أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - مدخل : دفاعاً عن النظرية الماركسية















المزيد.....

مدخل : دفاعاً عن النظرية الماركسية


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7350 - 2022 / 8 / 24 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال بقي في النفوس ولد مع ولادة النظرية الماركسية وظل رهاناً وقد برز بشكل كبير بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار الأنظمة الاشتراكية وازداد الشك والاتهام للنظرية الماركسية بسبب الكارثة عام/ 1991 التي حلت بالمعسكر الاشتراكي ونهايته.
إن مرجع الماركسية إلى كارل ماركس المضاف إليه أنجلز كجزء عضوي لأنهما معاً أسسا النظرية طريقة جديدة ومنهج جديد بالرغم أن دو أنجلز لم يتجاوز المساعدة ومن ثم شرح لما جاء به ماركس ثم دخله بعد ذلك لينين بسنوات قليلة حيث أصدر كتابه الأول دعم ومساندة لأفكار ماركس (من هم أصدقاء الشعب) ضد الماركسية الشرعية ثم أصدر كتابه الثاني (المادية والمذهب النقدي التجريبي) ضد المنحرفين من رفاقه بالحزب عن الخط الماركسي.
إن الصراع الأساسي عن ماهية الماركسية نشأ منذ ولادة الماركسية في اتجاهين الأول يعتبر الماركسية في الجوهر منهج وطريقة والاتجاه الثاني الذي سار عليه المنحرفين تحويل الماركسية تصور للحياة إلى فلسفة أو إلى نظرية لأن هذا التحول كان يؤدي إلى نتيجتين الأولى قبول جميع نتائج دراسات ماركس ومواقفه التكتيكية قبولاً مطلقاً بدون تمييز التي تؤدي إلى تمذهب في إطار منظومة أيديولوجية بعض ما فيها صحيح علمي وبعضها الآخر افتراضي أي بعضها صحيح في لحظة كتابتها ويمكن أن لا يكون صحيحاً في لحظة أخرى أي بعضها خاص بواقع محدد وربما يستطيع اكتساب العمومية وبعضها لا يستطيع ذلك .. بعضها مبني على معلومات وافرة وبحث عميق وبعضها سريع وصحفي وبالتالي يصبح حدسي أو يستند إلى معلومات غير صحيحة ولا دقيقة وبعضها ناضج وبعضها غير ناضج ومن ثم كان يؤدي هذا التحول إلى إعطاء الماركسية طابعاً محافظاً يؤدي إلى الخضوع لمنطق هيمنة الرأسمالية أو الخضوع لمنطق التنازع القومي كما تبلور ذلك في الأممية الثانية وهذه النتيجة الثانية جعلت الماركسية تفقد دورها الواقعي كقوة تهدف إلى وعي الواقع وتغييره.
كان الغاية من هذا التحليل والشرح هو تفكيك الذهنية وتعيدها إلى حظيرتها الأصلية وتبعد الماركسية عن الفلسفات المسيطرة اللاهوتية القديمة والمثالية الحديثة التي نشأة منذ نشوء البورجوازية وانتصرت بانتصارها وواقعياً كانت تعيد المواطنين إلى رعايا والثوريين إلى إصلاحيين من خلال التناقض بين الطبقة المضطهَدة والطبقة المضطهِدة وهذا هو الطابع المحافظ الذي يلقى على الماركسية ليحولها إلى لون من ألوان الفكر البورجوازي ومن خلال اعتبار كل ما جاء به ماركس كتاباً مقدساً وبالتالي كسر حالة قانون النفي المفترضة لخلق السكون الذي يعني إضافة إلى تناقضه مع الجدل القائم على الصيرورة والحركة وإسقاط الحاجة إلى التقدم النابع من التناقض وقانون نفي النفي من الصيرورة والحركة أي من الصراع الذي كان محرك التاريخ البشري برمته كما توصل ماركس.
هذا ما حاوله أنجلز وهو يحارب المنحرف برنشتاين الداعي إلى تأجيل الثورة الاشتراكية لأن الرأسمالية لا زالت تقدمية .. وهو ما حاوله لينين وهو يحارب الماركسية الشرعية والمناشفة الروسي والمنحرف كاوتسكي ورفاقه في الحزب والأممية الثانية خلال الحرب العالمية الأولى وبعض رفاقه في الحزب بعد ثورة أكتوبر العظمى عام/ 1917 وهو ما حاوله الزعيم ماوتسي تونغ وهو يحاول تمدد واستطالة الستالينية في الصين وما حاوله بعض الشيوعيين الفيتناميين وهم يحاربون الماركسية السوفيتية ومحاولة المفكر غرامشي ولوكاش وآخرين ضمن المسار ذاته لتأكيد أن الماركسية منهجية وطريقة وليست فلسفة.
إذن لابد من إعادة السؤال حول (ما الماركسية) أي حول ماهية الماركسية مع ملاحظة أن مصدر الشرعية قد انتهى والمقصود به الماركسية السوفيتية بانتهاء وتفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار الأنظمة الاشتراكية التابعة له وهذا يعني انتهت معه كل قوانين (التحريم الكنسي) والهيبة المعنوية والحاجة السياسية ليكون ممكناً تجاوز كل مشكلات الحوار السابقة ولكي يكون ممكناً تحقيق الحوار من أجل أن يصبح السؤال ما الماركسية قيمته الحتمية وموقعها الصحيح ؟. وإذا كانت الماركسية السوفيتية قد تلاشت تبقى المهمة الحاسمة هي في التأكيد على أن الماركسية هي طريقة منهجية وبالتالي في المقدرة على استخدامها كمنهجية ومن أجل أن نصبح ماركسيين ؟ ونتجاوز وعينا التقليدي اللاهوتي النصي والقياسي ونعيد تأسيسه اعتماداً على وعي الواقع وتغييره من خلال الجدل المادي : التناقض والتراكم الكمي الذي يؤدي إلى تغيير نوعي وقانون نفي النفي أي كيف يمكن لدماغنا (عقلنا) أن يكون مادياً جدلياً ويكون الجدل المادي هو وسيلة تفكيرنا.
لقد أجاب أنجلز قائلاً : منذ أن أضحت الثورة علماً أصبح لزاماً علينا أن نعاملها كعلم أي يجب أن ندرسها ولقد استند لينين إلى هذا النص حينما تناول مسألة أهمية الوعي في تحقيق عملية التغيير عندما أراد أن يؤسس حزباً قادراً على تحقيق التغيير وانتصار الاشتراكية ولقد ظل لينين يشدد على هذه المسألة طيلة سنوات نشاطه.
إن الماركسية منهجية / طريقة وإن انهيار النظم الاشتراكية أعاد لهذه الفكرة الجوهرية قيمتها .. فقد تفكك الاتحاد السوفيتي وانهارت الاشتراكية لكن منطق ماركس لا زال راسخاً ولقد سقطت الاشتراكية لأنها رفضت وعاندت منطق ماركس والذي يدرس منطق ستالين يلاحظ إلى أي مدى كسر ستالين منطق ماركس وكيف حول التناقض ونفي النفي والتراكم الكمي إلى سكون إلى دونما وأعاد إنتاج قياس المنطق النصي باسم الماركسية ولهذا سقوط الاشتراكية يعني سقوط المنطق ما قبل الماركسي وأعاد الروح للماركسية على أنها منهجية وطريقة.
كما أن الأحزاب الشيوعية تعتبر الماركسية نبراس عملها ونشاطها من خلال الاسترشاد بها ولذلك فإن التأكيد على نصوصها الصحيحة هي الأساس والضروري لنشاط الأحزاب الشيوعية والآن في هذه المرحلة يجب الاعتماد على صياغة نصوص ماركسية صحيحة لكي تستطيع التصدي للعولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة وتأثيرات الثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجي واختراع الرجل الآلي.
يتساءل المفكر مارشال بيرمان (كيف يمكن للماركسية أن تنتهي والرأسمال ما يزال على قيد الحياة ؟).
يقول المفكر الفرنسي غابريل ثوبونودر (1705 – 1785) : إن النظام الشيوعي وجد منذ فجر التاريخ البشري وهذا المجتمع لم يعرف الشرور والأكاذيب إلا مع ظهور الملكية الخاصة.

يتبع ....



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظاهرة العراقية وعلاجها
- النظام الرئاسي أفضل من النظام البرلماني
- لمن يحسم التاريخ وجدليته بالنصر
- فرصة حوار مع الناشط الأستاذ (رحمة الله) المحترم
- حوار مع السيد النائب عن الكتلة التشرينية السيد الفريجي
- السائرون في طريق المجد في ثورة مقتدى الصدر الباسلة البيضاء
- فاقد الشيء لا يعطيه 2
- الطبيعة والتطبع في حياة السيد السوداني
- بحث تحليلي عن الظاهرة العراقية
- بمناسبة الذكرى المائة وسنتين على ثورة العشرين الباسلة في الع ...
- مصدر المعرفة وتطورها عند الإنسان
- الوعي الفكري مقياس الشعب في التقدم والتطور
- رد على موضوع التقدم والتطور فرضتها حتمية التاريخ
- الشعوب الحية ودورها في تطور المجتمع وتقدمه وليس تدميره
- حركة التقدم والتطور عملية فرضتها حتمية التاريخ
- بداية الوعي وتطوره عند الإنسان
- المخدرات وسيلة خبيثة لتدمير الشعب العراقي
- الصراع والتناقض بين الجديد والقديم
- الرد على موضوع الجّنة الاشتراكية بعد الفناء
- النصوص الفكرية وأثرها في المجتمع


المزيد.....




- فندق فاخر في أبوظبي يبني منحلًا لتزويد مطاعمه بالعسل الطازج ...
- وفاة 61 شخصا في تايلاند منذ مطلع العام بسبب موجة حر شديدة تج ...
- زعيم الحوثيين يعلق على موقف مصر بعد سيطرة إسرائيل على معبر ر ...
- بعد صدمة -طفل شبرا-.. بيان رسمي مصري ردا على -انتشار عصابات ...
- المزارعون البولنديون ينظمون اعتصامًا في البرلمان بوارسو ضد و ...
- فيديو: ملقيًا التراب بيديه على التابوت... زعيم كوريا الشمالي ...
- تكثيف الضربات في غزة وتحذير من -كارثة إنسانية- في رفح
- باير ليفركوزن.. أرقام غير مسبوقة وأهداف في الوقت القاتل!
- من أين تحصل إسرائيل على أسلحتها ومن أوقف تصديرها؟
- مستوطنون يقطعون الطريق أمام قافلة مساعدات إنسانية متوجهة إلى ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - مدخل : دفاعاً عن النظرية الماركسية