أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الاستبداد والطغيان















المزيد.....

الاستبداد والطغيان


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7353 - 2022 / 8 / 27 - 02:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في حياة كل شخص مواقف رأى فيها ظلماً واقعاً على أحدهم، سواء كان ظلماً كبيراً أو صغيراً، وكم يكون التحدث مخيفاً في موقفٍ كهذا وقد ينجم عنه عواقب سيئة، ولكنه يعلم أيضاً أنّ السكوت مخيف أكثر و لذلك تحتاج إلى إضاءة وتهوية وتطهير سوسيولوجي، وإلى إزالة الأعشاب الضارة والفاسدة من الحقل السياسي، من تربة هذه الثقافة وزرع بذور العقلانية والإنسانية واشرعة السلام والإبداع المعقمة و تحتاج إلى تخصيب الصالح ،لأنّ العواقب التي تنجم عنه تمتدّ من الشخص نفسه إلى غيره، إذ إنّ السكوت يجعل من الظلم فعلاً ممتدّاً لا يتوقف، لذا يجب كسر هذه السلسلة، وإيقاف هذه العجلة التي تتدحرج دون توقّف ويعتبر أمر لا محال منهماً اذا توقفت جهود المكافحة . لقد تعددت وتنوعت اشكال الكتابات حول موضوع الاستبداد والطغيان ومخاطر صعود قيادات جاهلة تتمرد على المؤسسات الديمقراطية والديمقراطية التمثيلية، ودائما ما ينظر إليهم بعين الكراهية والخوف لانهم يحاولون الوصول الى السلطة بشكل غير محدود وبكل الوسائل ليصبحوا عوامل مباشرو للفساد والافساد ، الطاغية الذي يعرف ب" فاعل من الفعل (أطغى) وهو الذي يحمل غيره على الطغيان، فيجعله يتجاوز الحدَّ: نقول فلان أطغاه السلطان أو المال أو الجاه أو أصحاب السوء، وهذا المعنى ورد في قوله -تعالى-: (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ)،(7سورة ق) والمستبد الذي يعني" مَنْ يَتَعَصَّبُ ويَتَصَلَّبُ لِرَأْيِهِ وَلاَ يَقْبَلُ سَمَاعَ آرَاءِ الآخَرِينَ،او العَنِيدُ "وهما لا يعنيان نفس الشيء انما حكم أو نظام يستقل بالسلطة فيه فرد أو مجموعة من الأفراد لا يخضعون لقانون أو قاعدة ودون النظر إلى رأس المحكومين.
لو بحثنا في كتب التاريخ لوجدنا ان هناك عشرات الانظمة الغربية التي حكمت و كانت مستبدة وطاغية واتصفت بكونها عدوانية وعلى سبيل المثال هناك هتلر في ألمانيا وموسوليني في ايطاليا وهناك ستالين في الاتحاد السوفياتي سابقا وهناك تشاوشيسكو في رومانيا ولا ننسى ماو تسي تونغ في الصين وايضا غيرهم الكثير وهؤلاء مارسو ابشع انواع القمع والتنكيل والقتل والتضييق على الحريات وحكموا بلادهم بالنار والحديد ولا ننسى البعض من الانظمة الاسلامية والعربي التي استبدت حتى النخاع خلال فترات حكمهم المستبد لم يفعلوا الا شيء واحد وهوالسرقة والعمالة للغرب ولنا في بن علي ومبارك ومجنون ليبيا خير مثال حيث انا لارقام التي تم الكشف عنها تبين لنا انهم وخلال فترات حكمهم لم يتبرعوا إلا في سرقة الشعب وقتله بنفس الوقت , ونظام صدام حسين كانت يد يسرق الشعب ويد يقتل كل شريف يحاول ان يثور ويفضح هذا النظام .
يمكن للحاكم المستبد أن يكون خيراً إذا كان منذورا مخولا وحكم لمصلحة الرعايا عكس الطاغية الذي لا يمكن أن يقدم خيرًا بسبب أنانيته وارتهان رغباته ولاشك ان مثل هؤلاء يحاولون في احيان كثيرة تقدم خطابا عاطفيا قد يجد صدى لدى البعض من الجماهير البسيطة الساخطة على النخب السياسية .
من المفهوم ان بين الحاكم العادل والحاكم الطاغية فوارق لا تقبل الشك ابداً، وهذا المؤشّرات أو المعاير تتمثّل بدرجة انتهاك حقوق الأمة، الفرد والمجتمع، ولنا قادة على مر التاريخ قدموا نماذج من الوفاء والاخلاص والصدق يمكن التمثل بهم " فالإمام علي بن ابيطالب عليه السلام، هو القائد الذي رعى حقوق الجميع من دون استثناء، أو تفريق أوتفضيل بين شخص وآخر، والجميع في ظل حكومته كانوا سواسية، وفق مبادئ العدل والرأفة والمساواة، حيث يتكرّر منهج التحرّر، فنجد في حكم الإمام عليه السلام، النموذج الأمثل للحاكم الذي يرعى شعبه، ويساعدهم على معرفة حقوقهم والعمل بحرياتهم، بعيداًعن القسر والظلم والإجبار، تحت ضغط المصالح السلطوية.
تقع في الكثير من الأحوال اللوم على المؤسسات والهياكل الديمقراطية على أنها غير القادرة على تلبية تطلعات الشعوب في الحوكمة والعدالة في واقع عولمة ليبرالية متوحشة تعمّق من التفاوت الاجتماعي وسوء الحوكمة ورداءة الخدمات وتقليص الدور الاجتماعي للدولة… وتعتبر قليلة التحاليل التي تحدثت عن ديكتاتورية «الشعب» ، هذه الحشود التي تعتبر حطب وقود الحكم الفردي والمحرّك الرئيسي لنزواته السلطوية، اولئك الذين ، مهما كان عددهم، يعتبرون انفسهم «صوت الشعب وضميره الحي» ويتداولون خطب التخوين والتحقير والتهديد لكل معارضيهم ،هؤلاء هم من يفتح باب الديكتاتورية على مصراعيه، وباسم الشعب .
من أكبر البلايا التي ابتليت به الشعوب والأمم تسلط الحكام الطغات؛ حيث يغدو الحاكم وكأنه من غير جنس الرعية، ويزداد الأمر سوءا حين يعطي الحاكم نفسه بعض خصائص قد تصل الى الربوبية ومن هنا قد يتمنّى بعض الناس العودة إلى الماضي،ونقصد به ماضي الاستبداد السياسي، وهذا في الحقيقة خطأ جسيم، لأن الطغيان مرض عقي وخطير، لا يبقى في حدود السياسة، ولا تنحصر أضراره في الميدان السياسي، إنما تتعدّى ذلك إلى مجمل ميادين الحياة ومجالاتها، حيث ينعكس الاستبداد السياسي على الحريّات والإعلام والثقافة والاقتصاد والتعليم وسواه، فتغدو حياة الشعب كلها في قبضة الحاكم وتحت رحمة قراراته التي غالباً ما تكون جائرة متسرّعة ، ويقول عبدالرحمن الكواكبي " من يسأل عن سرّ ابتلاء الله الناس بداء الاستبداد فيقول:"إن الله عادل مطلق لا يظلم أحدا، فلا يولى المستبد إلا على المستبدين. ولونظر السائل نظرة الحكيم المدقق لوجد كل فرد من أسراء الاستبداد مستبدا في نفسه، لوقدر لجعل زوجته وعائلته وعشيرته وقومه والبشر كلهم، حتى وربه الذي خلقه تابعين لرأيه وأمره" ومن طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد فهو إذا أمر أو نهى، وإذا حاكم أو عاقب، وإذا نفذ أو خطط، فلا يريد أن يكون أحد معقبا لحكمه، ولا مخالفا لرأيه، ولا رادا لأمره. والحق كما يقول محمدالغزالي: "إن التجمعات البشرية السوية فيها رجال كثيرون يوصفون بأنهم قمم،أما البيئات المنكوبة بالاستبداد فدجاج كثير وديك واحد؛ إن ساغ هذا التعبير"(في الفساد السياسي يقول الكواكبي كذلك" إن محاولة إلصاق الاستبداد الحاصل في بعض فترات التاريخ الإسلامي بتعاليم الشرع هي محض افتراء وتشويه لتعاليم الإسلام الحنيف، ذلك أن الاستبداد -كما قال الغزالي- "ليس مرده إلى أن الإسلام تنقصه عناصر معينة، فأصيب معتنقيه بضعف في كيانهم كما يصاب المحرومون من بعض الأطعمة بلين في عظامهم أو فقر في دمائهم. كلا، ففي تعاليم الإسلام وفاء بحاجات الأمة كلها وضمان مطمئن لما تشتهي وفوق ما تشتهي من حريات وحقوق، إنما بطشت مخالب الاستبداد ببلادنا وصبغت وجوهنا بالسواد، لأن الإسلام خولف عن تعمد وإصرار… وقامت في بلاد الإسلام حكام تسري في دمائهم جراثيم الإلحاد والفسوق والمنكرات فخرجوا سافرين عن أخلاقه وحدوده" (الإسلام والاستبداد السياسي)"، ص 34. هناك تجارب حدثت في العالم تعتبر منيرة رغم انها كانت سلطات مستبدة ولكن قدمت النماذج الجديدة للاستبداد المطلق المستنير من التغييرات السياسية في المناطق التي تم الحكم فيها جيدًا. تضمنت بعض الإصلاحات التي تغييرات أدت إلى إلغاء الحصانات الضريبية الأرستقراطية ، وتنظيم قوانين الأراضي ، وإقرارالتسامح الديني ، ورعاية بعض المؤسسات والأنشطة الثقافية وبالتالي الاستقرار النسبي في بلادهم ولكن رغم ذلك لم تصل الى الطموح 



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفهوم السياسي والدلالة العلمية
- الملف النووي في الامتار الاخيرة للانفراج
- غزل المغانم السياسية في العراق
- العراق وتصاعد الفتن
- الوطن والوصولية
- سكرات موت العملية السياسية
- تجارب الصبر..والسياسة المتهالكة
- الحوارات الوطنية ..الاهداف والمخرجات
- تعمّيق الجُرح..أقلية حاكمة وأكثرية محكومة
- العراق والدهاليز المظلمة وتكريس الفوضى
- القادم بعد انتخاب رئيس الوزراء العراقي
- الاعتداءات المتكررة... والأطماع التركية
- انواع الثورات الارادة والاسباب والمعاني
- التحالفات وترسيخ بؤرة التوترات
- سقوط جونسون بعد الفشل المخزي
- المنظومة الغربية وبوادر الانهيار
- المخدرات والمخاوف من الانتشار الأوسع
- غاب جسده وبقى شعره يصدح
- الانسداد السياسي وتضوع المواطن
- قلوب لا تخفق للوطن


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الاستبداد والطغيان