أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - تداعيات الربيع العربي














المزيد.....

تداعيات الربيع العربي


اسراء حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7367 - 2022 / 9 / 10 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اغلب البلدان العربية متأزمة حد الاختناق، وتعيش مع شعوبها اسوأ مراحل تاريخها ، مصيبتها الكبيرة هي انها تعرف اسباب ما هي فيه، لكنها لا تعرف كيف تخرج منه، ليس لان الحلول غير ممكنة ولكن ارادة الحل غائبة..... نظرا لأنهم لا يعرفون كيف يكسبون حربا او يديرون سلاما، أصبحنا امة غارقة في طوفان مدمر لا تستطيع المنظمات الدولية وليست الأمم المتحدة وحدها ، تكفي للتعامل معه بحثا عن حل توافقي ترضي به اطرافه للخروج بالدول من هذا المازق الذي تركت فيه الشعوب وحدها تدفع الثمن...

سنوات طويلة من الضياع وتشويه المعالم وتغيير الخرائط حتى لا تقوم لهذه المنطقة المهمة من العالم قائمة، ما تزال الاوضاع فيها تتردى من سيئ الى أسوأ ... يبدو ان تداعيات الاعصار الجامح عام 2011 الذي اجتاح المنطقة لا تريد ان تهدأ حتى يمكن لهذه الدول ان تلتقط انفاسها وتتفرغ لحل مشكلاتها واعادة اعمار بعض ما دمرته كل تلك الحروب ... فالربيع العربي داهم المنطقة دون سابق استعداد او استئذان لاحتواء وتوابعه ، واطاح بالكثير مما كان واقفا في طريقه دون ان يكون معلوما الى اين سوف يتجه المسار بالجميع بعدها.... ذلك الربيع الذي تعلقت به قلوب الشعوب في البداية، وتوسمت فيه طريقها الذي لا طريق آخر غيره الى الخلاص ، والانطلاق منه الى مستقبل افضل حالا من حاضرها...

واكثر ما يبعث على الخوف هو ان كل المداخل التي كان يظن انها ستوفر الحلول التوافقية المنشودة لكل تلك الصراعات الساخنة، تبدو الآن مسدودة وخارج ما يمكن التعويل عليه .... مع الوقت بدا الربيع العربي يفرز اسوأ ما فيه، ويقلب كل التوقعات والرهانات راسا على عقب ، حيث بأت معروفا ان العرب يكررون اخطاءهم ولا يتعلمون من دروس التاريخ ، لأن ما نراه ليس موقفا قوميا مسئولا للمراجعة واعادة التقييم وتدارك الاخطاء وتصويب المسار وتنقية الاجواء.... ففي كل صراعات وازمات الشرق الاوسط تعرف الاطراف غير العربية كيف تلعب باوراقها ، اما العربية فاوراقها كلها محروقة..ولهذا تخسر دائما.

والان وبعد كل هذه السنين من الاقتتال الداخلي فإن الأوضاع تنحو لان تتفاقم بسرعة مخيفة بما يمكن ان تكون عليه عواقبه ومضاعفاته على المديين القريب والبعيد .... يحدث هذا في ظل غياب تام للجامعة العربية التي آثرت الصمت واصبحت بمثابة الحاضر الغائب وانتهجت مسلكا يتسم بالبرود واللامبالاة والابتعاد والترقب من بعيد بلا موقف يحسب لها كمنظمة اقليمية دولية عربية يعد الدفاع عن امن اعضائها ضمن اوجب واجباتها، متعللة في كل ذلك بدواعي الحكمة والواقعية وبضرورة البقاء ضمن الحدود الضيقة المسموح لها بالتحرك فيها، فانعقاد القمم العربية لم يعد يوفر حلا لاي مشكلة وحتى مجرد انعقادها اصبح مشكلة صعبة بحد ذاته...

كل تلك السنوات المتصلة من التامر واشاعة الإحباط ، تنذر بالمزيد من التعقيد وسوء المصير . فلا الحلول العسكرية اثمرت نتيجة ايجابية واحدة تحسب لها ، ولا الحلول السياسية برهنت على جدواها وفاعليتها . وعندما يفكر الانسان بعقله في مستقبل هذه المنطقة التي نكبتها الاقدار بهذه الكارثة القومية ، يصيبه اليأس ولا يعرف من اين يمكن ان يأتي الحل الذي يمكنه ان يضع نهاية لهذه المأساة الانسانية المروعة ويوفر على شعوبها المزيد من الخراب والدمار... فالعديد من الاقطار العربية تكاد تكون بلا حكومات وطنية تقوم بواجبها وتعرف طريقها الى ما تريده شعوبها وتحاول جاهدة ان تحققه لها ...وبدلا من هذا وذاك مزقت الصراعات وحدتها الوطنية ، وكونت جيوشا موازية تعمل لحساب من يدفعون لها.

وعلى ذلك لم يعد الربيع الموعود ربيعا ولا خريفا ولا حتى شتاء ، وانما اصبح سحابة داكنة كئيبة تغطي سماء هذه المنطقة من العالم ، سحابة لا تريد ان تتبدد او تنقشع لتشرق شمس الامل عليها من جديد، ولتصحح مسارها الذي انزلقت اليه وتتدارك اخطاءها التي وقعت فيها...
الصورة مزعجة، والازمات سوف تشتد ليس لانها مستعصية ، وانما لان ارادة الحل لدى اطرافها غائبة ان الاوضاع العربية وخصوصا في دول ثورات الربيع العربي تنذر بمآلات خطيرة سواء على العلاقات العربية - العربية أو على النظام العربي، أو على العلاقات العربية - الدولية قد يترتب عليه اعادة صياغة خارطة المنطقة ....
ولا اعتقد ان هناك منطقة أخرى في العالم اصابها من الدمار وفتحت ابوابها امام التدخلات الخارجية لتفترسها وتلتهم ثرواتها وتطمس معالمها وتغير لها تاريخها وجغرافيتها ولتنتهي بها إلى هذا المصير البائس مثلما حدث للمنطقة العربية خلال سنوات النكبة الاخيرة



#اسراء_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بين الحاضر والماضي : وهل من امل؟
- الجامعة العربية
- الصحافة الورقية
- علاقة ايران بالشرق الاوسط
- زَيْف الوُجُه
- زَيْف الوُجُوه
- الحرب الاسرائيلية_الايرانية
- إلغاز... خطر يداهم أوربا
- الغاز... خطر يداهم أوربا
- المشهد السياسي في ليبيا
- أزمة لبنان
- وطننا العربي
- مخرجات الارهاب في العراق
- انتقاد الوضع القائم
- مباراة الطامحين :صراع الملف النووي الإيراني
- مباراة الطامحين : صراع الملف النووي الإيراني
- جوهر
- جوهر صراع الطبقة السياسية
- داعش... من المراحل السوداء في تاريخ العراق
- القضاء على قلعة العدالة


المزيد.....




- انتهاء الجلسة الأولى من المفاوضات بين حماس وإسرائيل دون اتفا ...
- بدء مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة وترامب يتحدث عن - ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي: رصد صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائ ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 78 قتيلا ومواصلة البحث ...
- لبنان: حزب الله يتمسك بسلاحه ويؤكد أن التهديدات الإسرائيلية ...
- قبل لقائه نتنياهو.. ترامب يعلق على اتفاق غزة المحتمل و-نووي ...
- إسرائيل تعلن استهداف موانئ يمنية ومحطة كهرباء ومواقع للحوثيي ...
- ترامب يصف تأسيس ماسك لحزب سياسي جديد بأنه -سخيف-
- عاجل| شهيدان ومصابون بقصف على منزل وسط مخيم البريج وسط غزة
- في كهف بالعراق.. غاز الميثان يقتل 5 جنود أتراك


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - تداعيات الربيع العربي