أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي طه النوباني - كتابُ شكرٍ للتخلّفِ والفسادِ والمَحسوبيَّة














المزيد.....

كتابُ شكرٍ للتخلّفِ والفسادِ والمَحسوبيَّة


علي طه النوباني

الحوار المتمدن-العدد: 7378 - 2022 / 9 / 21 - 04:38
المحور: كتابات ساخرة
    


بقلم: علي طه النوباني
كل من حققوا المكتسبات من تخطي الرقاب، واستغلال كل ثغرات الفساد، والتفنن في خيانة الأمانة متأرجحين بين الأمر ونقيضه، يظهرون في لحظة ما كما الأنبياء والقديسين داعين إلى الحداثة وسيادة القانون والعدالة دون أي شعور بالخجل من ماضيهم، ودونما لحظة صمت أو فترة انتقالية للتأمل والمراجعة.
هكذا - وبهذه البساطة - يستطيع كل واحد أن يضع نقطة، ويبدأ سطراً جديداً بانياً على ماضيه القذر حاضرا مشرقا ومستقبلا مجيدا دون أن يجرؤ أحد على تذكيره بالطريق الذي سلكه قبل أن يصل إلى ما وصل إليه!
ونستطيع بالمقابل أن نقول له: لقد ارتقيت مرتقىً صعباً يا رويعي الغنم!
" شوفوا مين بحكي!"
كان الأحرى بك أن تعلن شكراً واضحاً للتخلف والفساد والمحسوبية؛ ففضلها عليك كفضل المطر على سائر المخلوقات. لقد نقلتك من أسفل الهرم إلى أعلاه، وها أنت تتغنى بأعدائها دون أي مقدمات منطقية!
ما الذي يضمن أنك لن تنقلب من جديد عائدا إلى أصلك اللبلابي المتسلق!
يا ناكر الجميل!
أتأكل خبز الفساد، ثم تتغنى بالنزاهة والعدالة!
أتبني قصرك وتخيط ثوبك في ردهات الظلام، ثم تتغنى بالأنوار!
عد إلى كهفك المحفوف بالشياطين، ودعك من حديث الملائكة، أو فاشرح لنا قصتك وإرهاصات تغيرك المفاجئ، وصف لنا شياطينك واحدا واحدا، هل طردوك من عالمهم، أم تخليت أنت عنهم بمحض إرادتك؟
هل أعدت لزيد ما سرقت منه؟ وهل سامحك عمرو على ما بدر منك؟
كيف أكلت حق هذا، وظلمت ذاك؟
اخلع ثوب الوقار المزيف الأشبه بقطعة ذهب روسي ملقاة في مزبلة متعفنة.
لقد كان الأحرى بك أن تتخلى عن البراويز الكاذبة التي أحطت نفسك بها بالتدليس والانتهازية والتسلق قبل أن تتحدث عن النزاهة والاستقامة.
أجزم أن الحداثة تخجل من نفسها، ويصيبها المغص والتبول اللاإرادي عندما تعرف أن أمثالك من دعاتها؟
حقك أن تنقلب رأسا على عقب، وحقنا أن نستبين، فارقص على هذه الخشبة التي أدمنت وقوف الأفاقين والكذابين! وإنما ابتلينا بكم، وعزاؤنا أن الرحلة قصيرة جدا، والباب مفتوح على الألغاز والأحجيات، فلعلَّ كوكباً من الغيب يضيء على أرض السبات.



#علي_طه_النوباني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرماة ليسوا على الجبل أصلاً
- إعاقة الطابق الرابع لدى أستاذ حقوق الإنسان!
- الغولةُ والغول في إتلاف العقول
- الجُزء الثالث من قصة الأعرابي والإبل -مظفر النواب وفلسفة الش ...
- الجُزء الثاني - من قِصَّةِ الأَعرابيِّ والإِبل
- الأعرابي الممنوع من الشتم!
- دموع النخب... دموع التماسيح
- تشويه صورة المقاومة الفلسطينية في فيلم -صالون هدى-
- الجهاز العطلان وحملة -اوعدينا تفحصي-
- انتهازية الحياد في قضية روسيا وأوكرانيا
- مُسَلسَل مدرسة الروابي للبنات، والتَنَمُّر عَلى المُشاهد
- لماذا الجرعة الثالثة من لقاح كوفيد 19 رغم تدني الإقبال على ا ...
- مسلسل الخواجة عبد القادر، ورحلةُ الطُّيور نَحو الطائر الأَكم ...
- مسلسل الزير سالم، كليب وزيره الحاقد وكلبهما النابح
- مسلسل شيخ العرب همام بين الدراما والتاريخ
- تَدويرُ الزَّوايا الحادَّة ... واللَّغْوَصَة
- بالشوكة والسكين والقلم
- حِزبُ الكُتّاب وَرابِطَةُ الحِزبِيّين
- التربية والتعليم والعمل الإضافي في جرش
- جائحة الجرب بعد جائحة كورونا


المزيد.....




- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي طه النوباني - كتابُ شكرٍ للتخلّفِ والفسادِ والمَحسوبيَّة