أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طه النوباني - انتهازية الحياد في قضية روسيا وأوكرانيا














المزيد.....

انتهازية الحياد في قضية روسيا وأوكرانيا


علي طه النوباني

الحوار المتمدن-العدد: 7191 - 2022 / 3 / 15 - 05:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم: علي طه النوباني
قال لي أحد الأصدقاء: أنا محايد، لا أتعاطف مع روسيا، ولا أتعاطف مع أوكرانيا. فما الغريب في ذلك؟
رأيت أن الأمر يحتاج إلى جدل طويل فالتزمت الصمت، ربما لأني لم أكن أمتلك الطاقة الكافية لهذا الجدل في تلك اللحظة، فبدا الأمر وكأني فقدت الحجة، أو كأني مُنحاز عاطفيا دون مسوغ عقلي مقبول.
في البداية أؤكد على تعاطفي مع الشعب الأوكراني الذي وقع ضحية نخبة سياسية تواطأت مع مخططات الغرب التي تهدف للاستفراد بحكم العالم، والمحافظة على التخلف والتبعية في كل البلاد التي تقع خارج نطاقه؛ للاستمرار في نهب خيرات الشعوب ونهب مقدراتها وإخضاعها لمصالح الإمبريالية التوسعية التي لا حدود لجشعها.
منذ أن خرجت الدولة العثمانية من منطقتنا، بذلت بريطانيا العظمى جهودا جبارة لمنع منطقتنا العربية من دخول التاريخ بعد غياب دام ما يقارب أربعة قرون، ثم قامت بتسليم دورها للولايات المتحدة التي ما زالت تتفنن في الحفاظ على تخلفنا وفسادنا وفوضانا غير الخلاقة، وليس أدل على ذلك من الدعم غير المحدود للكيان الصهيوني المزروع في قلب بلادنا العربية بكل ما يمتلكه من عنصرية ووحشية وقدرة على تعطيل أي بادرة أمل لشعوبنا العربية في التنمية والنهوض والتحرر. وهكذا، فإننا نتحدث عما يزيد عن مئة سنة أخرى من عمر شعوبنا هدرتها الإمبراطوريات الاستعمارية الغربية فيما يشبه رحلة سيزيف إلى قمة الجبل، فكلما خطونا خطوة للأمام؛ أعادونا عشرة للوراء.
ها هما الولايات المتحدة وبريطانيا تقودان الناتو الذي يسيد ويميد في العالم ضاربا هذا ومدمرا ذاك، وساعيا إلى الاستفراد الكامل بحكم العالم بتحطيم أي قوة تنافسه وخنقها بكل الطرق أخلاقية كانت أو غير أخلاقية.
يقابل قوة الناتو قوى أخرى تحاول أن تخلق توازنا في هذا العالم القلق؛ وعلى رأسها روسيا والصين، وهما على أي حال لا يمتلكان التاريخ الاستعماري الإجرامي للغرب، ونحن بالمقابل نحتاج إلى من يعيد التوازن إلى عالمنا بعد أن استفردت به قوى متوحشة مخادعة ومجرمة ومنحازة ولاأخلاقية.
إذا كنت لا تقدر رومنسية الاتحاد السوفييتي عندما انحاز للمظلومين والفقراء في هذا العالم، وإذا كنت لا تقدر عمال الاتحاد السوفييتي الذين كانوا يكدحون ليوفروا السلاح والغذاء للثوار في أطراف عالمنا، وإذا كنت لا تعترف بأن الاتحاد السوفييتي هو الذي ضغط دوليا لتثبيت حقوق العمال في كل العالم حتى صارت حقا مكتسبا للجميع؛ فليس أقل من أن تنحاز للقوى الناشئة ليس بالضرورة محبة لها؛ وإنما من أجل عالم متوازن لا يستفرد بحكمه طاغية مخادع أفاق.
شخص آخر كتب على صفحته على فيسبوك عن ازدواجية المعايير لافتا النظر إلى مقارنة خاطئة بين ما حدث في سوريا وما حدث في العراق، وقافزا عن حقيقة أن الولايات المتحدة قد أسقطت الدولة في العراق، في حين أن النظام الشرعي في سوريا استعان بحليفة في حشد المرتزقة الذين يعرف الجميع مصادرَ تمويلهم، وكيف ينقلهم أسيادهم مثل الدُّمى من جبهة لجبهة وكأنهم روبوتات مبرمجة لصالح الولايات المتحدة والغرب؛ يخوضون المعركة نفسها في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، وها هم ينتقلون الآن إلى أوكرانيا، ولست أعرف تحت أي مبرر لحفظ ماء الوجه ينتقلون للحرب في أوكرانيا!
ناشط آخر تخصص في هذه الفترة بانتقاد اهتمام الناس بالانحياز لطرف دون آخر في الحرب الروسية الأوكرانية موحياً بأنها حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وكأنها تحدث في كوكب آخر يبعد عنا مئات السنوات الضوئية.
الحَيادُ السلبيُّ أسوأ بكثير من الانحياز للظالم، لأنَّ الأَخِير عَلى الأغلب مُضَلَّل أو انتهازي مكشوف، أما أنت فواحد ممن يقومون بفعل التضليل من موقعك كمثقف.
إذا كنتَ أنت على المستوى الشخصي بخير، ترتدي ملابس أنيقة، وتُحَصِّلُ دخلا جيدا، وتؤمِّن مستقبل أولادك، فالأمة - كما ترى - ليست بخير، واعلم أنك من القلة القليلة التي خدمتها الفوضى بمحض الصدفة، وأنك بحيادك تؤدي ثمن ما أنت فيه لمن صنعوا الفوضى عن وعي أو عن غير وعي. فإذا كنت تركن إلى حالك هذا؛ فتذكر، ليس بالضرورة أن تخدم الفوضى أولادَك - كما خدمتك - لأنها ببساطة (فوضى): فكِّر بالأجيال القادمة، وحقها بعالم أكثر توازنا وعدلا.
الأرض بيتنا جميعا، وكل ما يحدث فيها يعنينا، والحياد السلبي هو انتهازية من ينتظر المنتصر ليكذب عليه ويقول: كنت معك!



#علي_طه_النوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُسَلسَل مدرسة الروابي للبنات، والتَنَمُّر عَلى المُشاهد
- لماذا الجرعة الثالثة من لقاح كوفيد 19 رغم تدني الإقبال على ا ...
- مسلسل الخواجة عبد القادر، ورحلةُ الطُّيور نَحو الطائر الأَكم ...
- مسلسل الزير سالم، كليب وزيره الحاقد وكلبهما النابح
- مسلسل شيخ العرب همام بين الدراما والتاريخ
- تَدويرُ الزَّوايا الحادَّة ... واللَّغْوَصَة
- بالشوكة والسكين والقلم
- حِزبُ الكُتّاب وَرابِطَةُ الحِزبِيّين
- التربية والتعليم والعمل الإضافي في جرش
- جائحة الجرب بعد جائحة كورونا
- سبع رصاصات، وسبب الوفاة هو كوفيد
- مراجعة في الوفيات والإصابات بعد مطاعيم كوفيد 19
- حررونا من هذه الدورة غير المجدية للسيطرة على كورونا
- مخاطر سياسة -القضاء- على فيروس كوفيد
- رفض العديد من العاملين في الخطوط الأمامية لقاحات كوفيد 19
- حماية الضعفاء بدلا من تدمير حياة المجتمع
- اختبار COVID-19 RT-PCR: كيفية تضليل كل البشرية. باستخدام -اخ ...
- الشركة عندما تصبح وحشًا، قصة كاري موليس
- التشكيك في فرضية فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز: 30 عامً ...
- كاري موليس: فيروس نقص المناعة البشرية HIV ليس سبب الإيدز


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بش ...
- -من المهم أن تفهم أن آخر شيء أريد فعله هو وضعك في السجن-
- بيلاروس تجري اختبارا مفاجئا لحاملات الأسلحة النووية التكتيكي ...
- زاخاروفا: روسيا قد تضرب أهدافا عسكرية بريطانية في أوكرانيا و ...
- بوتين يؤدي اليمين لولاية دستورية جديدة
- تقارير إعلامية تتحدث عن آخر النقاط الخلافية في مفاوضات غزة
- بوتين يتوقف أثناء مراسم تنصيبه ليصافح ضيفا بين الحضور.. فمن ...
- ضابط بريطاني: الأسلحة الروسية مصممة لإسقاط مقاتلات مثل -إف-1 ...
- وزير الدفاع المصري يبحث مع قائد القيادة المركزية الأمريكية ا ...
- وسائل إعلام: الزعماء الأوروبيون يشعرون بالرعب من التصعيد في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طه النوباني - انتهازية الحياد في قضية روسيا وأوكرانيا