أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مديح الصادق - حُبٌّ للبيع... قصة قصيرة.














المزيد.....

حُبٌّ للبيع... قصة قصيرة.


مديح الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 7348 - 2022 / 8 / 22 - 10:55
المحور: الادب والفن
    


احتشد المشترون في سوق النخاسة حيث كلّ بَخس بما لا يستحقّ يُباع، والأثمان تأرجحتْ ارتفاعاً وانخفاضا حسب قيمة الظاهر من المعروض، وما يُجيد العارض من وسائل الخداع والتمويه التي أجمع الفقهاء، في ذا السوق، على أنها حقّ للبائع مشروع بالاتفاق، ما دام الراغب أعمى البصيرة، من عماه لا يُميِّز الغثّ من السمين، تبارى هنا الباحثون عن المشروع وغير المشروع في اختراع ما يُمهِّد لهم الوصول لما يبغون، وأحيانا بلا جهد ولا رأسمال.
عرضتْ بضاعتها، ويا لها من بضاعة! تَسحر الألباب، وتُسكر الظامئين لقطرةٍ في هجير قيظ، يوم ريح السموم، في عرض الصحراء، وتلك رائجة جداً في زمن على رؤوس بائعات الهوى يَنثر مَن طالت أياديهم ممّا به حُمّلوا، غير مشروع كسبه، من رزمات، وغيرهم لا يُجيد سوى ما له تهتز أبدان الغواني ممّا اختار من نفائس المفردات، وآخر في كيل المدائح بارع، ولا يهمّ إن كان لما به يجود سارقاً، أو هو للفاعل ناصب، ورافع للمفعول.
الطيبون مذ آدم قد أنزلته لهذه الدنيا أمُّنا حواء؛ ثمناً لما يبذلون من طيب لا يرتجون، وابن آدم، مثلي؛ إلى حيث معروضة تلك البضاعة قد ساقه ما به يسعيان؛ فأسلمَ ما به يهتدي عندها، وأثمل رشده ما به شعَّت وجنتاها من نور؛ فحيثُ أميرة رآها رحلَه طائعاً ألقى، وما حوله عاد مُلتفتاً، لا لخلفه أو للأمام، بل في حضنها أفرغ ما في مِخلاته من متاع الطريق، في حضرتها مزَّق الوثائق وكل المستمسكات؛ فأعلن بملء فيه أن هو مُلك لها، وبمحض الإرادة عبد لها مملوك.
ليس في الكون أجمل من أن يُصدِّق عاشق أنَّ مَن هام بحبه صادق بما قال، وبأسمى ما يقال في شريعة العشاق قد نطق المعشوق في لحظة من الهيام، تلك التي فيها يُعلَن ما يُعصى في غيرها أن يقال، حبيبي؛ وهل أقدس منها حين من
ينطق بها ليس مراوغاً أو لغاية بنفسه يحتال! أو بعد حين يدّعي أنه تحت تأثير ظرف قالها، أو ليس من عتب عليه، فهو مخبول؛ فهو غير الآخرين، بل مُتقلّب المزاج؛ وعلى ذاك لا يُبنى على ما قال.
أن يَلعنَ، آدم المخدوع؛ مَن تبيع الحبَّ على قارعة المارقين؛ غير كافٍ، وغير كافٍ أن يُلملم ما به أُثخِن ممَّن توهَّم أنها صادقة بما ادّعت مِن جراحات، فتبَّاً له من زمن أن يُباع الحبّ فيه بأبخس الأثمان، وكارثة الكوارث أن بهذا الزيف يُخدع النبيل، الذي عنه قال الكثيرون إنه منبع الطيب.
..................
كندا - الأربعاء 16 - 8 - 2022



#مديح_الصادق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيءٌ من اللغة العربية... ح 44 (إعمال اسم الفاعل).
- شيءٌ من اللغة العربية ح 42 (إعمال المصدر).
- شيءٌ من اللغة العربية ح 41 (المفعول له).
- أكرَهُها...
- بُرجُ العنكبوتِ... نصٌّ شعري
- أنا، وأنتِ، والعيدُ... نصٌّ شعري
- شيءٌ من اللغة العربية ح 40 (المفعول المُطلق).
- شيءٌ من اللغة العربيَّة ح 39 (الإغراء والتحذير).
- شيءٌ من اللغة العربية ح 38 (أفعَلُ التفضيل).
- شيءٌ من اللغةِ العربيَّة ح 37 (أسلوب التعجب).
- طارقةٌ آخرَ الليلِ... نصٌّ شعري.
- شيءٌ من اللغة العربية ح 36 (أسلوب المدح أو الذمّ).
- العربيَّةُ بينَ العُجْمَةِ وحُوشِيِّ الكلام...
- شيءٌ من اللغة العربيَّة ح 35 (التوكيد).
- شيءٌ من اللغة العربية ح 34 (البَدَل).
- جُنون... نصٌّ شعري
- شيءٌ من اللغة العربية ح 33 (العطف).
- شيءٌ من اللغة العربية ح 32 (النعت).
- عِقابُها قُُبلاتٌ... نصٌّ شِعري.
- شيءٌ مِن اللغة العربيَّة ح31 (أمَّا، لَوْ، لَوْلَا، لَوْمَا) ...


المزيد.....




- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا
- مقتل الفنان المصري سعيد مختار في مشاجرة


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مديح الصادق - حُبٌّ للبيع... قصة قصيرة.