أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - السخرية في أدب المازني














المزيد.....

السخرية في أدب المازني


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 7332 - 2022 / 8 / 6 - 14:53
المحور: الادب والفن
    


تُعتبر السخرية من أهم الظواهر البارزة في أسلوب المازني ككاتب وشاعر يقدر الحياة من حوله ويتأثر بها،ذلك لأنها تتخلل أدبه كله وتكون أدق أنسجته،وتشمله من السطح إلي الأعماق، بحيث يمكن أن نراها كل شيء في هذا الأدب ، أو نراه في جملته يقوم عليهاـ ويتخذها منهجًا فكريًا ولغويًا يؤثر في مضمونه وأسلوبه علي السواء.
وقراءة أدب المازني في هذا الإطار تعني أن نسبح سباحة عامة وشاملة في إنتاجه الأدبي علي اختلاف أنواعه، ونستشف منه روحه ومعالم شخصيته ـوندرك مدي تأثره بالأحداث ومدي فاعليته أمام المؤثرات.
وفي نفس الوقت نتيح لأنفسنا قدرًا من المتعة الروحية والعقلية قد لا يتوفر لنا في إنتاج أديب آخر لا يقل عن المازني عبقرية وقدرة أو قد يزيد.
وتبدوأهمية دراسة أدب المازني من خلال هذه الظاهرة؛لأنها تعني التركيز علي ما كان يشغل تفكيره،ويثير اهتمامه ويحرك فيه الرغبة في الكتابة أو الرد علي قول أو فعل بما يراه مناسبًا.
وفي هذا الاتجاه تأتي دراسة الدكتور حامد عبده الهوال بعنوان" السخرية في أدب المازني" وجاءت الدراسة في سبعة فصول استهلها بمقدمة عن منهجه وتناول السخرية في القرآن الكريم، وتناول البحث من خلال ثلاثة عناصر تجمع أطراف البحث وتكون مادته الرئيسية
الأول: السخرية نفسها،ماذا تعني ؟ وما خصائصها؟ وما مكانها من الفكاهة بوجه عام وأساليبها وقد استدعي ذلك الرجوع إلي الدلالات اللغوية والنفسية للكلمة واستعراض صورها المختلفة في أدبنا العربي.
العنصر الثاني: السخرية في مصر وبواعثها التاريخية والطبيعية علي أساس أن الشعب المصري شعب مرح وساخر، وأن المازني يمثل شخصية الشعب في تفاعله مع الحياة واستجابته الساخرة للمؤثرات،والتاريخ المصري حافل بالأحداث السياسية والظواهر الاجتماعية البارزة التي يمكن أن نجد لها صلات وثيقة بما لدينا من صور ساخرة في مختلف العصور.أسلوبه الساخر والآثار التي أضفاها علي أدبه بصفة عامة.
وكان التركيز في البداية علي مقالات المازني وقصصه وكتاباته النثرية،وربما يعود السبب- إلي حد قول الكاتب- ويرجع ذلك إلي شهرته ككاتب تسبق شهرته شاعرًا وأن معظم إنتاجه نثري..واشتغاله بالصحافة جعله يخصص وقته واهتمامه للنثر.
وجدير بالذكر أن سخرية المازني مع طابعها الشخصي شأن كل ظاهرة من هذا النوع، قد تركت انطباع بارزا علي أدبنا الحديث..ليست فقط في كونها ميَّزت له كاتبًا معينا يعتز به ويري فيه رائدًا من رواده.
وليس فقط في أنها أضافت للأدب الحديث عن ظاهرة أسلوبية فريدة تجمع بين الأناقة والبساطة والجاذبية،ولكن لأنها أسهمت في الحركة النقدية التي سيطرت علي جو الأدب في فترة انطلاقه نحو الآفاق العالمية الواسعة في النصف الأول من القرن الماضي.
ولقد أوضحت الدراسة أن سخرية المازني لم تكن عبثًا أو في فراغ ،وإنما كانت علي تلقائيتها عملًا إيجابيًا له تأثيره في حركة النقد الأدبي، علي الرغم من أنها في هذا الجانب النقدي لم تلتزم بالموضوعية العلمية التزامها بالتعبيرعن الطابع الشخصي..وهذا ما يجعلنا نتصور أن الأحكام النقدية التي عالجها المازني لم تكن بدافع النقد الأدبي ولكنها كانت نوعًا من التناول الفني للآثار الأدبية



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصول الفكرية للحملة الفرنسية علي مصر: الاستشراق المتأسلم ف ...
- الإسلام والاتجاهات العلمية المعاصرة
- الأدب الروسي قبل الثورة البلشفية وبعدها
- إسكندرية من تاني
- أثر المقامة في نشأة القصة المصرية الحديثة
- حرية الفكر في الإسلام
- جذور الأصولية الإسلامية في مصرالمعاصرة: رشيد رضا ومجلة المنا ...
- الشعر العراقي الحديث
- مع الباحثة والمؤرخة الأرمنية السورية ..دكتورة هوري عزازيان
- نظرية البنائية في النقد الأدبي
- وحدة تاريخ مصر
- الارتجال للمسرح
- الشعر المسرحي في الأدب المصري المعاصر
- الأزهر في ألف عام
- جماليات فن الإخراج
- قضايا الفلاح في البرلمان المصري-1924-1936
- الجامعة الأهلية بين النشأة والتطور
- فن الدراما عند رشاد رشدي
- عصر الصورة من الفوتوغرافيا إلي الأقمار الصناعية
- قضايا المشرق العربي كما يراها الشعراء الأسبان


المزيد.....




- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - السخرية في أدب المازني