أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - البلدان المغاربية في ضوء المنطق














المزيد.....

البلدان المغاربية في ضوء المنطق


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 7232 - 2022 / 4 / 28 - 20:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


هل ثمة علاقة بين معرفة المستقبل ومعرفة الماضي؟ وإذا كانت معرفة الماضي صعبة من حيث ندرة المعطيات أو من حيث زيفها من جهة، ومن حيث جودة أو رداءة قراءتها وتحليلها من جهة ثانية، فكيف تكون معرفة المستقبل متاحة؟ وكيف يعرف المستقبل من يفشل في معرفة الماضي ومعرفة الزمن الذي يعيش فيه؟

على مستوى الحياة الفردية والشخصية، من يرتبط بالماضي ارتباطا خاطئا، حتما، سيرتبط بالمستقبل بشكل خاطئ، ويبدو أن من يرتبط بالماضي بشكل واع وعقلاني، و/أومن يفك ارتباطه بالماضي بشكل عقلاني، كلاهما سيسهل عليه تصميم رؤية إلى المستقبل ويسهل عليه تأمين شروط تحقيق ما يتطلع إليه، من منطلق أن كليهما تحرر من الماضي بطريقته الخاصة، عكس من يربط نفسه بالماضي أو يتنكر له، دون دراية وإحاطة ودون وعي، ومن حيث أن هذا الأخير أكثر ارتهانا للماضي وأكثر استلابا.

لا يختلف الأمر على مستوى الجماعة (سواء كانت وحدة صغرى كالأسرة والطائفة والحزب..، أو وحدة كبرى كالدولة والعالم)، وتكون مهمة تحرر أعضاء هذه الجماعة من الماضي أكثر صعوبة كلما كانت جماعتهم مرتهنة إلى الماضي، بينما تكون أكثر سهولة كلما كانت جماعتهم قد فكت ارتباطها بالماضي.

لذلك نجد أغلب الناس لهم ارتباط سحري بالماضي وبالمستقبل، وأكثر رغبة في معرفة مستقبلهم ومستقبل العالم. أن نعرف، وأن نكون على بيّنة هو بداية الحل، أما أن نتوهم أننا نعرف فهذا معناه أننا نزداد تورطا في المشكل. ويكفي أن نلقي بنظرة على الجدل المغاربي حول الهوية لنعرف حجم الأزمة التي تعيق عملية الحوار والتواصل بين المتجادلين، وتحجب عن الشعوب إحداثيات التفكير العقلاني الذي من شأنه أن يسمح لهذه الشعوب بأن تنعم بحياة تسود فيها الحرية والعدالة والأمن والكرامة.

منذ أن لمعت الفكرة المغاربية في ذهن الحركة القومية المغاربية مطلع القرن العشرين في سياق النضال التحرري، بقي الحلم المغاربي سرابا يحسبه الظمآن ماء. وبعد أن مضت ستة عقود من الاستقلال، وجدت الشعوب المغاربية نفسها اليوم تحلم بما هو أدنى. لقد اتضح أن الأقطار المستقلة لم تتمرن على "الأوتونوميا" وظلت تعاني من قصور سياسي فادح.

اتضح أن مشروع الاتحاد المغاربي كان يفتقد إلى شروط تحققه. كان المؤمنون بهذا المشروع يتغنون بوحدة المصير والتاريخ ووحدة الدين واللسان ووحدة الجغرافيا، لم ينتبهوا أن ما يتغنون به ويدبجون به خطبهم، مجرد عوامل. ومثلما يكون الدين واللسان والثقافة... عوامل تواصل وتفاهم واستقرار وقوة، يكون أيضا عوامل صراع وتفرقة وضعف. بينما الاتحاد لا يتأسس إلا وفق شرطه السياسي العقلاني (الدولة الديمقراطية العلمانية، دولة الحق والقانون).

اتضح أن كل قطر كان يعاني من أمراض عديدة، وكان يحمل في صلبه بذور تخلفه وتفككه؛ ومنطقيا لا يمكن للأقطار الخمسة أن تتحد مادامت، كلها، تعاني من هشاشة جبهتها الداخلية وقابلية انفجارها، أو مادامت تعاني من احتقان سياسي والتباس هوياتي. فحتى تتحد مع غيرك يتوجب أن تكون متحدا مع نفسك، أي أن تكون (أنت أنت) وهذا ما يسمى في المنطق بمبدأ الهوية أو التطابق وأن لا يكون (أنت) (لست أنت) وهذا ما يسمى بمبدأ عدم التناقض.

فمن العبث أن تدخل في مشروع اتحادي مع شخص يعاني من تناقضات منطقية، ينام على شيء ويصبح على نقيضه؛ ذلك هو حال أغلب العلاقات الشخصية والأوضاع الداخلية للجمعيات والأحزاب وحتى الشراكات والمشاريع المقاولاتية والاقتصادية.

تعطّل الاتحاد المغاربي في بداية نشأته، وازدادت البلدان المغاربية تشرذما وتنابذا، وعلى سبيل المقارنة، استمر مجلس التعاون الخليجي وصمد رغم كل الخلافات، وسيكون أكثر قوة وأكثر اتساعا قبل نهاية هذا العقد.

هذا هو الخلل، فأين الحل؟ هل أدرك كل قطر أن رهانه هو إعادة بناء نفسه على أسس صلبة؟ هل ثمة ما يؤشر في أوساط النخب على تحول في تفكير الأولويات؟ ما هي الرهانات التي تبقت لكل قطر؟ ما هي الرهانات الليبية اليوم؟ والرهانات التونسية؟ والجزائرية؟ والموريتانية؟

ما هي رهانات أنصار 25 يوليو في تونس؟ ورهانات حزب النهضة مثلا؟ ما هي رهانات حكومة دبيبة؟ وحكومة باشاغا في ليبيا؟ وما هي رهانات المغرب في علاقته بإسرائيل ورهانات المناهضين للتطبيع؟ ما هي رهانات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورهانات الأحزاب الموالية له والأحزاب المقاطعة لسياسته؟ ما هي رهانات موريتانيا؟ ما هي رهانات دعاة التطبيع ورهانات مناهضي التطبيع؟ ما هي رهانات البوليساريو؟ وما هي رهانات دعاة استقلال الصحراء ورهانات دعاة الحكم الذاتي؟



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة الجزائرية الليبية في ضوء تحركات الدبيبة
- فرنسا: هل ستلفظ الجمهورية الخامسة أنفاسها؟
- على هامش الرئاسيات الفرنسية: أي مستقبل فرنسي مغاربي؟
- فضاء جيوسياسي مغاربي جديد قيد التشكل
- ملف خاص: النخبة المغاربية (الجزء السابع): تونس القرن التاسع ...
- الشعر في يومه العالمي: ما قصته مع الجمهورية؟
- المغاربيون في مرآة السعادة
- ملف خاص: النخبة المغاربية (الجزء السادس)
- خارج التغطية
- ملف خاص: النخبة المغاربية (الجزء الخامس)
- كيف نقرأ كمغاربيين ما يحدث في أوكراينا؟
- البلدان المغاربية وحرب روسيا على أوكراينا: المواقف والتدابير
- هل سيتحسن الوعي المغاربي في غمار هذه التحولات؟
- البلدان المغاربية والغزو الروسي لأوكراينا
- الرأي العمومي المغاربي والحاجة إلى صحافة بَناءة
- في ذكراه الثالثة: هل ستبقى شعلة حراك 22 فبراير متقدة؟
- قمة بروكسل بين الاتحادين: الأوروبي والأفريقي
- فبراير المغاربي
- النخبة المغاربية: ملف خاص (الجزء الرابع)
- فبراير إغران وفبراير أديس أبابا


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - البلدان المغاربية في ضوء المنطق