ما فاز إلا الفاسدون

عزالدين معزة
كاتب
(Maza Azzeddine)

الحوار المتمدن-العدد: 7317 - 2022 / 7 / 22 - 13:13
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

أصبح السماسرة والمحتالون والمشعوذون والراقصات، والمرتشون ومروجو الحبوب المهلوسة والمخدرات هم قدوة مجتمعنا وبهم يضرب المثل في كسب المال والجاه، والتمتع بملذات الدنيا، اياديهم طويلة وعلاقاتهم ممتدة، رغم انتقال عقولهم المجهرية الى معدتهم وامعائهم وما تحتهما، بينما قدوة المجتمع من أساتذة جامعيين وائمة مخلصين واتقياء والناهون عن المنكر والمعلمون والموظفون والعمال البسطاء هم الفئة الفقيرة والمغضوب عليها. وهم يعانون في معيشتهم اليومية واياديهم قصيرة رغم بقاء عقولهم في رؤوسهم.
مجتمعنا ينخره الفساد أينما وليت وجهك، يصفعك جحيم الفساد الذي تسبب في مآسي الملايين من الجزائريين، يلجأ المفسدون إلى كل الوسائل غير الشريفة لاستمرار الفساد وانتشاره ومحاربة كل من يحاول الوقوف في وجوههم، مما أدى إلى شيوع الظلم وهدر المال العام، ويحاول المفسدون دائما التقرب من رجال السلطة ليتمكنوا من تنفيذ شرورهم وسمومهم وسط المجتمع ..
ويؤثر الفساد بدرجة أكبر على الفقراء والشرفاء ويفاقم من معضلات الفقر، ويزيد من تباين الدخل بين الشرائح الاجتماعية المختلفة وتنخفض عدالة توزيع الدخل بين هذه الشرائح.
يؤدي انتشار الفساد وقوة المفسدين وتحالفهم مع بعض رجال السلطة إلى استخدام كافة الوسائل للوصول إلى أهدافهم بما في ذلك التهديد والترهيب والتعدي على الأعراض وسجن الأبرياء والفقراء، الفساد بحد ذاته يمثل تحدياً قوياً لحقوق الإنسان من خلال الإضرار بأحوال وحقوق الضعفاء والفقراء والتي يقوم بها المتجاوزون والمعتدون الفاسدون.
تتراجع مستويات العدالة الاجتماعية والمساواة بين أفراد الأمة في توزيع الثروة العامة بعدالة بسبب الفساد، مما قد يولد الحقد والكراهية بين المكونات الاجتماعية ويهدد السلم الاجتماعي والاستقرار السياسي
أكيد سوف اسمع كلاما ينقضه الواقع، او كمن يحاول ان يغطي الجبل بشجرة، في منطقتي التي اسكن فيها، اثرياؤها احسنهم لم يتجاوز تعليمه مرحلة التعليم الابتدائي ومن وصل منهم الى السنة الرابعة متوسط فذلك شخص مهم عندهم ويستشيرونه في كل صغيرة وكبيرة، أما الذين واصلوا تعليمهم العالي والموظفون الشرفاء فهم مكروهون في مجتمع الفساد والنهب والجهل ..والتخلف ...

#عزالدين_معزة (هاشتاغ)       Maza_Azzeddine#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل