أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - دفاعاً عن النظرية الماركسية (الفصل الأول)














المزيد.....

دفاعاً عن النظرية الماركسية (الفصل الأول)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7351 - 2022 / 8 / 25 - 14:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت سنوات سيطرة ستالين بعد وفاة لينين التي استمرت من 1927 – 1953 (شاذة وعسيرة) في مجال البحث الماركسي لكن التحولات التي شهدتها الدولة السوفيتية وتنامي سيطرة ستالين بدأت تحد من كل ذلك إلى أن حسم ستالين الصراع وفرض رؤية أحادية وأصبحت ملزمة لشيوعيي العالم من مؤتمر الحزب الشيوعي السوفيتي عام/ 1934 ومؤتمر الكومنترن عام/ 1935 حيث تحولت الماركسية من نظرية في البحث إلى لاهوت يدعي اكتمال الحقيقة وتجسدها في فلسفة مكتملة مطلقة الصحة ليتحول الهدف من وعي الواقع المتعدد المختلف والمتطور إلى تغييره وفق أسس هذه الفلسفة المكتملة وبالتالي المفروضة عليها من الخارج (الستالينية).
لا شك أن ماركس أكد أن الهدف هو تغيير الواقع لكنه أسس تصوره لتحقيق التغير انطلاقاً من وعي الواقع وليس اعتماداً على تصورات تفرض من الخارج وهذه المسألة جوهرية الرؤية المادية للتاريخ أما ستالين فقد أحدث تحويرين في الماركسية:-
الأول : هو إعلانه اكتمال النظرية الماركسية من أجل صياغتها صيغة شمولية استناداً إلى أفكار ماركس وأنجلز ولينين لكن هذا الاستناد عانى من خلط مزرٍ حيث أجرى اعتبار كل ما قاله هؤلاء صحيحاً مطلقاً في آن معاً مما سهل عليه تحويل الافتراض إلى قانون والنسبي إلى مطلق والخاص إلى عام والخطأ إلى حقيقة ومن خلال كل ذلك جوهر الماركسية ضاعت روحها وتساوى المركزي والفرعي فيها كما تساوى الافتراض والقانون والنسبي والمطلق والخاص والعام والخطأ والحقيقة بتحويلها إلى مركزي وقانون ومطلق وحقيقة ولقد جرى أيضاً تضخيم أفكار وتهميش أخرى من أجل إضفاء طابع التماسك على هذه النظرية / الفلسفة المكتملة وفي هذه العملية انتقلت الماركسية الأصلية (ماركسية ماركس وأنجلز ولينين) وتحولت إلى نظرية مثالية عن جدارة .. ولكن مثاليتها اكتسبت طابعاً لاهوتياً على العموم بمعنى أنها أصبحت رغم أنها نتاج بشر إلى نتائج (قوة خارقة) فوق البشر وتشربت مثالية الاتجاهات الاقتصادية والوضعية والبراغماتية وإن كانت تستند إلى ماركس أو أنجلز أو لينين أو كانت تنطق بكلمات / مفاهيم تبلورت مع ماركس وأنجلز ولينين.
الثاني : يتمثل في قلب المعادلة للعلاقة بين الوعي والواقع من جديد .. فإذا كان ماركس قد أكد على أن الوعي هو نتاج الواقع وتعبير عنه وانعكاس له فهو بهذه الفكرة الجوهرية يؤسس رؤية مادية التاريخ على الضد من الفكر المثالي مما جعل أنجلز يؤكد على أن الموقف من أولويته أحدهما هو ما يميز المادي عن المثالي .. أما الآن فقد أصبحت النظرية / الفلسفة بعدما اكتملت هي محددة الواقع وغدت الماركسية عبارة عن أفكار عامة مجردة يكون حفظها أساس وعي الواقع وتغييره لأنها مكتملة فقد جرى الاستغناء عن وعي الواقع وأيضاً تغييره يصبح فيها الواقع متخيلاً والحلم متحققاً في الذهن فقط .. ولهذا كفت عن أن تكون أداة تغيير وتطوير وارتقاء وغدت منظومة مغلقة وبالتالي محافظة وبدت كذلك بوضوح في الأمم الاشتراكية .. لكنها نتيجة لأهدافها العامة المحولة إلى شعوذات .. بقيت أمل التغيير في الأخرى .. فقد ظلت تحمل حلماً ما وإن بدا في الواقع كوهم نتيجة تحوله إلى حلم طوباوي بفعل إلغاء تأسيسه على الواقع ودمجه في صيرورة واقعية وهو لذلك أسس لشقاء الوعي لدى ماركسي الأمم المتخلفة ولها مشيئتهم في نفس الوقت هذا التأسيس الجديد للماركسية أفقدها كل حيويتها بعد أن أصبحت تسمى وأطلقها ستالين كالماركسية – اللينينية مما جعلها تكتسب جدارة تسمية الماركسية السوفيتية والماركسية الستالينية بعد أن ألغى الأسس التي تجعل هذه الحيوية ممكنة حيث غدت تحدد كل قوانين الطبيعة والمجتمع والفكر وتجعلها مطلقة بمعنى أنها غير خاضعة للنقاش.

يتبع ....



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين الحوار وحل البرلمان
- مدخل : دفاعاً عن النظرية الماركسية
- الظاهرة العراقية وعلاجها
- النظام الرئاسي أفضل من النظام البرلماني
- لمن يحسم التاريخ وجدليته بالنصر
- فرصة حوار مع الناشط الأستاذ (رحمة الله) المحترم
- حوار مع السيد النائب عن الكتلة التشرينية السيد الفريجي
- السائرون في طريق المجد في ثورة مقتدى الصدر الباسلة البيضاء
- فاقد الشيء لا يعطيه 2
- الطبيعة والتطبع في حياة السيد السوداني
- بحث تحليلي عن الظاهرة العراقية
- بمناسبة الذكرى المائة وسنتين على ثورة العشرين الباسلة في الع ...
- مصدر المعرفة وتطورها عند الإنسان
- الوعي الفكري مقياس الشعب في التقدم والتطور
- رد على موضوع التقدم والتطور فرضتها حتمية التاريخ
- الشعوب الحية ودورها في تطور المجتمع وتقدمه وليس تدميره
- حركة التقدم والتطور عملية فرضتها حتمية التاريخ
- بداية الوعي وتطوره عند الإنسان
- المخدرات وسيلة خبيثة لتدمير الشعب العراقي
- الصراع والتناقض بين الجديد والقديم


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - دفاعاً عن النظرية الماركسية (الفصل الأول)