أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادريس الواغيش - قيس الانقلابي يستقبل إبراهيم الانفصالي...!!














المزيد.....

قيس الانقلابي يستقبل إبراهيم الانفصالي...!!


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 7357 - 2022 / 8 / 31 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم أعد مهووسا، كما كنت من قبلُ، ولا مهتما بالشأن السياسي، حتى أنني لم أعد أعرف كثيرا من أسماء وزراء الحكومة في بلدي، يكفيي أن أكون مهتما بما هو ثقافي، ولكن حينما يصبح الأمر شأنا وطنيا تتغيّر المعادلة عندي. تابعت مثل غيري من المغاربة استقبال الرئيس التونسي الانقلابي قيس السعيد من يسمى ابراهيم الانفصالي على أرض تونس الخضراء التي لم تعد كذلك، بكل ما يلزم من بروتوكول رئاسي في القصر والقاعة الشرفية، وقد لبست ما استطاعت من دروع العداء للمغرب، وهو ما يمكن أن تعتبره جهات معادية اعترافا ضمنيا بجمهورية الانفصال الوهمية، وهي تعرف كما غيرها أن مغربية الصحراء قضية وطنية لا تقبل المساومة عند المغاربة ملكا وحكومة وشعبا، ومن خلال مغربيّتها وعيونها يميز المغاربة بين أصدقائهم وأعدائهم، وأيضا لأن "الصحراء هي النظارة التي يرى بها المغرب للعالم" كما جاء في خطاب جلالة الملك محمد السادس.
تعوّدنا من الحكومات المتعاقبة على تونس منذ عهد الرئيس الحبيب بورقيبة وبنعلي على عقيدة مفادها أن تكون تونس محايدة في هذه القضية الشائكة، حتى اعتلى قيس السلطة واتقلب على نفسه بالشكل الذي عرفناه وما جاء بعده من متغيرات، وخان تاريخ تونس وحيّاديتها وأقحمها قسرا في ملف أكبر من حجمها. أما حكام المرادية في الجزائر فقد ألفنا في المغرب استفزازاتهم وتعودنا على حماقاتهم وعدائهم المزمن لوحدتها الترابية، وأضحينا نتعامل معهم بكل ما يلزم من صرامة وحزم. ولكن أن يأتي الطعن من الخلف ومن رئيس دولة عربية نعتبرها شقيقة مثل تونس، فهذا فعل استفزني شخصيا، كما استفز كل المواطنين المغاربة، إن لم يكن قد أوجعني. وقد كان لي أن أقبل ذلك بصفتي مواطنا مغربيا عاديا لا يمثل أي جهة رسمية من دولة أجنبية أخرى غير عربية، وأقول أن الأمر يتعلق بملف سياسي عادي يهم وزيرنا في الخارجية، وهو أقدر وأجدر بحنكته السياسية المعهودة على تدبيره وإدارته، كما دبر وأدار بجدارة ملفات أصعب، وعشنا معه بقلوبنا ما جرى من توترات سياسية وزخم أحداث مع حكومتي إسبانيا وألمانيا وما رافق ذلك من تقلبات في علاقاتنا معهم، بالرغم من قوتهما العسكرية ونفوذهما السياسي والاقتصادي والمالي في أوربا والعالم، بالمقارنة مع وضعية تونس الضعيفة والهشة سياسيا واقتصاديا في المرحلة الراهنة على الأقل، ولكنهما بعد كل العناد اعترفا في الأخير بمغربية الصحراء، وطوي معهما ملف الصحراء المغربية بشكل دبلوماسي، كما سيطوى لاحقا هذا الملف مع فرنسا بعد أن تعترف بمغربية الصحراء، وهو ما سيحصل مهما طالت رمادية مواقف فرنسا السياسية.وضبابيها.
لن يكون قيس الانقلابي وحده من أخطأ الطريق إلى ليلاه في هذا القضية، فقد سبقه إلى ذلك فيديل كاسترو والقذافي وبومدين وبوتفليقة رحمهم الله، وبقيت الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه. ولذلك أقول بأن المغرب محصن من كل تحرشات هامشية، وأذكى مما ذهب إليه قيس الشخص ومن يقف وراءه في توريط تونس الشعب، والملف سيطوى في الأخير بكل حيثياته، ولن تتركه الدبلوماسية المغربية الحكيمة يأخذ أبعادا استراتيجية أكثر مما يستحق، ولن يتعدى ما رأيناه من هرولة في مطار قرطاج ومهزلة في قصرها، ولن يجرنا تهور قيس تونس إلى خصومة مع الشعب التونسي الشقيق، لأن ما يجمعنا مع التوانسة أكبر مما يفكر فيه رئيسها. وفي الأخير لا يسعني إلا أن أذكر بأن قيس قد أخطأ الطريق بسلوكه الطائش والمتهور، وليلى التي يبحث عنها لن يجدها في الصحراء المغربية، لأنها مرصودة بعيون يقظة لا تنام...!!



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياحة الداخلية في المغرب: أسئلة ورهانات
- «تطوير التعليم: فرص للابتكار» محور مؤتمر جامعة الأخوين الدول ...
- «تطوير العليم: فرص للابتكار» محور مؤتمر جامعة الأخوين الدولي ...
- دعيني أستأنس بخطيئاتي
- هل أصبحت تافها...؟
- زرقة البحر تعرفني
- الدرك الملكي في أزرو يفسد عليّ عطلة الأحد
- أسابق ظلي نحو الغياب
- -الخطاب بين القراءة والتأويل- محور ندوة دولية بفاس
- أسئلة الزمن وصياغتها الجمالية في شعر مليكة العاصمي
- ميلاد أكاديمية بفاس لكمال الأجسام والفتنس
- نوستالجيا: هل يكون أخنّوش أَمَرُّ عِقْداً وأحكمُ أمرًا من صا ...
- الحَرب المُمكنة خسرتها الجزائر
- قصة قصيرة: ندب قديم
- فاس تودّع الأديب المهدي حاضي الحمياني
- بعد إسبانيا وألمانيا وفرنسا، من يستطيع التجرُّؤ على المغرب.. ...
- رحيل الأسمراني ابن الأرض إبراهيم الحجري
- نوستالجيا: ذكرياتي مع مدينتي سبتة ومليلية
- نوستالجيا: في الطريق إلى العيون
- الوثائق الملكية تثبت العلاقة الوطيدة بين الفرد والأرض في الص ...


المزيد.....




- -قوي ومنسق جيدا-.. رئيس وزراء باكستان يعلق على رد بلاده على ...
- جاريد كوشنر مستشارًا لإدارة ترامب في جولته إلى الشرق الأوسط ...
- ترامب سيعترف بالدولة الفلسطينية أثناء زيارته للشرق الأوسط (إ ...
- ثلاث حقائق عن لعبة GTA 6
- محادثات صينية-أميركية في جنيف لمحاولة احتواء الحرب التجارية ...
- الخارجية الهندية: وقف إطلاق النار مع باكستان بدأ الساعة الخا ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- السعودية تستعد لفتح خط جوي مباشر مع ليبيا بعد مباحثات أمنية ...
- بوتين يشيد بالعلاقات الروسية الفيتنامية ومحطاتها (فيديو)
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل التزامها بهدنة عيد النصر وترد ع ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادريس الواغيش - قيس الانقلابي يستقبل إبراهيم الانفصالي...!!