|
سعد الدين الهلالي و التخريف
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 10:22
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
المواظبة على فعل الخير والسير في طريق الإعتدال نهج وإرادة ، وهو يحتاج إلى الإبتعاد عن مواطن الخلل والمصالح الضيقة ، وها أنا منذ زمن كنت ممن يشجع منهجك أيها - الهلالي - في البحث و نشدان الحقيقة من مصادرها دون إلتواء أو أعوجاج ، وهكذا كنت دوماً شغوفا ومحترما البحوث التي فيها من الواقعية والعلمية ، ولهذا ساندتك أيها الهلالي في غير موقع ومكان وعلى روؤس الأشهاد . لكني اليوم فوجئت وظننت إن في كلامك عن - عاشوراء - كبوة عابرة أو سقطة من غير قصد ، وأنت تحاول لي المعاني خدمة لأغراض سياسية طارئة ، والخطيئة إنك أعتبرت عاشوراء عيداً يجب محاربته لأنه يدعوا للفرقة والفتنة ، وليتك لم تدلي بدلوك في هذا المجال ، لأنك تخطيت العلم والعلماء والمباحث الرصينة في هذا وقد خانتك عاطفتك وإندفاعك الزائد عن الحد والمبالغ فيه ، وأجزم إنك في ذلك قد أنطلقت مدفوعاً بقصد سياسي مغيء ، حاول الداعمين تمريره عبر كلماتك وتبريرك الفاسد هذا . وأنا على يقين إنك لم تميز بين مفهوم العيد هنا ومناسبة عاشوراء أو هكذا بدى لي ، فمناسبة عاشوراء ذكرى أليمة بكل المقاييس ومحاولة طمسها هو مساعدة الظلم والظالمين في النمو والتمدد ، ولك أن تعلم ما حصد الظلم في يوم عاشوراء من أرواح طيبة طاهرة لم تبغ الفتنة ولم تدع للحرب والقتال أبداً ، ومناسبة عاشوراء أيها الهلالي هي يوم نستذكر فيه سطوة الظلم وعنفه وجبروته وتجلياته الدائمة في تمام الأزمان والأماكن ، كما أنها دعوة لتحرير الانسان وتذكيره بمعنى العدل وماينبغي له من السعي لتحرير الأوطان والأبدان . ذكرى عاشوراء هي توكيد وتأكيد من الشعوب المغلوبة - إنه ما ضاع حق وراءه مطالب ، وبان العدل غالب - مهما كانت سطوة الظلم وجبروته ، وللناس كل الناس الحق في أن يستذكروا شهيد عاشوراء وبما جسده من معنى روحي وجسدي وفكري ، ولك ان تقرأ بتجرد ومن غير عماء المدونات في هذا الشأن ، وبإن شهيد عاشوراء كان داعية سلم ، لم يسعى للحرب والقتال حتى في لحظاته الأخيرة الأكثر قتامة ، ولك أن تقرأ في ذلك كتب التاريخ والأخبار المعتبرة ، وعندها ستجد إنك قد تعاميت وتغافلت عن هذا كله ورحت تؤلب الناس بعصبيات وأوهام قبلية مقيته وسمجة ، وهذا كما ترى تناقض مع منهجك الذي تدعوا له . عاشوراء ليست مناسبة يستذكرها الشيعة وحدهم ، بل هي مناسبة إنسانية يستذكر فيها الإنسان معنى العدل وقيمته ومعنى الميثاق الغليظ الذي أمر الله به والأمانة التي عرضها الله على السموات والأرض ، أحدثك بهذا وأنا ناقم من داخلي على كل سياسي وسياسة ، إنما أنا أمرء أمر بالمعروف وأنه عن المنكر ودالتي في ذلك الحقيقة ولا سوآها ، ولهذا ركبت سفينة عاشوراء من غير إنتماء ، ركبتها لعلمي إن ربانها هو السليل والوريث الشرعي لمؤوسس الإيمان والإسلام ، ركبتها من أجل أن أحذف عن طريقها ما دسه المخربون وضعاف النفوس وأهل الفتن ، ولم ألو جهداً في تصحيح ما يجب تصحيحه ورفض ما يجب رفضه ، من غير مواربة أو مداهنة لهذا الطرف أو ذاك ، وحسبك أن تقرأ منهجي من خلال جملة المقالات التي نشرتها هنا أو هناك . أيها الهلالي عُد إلى ماكنت عليه يحترمك أهل العقل من هذه الأمة ، ودع عنك شغل السياسة فهي لا تليق بك ، وتمهل فلربما تكون إعادة النظر منجاة من الزلات والخطايا ، ويعلم الله ماكنت راغباً أن أكتب في هذا ، لولا إني رأيت أن من واجبي أن اقدم لكم النصيحة لعلك تتذكر وتخشى ، وأترك المجال لك في الأعتذار وتصويب ما أخطئت فيه ، فنحن قوم يعرفنا الناس وتدل علينا سجايانا إننا من أمة تحترم العفو والمعذرة ، وأنا من موقعي هذا أدعوك أن تزور كربلاء وتقرأ بهدوء وقعة كربلاء ، وستجد نفسك إنك رحت بعيداً وجافيت الحقيقة ومزجت عن قصد أو بدونه بين الخطايا العشر ، فلا عاشوراء من الأعياد ولا هو من صنيعة الأعجمي إنما هي ذكرى إنتصار الدم على السيف ، والعدل على الظلم ولا شيء أخر ، وإنها مجزرة أرتكبها الحمقى وعديمي الضمير والشرف ، رحمنا ورحمكم الله وأصلح حالنا ..
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العرب في الميزان
-
سمير جعجع و الفنتة
-
بيان حول أحداث مجزرة الناصرية
-
الماسونية ... الحلقة الثانية
-
الماسونية
-
العنصرية
-
كورونا ... والعراق
-
نظرة محايدة لدعاء كميل
-
مصطفى الكاظمي في ميزان العقل
-
الدجال
-
نظرة في الأصولية
-
إنهيار الحُلم الأمريكي
-
الانتظار في زمن الكورونا
-
سجن الحوت في الناصرية
-
تحذير هام
-
في صراع الهوية
-
الثورة العراقية الكبرى
-
ماذا تعني ثورة العراقيين ؟
-
إنتفض
-
أدعياء الوطنية الزائفة
المزيد.....
-
هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
-
الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة
...
-
مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
-
بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو
...
-
الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة
...
-
الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك
...
-
شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم
...
-
الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا
...
-
الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|