أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - تونس – دستور جديد، وبَعْدُ؟














المزيد.....

تونس – دستور جديد، وبَعْدُ؟


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7367 - 2022 / 9 / 10 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وَصَفَ مُساعد المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدّولي، مُنتصف سنة 2016، وضع الإقتصاد التّونسي بالقاتم، وكأن الصّندوق بريء من ذلك، بينما يَحْظُرُ الصّندوق أو البنك العالمي استخدام القُروض في تنمية وتطوير الإنتاج الزراعي والصناعي، ويشترط إنفاق مبلغ الدّيون الجديدة لتسديد القروض القديمة ولسدّ عجز ميزانية الدّولة، ولتوريد السّلع من الدّول المُصَنّعة، بالعملة الأجنبية في ظل انخفاض قيمة العُمْلة المحلية...
كان الوضع الإقتصادي سيئًا قبل 2011، لكنه ازداد سوءًا خلال العِقْد الماضي، فالحركة الاقتصاديَّةُ ضَعيفة، ما أدّى إلى ارتفاع نسبة البطالة والفَقْر واستمرار التَوتُّراتُ الاجتماعيّةُ، ويتحمّل نظام الحُكْم مسؤولية الوضع الذي فاقَمَتْهُ شُرُوط الدّائنين التي تُؤَثِّرُ في الحياة اليومية للمواطنين، وتُفقد الدّولةَ سيادتها وتصبح عاجزة على اتخاذ قرارات سياسية واقتصادية مُستقِلّة، كالإنفاق الحكومي ودعم القطاعات المنتجة والسلع والخدمات الأساسية، والسياسة الجبائية والنّقْدية وسعر صرف العُملة، فيما يُقيم خُبراء المُؤسّسات المالية (كصندوق النقد الدّولي) بالبلاد - على نفَقَة فئة الكادحين والفُقراء من الشّعب- للإشراف يُشرف "خُبراء" على صياغة التقارير الفَصْلِيّة والسّنوية عن وضع البلاد الإقتصادي والسياسي والإجتماعي...
كلما ارتفعت قيمة القرض التي تطلبها الدولة، زادت الشروط قساوةً، وتُجْرِي حكومة تونس، منذ أشهُرٍ عديدة مُفاوضات مع الصندوق للحصول على قرض بقيمة أربعة مليارات دولارا، ولم يحصل أي اتفاق إلى غاية نهاية شهر آب/أغسطس 2022، وبالطّبع لن يُستَخْدَمَ القَرْض المأمول في زيادة وتحسين الإنتاج الزراعي والصناعي، وتحسين ظروف التعليم العمومي والرعاية الصّحّيّة، بل لسد العجز الذي تتوقع الحكومة ارتفاعه، سنة 2022، إلى 408 مليون دينار تونسي (حوالي 127 مليون دولار)، ولتسديد التزامات خارجية بمقدار 293 مليون دينار تونسي (حوالي 91 مليون دولار)، وتسديد خدمة الدّيون (وقيمتها أعْلَى بكثير من عجز الميزانية) بقيمة خمسة آلاف مليون دينار تونسي أو ما يُعادل 1563 مليون دولار...
يتلخص الوضع المالي الكارثي في انخفاض احتياطات النقد الأجنبي، ما يجعل الدّولة عاجزة عن توريد الضّروريات، وهي عاجزة كذلك عن تسديد أقساط القُروض التي حلَّ أجَلُ تسديدها ( التخلف عن السداد )، بل إن الحكومة بحاجة إلى ما لا يقل عن ملْيارَيْ دولار سنويا، طيلة السنوات القادمة، لتحقيق توازن مالي، وهو توازن مُصْطنع لأنه يتحقق بالدُّيُون الخارجية...
طالما لم تتوصّل الحكومة إلى اتفاق مع صندوق النّقد الدّولي، لن تحصُلَ على قُرُوض من البنك العالمي وفروعه، مثل المصرف الإفريقي للتنمية، أو المصرف الأوروبي للتنمية وغيرها...
أما عن علاقة الصندوق بالدّول الإمبريالية فإنها تعود إلى تأسيسه سنة 1944، بمبادرة من الولايات المتحدة التي تبلغ حصتها الحالية 16,5% من رأس مال الصندوق ومن نسبة الأصوات في مجلس الإدارة، ما يجعلها تعترض على إقراض أي دولة "غير صديقة"، وتمتلك أوروبا نفس النّسبة، فيما تبلغ حصة اليابان 6,14% وحصّة الصّين 6,08% وتُعارض الولايات المتحدة، منذ 2010، زيادة حصّة الصين أو أي بلد آخر، لأن ذلك يعني خَفْضَ حصتها وحصّة أوروبا، ونُفُوذهما في الإقتصاد العالمي...
في تونس كان مُتوسّط إنفاق الأُسَر على الغذاء يُقدّر بحوالي ثُلُث الدّخل الشهري، وارتفع إلى أكثر من أربعين بالمائة، سنة 2021، بسبب تخفيض قيمة العملة الوطنية (الدّينار) وزيادة تكلفة الواردات الغذائية، وخفض دعم السّلع الغذائية، وكلما انخفض الدّخل ارتفعت حصّة الغذاء من ميزانية الأفْراد والأُسَر...
لم يكشف قَيْس سعَيّد وحكومته (وربما سَهَوْتُ عن ذلك) أي خطط أو برامج من شأنها معالجة الوضع الإقتصادي والمالي، ومعالجة مشاكل التنمية غير المتكافئة والبطالة والفقر، وهذا هو المقياس الحقيقي لتطبيق شعار "الشّعْب يريد..."



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُتابعات إخبارية
- روسيا - الصين - إيران ، تحالف الضّرورة؟
- السّردية الإستعمارية للتاريخ - نموذج فلسطين
- تونس- الهجرة غير النظامية
- التربية بين الدعاية والتدريب على التفكير النقدي
- مساهمة في تبسيط مفاهيم الإقتصاد السياسي
- تونس- الولايات المتحدة، علاقات هيمنة
- تونس غداة الإستفتاء
- استثمار الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي في حرب أوكرانيا
- أمريكا- جرائم بلا عقاب
- العلاقة بين ارتفاع الأسعار وأرباح الأثرياء
- من تُراثنا - أساتا شاكور، كاتبة ومناضلة أُمَمِيّة
- رحيل -بيل راسل-، البطل الرياضي والمناضل سياسي
- أزمة الغذاء سابقة لحرب أوكرانيا
- عرض كتاب أجنبي
- ما القواسم المشتركة بين سريلانكا وتونس ومصر؟ على هامش الدّست ...
- من أهداف زيارة بايدن للخليج
- تونس السابقة وسريلانكا اللاّحقة
- السياحة، انعكاس العلاقات غير المتكافئة
- كوبا - رغم الحصار


المزيد.....




- صفارات الإنذار تدوي بشكل مستمر في منطقة البحر الميت بسبب هجو ...
- مستشار وزير الخارجية الإيراني يكشف عن فشل -مؤامرة إسرائيلية ...
- صحافية أمريكية: استخدام سلاح نووي تكتيكي لضرب موقع فوردو الإ ...
- -الخلايا النائمة- المرتبطة بـ-حزب الله- والمدعومة من إيران ت ...
- مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في علاج المشاكل النفسية ...
- سحب مكملات فيتامين شهيرة من الأسواق الأمريكية بسبب خطر يهدد ...
- اكتشاف آلية جينية تساعد على استعادة الأطراف المفقودة بالكامل ...
- فائدة غير متوقعة لـ-فيتامين الشمس-
- اكتشاف جبل جليدي فريد من نوعه قبالة سواحل كندا
- تأثير الكولا الخالية من السكر على صحة القلب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - تونس – دستور جديد، وبَعْدُ؟