن يكون لما يسمى لمادة الفلوجستين أي وجود.أو تحديد يساعد على الفهم أو التنبؤ أو ألضبط.
ألمثال ألآخر هو تفسير ظواهر الضغط الجوي. بأفتراض وجود قوى ذاتية في الطبيعة هي "كراهية الطبيعة للفراغ" وأن "العالم ملآن دائما" فقد لاحظ الناس في العصور الوسطى أن البيرة لا تخرج من برميلها أذا لم يكن به الا ثقب واحد في أسفله. فقالوا أن البيرة أذا خرجت من برميلها لأحدثت فراغا والطبيعة تأبى الفراغ. وعللوا عدم خروج البيرة من ألبرميل بكراهية ألطبيعة للفراغ. وكان من السهل جدا ألأعتماد على هذا ألمبدأ في تفسير الظواهر المشابهة. فالماء يرتفع في ألأنبوبه عند الشفط لأن الطبيعة تكره الفراغ. والمضخة ألماصه تحدث رفع ألماء لأن الطبيعة تكره الفراغ. وهكذا يكون التفسير بقوة مجردة لا وجود لها في الواقع. ولا دليل على وجودها بأي طريقة من الطرق. ولكنها موجودة مع ذلك (في ذهن الناس فقط) أي في تفكيرهم ألميتافيزيقي.
بهذا ألأسلوب أذا كان الميتافيزيقي يتحدث عن الخير في ذاته وعن الشر في ذاته . وعن المثل وعن العقل الجمعي.كما لو كانت أشياء لها وجود في الواقع. ويعتبر هذه التجريدات الوهمية مسؤولة عن تفسير الظواهر من حوله. تاركا الواقع ذاته معلقا في عالم من ألألفاظ فحسب. فأبتداءا من هذه ألألفاظ التي لا وجود لها في الواقع. كان الميتافيزيقي يدور في ألأستدلال من قضية الى أخرى تلزم عنها. ثم من والى أخرى دون أن يؤدي ذلك ألى علم جديد. بل دون أن يعلم هل هذه القضايا تصور الواقع أو لا تصوره. ولم يؤدي هذا بالطبع الى تقدم ما في فهم الواقع الطبيعي أو السيطرة عليه أو التبؤ به.
وكما أن المنهج الخرافي كان الخاصية ألمميزه للتفكير في العصور ألأولى. كان المنهج ألميتافيزيقي هو الخاصية المميزة للتفكير في العصور الوسطى. ولذا فأن الطبيعة قد ظلت لغزا غامضا على ألأذهان طوال تلك العصور. ظل الجهل بأسرار الظواهر الطبيعية هو الذي يسيطر على عقول الناس. بدلا من أن يسيطر الناس على ظواهر الطبيعة. فهيمنة الثقافتين الخرافية والميتافيزيقية على ذهنيات الناس وعقولهم صادرت اللغة التي أداة التفكير. وعزلتها عن الواقع والاشياء وعن الحياة وألأنسان. وعن التفكير التجريبي.وأسرت مدلولاتها في الخيال الخرافي والميتافيزيقي. مما أدى الى ألغاء الخيال والمخيلة القائمة فعالياتها على أدراك حقائق الواقع. وهما المنتجان لاختراعات التطور والتحديث وقيمهما.
ولم تبدأ ألآية تنعكس ألا في العصور الحديثة. بعد أن بدأت تنقرض دعائم ألتفكير ألميتافيزيقي. وأخذ يحل محله أسلوب آخر من التفكير هو ألأسلوب العلمي. وكان ذلك بسبب ظهور ثورات عدة أهمها الثورة العلمية في دراسة ألظواهر الحياتية والطبيعية.
حدثت أول ثورة في مجال الفلك. حيث لم تعد السماء مكانا مقدسا. لا ينبغي ان نتهجم عليه بالدراسة. عندئذ بدأ ألأنسان يلاحظ ويدون ويرصد ويستخلص القوانين . وتوصل أخيرا ألى قوانين الجاذبية. فتخلص كليا من ألأساطير والخرافات وألأفكار المطلقة ألتي كانت تحيط بهذا الوجود. وتحدد دونما أساس من الواقع طريقة فهم الناس له ولحركته. فعندما لم تعد ألأرض تعتبر المسرح المركزي للرواية الكونية. وعندما تلاشت فكرة تقديس ألأجسام السماوية. وعندما نظر ألأنسان ألى الفلك من حوله على انه خاضع للظروف المادية نفسها التي تخضع لها ألأرض.وبأختصار عندما تخلص الناس من هيمنة التفكير ألميتافيزيقي تقدم علم الفلك. من كوبرنيكس ألى نيوتن. والبحث ما زال مستمرا عن أسرار الكون.
مع هذه ألثورات العلمية المتلاحقة تلاشت ألأفكار أللاعلمية من قبيل فكرة العناصر ألأربعه : ألماء الهواء النار التراب. كعناصر أساسية في تكوين المادة ومبادئ أولية في تفسير تغيراتها. وتلاشت ألأفكار ألأخرى المماثله ألتي لا تعتمد على الواقع. أو الملاحظة. كفكرة الصورة عند أرسطو وفكرة الصفات الخفية. وفكرة الفوجستين. وتلاشت جميع هذه ألأفكار الخرافية والميتافيزيقية. ألتي كانت عقبة كأداء أمام ألتفكير العلمي. وحلت محلها فكرة الجسيمات والذرات والجزيئات المتحركة. وهي الفكرة القائمة على أساس من الواقع والملاحظة الواقعية. عندئذ بدأ ألأنسان يسيطر على أحوال المادة وتغيراتها الكيماوية. وأخذ علم الكيمياء يسير في طريق التقدم مكتشفا قوانين التفاعلات الكيماوية في المادة الحية والمواد الطبيعية.
وتقدم علم البيولوجيا بعد ان تخلص العلماء من فكرة ألأرواح الحيوانية ألتي كانت حسب ألأعتقاد الخرافي والميتافيزيقي تسير ألأجسام وتحرك أعضاءها .وكان لأكتشاف ألدورة ألدموية على يدي "هارفي" . الفضل في تفسير الوظائف والنشاطات الحيوية . وتبين بفض هذا العلم أهمية الماء والهواء . والغذاء والحركة والجنس في استمرار حياة الكائنات .
كذلك عندما تخلى ألأنسان عن خرافة ."كراهة الطبيعة للفراغ "وهي الخرافة القديمة ألتي كان يفسر بها عمل المضخات .وحلت محلها "فكرة ألضغط الجوي". بدأ ألأنسان يسيطر على ألهواء . ثم أصبح باستطاعته أن يسبح في الفضاء بواسطة الطائرات والصواريخ والمكوكات الفضائية . وهكذا فأن نهضت ألأنسان في العصور الحديثة لم تتم الا عندما ثار على النماذج ألخرافية وألميتافيزيقية . وأحل محلها ألأسلوب العلمي في التفكير .وأذا كان ألأنسان قد ثار على تلك الطرق العقيمة في التفكير . فأن جوهر ثورته وأساسها كان في الدعوة ألى الخروج ألى الطبيعة لملاحظتها ودراستها . بعد ان أغمض عينيه عنها طوال تلك العصور ألماضيه .
ببساطه عمل كل من التفكير الخرافي والميتافيزيقي على الحد من اهتمام ألأنسان بالطبيعة . وعطله عن ملاحظتها . وأقعده عن تفعيل حب حب المعرفة لديه. فالتفكير الخرافي جعله يهيم في عالم من الخيال وألأوهام. وأما التفكير الميتافيزيقي فقد شجعه ودفعه للأهتمام بالعالم ألأخر. وجعله يقتنع أن كل ما نعرفه بواسطة حواسنا ما هو ألا صورا ناقصة مشوهة لما هو موجود وقائم في عالم قائم وحقيقي فيما وراء الطبيعة. ولم ينقذ الانسان من غياهب الخرافة والميتافيزيقيا. ألا عندما بدأ يثق في حواسه. ويعتمد على خبرته الحسية والتجريبية في دراسته للطبيعة. فتجمعت لديه معرفة من نوع جديد.هي ما نسميه بالمعرفة العلمية. ألتي حررت تفكيره وشجعته ودفعته ألى تفعيل حب المعرفة لديه.
لم يتحقق التقدم العلمي للأنسان ألا بقيام الثورة ألعلمانية ألمدنية ألديمقراطية. ألتي بينت خصائص كل من ألتفكير ألديني وألتفكير العلمي. وبينت أن التفكير الديني تفكير شمولي مهيمن على ذهنيات أفراد ألمجتمع لصالح الطبقات ألمتنفذة في المجتمعات الدينية في كل العصور .
في بعض المجتمعات سارعت ألثورة ألعلمانية وبكل حزم. ألى فصل الدين عن نظام الحكم. حتى يكون العقد الاجتماعي مستمدا من واقع المجتمع وثقافته.على أساس حماية الحريات ألمدنية والديمقراطية. وبقي الدين علاقة بين الانسان وربه. ومصدرا من مصادر التشريع وثقافة أجتماعيةأ أخلاقية انسانية. تسودها المحبة والتسامح بين الانسان واخيه الانسان. .
غرست أثورة العلمانية قيم التمدن الديمقراطي ومبادئه في المجتمع. كما عززت قوة الثورة العلمية والصناعية والتنمية الاقتصادية. وعملت على حماية حرية التفكير وحرية التعبير. ما سهل انتشار التفكير العلمي والثقافة العلمية بين افراد المجتمع.
ما هو العلم؟ وما هو التفكير العلمي؟ الذي أوصل الانسان الى هذه المرتبة من التقدم؟
يقول جوليان هكسلي: العلم عبارة عن ذلك النشاط الذي نحصل به على قدر كبير من ألمعرفه بحقائق الطبيعة وعلى السيطرة عليها. أن العلم كنشاط أنساني يهدف الى وصف الظواهر التي يدرسها وتصنيفها. ولكنه لا يقتصر على هذا الهدف. بل يحاول اكتشافات العلاقات بين الظواهر المختلفة. أن فهم ظاهرة ما لا يؤدي أذن ألى قيام العلم. فلا بد من فهم علاقة هذه الظاهرة بالظواهر ألأخرى. لأن فهم هذه العلاقات الجدلية هو الذي يمكن الانسان من زيادة سيطرته على الطبيعة.
ولما كانت ظواهر الكون عديدة. فأن العلاقات بينها عديدة ومتشابكة. ولذلك لجأ العلماء الى تفسيمها في مجموعات لتسهيل دراستها . فنشأت العلوم المختلفة. فالظواهر الخاصة بالفلك كانت موضوعا خاصا لعلم الفلك. والظواهر الخاصة بالسلوك الانساني كانت موضوعا لعلم النفس. والظواهر الخاصة بالتغيرات التي تحصل في المادة كانت موضوعا لعلم الكيمياء. "وهكذا نشأت العلوم المختلفة دون وجود فواصل بينها. فالظواهر مترابطة والعلوم كلها أذن مترابطة. فالعلم أذن لا يرتبط بموضوع ما أو بمجال ما أو بظاهرة ما. بمقدار ما يرتبط بالعلاقات والقوانين ألتي تسير بموجبها الظواهر كافة. سواء أكانت فيزيائية أم كيميائية أم اجتماعية أم نفسية."
ويميز الباحثون بين التفكير العلمي وبين تفكير العلماء. فالتفكير العلمي منهج أو طريقة منظمة يمكن استخدامها في حياتنا اليومية أو في أعمالنا ودراساتنا. بينما يقوم تفكير العلماء على أساس دراسة مشكلة محددة متخصصة.. مستخدمين في ذلك لغة ورموزا علمية خاصة بتلك المشكلة. فالتفكير العلمي ليس تفكيرا متخصصا بموضوع معين. بل يمكن أن يوجه في معالجة جميع الموضوعات والقضايا.التي تواجهنا. فمثلا العالم الفيزيائي يفكر في الظاهرة الفيزيائية أو بعض أجزائها. بينما يمكن أن يتوجه التفكير العلمي لمناقشة الظواهر وألأحداث وألقضايا والمواقف العامة دون اعتبار للتخصص. والتفكير العلمي بموضوع ما يتطلب معرفة الحقائق والمعلومات المتعلقة به. حتى يتمكن باحث الموضوع من التفكير به على أساس تنظيم ألأفكار وألأساليب . أستنادا ألى ألمبادئ المنطقية .
وبما ان العلم والتفكير العلمي ( عبيداتت وأخرون. 1987 ) هو نشاط أنساني. يهدف ألى فهم مميزات الظواهر الطبيعية المختلفة وفهم علاقتها الجدلية بأكتشاف الأسباب والعلاقات والقوانين ألتي تحكم هذه الظواهر. والتنبؤ بالظواهر والاحداث الممكنة الحدوث أثناء أنشطتها. وأيجاد الطرق المناسبه لضبطها والتحكم بها. فأن الانسان العادي يحتاج الى التفكير العلمي في مواجهة مشكلاته. أنه يعيش بين عشرات من المواقف ألتي تتطلب بحثا علميا. فالتفكير العلمي أو البحث العلمي ليس تفكير العلماء فقط. أنه تفكير يحتاج أليه كل الناس سواء أكانوا مدرسين أم طلابأ.. مهندسين أم عمالا. أطباءا أم محامين. مزارعين أم تجارا. ربات بيوت أم موظفات. فجميع الناس يحتاجون الى التفكير العلمي والبحث العلمي كما يحتاج اليه العلماء. فالانسان بحاجة ألى أن يعرف أفضل طريقة للتعامل مع جسده ونفسه وعقله. ولأختيار طعامه ولأرتداء ملابسه. ولتنظيم علاقته بالآخرين. ومن أجل تحقيق ذاته. فأنه يحتاج الى معلومات وحقائق. تتعلق بكل هذه القضايا وألأمور. ويحتاج الى معلومات وحقائق تتعلق بعمله وتطوير هذا العمل. كما يحتاج الى معلومات تساعده على تحسين أساليب حياته وزيادة دخله. ويحتاج ان يعرف كيف يساعد أفراد أسرته في تسيير أمورها.فألمعرفة هي الثروة الضرورية للتفكير والبحث العلمي. والتفكير والبحث العلمي هو الاساس في تقدم المجتمع. أنه الأساس في تقدم التاجر والعامل.وأزدهار المزارع وتحصيل الطالب وتخطيط المعلم. أنه ليس ترفا يمارس لقضاء الوقت وشغل الفراغ.أنه البحث عن الحقائق والتفسيرات والحلول الواقعية والطبيعية ألتي تساعد كل انسان على تطوير حياته وأساليبه. انه الثقافة العلمية أتي تميز المجتمعات المتقدمة.
ومن أهم تطبيقات التفكير والبحث العلمي في الحياة هو اعتماد التخطيط كمبدأ في مواجهة المشكلات الفردية والاجتماعية. فلم يعد الفرد او المجتمع قادرا على أن يعيش في عفوية ويرتجل الحلول والمواقف. فألتخطيط أحد أهم منجزات التفكير والبحث العلمي المهمة ألتي كانت وما زالت أساسا للتنمية ألأجتماعية والاقتصادية والثقافية.
فالمجتمعات المتقدمة اختارت طريقها منذ أربعة قرون بالثورة العلمانية وتبني التفكير العلمي وألثقافة العلمية. فقطعت أشواطا طويلة في ميادين الحياة المختلفة في التقدم والتطور والتحديث. أما المجتمعات النامية فليس أمامها ألا ان تتبع في حياتها المنهج العلمي وطريق الثقافة العلمية في التفكير والتطبيق. لتقليص الهوة بينها وبين المجتمعات المتقدمة. صحيح ان الطريق شاقه وصعبة.وأنها تتطلب العزم والتخطيط .وتتطلب تضحيات تبدأ بنبذ العادات والتقاليد والنظم الاجتماعية والسياسية المعيقة لصناعة ثقافة التغيير. ولا بد من القيام بالثورة العلمانية لأنها الطريق الوحيد لنشر الثقافة الديمقراطية والثقافة العلمية. فهي المنطلق ألأساسي للتقدم العلمي في مختلف النشاطات ألأقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية.



#محمد_نضال_دروزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا المجتمعات العربية والاسلامية ما زالتت خلف شوارع التاري ...
- حرمان الحب بين العشاق عذاب.
- يا حبيبي كل يوم وكل عام وانت لروحي مصدر الفرح.
- حبيبتي . . . عروسة أفراح حياتي.
- أحضان الحب وقبلاته.
- قناعات الانسان وشعوره بالسعادة.
- أئمة مذهب السلفية الجهادية في الاسلام.
- متى يثور العبد؟ حوار بيني وبينها.
- مميزات الانسان المدني الديمقراطي.
- في بلادنا الابواب مغلقة امام حريات الانسان الانسانية.
- أغلب أفراد مجتمعاتنا مخصيين ثقافيا.
- طفلتي المراهقة الشهية زينة حياتي.
- يا صديقي يا حبيبي يا عشيقي يا نضالي.
- حبيبتي زينة وجودك في حياتي لم يكن عادي.
- كيف يكون الانسان ديمقراطيا؟
- خلاصة الصراع بين الايمان الديني والايمان بالعلم.
- في العقل والنفس ضجة وصراع.
- ألقديسة والحرية والحب والسلام.
- ما هي اسباب عجز الاحزاب اليسارية والتقدمية عن تحقيق مهامها؟
- كيف تتكون ثقافة التغيير؟


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد نضال دروزه - من ألميتافيزياء الى الفيزياء محطات على طريق العلم.