أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ابراهيمي - البحث عن التخلص من الهيمنة الذكورية من خلال رواية كوفيد –الأحلام للروائية الفلسطينية قمر عبد الرحمان .















المزيد.....

البحث عن التخلص من الهيمنة الذكورية من خلال رواية كوفيد –الأحلام للروائية الفلسطينية قمر عبد الرحمان .


حسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7310 - 2022 / 7 / 15 - 22:33
المحور: الادب والفن
    


في إطار الرصد والتتبع للمجتمع الفلسطيني الذي يسعى للانعتاق أتت رواية كوفيد - الأحلام للروائية الفلسطينية المقتدرة قمر عبد الرحمان من أجل أن تسائل الواقع الفلسطيني في جوانب متعددة .
كل ذلك من أجل استنهاض الفعل ، وتعزيزه ، وتقوية علاقات مبنية على الإخلاص ، الوفاء ، وتقدير الغير كمقومات لبناء مجتمع حداثي ، مجتمع المواطنة الذي يتمكن من الانخراط في واقع جديد قوامه بناء الأسرة وفق مقومات تمكنها من أن تصبح لبنة لمجتمع منشود .
من هذا المنطلق تضمنت الرواية العديد من الاسئلة ، أسئلة ذوات طبيعة فلسفية من قبيل علاقة الإنسان بالوجود ، هذا السؤال الذي تناولته الفلسفة اليونانية ، كما تم طرحه من قبل بعض الفلاسفة في العصور اللاحقة .
وإذا كانت الرواية لا تخلو من طرح علاقة الانسان بالطبيعة ، وبالتالي دفع المتلقي إلى طرح هذا السؤال على ضوء مستجدات العلم ، فإنها أيضا تضمنت علاقة الإنسان بالإنسان من خلال جملة من العلاقات نعتقد أن المراد منها إبراز عملية استغلال الإنسان لأخيه الانسان ، اقصد علاقة الرجل بالمرأة ، ومن تم البحث عن الخلاص ، بمقومات جديدة تمحي فيها هذه العلاقات .
على هذا الأساس تجدر الإشارة إلى كون الرواية إلى جانب كونها طرحت أسئلة ذوات طبيعة فلسفية ، أيضا طرحت أسئلة بمرجعية دينية .
قد يعود السبب في ذلك إلى وعي السارد بخصوص حضور الوازع الديني عند المواطن الفلسطيني ، وبالتالي يمكن لهذا الوازع أن يكون جسرا للتأثير في الوعي الجمعي الفلسطيني ، ما دام أن بناء الأسرة كما قلت يعتبر لبنة أساسية في بناء مشروع مجتمع حداثي .
من هذا المنطلق يتضح بتقديري أن الرواية توجه موقفا للتيارات العلمانية ، والدينية ، ولكل الفصائل الفلسطينية مفاده أن بناء الأسرة على أسس صحيحة يعتبر مدخلا لكل عمل يستهدف بناء مجتمع الغد ، إذ لا يمكن الانخراط في اي عمل مؤسساتي بإنسان تغيب عنه قيم المواطنة ، وحب الوطن ، ومن تم فهذا الاخير ينبغي إعداده بإعداد أسرة قادرة على تحمل مسؤوليتها اتجاهه .
وبالتالي فإن بناء الأسرة وفقا لعلاقات يسودها الإحترام ، وفي اطار علاقات رفاقية ، يقتضي تأسيس الموقف من المرأة بناء على فهم لمخلفات الهيمنة الذكورية ، ومعاناة المرأة بسببها ، وما تكرسه بعض التيارات المحافظة من علاقات سائدة في المجتمع من تكريس لدونيتها، واستمرار هذه الهيمنة ، وانعكاسها الخطير على التنشئة الذي يكرس التمييز بين الجنسين ، بل أحيانا يدفع في أفق تشيئ المرأة ، رغم كونها نصف المجتمع .
بناء عليه لا يمكن لأي فصيل أن يتحرك في اطار بناء مشروع مجتمع ديموقراطي حداثي إلا من منطلق تحرير المرأة من هذه الهيمنة ، وعليه لا يمكن التخلص من هذه الهيمنة إلا بالتركيز على التنشئة ، ولا يمكن التركيز على التنشئة إلا بواسطة أسرة واعية بمسئولياتها ، ولا يمكن لهذه المسؤوليات أن تبرز بشكل واضح إلا بواسطة العلم ، هكذا إذن تتضح العلاقات بين الأسرة والمدرسة حيث ينبغي للسياسة التعليمية أن تلعب هذا الدور من خلال فهم مفاده أن التربية تتقاسمها الأسرة ، والمدرسة على أسس واضحة قوامها طبيعة الإنسان المراد بناء شخصيته ، حيث ينبغي التركيز على مقومات الشخصية ، والهوية الوطنيتين ، إن التركيز على هذه العلاقة لا يلغي علاقات الأسرة بباقي المؤسسات ، فقط ركزنا على هذه العلاقة لابراز دور المدرسة في التربية إلى جانب الأسرة .
إن طرح سؤال الأسرة ، لم يتضح إلا من خلال ما أفرزه إصابة زوجة بفيروس كوفيد 19 ونقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج ، وما ترتب عن ذلك من إنتظار زوجها الإعلان عن وفاتها ، للبحث عن زوجة أخرى .
معنى هذا أن الرواية أرادت أن تنبهنا إلى خطورة الموقف ، أو الوضعية الهشة التي تطبع بعض علاقات الزواج من خلال فهم ذكوري يمنع ممارسة التضحية مع المراة من قبل الرجل ، والتخفيف على معانتها باعتبارها تتقاسم معه صعاب الحياة ، ومن منطلق كونها أيضا الطرف المهم في المقاومة لبناء غد أفضل .
ومن جهة أخرى تجدر الاشارة الى كون الرواية أتت صرخة ، لتنبه المجتمع بأسره إلى كون بناء أي مشروع مجتمعي حداثي يقتضي المرور ببناء الأسرة بناء سليما ، وبناء هذه الأخيرة يتطلب انخراط الدولة ، المجتمع ، والمؤسسات , والمثقفين في وضع أسس بنائها .
ضمن هذا الاطار بنى السارد رؤيته السردية ، هذه الأخيرة تبدت من خلال رؤية للعالم ترجمتها الشخصيات الروائية من خلال جملة من العلاقات تشكلت من خلال وظائف لا تختلف عما حدده فلاديمير بروب ضمن كتابه مورفولوجيا الخرافة ، حيث حدد 31 وظيفة للحكاية الشعبية ، والتي تتشابه فيما بينها .
ضمن هذا الاطار أيضا حضر الفضاء الفلسطيني ، بحضور أسماء بعض الأماكن ، بما في ذلك رام الله ، وما تحمله هذه المدينة الفلسطينية من رمزية ،توازي رمزية مدينة القدس من حيث الدلالة التاريخية لصمود شعب ما زالت بعض الأمكنة تحتفظ على أصالته ، وتجدره في التاريخ .
إن العلاقات بين الشخصيات الروائية لا تختلف كثيرا عن طبيعة العلاقات التي تحكم الشعب الفلسطيني ، لا تختلف عنها إلا من حيث عرضها من منطلق البحث عن عالم تتحرر فيه الشخصيات الروائية ، من حيث قدرتها على الفعل دون معوقات ، كثيرا ما تثقل الافراد في الواقع المعاش ذ.
إن عملية التخييل تحرر هذه الشخصيات من كل المتاريس التي تمنعها من الفعل ، لهذا جاءت العديد من الأحداث الروائية تعبر عن مواقف تتغيا إعادة الاعتبار للانسان الفلسطيني ما دامت طاقته تمكنه من أن يتصدر الأحداث ، والتعبير عن مواقفه بكل جرأة مهما كانت الصعاب .
إن القدرة على الفعل تؤطره طبيعة الأسئلة الفلسفية المطروحة ضمن هذا المتن ، أيضا ليس بالضرورة للسارد أن يقتصر على هذا النوع من الأسئلة مادام عالم بكل شيء من هنا حضرت المرجعية الدينية من خلال ما تضمنه هذا المتن من آيات قرانيه .
كذلك ينبغي الإشارة الى حضور الثقافة الشعبية ليتبين من خلال ذلك أن عملية الاسترجاع كان ينبوعها ثقافة متشعبة في التاريخ العربي الفلسطيني .
بناء على هذه الأسس أنوه بهذا العمل القيم ، معتبرا اياه لبنة لكاتبة تشق طريقها نحو المزيد من الابداع بمزيد من الاحتراف . .
.



#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطف جمرة .
- تخصيب ألحان الملائكة .
- عطب بشفق على السرير.
- مرَج بتربة نُعنع .
- درج من النصر للخروج .
- خصبا كمقلة النبيذ
- تصوير بعض مظاهر الصراع الطبقي بالرواية الموسومة المطاردون لل ...
- مجد يفرَه الحريق
- أمشاج أنين على الأشواك .
- مطلب الديموقراطية وأسسها بالدول العربية .
- زراعة رائحة عطر في شهية التاريخ .
- طهو السراب .
- قضية المرأة العربية من خلال المجموعة القصصية الموسومة قرار أ ...
- وظيفة المكان برواية تحت عنوان قيامة آلهة لابتهال خلف الخي ...
- عبث بمَسَد الجراد .
- اخرج من الرمح ليكتمل دمي .
- جشع جمع المال ،وتوجيهه للعلاقات السائدة بالمجتمع الروسي من خ ...
- الشعر العربي من سلطة القبيلة الى سلطة الدولة عبر التاريخ .
- موسيقى لغموض الثلج .
- قطعة ليل توزع الغروب .


المزيد.....




- الکويت يرفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
- مدينة كان الفرنسية تستعد لافتتاح مهرجانها السينمائي يوم الثل ...
- الدموع في عينيه.. بوتين يتأثر بمشاهدة فيلم -غير مدرج في القو ...
- أمير الكويت يعلن رفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
- الرئيس والفيلسوف.. سياسات ماكرون و-دموع- بول ريكور؟
- نخبة من المخرجين وجزء ثانٍ من فيلم توم كروز.. كل ما تود معرف ...
- الروائي أحمد رفيق عوض يشارك في ندوة حول الرواية الفلسطينية ب ...
- كل الأولاد مستنيين يظبطوه”.. تردد قناة ماجد كيدز للأطفال وأح ...
- بعد عرض أفلام الشهر”.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على الن ...
- سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال -سوق ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ابراهيمي - البحث عن التخلص من الهيمنة الذكورية من خلال رواية كوفيد –الأحلام للروائية الفلسطينية قمر عبد الرحمان .