أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - مالذي يؤلمني ويشدني للعراق؟














المزيد.....

مالذي يؤلمني ويشدني للعراق؟


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7361 - 2022 / 9 / 4 - 20:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لست مفتونا بالعراق لما تتابع على أرضه من حضارات، فتلك الحضارات فعل ماض تام، مكتمل، لا أثر له في عراق اليوم.

كما لست مولها لا ببواديه التي تهت في شعابها في ليل شتوي ماطر من ليالي شباط - فبراير عام 1979، ولا بوديانه التي استضافتني سجونها، ونظمت لي فيها عمليات التعذيب، ولا بجبالها التي لجأت اليها هربا من السجن والتعذيب..

ولست هائما بالثقافة العراقية ولا بأبرز منجزاتها: حركة الشعر العربي الحديث، فهذه الثقافة على ما أنجزت، لم تمتلك أسباب التحرر، من أرث متحجر، يبقيها أعجز من أن تتفاعل مع حضارة العصر.

كما لا يأسرني الغناء العراقي الغارق في حزن رهيب.

لست مغرما بالشمس العراقية التي تلهب العراقيين على مدار العام بأستثناء أيام معدودة معتدلة يطلقون عليها من باب الأصطلاح أسم موسم الشتاء أو الربيع أو الخريف.

ماء دجلة ليس أعذب المياه، ولا ماء الفرات الذي كان طعمه مجاً في فمي كلما أضطررت الى شربه في المدن الفراتية.

لا يشغلني المكان، بل الأنسان الذي من حقه أن يعيش آمنا في المكان، متآلفا مع أخيه الأنسان. الإنسان القادر على تحويل أي مكان إلى جنة، إن هو تخلى عن نزعات الأنانية والغطرسة، وتعاضد مع أخية الأنسان، وتمنى له ما يتمنى لنفسه وعمل من أجل ذلك..

ما يشدني الى العراق، ويجعلني أذرف الدموع أحيانا هو الانسان العراقي. الأطفال والفتيان والفتيات، يولدون ويشبون ويشيخون في ظروف القهر وسلب الحريات، وغسل العقول، وشحنها بالبغضاء.

يشربون بالعداء لبعضهم على خلفية التشدد الديني ـ الطائفي، والإثني ـ القومي ـ العشائري. وبدلا من أن يتعاضدوا ويتعانقوا، ليطوعوا الظروف القاسية، التي أحاطتهم بها الطبيعة، وقسوة الثقافة والعادات والتقاليد التي ورثوها من الأسلاف، يغرقون في آبار الكراهية المتبادلة التي اعدت لهم. فلا يجدون للتلاقي سبيلا.

يدمرون حاضرهم، مستقبلهم ومستقبل الأجيال القابلة منهم في حمى التعصب الديني، الطائفي والأثني، مسلمين قيادهم ل (( قادة )) مذهبيون وقوميون وسياسيون جهلة وفاسدون في الغالب الأعم.

عذاب العراقي هو ما يؤلمني وليس أي شيء آخر....



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصدر جاد هذه المرة
- دور العامل الثقافي في التحولات الاجتماعية
- جبهة الإستنارة والموقف من الدين
- مآخذ الحسين على يزيد
- صراع الحيتان الإسلاموية الشيعية الحالي في العراق
- الديمقراطيات عرضة للإرتكاس
- بعض أسباب فشل التجربة القاسمية
- في رثاء تجربة إنسانية أكثر عدلا
- كردستان والعراق .. أية علاقة؟
- فانتازيا عاصي ومنصور الرحباني
- تنويريون يكيلون بمكيالين
- متحاربون تحت راية أيديولوجية واحدة ... ولكن
- هل الحوار المتمدن موقع يساري علماني حقا؟
- فضيحة الفقه الإسلامي الشيعي في السويد
- لسويد على أبواب الناتو .. هل سيتدعم أمنها أم سيضعف؟
- بوريس جونسن يحقق نجاحا واضحا في مهمته
- تحولات دراماتيكية في توجهات المجتمع السويدي
- صبيانية (( تنويريين ))
- مخاطر تهدد مستقبل المجتمعات العربية
- ثانية، عن خطأ بوتين الإستراتيجي القاتل


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يرفع رسوم دخول الزوار إلى ثلاثة أضعاف قبل ب ...
- -عصير رمان وزيت زيتون-.. الرئاسة العراقية تعلق على هدية من ا ...
- نتنياهو يتهم حماس -بتجويع متعمَّد- للمحتجزين في غزة، وواشنطن ...
- أوكرانيا: الكشف عن مخطط فساد -كبير- في صفقات شراء طائرات مسي ...
- ريبورتاج: درعا تحتضن الفارين من معارك السويداء بجنوب سوريا
- نتانياهو يعبر عن -صدمة عميقة- بعد نشر حماس تسجيلات لرهينتين ...
- الكونغرس يقر تعيين مقدمة برامج سابقة في أبرز منصب قضائي بواش ...
- معظم حالات انتحار الجنود الإسرائيليين مرتبطة بالحرب في غزة
- مع مفاوصاتها النهائية.. هل تضع المعاهدة الدولية حدا لطوفان ا ...
- -الأكثر تأثيرًا في هذا القرن-.. شاهد كيف يُعيد ترامب تشكيل أ ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - مالذي يؤلمني ويشدني للعراق؟