أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسن - ترجمتي لمقدمة كتاب للكاتب بول سيجال بعنوان - The Meek and the Militant المجاهد والمسالم















المزيد.....

ترجمتي لمقدمة كتاب للكاتب بول سيجال بعنوان - The Meek and the Militant المجاهد والمسالم


احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7012 - 2021 / 9 / 7 - 10:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المقدمة
يعلم الجميع أن ماركس كتب أن "الدين هو أفيون الشعب"، ولكن في كثير من الأحيان تعتبر هذه الجملة الشائعة عبئا مرهقاً على ما قاله هو وإنجلز بشأن هذا الموضوع. إنهم، في الحقيقة، قدّموا نقدًا مخترقًا للدين يشرح جذوره وأسباب استمراره. كما أظهروا كيف أن الدين لم يتصرف تاريخياً كحصن للنظام الاجتماعي فحسب، بل كيف أن بعض أشكال الدين في ظل ظروف معينة كانت، على الأقل لبعض الوقت، قوة ثورية. إن تعليقاتهم على دور الدين في التاريخ، والتي تضيء تعقيدات هذه الظاهرة، تؤكدها دراسات المؤرخين الحديثين.
من المعروف أيضًا أن لينين، مثل ماركس وإنجلز، كان خصماً أيديولوجيًا للدين، لكن يظل مجهولاً الى حد بعيد أنه استقبل في صفوف الحزب البلشفي مؤمنين دينيين وحتى قساوسة قبلوا برنامجه السياسي. ولا يُعرف كثيرون أن البلاشفة في السنوات التي سبقت حكم ستالين كفلوا حرية الاعتقاد الديني، كما منحوا حقوق قانونية للطوائف الدينية المنشقة (عن مؤسسات الدين الرسمية -م) الذين لم يكن لهم حقوق في ظل القيصر، وذلك على الرغم من أنهم جردوا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية من الامتيازات الخاصة التي تمتعت بها في ظل روسيا القيصرية، وقاموا بتفكيك الروابط التي جعلت منها كياناً خاضعاً للدولة.
هذه التناقضات الظاهرية هي في الواقع الخلاصة المنطقية للنقد الماركسي للدين. الماركسيون معارضون أيديولوجيون للدين بلا هوادة، لكن هذا لا يعني أنهم لا يستطيعون العمل مع المؤمنين الدينيين لأغراض سياسية مشتركة. إنهم، على عكس السياسيين البرجوازيين، يسعون لأن تكون كل الأشياء متاحة لكل الناس، هم صادقون وصريحون في وجهات نظرهم، إنهم يحاربون الدين ليس بشكل أساسي من خلال النقد المجرد للأفكار (على الرغم من أن هذه الدعاية النظرية لها مكانها) ولكن من خلال الصراع الطبقي، الذي يعد أفضل مربي للجماهير.
إذا وجد القراء المؤمنين لهجة حادة في تقديمي للنقد الماركسي للدين في الجزء الأول، فتعليقي على ذلك هو أن حدتي في مهاجمة ما أعتبره خطأً فكريًا لا يعني بالضرورة أنني أحمل موقفاً عدائياً لأولئك المؤمنين به، وبالتأكيد ليس لأولئك الذين يسعون لبناء نظام اجتماعي عادل، بل على العكس أشعر بالتضامن معهم. يقول المسيحيون أنه يجب على المرء أن يكره الخطيئة ولا يكره الخاطئ، غير أن الخطأ الفكري يمكن أن يكون ضارًا مثل الخطأ الأخلاقي ويجب معارضته أيضًا. ومع ذلك، فإن الماركسيين يقفون على عكس العدد المتناقص من الملحدين البرجوازيين والا أدريين في تقاليد روبرت جي Robert G. إنجرسول Ingersoll وكلارنس دارو Clarence Darrow الذين يجدون أن كل الشرور تكمن في الظلامية obscurantism الدينية، وليس في النظام الاجتماعي الذي تنمو منه الظلامية الدينية.
في إخضاعهم الصراع الأيديولوجي ضد الدين للنضال الطبقي، لا يتخلى الماركسيون عن مبادئهم. إن تعاونهم المبدئي مع المؤمنين الدينيين المنخرطين في الصراع الطبقي لا يشبه على الإطلاق مغازلة قادة الحزب الشيوعي الإيطالي للفاتيكان، والتي قاموا خلالها بالمماطلة حول قضايا الفصل بين الكنيسة والدولة وحرية الطلاق والإجهاض. مثل هذه الممارسة السياسية هي تحريف للماركسية، تمامًا كما يحدث بين الكنائس والدولة في الاتحاد السوفيتي والصين.
لذلك قد حان الوقت لإعادة النظر في التحليل الماركسي الكلاسيكي للدين من أجل فهم ما يقوله وما لا يقوله. مثل هذا العرض سوف ينير أمام المؤمنين الدينيين وغيرهم، ممن يهتمون بصدق، فهم الرؤية الماركسية للدين.
لكن التحليل الماركسي للدين يهدف إلى ما هو أبعد من التناول النظري المجرد. إنه يساعدنا، من خلال إظهار الجذور الاجتماعية للدين، في فهم المجتمع القديم، ومن خلال فهم المجتمع القديم، فهم المجتمع الحالي، الذي انبثق عنه وتطور منه، مما يثير أسئلة أساسية ويشير إلى إجابات موحية.
كانت الحضارات الهندية والصينية والعربية العظيمة أقوى بكثير من الحضارات الأوروبية في العصور القديمة. أنجبت الهند الهندوسية، التي ظلت ديانة محلية قاصرة عليها، كما أنجبت البوذية، التي ماتت في الهند ولكن انتشرت في آسيا، بما في ذلك الصين. أنجبت الحضارة العربية الإسلام الذي انتشر عبر الشرق الأوسط وأجزاء من آسيا وإفريقيا وأوروبا. بماذا يخبر، صعود وسقوط هذه الحضارات العظيمة وتطور أديانهم، الحضارة الأوروبية والأمريكية ودياناتها؟ هل هناك شيء مثل استنفاذ إمكانات النظام الاجتماعي؟ من ناحية أخرى، هل يمكن للبلدان التابعة dependent في عالم اليوم أن تسلك طريق التنمية الرأسمالية؟ هل الدين هو الذي يمنعهم من السير في هذا الطريق، أم أن هناك قوى أساسية تقف عقبة أمامها؟
لقد أظهرت ديانة ر. توني R.H. Tawney الشهير وصعود الرأسمالية وجود علاقات متبادلة بين البروتستانتية Puritanism الإنجليزية في القرنين السادس عشر والسابع عشر وتطور الرأسمالية من جهة، والنظام الاجتماعي الذي كان من المقرر أن ينتشر من إنجلترا إلى أجزاء أخرى من العالم من جهة أخرى. إن رأسمالية العالم اليوم في تراجع - وهذا لا يعني، بالطبع، أنها لا تحتفظ بقوة كبيرة أو أنها غير قادرة على التسبب في أضرار هائلة بل وحتى تدمير العالم قبل أن تعاني من هزيمة نهائية. على أطراف الرأسمالية العالمية، هناك حيث أضعف أجزاء النظام الرأسمالي، حدثت الثورات الاشتراكية، وفي السنوات السبعين الماضية، استمرت مجتمعات ما بعد الرأسمالية - على الرغم من الصعوبات والانحرافات الهائلة، التي خلقت مشاكلها الخاصة - في النمو بقوة. كيف تأثر الدين في القطاعات الرئيسية الثلاثة في العالم - البلدان الرأسمالية المتقدمة، والبلدان التابعة فيما يسمى بالعالم الثالث، والبلدان ما بعد الرأسمالية - وكيف يعمل الدين بدوره كقوة أيديولوجية في الصراع الطبقي في هذه القطاعات؟
إن تقدير جذور الدين في الماضي، ونموه وتطوره، والتغير في تربته الاجتماعية، يمكننا من التوصل إلى إجابات للعديد من الأسئلة المحيرة المتعلقة بالدين الحالي. لماذا تراجعت عضوية الكنيسة منذ فترة طويلة في البلدان الرأسمالية المتقدمة في أوروبا، لكنها لا تزال كبيرة وتنمو بالفعل في الولايات المتحدة؟ ما الذي يفسر قوة اليمين الديني الإنجيلي والأصولي في الولايات المتحدة؟
لماذا، من ناحية أخرى، أصبح هذا اليمين جزء مهم من الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان التي تحررت سياسياً ولاهوتياً؟ هل الانقسامات الحالية في الكنيسة الكاثوليكية هي نتيجة (قرارات مجمع -م) الفاتيكان الثاني، أم أن الفاتيكان الثاني قد حدث كنتيجة للتغيرات في الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تسبب انقسامات داخلها؟
لماذا فشلت إسرائيل، التي تحب أن تطلق على نفسها اسم الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، في إحداث نوع من الفصل بين الدين والدولة الذي أعتبر أحد السمات المميزة للديمقراطية البرجوازية؟ لماذا لم يستطع مؤيدو إسرائيل من الليبراليون الأمريكيون، الذين دعوا إلى استمرار الانفصال بين الكنيسة والدولة في الولايات المتحدة، في المطالبة بإحداث مثل هذا الفصل في إسرائيل؟
ما الذي يفسر "الوجه الجديد" للبوذية؟ ما الذي جعل الرهبان البوذيون، الذين من المفترض أن لا يهتموا بأشياء هذا العالم وأن يعتبروا الحياة كلها مقدسة، يشاركون في الكفاح المسلح ضد الإمبريالية ولعب دور مهم في سياسات آسيا بعد الحرب العالمية الثانية؟
كيف لعبت الهندوسية، التي تنظر إلى التغيير التاريخي باعتباره أمراً قليل الأهمية، دورًا مشابهًا في الهند؟ لماذا ينخرط الشيوعيون الهندوس، وهم أعضاء في دين يقال منذ فترة طويلة أنه أكثر الأديان تسامحًا، في اقتراف المذابح ضد أعضاء الديانات الأخرى؟
ما الذي يفسر "عودة" الإسلام الراهنة؟ ما هو مصدر الاختلافات بين المسلمين الذين يقولون إن من الضروري "إعادة التفكير في الإسلام بالمعنى الحديث" والأصوليين المسلمين؟
لماذا نما "لاهوت التحرير" بقوة في أمريكا اللاتينية؟ ولماذا يتم قتل الراهبات والقساوسة في السلفادور، وهي دولة سميت باسم يسوع المسيح، المخلص، بينما يوجد أربعة كهنة في الحكومة الثورية في نيكاراغوا؟
سوف تمكننا الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها من فهمنا لعالمنا. وسيمكننا هذا الفهم من تغيير عالمنا بشكل أفضل.
هذا الكتاب، كما سنرى، يغطي نطاقاً واسعًا. يسعي لكتابة ما هو في الأساس تركيب وتعميم الجهود المنجزة في العديد من المجالات هذا الحقل، اعتبر نفسي مدينًا للأسماء التالية، الذين قرأوا تلك الأجزاء من المسودة الأولى التي تقع في مجالات خبرتهم العلمية ومنحتني انتقاداتهم فائدة كبيرة: إسماعيل حسين زاده Ismail Hossein Zadeh، جورج نوفاك George Novack، روبرت ج. أولسون Robert G. Olson، وستوارت شار Stuart Schaar..
أنا مدين أيضًا لمساعدة وتشجيع جورج بريتمان George Breitman وكليف كونر Cliff Conner وديان فيلي Dianne Feeley وإيفان سيجل Evan Siegel، الذين قرأوا أيضًا أجزاء من المخطوطة. أعطاني بول لو بلانك Paul Le Blanc معلومات ببليوغرافية مفيدة. ساعد روبرت مولتينو Robert Molteno من Zed Books في حثني على توسيع نطاق الكتاب وتحسينه. أنا ممتن لهم جميعا. إن إقرار المؤلف المعتاد بعدم وجود مسؤولية لقراء مخطوطته عن وجود أي أخطاء في الوقائع والتفسير أمر ضروري أكثر من أي وقت مضى هنا، لأنني في بعض الحالات لم أتبع النصيحة التي قدمت لي. لكن حتى عندما لم أفعل ذلك، فإن هذه النصيحة دفعتني إلى التفكير في المشكلات المشار إليها.



#احمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين سيف والهلالي - قراءة مقارنة
- كلمتين عن طالبان واشكالية التحرر الوطني
- الاحياء الفقيرة
- كل شيء كان فجائي
- سوناتا
- دفاعا عن الماركسية - الجزء الخامس والاخير - ليون تروتسكي
- دفاعا عن الماركسية - الجزء الرابع - ليون تروتسكي
- دفاعا عن الماركسية - ليون تروتسكي - الجزء الثالث.
- دفاعا عن الماركسية - ليون تروتسكي - الجزء الثاني
- دفاعا عن الماركسية - ليون تروتسكي - مقدمة جوروج نوفاك
- المشهد النيلي
- تداعيات واثار الكورونا
- الحسد والرغبة
- أوجه شبه واختلاف - الماركسية والدين والفلسفة.
- الثورة الايرانية - لمحة للذكرى
- جدل ماو
- مفارقة المقدس والعلم.
- بين لينين أبن الطاهرة، ومارس المصري. حبة عقل يارب.
- في مثل هذا اليوم قتل ليون تروتسكي
- 30 يونية - هذا الجدل العقيم.


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسن - ترجمتي لمقدمة كتاب للكاتب بول سيجال بعنوان - The Meek and the Militant المجاهد والمسالم