أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ابراهيمي - الشعر العربي من سلطة القبيلة الى سلطة الدولة عبر التاريخ .















المزيد.....

الشعر العربي من سلطة القبيلة الى سلطة الدولة عبر التاريخ .


حسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7095 - 2021 / 12 / 3 - 20:39
المحور: الادب والفن
    


ينبني السؤال المطروح ضمن هذه المقالة على تتبع سيرورة الشعر العربي ، من خلال علاقته بواقع مادي أفرزه ، بل أفرز شرط وجوده .
عبر محطات تاريخية ، بل قل إن شئت الدقة عبر منعطفات ، عرف فيها الشعر العربي تطورا مس شكله ، كما مس مضمونه .
ولعل أول تطور نقصده ها هنا هو التطور الذي حصل في بنية القبيلة في العصر الجاهلي ، هذا الاخير كان نتاجا لتطور العلاقات السائدة في بنية القبيلة ، إذ بسبب ذلك تشكل وعي عند الانسان العربي كان جوهره التدخل من اجل الحفاظ على البقاء ، وما تطلبه ذلك من استدعاء لمقومات الطبيعة للحضور في تشكيل هذا الوعي ، والتعبير عنه ابداعيا بالشعر.
لهذا جاء هذا الاخير تعبيرا عن هموم المجتمع القبلي ، ومعاناته ، حيث كان الشاعر في العصر الجاهلي لسان القبيلة ، حاضرا في المعارك التي خاضتها ضد القبائل الأخرى في اطار صراع مرير من أجل الكلأ ، بل من أجل الوجود احيانا ، وعموما ضمن هذا الاطار تعددت أغراض هذا الشعر ، واختلفت باختلاف الشعراء ، ولعل اهمها كان المدح ، الهجاء ، الرثاء ، والغزل .
بمعنى ما أنه على الرغم من اختلاف الأغراض ، الا ان ما يجمع هؤلاء الشعراء هو انهم ينهلون من منظومة قيم المجتمع القبلي ليعبروا عن أحاسيس جياشة نحو قبيلتهم وفقا لما جادت به قرائحهم ، وقرض قصائد كان الهدف من البعض منها الدفاع عن القبيلة بشكل مباشر ، او غير مباشر.
ومن جهة أخرى لابد من الاشارة إلى ما لهذا الشعر من تأثير في الحفاظ على قيم القبيلة ، ونشرها في المجتمع القبلي ، في اطار ما لعبه الشعر العربي الجاهلي من دور في تربية التنشئة ، بحضوره في الاسواق ، وانشاده في حلقات ، وبالتالي كانت هذه الحلقات عبارة عن صلة وصل بين الشاعر ، ومحيطه القبلي ، حيث كانت هذه الحلقات تنشر الوعي بالشعر ، والقيم القبلية التي تضمنها .
من هذا المنطلق أود فتح قوس للإشارة الى فكرة مفادها أن ما وصلنا هو نمط واحد ، ويتعلق الامر بنمط القصيد وفقا لما جاء في بعض محاضرات الاستاد محمد الدناي الملقاة على طلبة الادب العربي إبان الثمانينات من هذا القرن ، ايضا ما جاء عند طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي ، يمعنى ما أنه لا يستبعد أن يعرف تاريخ الشعر العربي الجاهلي أنماطا أخرى لم تدون لاسباب تاريخية ، كما انه لا يستبعد أن يعرف تاريخ الثقافة العربية سردا عبر عليه القران بأساطير الاولين .
ومن جانب آخر لابد من الاشارة إلى تطور الشعر العربي الجاهلي من حيث تطور هندسته ، ومن هنا نفتح مجالا للتساؤل حول هندسته الأولى ، وكيف اكتسبها ، ومن ثم علاقة القبيلة في شبه الجزيرة العربية مع الشعوب الاخرى من منطلق تدخل العلاقات التجارية في توجيه منظومة القيم في شبه الجزيرة العربية ؟ وبالتالي نطرح سؤالا مفاده كيف تطور الشعر العربي الجاهلي من حيث شكله في اطار علاقته بشعوب مجاورة كانت التجارة قد لعبت دورا مهما في ربط علاقات معها ؟ بمعنى ما هل نكتفي بقبول كون هذه الهندسة عربية قحة ؟
سوف لن أقدم جوابا على هذا السؤال ، على اعتبار أن هدفي ليس تقديم الجواب ، بقدر ما انه يستهدف مساءلة أوليات الشعر العربي الجاهلي ، وما أحدثها من تأثير على سيرورته التاريخية ، بل ما أحدثه من تأثير عرفه الشعر في العصر الاسلامي ، الاموي ، وما لحق ذلك من عصور كان للشعر فيها اهم دور في طرح سؤال الثقافة العربية .
سوف لن أ شير إلى خصائص هذا التطور على أساس أن كتب النقد القديم تعج بها .
ان ما يعنيني هنا لماذا ظل الشعر العربي يحتفظ بنفس الهندسة التي أسسها الشعر العربي الجاهلي في عصور مضت ؟
بمعنى ما لماذا كان التجديد مرفوضا في الشعر العربي لعصور جاءت بعض العصر الجاهلي ؟
إذ على الرغم من انتقال المجتمع العربي من نظام القبيلة الى نظام الدولة المركزية ، وما أفرزه ذلك من مؤسسات جديدة ، على الرغم من ذلك ظل هذا المجتمع لا يقبل التجديد إلا في حدود طفيفة ، بل حوربت في العديد من الأحيان .
اعتقد أن السبب في ذلك هو كون منظومة قيم البداوة ، استمرت في هذا المجتمع ، ولهذا ظل يحارب التجديد ليس في الشعر فقط ، ولكن ايضا في مختلف حقول المعرفة المعروفة آنذاك .
لقد ظلت سلطة القبيلة حاضرة في الشعر العربي عبر تطوره التاريخي ، إذ على الرغم من المتغيرات التي عرفها المجتمع العربي ، مع ذلك كانت سلطة القبيلة ، وقيمها حاضرة في الشعر العربي بمختلف اغراضه ، حيث لم يستطع الشاعر العربي تجاوزها ، إذ على الرغم من إنجاب التاريخ العربي لشعراء كبار من امثال المتنبي ، وغيره ، على الرغم من ذلك حافظ هذا التاريخ على نفس العلاقات السائدة ، وعلى أنماط الفكر ، والمعرفة ، في المجتمع بما في ذلك الابداع في شقيه أقصد النثر ، والشعر من خلال قصائد احتفظ بها هذا التاريخ نفسه .
على أن تجديد سؤال الشعر العربي سوف يظهر على يد كل من نازك الملائكة ، وبدر شاكر السياب ، وغيرهما بالعراق ، على أساس تطور حصل في وعي هؤلاء من خلال تطور حصل في بنية المجتمع العربي ، وثقافته ، وما نجم عن ذلك من مخاض أفرز ما يسمى بالشعر الحر .
لقد حصل هذا التطور بفعل تفاقم علاقات الاستغلال بالمجتمعات العربية ، وما نجم عن ذلك من تردي الاوضاع الاقتصادية ، الاجتماعية ، والثقافية للفئات الأكثر هشاشة داخل هذه المجتمعات ، وبما أن الشاعر العربي ليس بمعزل عنها حاول جاهد ا التعبير عنها ، لذلك ظهرت قصائد للعديد من الشعراء تصور هذا الواقع .
أيضا ساهم في ذلك فعل الترجمة ، التثاقف .
وإرسال بعثات الى الخارج من اجل الدراسة ، كل هذه العوامل كان لها دور انضاف الى إلى ما سبق ذكره كشرط اساسي افرز تطورا على مستوى طرح السؤال ، وبالتالي تقديم الاجابة لسؤال مرحلة تطلبت التجديد .
معنى هذا ان العامل الداخلي ، وهنا اركز على معاناة المجتمع العربي من حيث اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية ، ايضا الثقافية ، وتراجع ، بل تدني مستوى عيشه قياسا الى حياة الرفاه التي تعيشها الشعوب الاوربية ، كل ذلك ساهم في تجديد السؤال ، وطرحه ، ومن ثم جاءت الاجابة نصوصا ابداعية تعبر عن هموم الشعوب العربية .
ولقد كان لحضور القضية الفلسطينية وزن كبير عند بعض الشعراء ، بل لعل تجرع مرارة حربي 1948 ، و1967 كل ذلك كان له تأثير، ووقع في نفوس العديد من الشعراء في كل الدول العربية ، حيث ظهرت قصائد تعبر بحق عن وعي جديد نحو هذه القضية .
إن هذا التطور انعكس على كل انماط الفكر ، وعرفت مختلف حقول المعرفة تجديدا تمظهر في مختلف العلوم الانسانية .
على ان الشعر ليس بعيدا عن هذا التطور الذي ما زال ساريا ، بظهور ما يسمى بشعر النثر ، الها يكو بفعل الترجمة عن اللغة اليابانية ، وشعر الومضة ، ودون شك فالتاريخ العربي سوف يفرز أنماطا أخرى وفقا لتطور التاريخ العربي ، ومتطلباته



#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسيقى لغموض الثلج .
- قطعة ليل توزع الغروب .
- هلع دلاٌع يغذي مكر جبروت .
- صحصح يبني المرارة بحليب دمية .
- احتفاء بتليسة لحبات رهاب .
- الوطن وجع لم يصح بالمرآة .
- استقامة المستحيل بمنغلق رصاصة .
- فضح الفساد من خلال رواية تحت عنوان شباب امرأة لألبرتو مورافي ...
- رتق بريش يمامة .
- دبوس في نعل زوبعة .
- كسور في نشوة رمل .
- قطرة دم في نجمة عجماء .
- حارس النار
- أوضاع المرأة العربية بين ضعف تدخلاتها , واستشراف المستقبل .
- تمثل الماضي للحسم مع سلبياته , والعمل لاستشراف المستقبل من خ ...
- المتمردة لجورج برنارد شو والثورة ضد قيم التخلف في المجتمع ال ...
- للصفر خطى أخرى في خريطة العدم
- فضح نفاق المجتمع البرجوازي من خلال رواية تحت عنوان القوزا ...
- عباءة النار.
- موال للوطن .


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ابراهيمي - الشعر العربي من سلطة القبيلة الى سلطة الدولة عبر التاريخ .