أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - أهلاً تشرين














المزيد.....

أهلاً تشرين


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7388 - 2022 / 10 / 1 - 18:22
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


منذ ثلاث أعوام مضت صدحت حناجر العراقيين ببراءة تقول وتردد كلمة الحق في وجه حكومة الفساد والتوليف الطائفي و المحاصصة البغيضة ، كانت الصرخة هي إرادة العراقيين الصادقة والمتبنية لمشروع التغيير والبناء الوطني ، لذلك كانت صرخةً طاهرةً غير مدنسة بأوساخ المذهبية والطائفية والدينية المريضة ، كان حلم الشباب والشابات في بناء وطن محترم يستحق العراقيين ويستحقونه بعد كل هذا الشتات وكل تلكم المعاناة والألم ، الذي عاشوه عبر سنيين من الحروب والفتن والإرهاب ، وكانت الرؤية و الهاجس أن يعيش عامة العراقيين كباقي خلق الله في أمن وأمان وكرامة .

تلك كانت الحقيقة التي تعرفونها بخصوصيتها وعمقها الوطني العراقي المستقل غير المنحاز للشرق أو للغرب ، ولهذا كان الشعب كل الشعب معها في السر والعلن ، وذلك لوضوح أهدافها وبساطة شعاراتها و شعورها ، لكن أيدي الحاقدين أبت إلاَّ أن تلف من حولها كل الصعاب من أجل أخماد جذوتها ونورها ، ومع كل ذلك لم تستطع إلى أن عمد الحقد أن يستعمل وسائله الدنيئة فجرت على أثر ذلك دماء في شوراع بغداد والناصرية وبعض المحافظات الحريصة على التغيير والبناء ، وهكذا قدمت تشرين المئات من القرابين على مذبح الحرية ، ولم تلن شوكتها أو تبرد نارها .

وقد أستلهم منها أخرين كيف يكون الصمود والمطاولة ؟ وكيف تكون المبارزة حرة مستقلة ؟ ، فتكونت على أثرها جماعات وفئات شجعت بعض الخاملين والملتمسين ثوب العافية ليقولوا كلمة الحق من غير وجل ، وهكذا رأينا كيف كانت هبة عاشوراء هذا العام ؟ وكيف كانت رؤيتها ونضجها وسمو أهدافها ؟ .

تشرين ليست محطة أستذكار وحسب !! ، ولا هي ترديد لشعارات من هنا وهناك !! ، بل هي هذه الوطنية الخلاقة وتلك الروح المفعمة بمعاني الحرية والعدالة والقانون ، وكم كانت مقولات الشباب حينها ناضجة ومستوعبة لما يجري من احداث ومشكلات عندنا وفي العالم ، تشرين ليست عدواً لأحد ولم تكن ذات يوم كذلك ، إنما هي هذه الروح العراقية المحبة للخير والسلام والعيش المشترك ، ونزع هذا الفتيل الذي جاء به الأغراب من قريب وبعيد إلينا ، تشرين كانت الروح التي أعادت للعراقيين شعورهم بأن لهم وطن وعليهم واجب الدفاع عنه .

ربما يقول قائل وكم تبقى من عهد تشرين ؟ ونقول وببساطة : تشرين ليست أرقاما وحسابات ، إنما هي هذه القيم وتلك الروح التي لا تقبل الضيم والخضوع والذل والمهانة ، تشرين زرعت في وجدان كل عراقي شريف معنى الحرية و معنى الإصرار على الحق والمطالبة فيه ، ومعنى الوثبة الملتزمة بكل نواميس الحياة الصحيحة ، تشرين دعت عبر وسائلها المتاحة إلى تعميق الوعي والشعور بالمسؤولية الوطنية ، ومعنى الإنتماء ومعنى الإيمان ، وكيف يجب ان تكون العلاقة خالصة للوطن دون سوآه ، طبعا الوطن الجامع لتاريخه وحضارته وشعبه ووعيه ورؤيته لما يجب ان يكون عليه مستقبل أبنائه .

في تشرين 2019 كانت العزيمة عالية وكانت الأهداف واضحة جلية ، وكنا وكان العالم يسمع معنى الديمقراطية التي كنا نرغب فيها ونريد ، وحين تجافى المشاركين في العملية عن كل هذا أتت إنتخاباتهم عرجاء شوهاء ، لم تستطع أن تؤوسس شيئا ذا قيمة أو معنى ، وأحدثكم هنا عن الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية .

فمنذ ذلك اليوم الأسود الذي وضع بريمر يده على مقدرات العراق وقام بتوزيع الحصص والمناصب توالت نكبات العراق وشعبه ، ومنذ تلك اللحظة السوداء التي أسست لدستور أعور أخرق ، والذي أتخذ من لبنان مثلاً وقدوة له ضاعت حقوق العراقيين وأندثرت .

وأما نحن وأنتم فكنا شهوداً على أحلام العراقيين وأمانيهم الكبيرة وكم كانت نقية ونبيلة ، كانت الأحلام في تأسيس دولة العدل والسلام والحرية ، وكل ذلك قد تبخر بفعل ما قام به سياسيوا هذا الزمن التعيس ، أولئك الذين أسسوا وطنا طائفيا مريضاً تتنازعه الأهواء والرغبات والمطامع ، أولئك الذين نهبوا وسرقوا كل شيء ، ولم نشهد مرة واحدة أن أقيم بحق هؤلاء الأدعياء يوماً سيف العدل على واحدا منهم ، فأموالهم وسرقاتهم بنت القصور والعمارات والشركات في دول العالم القريب والبعيد ( ماعدى العراق ) ، الذي ظل في بؤسسه وألمه وحرمانه .

إنه نفس العار الذي حفز جيل التشرينيين سنة 2019 ، هو نفسه الذي يحفز الجيل الجديد لكي يجدد العهد والميثاق مرة أخرى ، على أمل هذه المرة أن يكون الموقف مختلف بالمطلق ، إذ لا يصح هذه المرة الضعة والتمييع والليونة والمخاتلة والتصديق بمن يلعبون بالألفاظ والكلمات والجمل ، من أجل التسويف والمماطلة ودوام الحال على ماهو عليه .

تشرين هذه المرة نحيَّيه ، ونقول أهلاً به لشعور عميق يراودنا بأن شباب العراق وشاباته هذه المرة لن يتراجعوا ، فحجج القوم كلها توضحت وبانت ، ولم يبق من كورنا التي عطلت سير المسرة غير أسمه ، ولهذا نقول أهلاً تشرين وبما يتحصل منه من ناتج وطني كبير إنشاء الله ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غباء الشعوب الشرق أوسطية
- الغرانيق القصص الزائفة
- المستقبل المجهول
- رمضان كريم
- غزوة اوكرانيا
- سعد الدين الهلالي و التخريف
- العرب في الميزان
- سمير جعجع و الفنتة
- بيان حول أحداث مجزرة الناصرية
- الماسونية ... الحلقة الثانية
- الماسونية
- العنصرية
- كورونا ... والعراق
- نظرة محايدة لدعاء كميل
- مصطفى الكاظمي في ميزان العقل
- الدجال
- نظرة في الأصولية
- إنهيار الحُلم الأمريكي
- الانتظار في زمن الكورونا
- سجن الحوت في الناصرية


المزيد.....




- بوليتيس: هكذا يشعل اليمين المتطرف الفرنسي حربا عرقية ودينية ...
- جبهة البوليساريو تتبنى هجوما على السمارة في الصحراء الغربية ...
- إعلام إسرائيلي: ترامب يريد تحرير نتنياهو من قبضة اليمين المت ...
- صوفيا ملك// الاستعدادات الحربية للإمبريالية الأطلسية وصراع إ ...
- البوليساريو تتبنى هجوما على السمارة في الصحراء الغربية والجي ...
- ب? توندي س?رک?ن?ي د?ستگيرکردني ه??سو?اواني نا?ازي د?ک?ين ل? ...
- زهران ممداني... يساري مسلم يهزّ نخبة نيويورك
- استمرار شرارة انتقام النظام المخزني من عائلة قتيل جهاز الأمن ...
- رائد فهمي: المتغيرات تؤكد أهمية السير على طريق التغيير الشام ...
- لا حادث… بل جريمة نظام


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - أهلاً تشرين