أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - شنق الارتجوز بقوس قزح














المزيد.....

شنق الارتجوز بقوس قزح


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7308 - 2022 / 7 / 13 - 15:42
المحور: الادب والفن
    


وقفة عرفة/7*
شنق الاراجوز بالوان قوس قزح
بابتسامة الواثق خرجت إلى الشارع ،قطعت الأمتار الفاصلة بين العمارة وبين المركز الإسلامي،المصلون يخرجون بالعشرات،تحلق الأطفال حولي فرحين،بدأت في التصفير والغناء :"
بكرة العيد و نعيد
ونذبح بقرة السيد
والسيد ما عنده بقرة
نذبح بنته هالشقرا
و الشقرا ما فيها دم
نذبح بنت العم"
كان الاطفال يرددون حولي ويرقصون فرحا ..كبر التجمع الطفولي وبدأ يستقطب أطفال الشارع من كل الجنسيات حتى الالمان ،لقد تفاجئوابوجود مهرج واطفال وغناء ورقص وهم الذين تعودوا على خروج أناس متجهمين من المركز بعد صلاة العيد بأيديهم موز..يتجمعون ويتحدثون بلغات غير مفهومة لهم كأنهم في سفينة نوح..يصرخون ويتجادلون ثم يرحلون تاركين ورائهم جبالا من قشر الموز .فجأة تقدم مني مجموعة من الملتحين،احاطوا بي كحلقة،انا في منتصفها،اضخمهم صرخ بي:"انت مين؟ وجاي هنا ليه؟ وايه الهباب اللي على راسك؟ انت خول ياد؟"صرخ رفيقه بصوت عالي :"يا ناس ياهوه ابعدوا عنه هذا من هذوليك الجماعة،اللهم اعفوا عنا،المثليين جاي ينشر شذوذه بين أولادنا وصباح العيد...شوفوا الوان اواعيه،والألوان اللي حاطها على رأسه ..فاسق ..زنديق..شاذ.. والله لنعلقك على باب المركز من طاقيتك يا كلب". أصابني الرعب،صرخت:"شاذ شو وبطيخ شو؟ يا عمي انا اراجوز جاي افرح الاولاد بالعيد ".
علا صوت الاول :"اخرس يا كلب"..ثم صاح حتى الاغنية اللي بيقولها فيها تشفي وحقد علينا..انتو عارفين اصلها وفصلها؟".
حاولت التوضيح:"تشفي شو يا اخي هاي اغنية من التراث الفلسطيني بنغنيها من الف سنة صباحية العيد".ارتفعت يد الملتحي وهوت على وجهي وصرخ:"وكمان كذاب هاي اغنية طلعت بعد ما اعدموا الامام رحمه الله وهاي كلماتها:"
بكرة العيد
بكرة العيد ونعيد
وندبحك يا شيخ سيد
ونحطك في الارونه
ونوديك السلخانة
ونديك بالخرزانه”.
والله لا خلي عوائك يوصل لبرلين"يا شاذ...ما أن أنهى كلماته حتى كنت بين أرجلهم أتلقى الصفعات والركلات..بدأت عشرات الأيدي تسحبني وسط صمت المتفرجين في اتجاه الشجرة التي تدلى منها حبلا جدلت به قبعتي الملونة ،فأصبحت مشنقة بالوان قزح..يبدو أن أحد الجيران شاهد حبل المشنقة فسارع للاتصال بالبوليس..وسط الصراخ أنتبهت ان بعض الاطفال تقدموا ووقفوا بيني وبين من يسحبني صارخين:"حرام عليكم..اتركوه..ما عمل شي..مما اعطاني بعض الوقت قبل أن أعلق على الشجرة لتصل عربات البوليس يسبقها أصوات زماميرها..هرب الغاضبون ما أن سمعوا الصفارات ...الآن انا محاط بالشرطة مدمى وملابسي ممزقة.. وحبل المشنقة بالوان قوس قزح يتدلى أمام المركز الإسلامي.لكن المهم ان عوائي لم يصل برلين...

* نصوص من مجموعة جديدة قيد الإنجاز



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين احنا ومانا نتفوا لحانا
- طنيب عليكم كله إلا عشتار وألوان قوس قزح
- يا فكيك
- يا بتلحقوني يا بتفقدوني
- شو اعمل لقد هدومي؟
- النجدة يا أهل الدار
- ضباب
- عيد
- أوهام مرحلة الزهايمرية
- المشعلقات المشخلعات الحلمنتيشات
- مشعلقات حلمنتيشية
- حلم ليلة صيف
- رفسة
- تهويمات الزهايمري
- انا واسرافيل
- نزاع ملائكي
- السلام الإبراهيمي
- رنين
- تسامح
- انتخابات


المزيد.....




- مسرحي أنباري: إهمال الجانب الفني بالمحافظة يعيق الحركة الإبد ...
- الأفئدة المهاجرة التي أشعل طوفان الأقصى حنينها إلى جذورها
- بعد رحلة علاج طويلة.. عبدالله الرويشد يعود إلى الكويت الأسبو ...
- قطر.. افتتاح مركز لتعليم اللغة الروسية في الدوحة
- نجم فيلم -سبايدرمان-: الفلسطينيون في غزة هم الأهم ويجب تركيز ...
- محمد منير يثير تساؤلات بسبب غيابه عن تكريم مهرجان الموسيقى ا ...
- -جوكر: جنون مشترك-.. لعنة السلاسل السينمائية تُجهز على فيلم ...
- من هو مختوم قولي فراغي الذي يشارك بزشكيان في ذكرى رحيله بترك ...
- أحداث تشويقية لا تفوتك.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 167 مترجمة ...
-  الممثل الخاص لوزير الخارجية يلتقي مع المسؤولين الإعلاميين ف ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - شنق الارتجوز بقوس قزح