أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عزالدين معزة - التعليم الجيد نور وتقدم وحرية والجهل ظلام وفقر واستبداد.














المزيد.....

التعليم الجيد نور وتقدم وحرية والجهل ظلام وفقر واستبداد.


عزالدين معزة
كاتب

(Maza Azzeddine)


الحوار المتمدن-العدد: 7314 - 2022 / 7 / 19 - 13:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أتساءل دائما بصفتي انتمى إلى أمة ترى وتعتقد أن الله فضلها على سائر الأمم بفضل نعمة الإسلام، وانظر إلى واقعها المأساوي، ففيها تنتشر كل الشرور من استبداد ونهب للثروات العامة وجهل وفقر وحقد، لا احترام فيها لكرامة الانسان ولا احترام للمرأة ولا للعجزة، والحرية فيها مسجونة منذ قرون، والظلم فيها أفقيا وعموديا، فإن لم تظلم ظلموك، وإن لم تنهش بأظافرك لحم اخوتك نهشوك، وصدق حكيم العرب " زهير بن ابي سلمى " بقوله:
وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ يُهدمْ •• وَمَنْ لا يَظْلِمِ النَّاسَ يُظْلَمِ.
ما زلنا كما وصفتنا يا زهير بن ابي سلمى لا شيء تغير سوى بعض مظاهر الحداثة المستوردة من الاخر الذي نلعنه ونسبه في كل صلوات جمعتنا.
أمتنا تعيش خارج التاريخ ولا تقدم شيئا للإنسانية وجودها كعدمها ولا خير يرجى منها حاليا، يقال أن التعليم فيها مجانيا، يا لها من مهزلة، التعليم فيها لا يزيد عن مرحلة التعليم الابتدائي، والباقي هدر للمال العام والطاقة البشرية ومضيعة للوقت، ما فائدة تعليم إذا لم يجلب التقدم والحرية وكرامة الانسان؟ لم يجلب لنا التعليم العالي في اغلبه سوى انتاج طراطير من حملة الشهادات العليا يزينون للمستبدين سوء أعمالهم وعلماء دين يحضرون الانسان المسلم لعذاب القبر.
مأساتنا الكبرى في مناهج تعليمنا من المحيط إلى الخليج،
لماذا لم ننقل مناهج التعليم الناجحة في الدول المتقدمة مثل المانيا إلى أوطاننا البائسة الجاهلة والفقيرة؟ هل هو ضغط من الدول المتقدمة حتى نبقى أذلة أمامهم؟ أم هو خوف من حكامنا الذين يرون فيه خطرا على مناصبهم وامتيازاتهم؟
من المعروف للجميع أن الانسان المتعلم لا يستعبد ولا يجوع، ولنأخذ مثالا عن مناهج التعليم في المانيا:
التعليم في ألمانيا، المرحلة الابتدائية أربع سنوات فقط، ثم يُفرز المتمدرسون إلى ثلاث فئات. فئة النوابغ والأذكياء، وفئة أصحاب الذكاء العادي الذي يتساوى فيه الجميع، وفئة التلامذة الأقل ذكاء.
أصحاب الفئة الأولى يُوجهون رأسا إلى التعليم الثانوي ، وأصحاب الذكاء العادي يواصلون تعليمهم في الطور التكميلي أو ما يقابله عندنا في الجزائر والوطن العربي التعليم المتوسط أو التكميلي ، أما الفئة الثالثة فيوجهون إلى مدارس خاصة لتمنحهم تعليما أكثر تركيزا وأكثر عمقا ، وفي الفترة ما بين القسم الخامس إلى القسم الثاني عشر ـوهي سنة البكالوريا يمكن لأي تلميذ أن يحسن مستواه وينتقل إلى المدرسة الأفضل والذي كان في القسم الأحسن وضَعُفَ مستواه يمكنه أن يعود إلى القسم الأدنى ، أما السنوات الإلزامية لأي تلميذ في المدرسة فهي تسعٌ بالتمام والكمال ، فإذا قضاها يمكنه عند ذلك أن يغادر مقاعد الدراسة لكن إلى مدارس التمهين التابعة لوزارة التربية ولا توجد في ألمانيا تسمية مراكز التكوين المهني ، لأن التكوين والتعليم صنوان لا ينفك أحدهما عن الآخر وهما وزارة واحدة هناك ، وحملة الليسانس المهني أعلى رتبة وأرفع شأنا من حملة الليسانس التعليمي في التخصصات الفنية والتقنية
وخلال سنوات التعليم التسع (الإلزامية) إذا غاب أي تلميذ عن المدرسة لمدة أربع دقائق تتصل إدارة المدرسة بأوليائه مباشرة ، لتستفسر عن سبب غيابه ، فإذا رفض الالتحاق بالمدرسة من تلقاء نفسه تُكلف الشرطة بإحضاره رغما عن أنفه رفقة نفسانيين تابعين للوزارة الوصية ، أما إذا كان السبب أسري فتتدخل إدارة المدرسة لحله وديا وإذا تعذر حله بالحُسنى يؤخذ الطفل من والديه ويُعهد به إلى دار الشباب الأقرب لينال قسطه من التربية الأفضل والأحسن تحت رعاية وعناية مربين متدربين لهم دراية واسعة بعلم النفس وخبرة متمرسة بنفسية الأطفال وطباع المراهقين ، ولكل طفل الحق في الرفاه واللعب والأكل الصحي والاستقرار الأسري وإذا ما اكتشفت إدارة المدرسة نقص أحد مما ذكرنا تُحيله لتوه على مصالح الرعاية الاجتماعية.
أما عن الجامعة الألمانية وما أدراك ما الجامعة الألمانية.... فحدث ولا حرج، فهي سر تقدم هذه الدولة الكبيرة وهي إكسير الحياة فيها. حيث تنتشر الجامعات في كل جهات الدولة ولها برامج رصينة جعلتها جزء من كل مدينة ومن كل بيت ومن كل حقل زراعي ومن كل مصنع ومن كل صغيرة وكبيرة عبر مجالها الجغرافي ، فخالطت الناس واختلطت بهم فأصبحت جزءا منهم وأصبحوا جزءا منها... أما كليات الطب فهي حاضرة في كل مشفى وفي جميع دور العجزة والمسنين ، وقبل أن يصبح الطبيب طبيبا يجب عليه أولا أن يمضي ثلاثة أشهر يمسح غائط الشيوخ والعجائز ويستبدل حفاظتهم ويعتني بنظافتهم ليتعلم التواضع والرحمة بالضعفاء قبل أن ينال شهادة الدكتوراه... ثم يتنقل بين مستشفيات الأطفال ومصحات المجانين ليتعلم معنى الصحة والعافية قبل أن يُحول في آخر أيام دراسته إلى قسم الإستعجالات والطوارئ الطبية ليطبب ذوي الجروح والكسور الطارئة وذوي الأمراض المختلفة ، ولا فرق بين مستشفى في مدينة ومدينة أخرى جميعهم سواء في التجهيزات والمعدات الطبية والأطر الفنية والتقنية والإدارية .
ألمانيا بالمختصر المفيد رأس مالها الحقيقي الذي استثمرت فيه حتى أينع ونما واستغلظ واستوى على سوقه هو الإنسان، وما أدراك ما الإنسان؟ لأنه سر القوة والضعف معا. ودراسة الديبلوماسية والقضاء والطب وقيادة الطائرات ... لا يحتاج إلى وساطة ورشاوى كما هو معتاد عندنا، جميع الناس سواسية أمام القانون ولديهم جميعا الحق في التعليم والصحة والطب والشغل. هذا هو سر تقدم ألمانيا...
أليس من حقنا أن ننقل عن الاخر سر تقدمه وتفوقه؟ أم أننا ما زلنا نكرر نحن أفضل أمة فوق الأرض والجوع والمرض والاستبداد والتخلف ينخر اجسادنا الهزيلة؟



#عزالدين_معزة (هاشتاغ)       Maza_Azzeddine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستبدون والقطيع
- اتركوا البئر بغطائه
- نشأة نظام الحالة المدينة في الجزائر وحقيقة القاب الجزائريين ...
- ستينية استرجاع السيادة الوطنية الجزائرية
- ستينية استرجاع السيادة الوطنية
- أمم العلم والحرية وأمم الجهل والظلم
- العيش في بلاد العرب بلا ألم
- تقنيات تدوير الفساد في الجزائر
- وشتان بين Politique و Bolitique
- العب لا أحد معنا ما هو إلا صفر
- رحيل أحد القامات العلمية الكبيرة في الجزائر إلى جوار ربه -عب ...
- افريقيا مهد الانسان العاقل ومستقبل البشرية
- سينضج عقلك رغما عنك ولو بعد فوات الأوان
- سينضج عقلك رغما عنك ولو بعد فوات الأوان
- اترك مسافة بينك وبين كل البشر
- الأزمات المستدامة في الجزائر
- إعادة تدوير الفشل في الجزائر
- شجرة الفساد في الجزائر من زرعها ومن يرعاها؟
- الفساد في الجزائر. من أين جاء هذا الوباء الخطير؟
- المسؤول المغرور والمغرر به


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عزالدين معزة - التعليم الجيد نور وتقدم وحرية والجهل ظلام وفقر واستبداد.