أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد هادف - الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء الأول)















المزيد.....



الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء الأول)


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 7364 - 2022 / 9 / 7 - 03:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكل الاجتياح الروسي لأوكراينا أبرز حدث أممي من حيث تداعياته وآثاره العسكرية، السياسية والاقتصادية على العالم، ولا شك، سيكون له تأثير على الفضاء الجيوسياسي وعلى القوانين الأممية ومؤسساتها. لقد كان لهذا الاجتياح أثر عميق على العلاقات الأممية. وقد تضاربت القراءات والمواقف المغاربية على مستوى الدول كما على مستوى "المثقفين" على خلفيات أيديولوجية وسيكولوجية يغلب عليها التعاطف والتسرع في أغلب الأحيان.
ولأن التاريخ البشري نسق شديد التداخل والترابط والتناقض بين الذاكرات في تجلياتها الواعية واللاواعية، يجد المتتبع المعاصر لهذه الأحداث نفسه مدعوا إلى التسلح بالحذر وبما يكفي من المعطيات ووجهات النظر حتى يضمن "وضعية" استراتيجية مأمونة تسمح له برؤية "أفق" هذه الأحداث بأكبر قدر من الاستشراف الموضوعي.
في هذا المقال المسهب، وإذ نروم من ورائه إثارة جملة من المفاهيم والنظريات انطلاقا من مقاربة تأملية لهذا الحدث، نرمي في ذات الوقت إلى دعوة المثقف المغاربي إلى قراءة الوضع المغاربي في ضوء هذا الحدث الأممي رصدا لمكامن الخلل السياسي في فضائنا المغاربي وبحثا عن الشروط الممكنة التي تسمح بتصحيح النظر وتسديد الخطى وتقليص الأضرار والأخطاء، وبالتالي الولوج إلى "وضعية" تقي بلداننا من أي صدام عدمي بالنسق الجيوسياسي الأممي، والوصول إلى الحلول التي من شأنها أن تبني فضاء مغاربيا يكون مثالا للعيش المشترك وروح التضامن والتعاون.
منذ أن أعلنت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية صيف 2021، دخلت المنطقة المغاربية في حالة من الإرباك واللايقين مصحوبة بحرب كلامية وتحولات في المواقف.
الأزمة المغاربية متعددة الأبعاد: أزمات داخلية من جهة، وبينية من جهة ثانية ومع فرنسا أو إسبانيا من جهة ثالثة.
وبدا واضحا أن الدول المغاربية تفتقر إلى ثقافة الحوار والشفافية، فإصرار الجزائر على موقفها من الصحراء واحتضانها لجبهة البوليساريو قابله إصرار مغربي على جعل ملف الصحراء المحدد الرئيسي لأي علاقة تربط المغرب بالعالم، حيث دعا العاهل المغربي في خطابه الأخير "بعض الدول الشريكة للمغرب التي لا تؤيد بوضوح موقف الرباط بشأن النزاع في الصحراء إلى توضيح مواقفها".
تنتهج الجزائر والمغرب، كل بطريقته، سياسةً أكثر وضوحا وتطرفا، شعارها من ليس معي في أطروحتى حول الصحراء فهو ضدي، وعمل البلدان بلا هوادة على تصعيد صراعهما مع أي طرف لا ينحاز إلى أطروحتهما.
في هذا الطقس المشحون، تحدث رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، عن "استعداد المغاربة والعلماء والدعاة في المغرب للجهاد بالمال والنفس (...) والزحف بالملايين إلى مدينة تندوف الجزائرية". ودعا الملك المغربي إلى الزحف على منطقة تيندوف، كما وصف استقلال موريتانيا بالغلط.
وقد أثارت هذه الخرجة موجة من الاستياء والاستنكار من طرف أحزاب سياسية ومنظمات وشخصيات جزائرية وموريتانية. وفي ذات السياق، دخلت العلاقة المغربية التونسية في أزمة دبلوماسية إثر استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم البوليساريو للمشاركة في مؤتمر طوكيو للتنمية في إفريقيا "تيكاد 8" .
في البداية لا بد أن نشير أن تصريحات الريسوني ليست حالة معزولة، بل هي ظاهرة مغاربية تترجم نزعة توسعية لدى عدد من التيارات المغاربية ذات النزعة الوطنية أو الإسلامية. وهذه الظاهرة تترجم أزمة الهوية في البلدان المغاربية كما تترجم ضعف المعالجة السياسية لهذه الأزمة جراء الجهل السياسي الذي تعاني منه الطبقات السياسية المغاربية ونخبها الأكاديمية.
ويبدو أن تصريحات الريسوني، التي لا شك أنها جاءت بإيعاز من جهة ما (ليست مغربية بالضرورة)، كانت بمثابة قنبلة سقطت في بيت الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأن مصير الاتحاد بشكل خاص والإخوان بشكل عام، مرهون بحجم انفجار هذه القنبلة، وبالتالي فإن تصريحات الريسوني لا تستهدف المنطقة المغاربية إلا في إطار علاقة هذه المنطقة بمصير التنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
أما الأزمة التي فجرها الرئيس التونسي، فستتضح تداعياتها مستقبلا، حيث شددت تونس أنها تحافظ "على حيادها التام" إزاء نزاع الصحراء، وفق بيان الخارجية التونسية، مؤكدة التزامها "بقرارات الاتحاد الإفريقي". ويبدو أن "خرجة" قيس سعيد التي أثارت جدلا واسعا تنطوي على جانب غير مرئي، وأن ما أقدم عليه سيضع الاتحاد الأفريقي في قمته القادمة أمام الحسم النهائي في جملة من الملفات وعلى رأسها ملف البوليساريو.
تصريحات الريسوني واستقبال الرئيس التونسي لزعيم البوليساريو كشفت عن أزمة عميقة في الوسط النخبوي المغاربي، حيث تطوع إعلاميون ومثقفون متطفلون على السياسة في الذهاب إلى الحرب نيابة عن حكومات بلدانهم التي كانت أكثر تعقلا. لقد سارع البعض إلى نشر أمراضهم وعقدهم النفسية متذرعين بالدفاع عن سمعة الوطن كالعادة، وقد تمادوا في إهانة بعضهم وفي نشر خطاب الكراهية بين الشعوب.
وإذا استمر الوضع على هذا الحال، وتحت ضغط السفهاء والجهلة، فمن المحتمل أن تنزلق الأمور من بين يد العقلاء حيث تصبح الحرب هي الخيار الأوحد للخروج من هذا العبث المغاربي الذي طال أمده. وهو عبث لا تتحمله الحكومات بمفردها بقدر ما تتحمله النخب الفكرية بكل مذاهبها الأيديولوجية.

مدخل أول: العلاقة المغربية الجزائرية في ضوء نظرية الفراغ ـــــــــــــــــــــــــــــ
الطبيعة تخشى الفراغ، أو الطبيعة لا تقبل الفراغ، هي مقولة للفيلسوف اليوناني أرسطو. من وجهة النظر العلمية والطبيعية، لا وجود لشيء يسمى “فراغ” بالمعنى المطلق. هناك عبارة شهيرة نضرب بها مثلا في خضم الجدل حول مساوئ ومحاسن شيء ما، فيخاطب أحدنا الآخر: لماذا تنظر إلى النصف الفارغ من الكأس وتنسى النصف الملآن؟ هذه الصورة المجازية التي يستعين بها المتجادلون، تحيل سامعها إلى كأس يحتوي نصفه على الماء بينما النصف المتبقي فارغ. النصف الفارغ هنا يعني أنه لا يحتوي على الماء، لكن كونه فارغا من الماء فهذا لا يعني أنه لا يحتوي على شيء آخر، بل هو يحتوي على الهواء وربما ذرات من الغبار والضوء وما شابه، وبالتالي فهو ليس فارغا كما نتوهم، والأمر نفسه ينسحب على أي مجال من المجالات.
المجال السياسي لا يقبل الفراغ، وما يوصف أحيانا بالفراغ السياسي يعني أن البلد أو المنطقة الجيوسياسية تفتقر إلى نشاط سياسي بالمعنى العلمي لمفهوم السياسة، أو أن البلد يعاني من غياب رؤية سياسية متبصرة، وبالتالي يدعونا هذا الأمر إلى طرح السؤال التالي: إذا غابت السياسة فما الذي يحل محلها؟ بطبيعة الحال تحل الفوضى والفساد وكل ما يترتب عن ذلك. وهذا معناه أن ما يسمى بالفراغ السياسي ليس وصفا دقيقا، أو بعبارة أخرى هو وصف ماكر يخفي حقيقة الأزمة، وعليه فإن الوصف الصحيح للوضع المسمى بالفراغ السياسي هو “الفشل السياسي” الناجم عن طبقة متطفلة على السياسة تعيث فسادا وتمسك بمفاصل الدولة باعتماد أدوات القمع والترهيب وشراء الذمم وتصفية الحسابات فيما بينها. هذه الطبقة المتطفلة على السياسة تشمل كل من في الحكم وفي المعارضة.
في ضوء ما تقدم، فإن الفراغ السياسي، في السياستين الداخلية والخارجية والمجالين الاستراتيجي والجيوسياسي، يترجم قصور النخب السياسية المغاربية منذ نشأة الدول المغاربية المستقلة، بل منذ الحركات المغاربية المطالبة بالاستقلال.
العلاقة الجزائرية المغربية نموذجا
منذ أن دخل البلدان عصرهما الحديث إثر الغزو الفرنسي، طفت إلى السطح كل الأمراض الأيديولوجية ذات الصلة بالهوية والذاكرة المشتركة. بدأت مقاومة الغازي الفرنسي باسم "الهوية الإسلامية"، وباسم نفس الهوية نشب الخلاف بين الأمير عبد القادر ومعارضيه، وبين السلطان عبد الرحمان ومعارضيه، وبين الأمير والسلطان. في سياق آخر طفا إلى السطح دعاة "الهوية العربية" ثم الحركات القومية المغاربية ثم حركات الإسلام السياسي والحركات الأمازيغية، فضلا عن الهويات الأيديولوجية ذات الصلة بالريجيمات السياسية: الاشتراكية، الرأسمالية…
الآباء المؤسسون للقوميات المغاربية لم يبلوروا مفهوما رصينا للقوميات التي طالبوا بحقها في الاستقلال (القومية التونسية، الليبية، الجزائرية والمغربية)، أما موريتانيا فقد حازت على استقلالها خارج هذا الحراك القومي.
التباس هذه المفاهيم ذات الصلة بالهوية هو ما نعاني من تبعاته حتى اليوم، وهو ناجم عن جهل فادح بالمفاهيم المؤسسة للدولة الحديثة. وشاءت الأقدار الجيوسياسية أن تنشأ الدولتان (المغرب والجزائر) في غمار هذا الالتباس الهوياتي بمعناه السياسي، وسعى كل تيار قومي داخل بلده أن يقضي على خصومه في بلده وعلى البلد الجار.
هل هناك خلل في هذا الوضع الجيوسياسي بين البلدين؟ في تقديري ليس هناك خلل، بل هو وضع طبيعي ناجم عن فهم بدائي للسياسة، ولو أن أحدهما استسلم، لتغوّل الآخر وابتلع المنطقة برمتها، وهذا ما يرفضه النسق الجيوسياسي العالمي، لذلك لن يسمح لطرف أن يستقوي على الآخر.
هذا النسق العالمي بطبيعته وباعتماده بيداغوجيا العصا والجزرة يعمل على إنضاج مفهوم الدولة في البلدين بالطريقة التي تناسب كل بلد على حدة من جهة، وتدبير علاقتهما البينية من جهة ثانية. ما المقصود بالنضج هنا؟ إنه الأوتونوميا، أو الخروج من حالة القصور بالمفهوم الكانطي؛ إنه النضج السياسي بالمفهوم الحديث، إنه الانخراط غير المشروط في بناء دولة الحق والقانون، والتحرر من النزوع التسلطي والاستشفاء من أمراض الهوية السياسية بمعناها البدائي.
هذا النسق العالمي الذي يخشى الفراغ، هو من يملأ الفراغ بما يعثر عليه في ذلك الفراغ من طاقة، بصرف النظر إن كانت طاقة مبدعة أو طاقة مدمرة.
لا شك أن النخب السياسية في البلدين تتفاعل مع الرسائل التي تأتيها من هذا النسق العالمي، وتتلقاها بطريقة مباشرة تارة، وغير مباشرة تارة أخرى، ولا شك أنها تجتهد بهدف الخروج من حالة القصور السياسي، ويبقى الفرق في جهاز التلقي، في جودة هذا الجهاز أو في رداءته، في الإرادة الحسنة والمهارة والذكاء والخيال الخلاق.

مدخل ثان: النسق الجيوسياسي العالمي: الغرب وما تبقى من العالم ـــــــــــــــــــــــــــ
منذ أن انشغلت بالأزمة الجزائرية المغربية، واشتغلت عليها، وصلت إلى القناعة التالية: ليس هناك أزمة بين البلدين، بل هناك أزمة يعاني منها كل بلد على حدة وانعكست على علاقتهما، بمعنى أن ما يسمى بالأزمة الجزائرية المغربية مجرد عرض من أعراض مرضية عديدة ناجمة عن أزمة عميقة داخل كل منهما، وأن العلاج السياسي يبدأ من داخل كل "دولة"، وأن البلد الذي يعرف كيف يعالج أمراضه الداخلية هو من سيضطلع بدور ريادي ليس على مستوى المنطقة المغاربية فحسب، بل على مستويات عدة، إقليمية وأممية.
في المقال السابق “العلاقة المغربية الجزائرية في ضوء نظرية الفراغ”، طرحت وجهة نظر مفادها أن النسق الجيوسياسي العالمي في علاقته بالأزمة الجزائرية المغربية، لن يسمح لأي طرف أن يستقوي على الآخر، من منطلق أن هذا النسق ينطوي على خاصية تدمير كل ما يتناقض مع القيم التي نشأ عليها، وهو في ذات الوقت مفتوح على “الشعوب” التي تتوفر على قابلية الاندماج فيه بناء على احترامها لجملة من المعايير والقيم السياسية.
النسق الجيوسياسي العالمي مفهوم صغته لأول مرة في المقال السابق محاولا فهم الانسداد الدبلوماسي بين البلدين من جهة وعلاقتهما بالقوى العظمى من جهة ثانية. النسق الجيوسياسي العالمي له صلة بمفهوم “الغرب” ويختلف عنه من حيث أن الثاني هو جزء منه وجوهره في آن.
فهذا النسق نشأ منذ نشأة الدولة الحديثة “دولة الأمة المدنية”، منذ حوالي قرنين ونصف، غير أن جذوره تعود إلى أربعة قرون في سياق عصر النهضة والنزعة الإنسية والإصلاحات الدينية والسياسية، أي في سياق تراجع البراديغما الكنسية إزاء البراديغما الوضعية. مع نهاية الحرب الباردة اتضحت ملامح النسق الجيوسياسي العالمي في سياق العولمة، واتضحت معه الفجوة بين فضائين جيوسياسين متناقضين: فضاء السلام وفضاء الفوضى.
مع نهاية القرن الماضي، ظهرت كلمات ذات صلة بمصطلحي “الجيوسياسة” و”الجيواستراتيجيا”، من ضمنها: “الجيواقتصاد” و”الجيوثقافة”. ونسمع أحيانًا أيضًا بـ”الجيوتاريخ”. وقد تزامن تعميم هذه المصطلحات مع تكاثر تحليلات ظاهرة العولمة في جميع حقول العلوم السياسية والاجتماعية، مما استدعى الأخذ في الحسبان عدم تجانسية الفضاء العالمي. هنا، أصبحت نظرية التحديث محل مساءلة. في الواقع، فقد منح الحديثون (les Modernes) الامتياز للزمان وقللوا من قيمة الفضاء/المكان لاقتناعهم بحتمية تجانس هذا الأخير، وبالتالي، لاقتناعهم بعدم اكتراثه بتطور العالم. كل ما كان عليهم فعله هو انتظار منجزات التقدم البشري التي جعلت “حالة التمدد الفضائي/المكاني «spatialité» صامتة، على حد تعبير إدوارد سوجا (Edward W. Soja) (نحو جيوبوليتيكا نسقية، (جيرار دوسوي).
منذ بضعة أعوام لاحظ محللون أن نهاية علاقات شرق-غرب أدت إلى تغيير جذري في النسق الأممي (système international)، والذي كان، من الواضح، ثنائي القطب حتى ذلك الحين. لكن مشروع النظام الأممي الجديد (Nouvel ordre international) الذي أراده الرئيس بوش الأب لم يتحقق. بعد ربع قرن، سادت حالة من عدم اليقين والمخاطر غير المتوقعة.
ظلت أمريكا ضعيفة بشكل دائم. الاتحاد الأوروبي لم يتحول إلى قوة سياسية، بينما مشروعه الفيدرالي كما لو أنه اختفى. وقد أظهرت روسيا قدرة على الإرباك أكثر من قدرتها على التعاون. تواصل الصين صعودها الاقتصادي المدهش، لكنها ليست بأي حال من الأحوال قوة سياسية كبرى. أما بالنسبة للبلدان الناشئة، فهي تعاني أو ستواجه نقاط ضعف داخلية؛ ومعظمها لا يشكل حتى أقطابًا اقتصادية.
في سياق العولمة، وفي سياق تطور عوامل ووسائط التواصل الجدلي بين المجتمعات والثقافات، ظل هذا النسق الجيوسياسي يتمدد بحسب الظروف التي تسمح له بالتمدد، أو يتقلص تحت ضغط الأنساق المضادة التي تنشط في مقاومته كلما توفرت لها عوامل المقاومة؛ وهي أنساق من مخلفات البراديغما القديمة (الثيوقراطية)، أو المستحدثة من أيديولوجيات العصر الحديث.
وما يعيشه العالم اليوم من فوضى في عدد من البلدان ليس سوى تجل للتفاعل بين هذا النسق الجيوسياسي العالمي والأنساق المضادة. بل حتى البلدان التي أسست لهذا النسق تدفع ضريبة هذا التحول. بمعنى آخر، يمر النسق الجيوسياسي العالمي بمحطة جديدة في صدامه مع الأيديولوجيا من داخله ومن خارجه. أما المؤسسات والقوانين الأممية التي أنتجها هذا النسق، أصبحت محل نقد ومراجعة، وستخضع إلى التطوير في الأفق المنظور.

مدخل ثالث: المثقف في المغرب والجزائر: الوضعية، الأفق والتحيزات ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تشكلت الدولتان (المغرب والجزائر) بصيغتهما الجيوسياسية الراهنة في سياق الغزو الفرنسي، الإسباني والإيطالي للمنطقة المغاربية ومحيطها الأفريقي جنوب الصحراء (subsaharien). بعد أن استقل المغرب عن فرنسا عام 1956، أصبح قلعة من قلاع حرب التحرير الجزائرية، وبالرغم من أن تياره القومي كان مسكونا بحلم استرجاع المجد الإمبراطوري، فقد منح القضية الجزائرية دعمه أكثر من حرصه على استكمال وحدته الترابية، وقد شكل استقلال موريتانيا (1960) صدمة للمغرب، ولاسيما لدى تيار من حزب الاستقلال ذي النزعة القومية.
كيف نفسر حرص المغرب على استقلال الجزائر أكثر من حرصه على تحرير الأقاليم الجنوبية من إسبانيا ومن فرنسا؟ لماذا لم يدرج استقلال موريتانيا ضمن بنود مفاوضات إيكس ليبان؟
هل عقد المغرب اتفاقا مع جبهة التحرير؟ عندما لجأت جبهة التحرير الجزائرية إلى المغرب، هل لجأت إليه وفق اتفاق؟ هل وعدته ثم أخلفت وعدها؟ وإذا كان حدث اتفاق فعلى أي أساس؟
يمكننا صياغة لائحة من الأسئلة حول الحركتين القوميتين (الجزائرية والمغربية) في علاقتهما البينية من جهة، وعلاقتهما بالعرش العلوي من جهة ثانية، وبفرنسا من جهة ثالثة. فالمشاكل التي نعيشها اليوم هي نتاج حلول الأمس، تلك الحلول المتسرعة والغامضة التي توافقت عليها الأطراف دون تدقيق في التفاصيل. تلك التوافقات كان فيها حضور الدولة صوريا، سواء الدولة الفرنسية الطرف الأقوى أو الدولة المغربية في ظل الحماية أو الدولة الجزائرية التي كانت ماتزال جنينا في عقول الثوار.
صحيح، أن قضية الاستقلال كانت بين فرنسا والجزائر والمغرب، ولكن ككل القضايا الأممية كانت موضوع تدخل جهات أخرى من أحلاف وأصدقاء وداعمين، وبالتالي، فإن الوضع الذي ترتب عن المفاوضات والتوافقات كان نتاج رؤى استراتيجية حملت في صلبها بذور الصدام، وكان من المفترض أن تؤسس لزمن جديد من العلاقة القائمة على مبادئ التعاون والسلم وحسن الجوار.
هل كان للمثقف دور في ذلك؟ وهل ساهم في بناء الرؤية الاستراتيجية لبلده؟ هل كان ينظر إلى عصره وفق التحولات الجيوسياسية أم كان سجين الماضي؟ وما هو دوره اليوم في غمار ما يحدث بين البلدين؟
لا شك أن “المثقف” سواء بالمعنى التقليدي أو بالمعنى الغرامشي، ينحاز لجهة من الجهات. والسؤال المطروح هل يتوفر الشعبان على مثقفين عضويين؟ والمثقف العضوي هو من يرتبط بقضايا الطبقة التي ينتمي إليها، ويساهم في تكوين وعيها وصياغة رؤيتها للعالم وتحديد مهامها، حيث يظهر ذلك المثقف في جميع أروقة الدولة التنظيمية والثقافية والأيديولوجية. وبالتالي، فلكل طبقة مثقفوها، كما أن هناك مثقف الموالاة ومثقف المعارضة، أو النخبة الموالية للحكم والنخبة الموالية للمعارضة، والمثقف بهذا المعنى، من حقه أن يتحيز دفاعا عن جهته، غير أن هذا التحيز في مظهره الإيجابي والمشروع يبقى مشروطا بكفاءة هذا المثقف وفي سلامة فهمه وجديته في رصد المعطيات وقدرته على تحليلها، وإلا سيساهم في تضليل الجهة التي يدافع عنها وتوريطها كما هو حال عدد من القضايا التي تعفنت وتحولت إلى وباء.
يصبح هذا المثقف محل مساءلة، انطلاقا من أن كل مثقف يتخذ موقفا، هو بالضرورة يحمل رؤية؛ وانطلاقا من أن كل رؤية هي، بالضرورة، ذاتية واستشرافية، بمعنى أنها تأتي من وجهة نظر مركزية وذات سيادة، وانطلاقا من أنه لا يوجد مراقب لديه المعرفة الموضوعية والمثالية للعالم الذي ينشغل به، ويطرح عليه “مشكلة التحيزات” التي أثارها الفيلسوف الألماني غدامير.
ووفق هذا الفيلسوف، فإن المشكلة تكون على النحو التالي: أولاً، إن كل فهم هو في الأساس ناجم عن تحيز، هو رأي مسبق قد يصمد أو لا يصمد أمام اختبار الحقائق.
ثانيًا، أي فاعل أو مراقب متورط في وضعية ما، أي في مكان يشغله ويحد من إمكانيات رؤيته. لهذا السبب يرتبط مفهوم “الأفق”، بمفهوم “الوضعية”. يبدو مهمًا جدًا لـغدامير، الأفق هو “حقل الرؤية الذي يشمل ويشتمل على كل ما يمكن رؤيته من نقطة معينة“.
في الجزائر كما في المغرب نحتاج في وضعنا الراهن إلى “وضعية” تسمح لنا برؤية “أفق” لا يكون عائقا للأفق الأممي بمقاصده الكبرى المنصوص عليها في القوانين والأعراف. بين الوضعية المدروسة والأفق المنشود يمتد طريق من الاحتمالات الجيوسياسية التي يجب أن يضعها “المثقف” في الحسبان، في غياب هذه الشروط ستتعمق معاناة الشعبين وستتضاعف الخسارات في البلدين وليس بينهما فقط.
المسألة ليست سهلة، فالدولتان (ومعهما باقي الأقطار المغاربية) متورطتان منذ عقود في ممارسات سيئة ليس من السهولة تصحيحها، ولاسيما في ظل الإرباك المتبادل، وهو إرباك تكاد تسهر عليه نخب تفتقد إلى النضج.
كل جهة يلوح لها في "الأفق" ما يوحي لها أنها قاب قوسين أو أدنى من النصر، وهي إذ تراهن فلا تراهن على شروط نجاحها بقدر ما تراهن على فشل الآخر. مع الوقت، تكتشف أن ما تراهن عليه لا يصمد أمام الاختبار، ومع أنها تكتشف لا تعترف، ويغيب عنها أن من يساعدها على الوقوف هو ذاته من ينجد عدوها حين يوشك على السقوط.
مهمة المثقف، من هذا المنظور، هي القدرة على رؤية هذا "الأفق" وما يحيط به من سراب يحسبه المحبط نصرا.

الجيوسياسة: الفضاء، النسق والفراغ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النسق الجيوسياسي الأممي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا النسق الجيوسياسي الأممي بطبيعته، وباعتماده بيداغوجيا العصا والجزرة، يعمل على إنضاج مفهوم الدولة في البلدان التي لم تتشبع ثقافاتها بقيم الدولة الحديثة، ولم تتمثل نخبها السياسية مفهوم السياسة بالشكل الصحيح، في بعدها القانوني والحقوقي. ما المقصود بالنضج هنا؟ إنه الأوتونوميا، أو الخروج من حالة القصور بالمفهوم الكانطي؛ إنه النضج السياسي بالمفهوم الحديث، والانخراط غير المشروط في بناء دولة الحق والقانون، والتحرر من النزوع التسلطي والاستشفاء من أمراض الهوية السياسية بمعناها الدوغمائي والعنصري.
هذا النسق الأممي الذي يخشى الفراغ، هو من يملأ الفراغ بما يعثر عليه في ذلك الفراغ من طاقة، بصرف النظر إن كانت طاقة مبدعة أو طاقة مدمرة، إيجابية أو سلبية، من منطلق أن هذا النسق ينطوي على خاصية تدمير كل ما يتناقض مع القيم التي نشأ عليها، وهو في ذات الوقت مفتوح على "الشعوب" التي تتوفر على قابلية الاندماج فيه بناء على احترامها لجملة من المعايير والقيم السياسية.
ولهذا النسق صلة بمفهوم "الغرب" ويختلف عنه من حيث أن الثاني هو جزء منه وجوهره في آن. فهذا النسق نشأ مع نشأة الدولة الحديثة "دولة الأمة المدنية"، منذ حوالي قرنين ونصف، غير أن جذوره تعود إلى أربعة قرون في سياق عصر النهضة والنزعة الإنسية والإصلاحات الدينية والسياسية، أي في سياق تراجع البراديغما الكنسية إزاء البراديغما الوضعية. مع نهاية الحرب الباردة اتضحت ملامح النسق الجيوسياسي الأممي في سياق العولمة، واتضحت معه الفجوة بين فضائين جيوسياسين متناقضين: فضاء السلام وفضاء الفوضى. وإذا كان فضاء الفوضى متناقضا من حيث المقاصد متضادا من حيث الأنساق، فإن فضاء السلام ينطوي على نسق منسجم من حيث المقاصد مختلف من حيث التمثلات والرؤى الجيواستراتيجيا.
مع نهاية القرن الماضي، ظهرت كلمات ذات صلة بمصطلحي "الجيوسياسة" و"الجيواستراتيجيا"، من ضمنها: "الجيواقتصاد" و"الجيوثقافة". ونسمع أحيانًا أيضًا بـ"الجيوتاريخ". وقد تزامن تعميم هذه المصطلحات مع تكاثر تحليلات ظاهرة العولمة في جميع حقول العلوم السياسية والاجتماعية، مما استدعى الأخذ في الحسبان عدم تجانسية الفضاء العالمي. هنا، أصبحت نظرية التحديث محل مساءلة بعد أن أصبحت موضوع امتحان وتحت محك الثقافات المضادة. في الواقع، فقد منح الحديثون (les Modernes) الامتياز للزمان وقللوا من قيمة الفضاء/المكان لاقتناعهم بحتمية تجانس هذا الأخير، وبالتالي، لاقتناعهم بعدم اكتراثه بتطور العالم. كل ما كان عليهم فعله هو انتظار منجزات التقدم البشري التي جعلت "حالة التمدد الفضائي/المكاني «spatialité» صامتة، على حد تعبير إدوارد سوجا (Edward W. Soja) (نحو جيوبوليتيكا نسقية، جيرار دوسوي).
منذ بضعة أعوام لاحظ محللون أن نهاية علاقات شرق-غرب أدت إلى تغيير جذري في النسق الأممي (système international)، والذي كان، من الواضح، ثنائي القطب حتى ذلك الحين. لكن مشروع النظام الأممي الجديد (Nouvel ordre international) الذي أراده الرئيس بوش الأب لم يتحقق. بعد ربع قرن، سادت حالة من عدم اليقين والمخاطر غير المتوقعة.
ظلت أمريكا ضعيفة بشكل دائم، والاتحاد الأوروبي لم يتحول إلى قوة سياسية، بينما مشروعه الفيدرالي كما لو أنه تجمد، أما روسيا فقد أظهرت قدرة على الإرباك أكثر من قدرتها على التعاون، وواصلت الصين صعودها الاقتصادي المدهش، لكنها ليست بأي حال من الأحوال قوة سياسية كبرى. أما بالنسبة للبلدان الناشئة، فهي تعاني أو ستواجه نقاط ضعف داخلية؛ ومعظمها لا يشكل حتى أقطابًا اقتصادية.
في سياق العولمة، وفي سياق تطور عوامل ووسائط التواصل الجدلي بين المجتمعات والثقافات، ظل هذا النسق الجيوسياسي يتمدد بحسب الظروف التي تسمح له بالتمدد، أو يتقلص تحت ضغط الأنساق المضادة التي تنشط في مقاومته كلما توفرت لها عوامل المقاومة؛ وهي أنساق من مخلفات البراديغما القديمة (الثيوقراطية)، أو المستحدثة من أيديولوجيات العصر الحديث.
وما يعيشه العالم اليوم من فوضى في عدد من البلدان ليس سوى تجل للتفاعل بين هذا النسق الجيوسياسي الأممي والأنساق المضادة. بل حتى البلدان التي أسست لهذا النسق تدفع ضريبة هذا التحول. بمعنى آخر، يمر النسق الجيوسياسي الأممي بمحطة جديدة في صدامه مع الأيديولوجيا من داخله ومن خارجه. أما المؤسسات والقوانين الأممية التي أنتجها هذا النسق، أصبحت محل نقد ومراجعة، وستخضع إلى التطوير في الأفق المنظور.
في غمار الأزمات السياسية التي تتعرض لها بعض "الدول الفاشلة" وما يترتب عنها من تدخلات خارجية، أو بسبب الصراعات وتمددها في "الفضاء الحيوي"، يحدث الصدام بين النسق الأممي والأنساق المضادة، وقد ينتهي الصدام إلى تسوية كما قد ينتهي إلى حرب غالبا ما تجد في مسألة الأمن مبرراتها وذرائعها، ولا سيما تحت ذريعة "الفضاء الحيوي" كما حدث في ألمانيا سابقا والاتحاد الروسي حاليا.
في الوقت الذي يستلهم فلسفته القومية من هتلر، يحاول بوتين أن يقف على الطرف النقيض منه، هناك مفارقة في فلسفة بوتين، من جهة يتبنى المعجم الفلسفي السياسي المعادي للنازية، ومن جهة ثانية يجتاح تراب دولة سيدة معترف بها أمميا بدعوى تأمين فضائه الحيوي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: أستعمل مفهوم القومية بدل الوطنية، باعتبار أن القومية (Nationalisme) نسبة إلى (الجماعة البشرية) القوم/الأمة (Nation)، بينما كلمة وطن (Patrie) لا تحيل على الجماعة البشرية بل إلى الأرض، أرض الآباء والأجداد بالمعنى البيولوجي والروحي.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبون وماكرون وجها لوجه: هل ستكون العلاقة الفرنسية الجزائرية ...
- مفدي زكريا: شاعر القومية الجزائرية
- زيلنسكي إزاء بوتن: صراع النازيات
- في معنى الشعبوية: هل قيس سعيد شعبوي؟
- عندما تتشبع السياسة بروح الصداقة
- تونس 25 يوليو: الرهانات والتحديات
- الفضاء المغاربي في ضوء نظرية الألعاب
- -فيتش-: دول في طريقها إلى الإفلاس
- جدل سياسي: دولة مدنية؟ أم أمة مدنية؟
- مجتمع الطغيان: المثقف الصرصور والمثقف العبرة
- المستبد المستنير والمثقف الفيلسوف
- في معنى الاستبداد المستنير
- ملف النخبة المغاربية (الجزء التاسع): تونس ومسار التحرر: من ب ...
- ملف خاص:النخبة المغاربية (الجزء الثامن): الحركة القومية التو ...
- بين الذكاء والغباء
- ملفات مغاربية: بعد ستة أشهر من عام 2022
- مايو: أحداث وأسماء جزائرية
- الجزائر: سؤال الهوية بين حقيقة العقل وحقيقة الواقع
- اليوم العالمي -العيش معا في سلام-
- الفرنسيون ذوو الأصل المغاربي والشأن السياسي


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد هادف - الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء الأول)