أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - غباء الشعوب الشرق أوسطية













المزيد.....

غباء الشعوب الشرق أوسطية


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7386 - 2022 / 9 / 29 - 19:28
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أنطلق في هذا التوصيف الصادم من واقع نعيشه وتعيشه الشعوب العربية والإسلامية منذ زمن بعيد ، وقليل ماهم أولئك الذين يفرقون بين العواطف وبين القضايا المصيرية ، ولهذا يختلط في أذهانهم عادة وفي الغالب ذلك ، نرى هذا في الهبات التي تحدث بين فترة وأخرى مع سابق علم إن هذه الهبات والوقفات والمظاهرات لا تغير في قواعد اللعبة الأممية شيئا ، إن لم يكن هناك هدف مقصود واضح المعالم والشروط .

الشعوب التي أعنيها كثيرة الكلام قليلة الفعل ، وفعلها دائماً عبارة عن ردات فعل ، ولهذا تأتي ناقصة أو غير نافعة لأنها لاتبني بقدر ما تكون عوناً في الهدم والتدمير ، وحين أشير إلى هذا لا أبرء أحداً من الولاة أو عامة الشعب ، وبحسب الرصد من عمر الشعوب نجد إن عشرين عاماً مضت من حياتها المعاصرة ، ولم تختزن هذه الشعوب هول النكبات والمصائب التي جرت عليها توالياً ، من غير أن تفكر ولو للحظة في البناء والأعمار والتطوير وسد حاجات المجتمع الضرورية ، بل عمد الجميع إلى إغراق الناس في الفوضى وبأشكال والوان مختلفة ، وقد أدخلوا الدين في هذه الغباوة كلا من جهته كشعاراً لتضليل الناس وإلهائهم عما يريدون ويطالبون ، وهنا أعني العراق وماحوله من دول من جهة التكوين والنظر البدائي ، فقد لطمت به حمى التمزيق والتشتت ساعد على ذلك وفي ذلك جيلاً من الفاسدين وبائعي الضمير والشرف ، ورسخته ثقافة بدائية وتعليم هزيل وكسل وتباطئ ، وعدم إيمان أو شعورا بالمسؤولية الوطنية يأتي هذا من الجميع دون تمييز ، ويذكرني ذلك بقول للإمام علي عليه السلام سابق قال : - كما تكونوا يولى عليكم - ، وهكذا هو واقع الحال فلا الشعب لديه هذا النكران والروح المبدعة الخلاقة ، ولا الولاة لديهم هذا الشعور بالكرامة والمسؤولية ، وكلما جاء موسما وجدنا من ينفخ في البوق من أجل تعميم الخرافة والخداع و الخمول والضعة حتى تنافر الشعب الواحد أشتاتاً متفرقين ، وتقاتل وكلا بحسب مذهبه ورأيه و يحسب انه من اصحاب الجنان ، حتى قيل قائلهم - القاتل والمقتول في النار - .

ومن العراق أنتقلت عدوى الغباوة إلى سوريا التي كانت آمنت مطمئنة ، فغيرة أهل المذاهب والنفاق لم تتحمل إلاَّ بان كدست كل حقد السنيين لتغتال الأمن والأمان اللذين كانا يلفان البلد من شماله لجنوبه ، وخرجت عليه فقاعات الزمن الغابر من فئات وعناصر وإرهاب حرق الأخضر واليابس ، وهكذا دواليك جرت في كل شطآن العرب من المحيط إلى الخليج ، وفي غالب هذا كان المحرك شعورا بالضنك والضيق من دكتاتوريات القمع والظلم ، ومن التوزيع غير العادل للثروات وانتفاع اصحاب المصالح والهوى منه فقط ، وفي هذا الشأن تحدثنا ليبيا عن ذلك غير مشكورة فجرت خلالها أنهارا من الدمار والدماء .

إنه الغباء ياسادة الذي دمر وأفنى ولازلنا نلوك عصارته المرة ، ففي إيران مثلاً حيث الحكم البدائي المخالف لقواعد الحياة الجديدة ، هناك ثمة مايؤرق في الكيفية التي يجب ان يتم بها التعامل مع الحادثات وكذلك في كيفية الإنتقال في الحكم من طريقته القديمة إلى شيء جديد من دون فوضى ولا دماء ، فنحن قد عانينا الفتن والملاحم من هذه الفوضى منذ عشرين من السنيين ، ورغبتنا ماسة أن يقرأ من يهمهم الأمر الأمور على نحو مختلف غير ذاك الذي ألفناه قبل أربعين سنة .

فالعالم لم يعد كذلك والناس كذلك تبدلت أوطارها وهذه حقيقة يفهمها ذوي النهى ، ولعل إيران تختلف شيئا ما عنا لما تمتلكه من رصيد في الإدارة والسياسة من أجل تجنب الوقوع في الفوضى التي لا تبقي ولا تذر ، وأنا في ذلك من الناصحين وحريص على العراق كي لا تزيد الطين بلته ، فيركس في مهاوي الردى إلى حيث لا ينفع وستكون النهاية التقسيم على الشروط التي لا يظن بها البعض من السذج وطيبي القلب ، كل هذا سببه غباء الشعوب وحين تخلط بين العواطف وقضايا المصير ، وحيث يكون ذلك كذلك فالمستقبل سيكون عاتما أسوداً ليس له ضوء ولا نهاية فيه لنفق في الأفق ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرانيق القصص الزائفة
- المستقبل المجهول
- رمضان كريم
- غزوة اوكرانيا
- سعد الدين الهلالي و التخريف
- العرب في الميزان
- سمير جعجع و الفنتة
- بيان حول أحداث مجزرة الناصرية
- الماسونية ... الحلقة الثانية
- الماسونية
- العنصرية
- كورونا ... والعراق
- نظرة محايدة لدعاء كميل
- مصطفى الكاظمي في ميزان العقل
- الدجال
- نظرة في الأصولية
- إنهيار الحُلم الأمريكي
- الانتظار في زمن الكورونا
- سجن الحوت في الناصرية
- تحذير هام


المزيد.....




- بوليتيس: هكذا يشعل اليمين المتطرف الفرنسي حربا عرقية ودينية ...
- جبهة البوليساريو تتبنى هجوما على السمارة في الصحراء الغربية ...
- إعلام إسرائيلي: ترامب يريد تحرير نتنياهو من قبضة اليمين المت ...
- صوفيا ملك// الاستعدادات الحربية للإمبريالية الأطلسية وصراع إ ...
- البوليساريو تتبنى هجوما على السمارة في الصحراء الغربية والجي ...
- ب? توندي س?رک?ن?ي د?ستگيرکردني ه??سو?اواني نا?ازي د?ک?ين ل? ...
- زهران ممداني... يساري مسلم يهزّ نخبة نيويورك
- استمرار شرارة انتقام النظام المخزني من عائلة قتيل جهاز الأمن ...
- رائد فهمي: المتغيرات تؤكد أهمية السير على طريق التغيير الشام ...
- لا حادث… بل جريمة نظام


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - غباء الشعوب الشرق أوسطية