أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - جدل سياسي: دولة مدنية؟ أم أمة مدنية؟














المزيد.....

جدل سياسي: دولة مدنية؟ أم أمة مدنية؟


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 7300 - 2022 / 7 / 5 - 11:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ المناظرة التي أقيمت على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1992، تحت عنوان "مصر بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية"، لم يتوقف الجدل حول مفهوم "الدولة المدنية". ترى ما قصة هذا المفهوم؟ وكيف ولماذا تواطأت حوله كل التيارات العربية من ساسة وأكاديميين وإعلاميين؟

حسب علمي، وبعد بحث استقصائي، لا وجود لهذا المفهوم إلا عند الناطقين باللسان العربي ومن ضمنهم الإسرائيليون المنافحون عن مفهوم "القومية اليهودية"؟
منذ أعوام سألت أكأديميين في العلوم السياسية عن تعريف الدولة المدنية، وكانت إجاباتهم متطابقة مع تعريف الدولة العلمانية. وحين كنت أرد عليهم أن هذا تعريف الدولة العلمانية، وهو مفهوم متداول وله جذوره وسياقاته التاريخية، فما الذي يجبركم على استبداله بمفهوم لا تاريخ له؟ ومن خلال الإجابات فهمت أن التيارين المتعارضين توطآ حول المفهوم من باب التراضي، وهو تراض أقرب إلى التحايل والاحتيال: لا تستعملوا مفهوم "الدولة العلمانية" وبدورنا لا نستعمل مفهوم "الدولة الإسلامية".
وفي ضوء الجدل الذي يصاحب اليوم الدستور التونسي الجديد، ولاسيما حول التعديل الذي مس "الإسلام دين الدولة" واستبداله بـ"الإسلام دين الأمة"، أكتفي بطرح بعض التساؤلات على النخب الفكرية ومعها بعض الملاحظات:

لماذا انغمست الحركات القومية (Mouvements Nationalistes) في بلاد الشام وشمال أفريقيا في جدل حول "القومية العربية" بدل التأسيس لقوميات محلية: عراقية، سورية، مصرية، جزائرية، مغربية، تونسية........؟

لماذا هناك، في الجزائر وفي المغرب مثلا، جدل حول "الهوية الأمازيغية" و"القومية الأمازيغية" لا يختلف عن الجدل حول "القومية العربية" والقومية الإسلامية، بدل النقاش حول "الهوية الجزائرية" و"الهوية المغربية"؟

الأمر لا يختلف في إسرائيل، فلماذا يحتدم الجدل حول "القومية اليهودية" بدل التأسيس لـ"القومية الإسرائيلية"؟ والفرق شاسع بين المفهومين.

أولا: يحتاج الموضوع إلى الخروج من الالتباس المفهومي والنظري لعدد من المفاهيم المتداولة بوثوقية عمياء والتدقيق فيها والتمييز بينها وبين مفاهيم أخرى ذات صلة. فهناك من يخلط بين الحكومة والدولة، وبين النسق/السيستام والريجيم، وبين السلطة (Autorité) والقدرات (Pouvoirs)، وبين البلد والدولة وبين الوطن والأمة، وهلم جرا؛

ثانيا: نجد صفة المدني مقابل العسكري، أو الديني أو الإثني... في عدد من الأنشطة والمجالات: المجتمع المدني، الطيران المدني، الحرب المدنية، الأمة المدنية، الحماية المدنية، الحالة المدنية، المحكمة المدنية، الشرع المدني (Le droit civil)... وهي مفاهيم لها سياقاتها التاريخية وخلفياتها السياسية والقانونية والفكرية؛

ثالثا: لا يوجد في العلوم السياسية مفهوم "الدولة المدنية"، من منطلق أن الدولة مؤسسة كبرى تنطوي فيها عدة مؤسسات: البرلمان (يضم عددا من المنتخبين مختلفي المذاهب السياسية والدينية)، القضاء، الحكومة (تضم مؤسسات ووزارات تهتم بالتنمية، والاقتصاد، والتعليم والفلاحة، والأمن والدفاع....)، وبالتالي هي متعددة المظاهر والأنشطة (مدنية وغير مدنية: عسكرية، سياسية، اقتصادية، دينية....)؛

رابعا: الدولة-الأمة، الدولة الوطنية، الدولة القومية كلها مترادفات لمفهوم واحد هو (Etat-Nation)، غير أن أغلبية المثقفين الناطقين باللسان العربي يظنون أنها مفاهيم متمايزة؛

خامسا: نشأت الدولة-الأمة على خلفية تيارين مختلفين: تيار الأمة المدنية (Nation civique) الذي تأسست في سياقه البلدان الغربية، وتيار الأمة الإثنية (Nation ethnique) الذي تأسست في سياقه بلدان أوروبا الشرقية واستلهمته الحركة الصهيونية والبلدان الناطقة باللسان العربي والبلدان الإسلامية والأفريقية وعدد من بلدان آسيا وأمريكا الجنوبية، وعليه نحتاج إلى الخروج من الجدل حول "الدولة المدنية" إلى نقاش حول "الأمة المدنية" ودولتها العلمانية؛

وفي الأخير، وطالما هناك جهل فادح بالمفاهيم والنظريات السياسية، فمن العبث تحرير دستور بمفردات ملتبسة. وحتى يكون النقاش حول فصل السياسة عن الدين، يجب أولا أن تكون لدينا "سياسة" و"دين" وبعد ذلك نفصل بينهما أو نجمع بينهما، ولأن بلداننا لا تتوفر على نخب فكرية تحيط علما بالسياسة، ولا نخب فكرية تحيط علما بالدين، فإن الدعوة إلى الفصل بين السياسة والدين تبقى ضربا من العبث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدستور: محاولة للفهم
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694619



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع الطغيان: المثقف الصرصور والمثقف العبرة
- المستبد المستنير والمثقف الفيلسوف
- في معنى الاستبداد المستنير
- ملف النخبة المغاربية (الجزء التاسع): تونس ومسار التحرر: من ب ...
- ملف خاص:النخبة المغاربية (الجزء الثامن): الحركة القومية التو ...
- بين الذكاء والغباء
- ملفات مغاربية: بعد ستة أشهر من عام 2022
- مايو: أحداث وأسماء جزائرية
- الجزائر: سؤال الهوية بين حقيقة العقل وحقيقة الواقع
- اليوم العالمي -العيش معا في سلام-
- الفرنسيون ذوو الأصل المغاربي والشأن السياسي
- الصحافة المغاربية: بين الحصار وسوء التعبير
- بعد أسبوع على فوزه بالرئاسة: هل سينجح ماكرون في الوفاء بوعود ...
- على هامش رحيل إيدير: كيف نبني خطابا خلاقا خاليا من الجهل وال ...
- تأشيرة شنغن: كيف ينظر الاتحاد الأوروبي إلى البلدان المغاربية ...
- البلدان المغاربية في ضوء المنطق
- العلاقة الجزائرية الليبية في ضوء تحركات الدبيبة
- فرنسا: هل ستلفظ الجمهورية الخامسة أنفاسها؟
- على هامش الرئاسيات الفرنسية: أي مستقبل فرنسي مغاربي؟
- فضاء جيوسياسي مغاربي جديد قيد التشكل


المزيد.....




- إسماعيل هنية يعلن موقف حماس من التوصل لاتفاق شامل مع إسرائيل ...
- Asia Times: فرنسا ترسل أول جنودها إلى أوكرانيا
- كويتيات -في حالة غير طبيعية- على متن طائرة.. والنيابة تتدخل ...
- هل يستسلم المحافظون لمصيرهم في الانتخابات البريطانية بالاستم ...
- تقرير: العالم يشهد أسوأ موجة تفش لمعاداة السامية منذ الحرب ا ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة استراتيجية في دونيتسك بشكل كامل
- Repubblica: الناتو يحدد -خطين أحمرين- يفترض تجاوزهما تدخل ال ...
- هنية يصدر بيانا حول متابعة جولة المفاوضات في القاهرة
- الإعلام العبري يتساءل: من هو إبراهيم العرجاني الذي عين رئيسا ...
- مقتل 4 مدنيين لبنانيين بغارات إسرائيلية على بلدة ميس الجبل و ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - جدل سياسي: دولة مدنية؟ أم أمة مدنية؟