أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الماسونية














المزيد.....

الماسونية


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6945 - 2021 / 7 / 1 - 23:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الأشياء الأكثر إثارة في هذا العالم تأتي - الماسونية - كلفظ وكمعنى وكدلالة ، والماسونية : شأنها كشأن الكثير من الحركات التي أصابها من التدليس والتشويه والتضليل ما أصابها سواء في أهدافها أو في مراميها ، وقد برع في ذلك كهنة الأديان الذين لعبوا دوراً مزدوجاً في هذا التشويه وهذا التضليل ، وحسبنا تلك الإصدارات والبيانات والأحكام التي صدرت عن الكنيسة على نحو مباشر أو من خلال الرعاة الذين لم يألوا جهداً في تأليب الرأي العام في ظل من التهريج و العداء المفترض للدين أو للثالوث ، ومن هنا أتخذها البعض خصماً ودعوا لمحاربتها تحت عناوين ومسميات شتى ، ومع هذا ثابرت الماسونية في توضيح ما تريد بيانه وإبلاغه عبر الحوار والكلمة الطيبة ، مما تسنى للكثيرين رفع هذا الإلتباس الذهني ومشاهدة الواقع كما هو من حيث كونها تنظيم إنساني إجتماعي هدفه نشر الوعي ورفع سوية الجماعة البشرية ودعم توجهاتها لما هو نافع وبنّاءَ .

إذن فالماسونية هي : - تنظيم إجتماعي إنساني هدفه حماية الإنسان والدفاع عنه وعن حقوقه وحقه في الحياة - ، ونضيف إلى ذلك حمايته من التطرف والأفكار الهدامة التي تصنعها سياسات دول وأحزاب معينة ، مهمتها إيجاد التفرقة و الخلاف بين أبناء الجنس البشري الواحد ، وقولنا هذا ينفي صفة كون الماسونية منظمة سياسية أو حتى كونها منظمة دينية حتى يتم التشهير بها على هذا النحو الذي نسمعه ، كل هذا لا يمنع من الإعتراف بان هذا التنظيم يحاول إيجاد طريقاً ما لفهم - عبادة الإله الواحد - ، وهذه الفكرة لا تطرح على نحو الوجوب الإكراهي القهري بل تجعل منها قضية فكرية قابلة للحوار والفهم المتبادل ، مستندة في ذلك إلى المفهوم - قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين - ، وبالتتبع المعرفي لخط سير سلوك هذه الفكرة لم نجد انها تحيد عن ذلك المعنى الرسولي المتداول والذي يقول : - يجب ان يكون الإله واحداً - كذلك ويجب ان يكون الدين واحداً - ، وقضية الوجوب هي قضية معرفية صرفة ، فالإله الواحد والدين الواحد من حيث هي قضية فلسفية كتب فيها وحاور فيها جماعة من قديم الأزمان ، ولازالت تجد لها نصيباً وافراً في هذا الجدل المعرفي ، ولم يقف بوجه هذه القضية مفسروا المدرسة الكنسية من الطرف الثاني ، أولئك الذين يجدون الوحدة تكمن في التعدد في إشارة لمعنى - الثالوث المقدس - .

لكن مفهوم الإله الواحد هذا وجد له أصحاب التفسير التاريخي مفهوماً أكثر سعة في معنى - الكائن الأسمى - ، ولكن مامعنى هذا ؟ ، وفي الجدل التاريخي هذا عن وحدانية الإله ذهب جماعة من المشرعين القدامى للقول : - بأن اللفظ ليس غاية بحد ذاته ، و إنما المُراد هو المعنى الكامن فيه - ، أي إن لفظ الله أو الإله ليس غاية نهائية ومطلوبة في التسميه ، لأن المطلوب هو ما بعد ذلك وهو - الايمان - والذي يصح مع كل ما يؤدي إلى معنى وحدانية الإله ، وتسالماً أطلقو عليه ( الكائن الأسمى ) .

ومع إن هذا التفسير لمعنى الوحدانية براغماتي بدرجة ما ، لكنه يصح من حيث إنه يعطي مساحة أوسع في إدراك المعنى والمفهوم الحقيقي للايمان بعيدا عن زحمة التسميات والمصطلحات ، وهذا ما قال به - لاري لاندروز - عالم اللسانيات الشهير ، فالمشرع لا يجد حرجاً فيما لو جعل من اللفظ تسالمي يصح مع كل جماعة في لفظها للمعنى المقصود والمراد ، لكن الأهم في ذلك هو نفي التعددية في قضية الإيمان ، من هنا تبدو بعض سدنة الكنيسة وقعوا في إشكالية واضحة ، وهو في الكيفية التي يتم بها الخلاص من الإلتزام بفكرة الثالوث المقدس والإيمان بها .

ولا أجد فيما أذهب إليه من حرج بالقول : - إن الدعوةالماسونية تجد مصداقيتها لدى الفكر الإسلامي الخالص ، وفي دعوته المتكررة لمعنى الإله الواحد ونفي الشركاء - ، لكن هذه الفكرة لدى بعض المسلمين تنطلق في أحيان كثيرة من عداء أو من خلال إحتكار مفهوم الإله الواحد - الله - كمحاولة منهم للتميز والتفرد ، وهذه واحدة من الأوهام الديماغوجية لأنهم تناسوا الشرط الموضوعي في الدعوة القرآنية لوحدة الإله ومراعاة التسهيل في مرام الداعين لها ، أي إن الشراكة في عقيدة الإله الواحد ليست حكراً على هذه الفئة من المؤمنين ، بدليل الشرط والإقتضاء في القرآن المجيد ، على أن ذلك عابراً للحدود وفي ذلك تتساوى الدعوة الماسونية مع الدعوة القرآنية أو إنها تلتزم في ذلك بما ورد في القرآن المجيد كما في سورة البقرة : - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ - البقرة 62 ، ، وقد تكرر الأمر لكن من يدفع بعكس هذا التوجه هي الزمر الحاكمة التي ادعت وراثتها لله ، فحطمت قيود التلاقح الفكري ولم تسهل مهمة الإيمان بالله .

وللحديث بقية



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية
- كورونا ... والعراق
- نظرة محايدة لدعاء كميل
- مصطفى الكاظمي في ميزان العقل
- الدجال
- نظرة في الأصولية
- إنهيار الحُلم الأمريكي
- الانتظار في زمن الكورونا
- سجن الحوت في الناصرية
- تحذير هام
- في صراع الهوية
- الثورة العراقية الكبرى
- ماذا تعني ثورة العراقيين ؟
- إنتفض
- أدعياء الوطنية الزائفة
- الحراك العراق اللبناني
- الحروب السخيفة
- عندما يثور الشرفاء
- عاش العراق
- قتل المتظاهرين العُزل


المزيد.....




- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الماسونية