أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد حسن - مواطن مدينة الرغبات السياسية














المزيد.....

مواطن مدينة الرغبات السياسية


احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7327 - 2022 / 8 / 1 - 07:34
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ثمة فئة من المناضلين - أو غيرهم - يسكنهم بشدة الهوس بالوصول للنتائج النهائية بأسرع ما يمكن ، غير عابئ بالعقبات التي تعترض تنفيذها ، يتخذ من " التصميم الثوري " سلاحا لمواجهة " كل الشروط المعاكسة " ، اذا يكفي أن يريد ، لكنه يحتاج أيضا لإقناع نفسه وإقناع الأجرين أن الحلم الثوري ممكن " الآن " وان جميع الآخرين الذين يقولون انه " صعب الآن " هم اقل ثورية ، مترددون او جبناء أو قاصرو النظر أو حتى أعداء مشككون ، وسوف يبرهن على إمكانية أن يحدث الآن باللجوء الى التقليل جدا من اثر المخاطر ، وحتى من وجودها ، سيحول الرغبة الى تحليل ، يستحضر في خطابه ، المسكون حتى قمة الرأس بالرغبة " الجماهير الغائبة ، ويوقظ الشوارع الخاملة ، ويبعث روح التمرد في الأجساد المنهكة ، ويحدد للغير عابئين أهدافا مباشرة ، ها هى الأزمة تأخذ بتلابيب الجميع ، السلطة تحتضر ، الجماهير تقف الآن على عتبة التاريخ ، الثورة المضادة تنهار ، الغضب يهدر في الطرقات ... أنها عين الرغبة التى تستدعى أميرات الأساطير الى الفراش ، وتذيب أسوار روما أثناء زحف الفرق الصغيرة ، تحول أقزامنا الى عماليق مخيفة ، وتقزم عماليق الدولة لتسهل انهيارها ، ومادام الأمر كذلك - أي التوهمات والرغبات ، لنطلق فورا نفير القتال ، سنهاجم الأسوار ونرفض اى طرق عمل اخرى ، ويمكن أيضا " ببعض الكلمات الثورية " سحب الشرعية من النظام ، وتنظيم مجالس سلطة بديلة ، والبصق في وجوه جميع الإصلاحيين والوسطيين والقاءهم فى سلة المهملات .

لكن جمهورية الواقع لا تساوى ابدآ مملكة الرغبات الثورية ، إنها جمهورية متعبة ، ارهقها سنوات القتال ، وتبدى لها معاركها صراع عبثي ، حيث اندفعت واندحرت عشرات المرات ، مخلفة فى كل مرة عدد اكبر من القتلى والجرحى والأسري دون ان تعرف حتى ماذا تفعل خلف أسوار روما إذا اقتحمتها ، إنها - فى افضل الأحوال - ترغب أولا أن تعالج جروحها ، أن تريح جسدها المنهك بدلا من ألقاءه فى الجحيم ، أن تفكر فى هزائمها .. كيف ولماذا حدثت .. بدلا من أن تتجاهلها أو تنكر وجودها ، هكذا لن يسمع نفير أمراء حرب الرغبات الثورية غيرهم ، وعلى فرض وصوله لآخرين فلن يستجيب له احد ، ربما أفراد كفروا بكل شيئ ، الشعب والسياسة والعمل التراكمي والتنظيم والتفكير .




مواطن مدينة الرغبات يدعو الى الانتحار ، إلى معركة لن يكسبها مجددا سوى العدو ، انه يجر البقية الباقية من معركة خاسرة الى مواجهة يائسة مع عدو منتصر رافعا راية الثبات على المبدأ ، الثبات على الخبرات السلبية ، الثبات على كل ما ارتكب من أخطاء ، فهو يعلو فوق خوض الطرق الموحلة ، وعلى المعارك السياسية الأدنى من معركته العظيمة ، يراهن على قوات سنوات المجد اﻷولى ، يراها فى أحلام يقظته فيضعها فى اعتباره حين يفكر ، كانت ثورة وستظل ثورة ولن نتنازل عن الأهداف العظيمة التى ﻻ يحققها سوي ثورة ... لكنها الآن اقل حتى من موجة احتجاجات متواصلة ، لكنه ﻻ يعبأ بذلك ، ﻻ ينظر أصلا الى جمهورية الواقع ، ﻻ مكان لديه للنسب وتفاوت الظروف ، سيري بعين الرغبة اى احتجاج عادى مقدمة مؤكدة لثورته الجارفة ، وحتى لن يتوقف ليفكر .. لماذا انهزمت ثورته الجارفة ؟ وكيف يمكن أن تنتصر ثورة اخري في حال اندلاعها .. هذا الرغائبي المجاوز لكل ما يخالف رغبته الرفيعة والساخنة ، اقل من ان يقارن بال 300 جندى من اسبارطة الذين كان لديهم سلاح وخبرة وفرسان وخيل ، كانت الهزيمة محققة ولكن في معركة مشرفة وليس فى انتحار ظاهر المعالم .
مواطن مدينة الرغبات إن الخيل ﻻ تستخدم في الصحراء – ولكن الجمال – وﻻ تواجه البنادق بالكلمات ، وﻻ يحرك وجدان أمة سوى انتفاضة الألوف أو مئات الألوف ، ﻻ تكسب المعارك بتجاهل العقبات ولكن بدراستها وامتلاك أدوات لتخطيها أو هدمها ، وﻻ تنجح الثورات بالانتفاضات العفوية مهما تكررت ، المواطن الرغائبي ليست الرغبة سوى حلم قد يتحقق – إن توفرت أدوات تحقيقه – وقد ﻻ يتحقق ابدآ اذا تحول لشعار حلقي مغترب ، ثمة زمن متغير ومتقطع على ارض الواقع وليس زمنا صاعدا الى قمته فى سهولة التصوير الفنى ، هذا الزمن في مجراه الهابط ومنحدراته هو زمن العقبات واجتيازها وليس زمن بلوغ قمة الأحلام .




مواطن الابتزاز العاطفي والشعارات الفخمة المثيرة انظر حولك جيدا لتتأكد ان الجماهير ليست في الميدان ، وان السلطة باسطة قمعها دون رادع أو خوف ، وان المواجهات فى ظرف الجذر غالبا تهزم وبسرعة ... حتى الأديان التى تتطلع إلى الملائكة المسومين والنصر السماوي المؤكد لم تستطيع أن تتخطى حاجز .. واعدوا ... والعدة تختلف من معركة الى اخري ، ومن فريق إلى اخر ، ومن أيدلوجيا لغيرها ، لكنها دائما وابدآ هي الشرط الذي لا مفر منه لمن شاء أن يدخل معركة وهو ينتظر أن يكسبها فعلا ، وطبعا يتجاهل ذلك المهرجون .



ولذلك قول اخر



#احمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار منزوع الدسم - ثمن النصر هو الهزيمة. تعقيدات 30 يونية.
- القراءة المتناقضة لموقف ماركس من الاستعمار.
- اليسار مش اللي بتشاوروا عليهم. ولا اليسار ادعياء اليسارية.
- ترجمتي لمقدمة كتاب للكاتب بول سيجال بعنوان - The Meek and th ...
- بين سيف والهلالي - قراءة مقارنة
- كلمتين عن طالبان واشكالية التحرر الوطني
- الاحياء الفقيرة
- كل شيء كان فجائي
- سوناتا
- دفاعا عن الماركسية - الجزء الخامس والاخير - ليون تروتسكي
- دفاعا عن الماركسية - الجزء الرابع - ليون تروتسكي
- دفاعا عن الماركسية - ليون تروتسكي - الجزء الثالث.
- دفاعا عن الماركسية - ليون تروتسكي - الجزء الثاني
- دفاعا عن الماركسية - ليون تروتسكي - مقدمة جوروج نوفاك
- المشهد النيلي
- تداعيات واثار الكورونا
- الحسد والرغبة
- أوجه شبه واختلاف - الماركسية والدين والفلسفة.
- الثورة الايرانية - لمحة للذكرى
- جدل ماو


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد حسن - مواطن مدينة الرغبات السياسية