عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 7288 - 2022 / 6 / 23 - 19:02
المحور:
الادب والفن
لم يخطر لي حتى في أشد كوابيسي أن أنتهي الى تلك النهاية:جثة مجهولة ملقاة على قارعة الطريق بعد أن أطاحت قذيفة سافلة برأسي ودحرجته بعيدا عن جسدي.لم أكن وحدي فقد كان برفقتي عشرات من الجثث المجهولة لنساء وأطفال ورجال.بقينا في الشارع بضعة أيام لتصورنا عدسات المراسلين القادمين في ناقلات الجند.الى أن اقترب مني ذلك الصحفي الأجنبي وصرخ بالجنود انها جثة مقاتل أعرفه من أفغانستان...سريعا ما ألقي القبض على جثتي ونقلت الى فرع الأمن...بينما كومت الجثث الاخرى في شاحنة سارت بها على غير هدى.في الفرع احتار الملازم في كيفية استجوابي...حولني الى الأسفل لعل التعذيب يفيد في استنطاقي...لكن لا حياة لمن تنادي...لم يكن أمام المحقق وخوفا من الاعتراف بالفشل إلا أن دون على مجموعة من الاوراق المتناثرة أمامه:لقد اعترف وهو بكامل قواه العقلية أنه قام بسلسلة من الاغتيالات والتفجيرات والمجازر...وفيما يلي اعترافاته الكاملة.انفرجت أسارير الملازم ورفع التقرير الى من هو أعلى رتبة منه.
في اليوم التالى أحيلت جثتي الى القضاء وأمام اعترافاتي المدونة أصدر القاضي حكمه المبرم بإعدامي وإحالة أوراقي الى سيادة المفتي.
أنا الأن مرمي في حفرة حفرت على عجل.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟