أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين معزة - الآخر هو الفاسد














المزيد.....

الآخر هو الفاسد


عزالدين معزة
كاتب

(Maza Azzeddine)


الحوار المتمدن-العدد: 7328 - 2022 / 8 / 2 - 22:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلنا نخبة وعامة نطالب بالديمقراطية ودولة المؤسسات واحترام كرامة الانسان والتوزيع العادل للثورة ونبكي عليها ونتألم ونضرب الامثلة بالدول الديمقراطية الغربية واحترامهم لكرامة الانسان وحرية التعبير والمساواة أمام القانون وفتح مجال الترقية والمناصب العليا أمام الجميع دون استثناء ، ولكننا نرفض من يخالفنا الرأي ونكرره ونتجنب لقاءه سواء في الملتقيات العلمية او في المقاهي او في المساجد ،الكل يرى نفسه محور الكون ورأيه لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه ،وذلك من أعلى مسؤول في الدولة إلى أبسط رجل في الشارع والاخرون هم الخاطئون الفاسدون وهم اصل كل بلاء ، هذه الثقافة السلبية تخلصت منها الدول الديموقراطية منذ زمان.
أتساءل أحيانا اين يكمن الشر؟ هل في ثقافتنا الدينية التي عطلت عقل الانسان بما غرسوا في عقله منذ العصور الوسطى " ليس بالإمكان أبدع مما كان " أبو حامد الغزالي.
ثقافتنا لا تقبل الرأي الاخر، ثقافة قبلية عروبية، أنا الاحسن والأخر الأسوأ.
وما زالت تتكرر علينا نفس الهزائم ونفس الآلام وكأننا لا نحسن إلا إعادة انتاج مآسينا والركوع لمن يحكمنا ..
لن نستطيع أن نتحرر من جهلنا وتخلفنا إلا بالتمسك والتقيد بالاخلاق السامية لديننا الاسلامي ولكن لنكن حذرين في التعامل مع موروثنا الديني ، فهناك تاويلين له أحدهما منفتحا تنويريا سبق التنوير الاوروبي الذي يتشدق به دعاة العلمانية عندنا عن جهل ، وهو التنوير العربي الاسلامي الذي ساد خلال العصر الذهبي ، والاخر تاويل منغلق متزمت ساد خلال عصور الانحطاط وهذا ما تريد السلفية المتزمتة احياءه بل وتقتل وتذبح وتكفر المسلمين من اجله.
هناك من يدعو إلى قطع صلتنا نهائيا بالعصور الوسطى والتمسك بما جاءت به فلسفة الانوار الاوروبية ,هذا خطأ فادح مثل قلع الاشجار من جذورها وانتظار جني الثمار منها ، ففي تراثنا العربي الاسلامي قيما انسانية واخلاقية وروحانية راسخة في موروثنا ـ الثقافي الديني عالية المستوى لم تصل إليه حتى المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان ولكن المشكلة العويصة أن هذه القيم الاسلامية العليا لوثتها الخرافات والشعوذة وزادها تلويثا فقهاء التاويل المصلحي ، وينبغي على كل مثقف غيور على تاريخه ودينه والمصلحة العليا لوطنه أن يعمل بجد لإزالة الاوساخ والجراثيم التي التصقت بثقافتنا الدينية في عصور الانحطاط والجهل والعودة للاغتراف من العصر الذهبي من تاريخنا لنتمكن من دخول التاريخ وايجاد مكان لنا بين الدول المتقدمة ،
بعد المحن التي قاسى منها اليسوعيون، تعلّموا في النهاية أنّ الشيوع الكاسح إلى درجة الخناق على الناس كان استراتيجية غير فاعلة وغير منتجة؛ وبمرور الزمن واندلاع الثورات في أمريكا وفرنسا وإصدار قانون العلمانية في فرنسا سنة 1905 جعلهم يرون الأمور بنسبية ويقبلون بالاختلاف واحترام الحريّة البشرية مهما كان الثمن. لأنّ عقيدة الطاعة المطلقة وإقامة كلمة اليسوع في الأرض، بدت غير واقعية مع تطوّر الزمن، بل ومخالفة للحقوق البشرية في اختيار العقيدة أو المذهب. لربّما يفهم الإخوان المسلمون يوماً هذه المسألة حتى لا يؤلّبوا عليهم الناس، ولا يعتقدوا بأنّ الانتشار الكاسح في المجتمع هو الضمان الوحيد لجعل الإسلام هو الحلّ: المشكلة هي أنّه لا حلّ دون إرادة حرة، لا حلّ دون حرية وخيار، لا حلّ دون نقاش وقرار (فردي أو جماعي). الدين والحرية متلازمان، لأن الدين بلا حرية، الدين بالقهر والإذعان، الدين بالقسر والعدوان، هي معاول هدم الدين نفسه. لربما تاريخ اليسوعيين يقدّم لنا مفاتيح ثمينة في فهم شرطنا الحضاري أيضاً.



#عزالدين_معزة (هاشتاغ)       Maza_Azzeddine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الهوية في الجزائر: ازمة سياسية أم صراع ثقافي؟
- إشكالية الهوية في الجزائر: ازمة سياسية أم صراع ثقافي؟
- بمناسبة راس السنة الهجرية
- هل نحن حرامية ؟
- متى نبني مجتمعا عقلانيا ؟
- ما فاز إلا الفاسدون
- ضرورة اصلاح منظومتنا التعليمية
- ما أ عظم ثورتنا التحريرية
- التعليم الجيد نور وتقدم وحرية والجهل ظلام وفقر واستبداد.
- المستبدون والقطيع
- اتركوا البئر بغطائه
- نشأة نظام الحالة المدينة في الجزائر وحقيقة القاب الجزائريين ...
- ستينية استرجاع السيادة الوطنية الجزائرية
- ستينية استرجاع السيادة الوطنية
- أمم العلم والحرية وأمم الجهل والظلم
- العيش في بلاد العرب بلا ألم
- تقنيات تدوير الفساد في الجزائر
- وشتان بين Politique و Bolitique
- العب لا أحد معنا ما هو إلا صفر
- رحيل أحد القامات العلمية الكبيرة في الجزائر إلى جوار ربه -عب ...


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين معزة - الآخر هو الفاسد