أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - صفحة مطوية من حياة رجل الأعمال الكوردي-باز البرزنجي- 1















المزيد.....

صفحة مطوية من حياة رجل الأعمال الكوردي-باز البرزنجي- 1


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 7300 - 2022 / 7 / 5 - 22:32
المحور: سيرة ذاتية
    


بلّغني الدكتور عدنان ياسين اغا الاسعدي أواخر صيف 1986، عن طريق الهاتف، رغبته وأخيه المهندس جمشيد الاسعدى اللقاء معي في مكتبهم، مكتب شركة كلالة، الواقع على الشارع الستيني في محلة أزادي دون أن يذكر سبباً لهذا اللقاء، المفاجئ بالنسبة لي، حددنا الموعد. بسبب كون علاقاتي مع عدد محدود من أفراد هذه العائلة هامشية وعابرة، رغم انتمائنا إلى مدينة واحدة، لم استطع تخمين أسباب ودوافع هذا الطلب المفاجئ. وقتها كنت أعمل بعنوان رئيس قسم الهندسة في "مستشفى صدام التعليمي في أربيل" سعة 400 سرير. عندما نُقِلت، حسب طلبي، من وظيفتي كمدير لبلديات محافظة أربيل إلى المستشفى الذي كان قيد التاثيث وسُمى لاحقا بمستشفى صدام التعليمي بتاريخ 1/2/1984 كان المشروع في بداية مرحلة التجهيز بالأثاث والمعدات الطبية من قبل شركة ماروبيني اليابانية، وكان خاليا من الكوادر العراقية باستثناء فصيل من الشرطة للحراسة وموظف واحد، كُلفت برئاسة لجنة الفحص والاستلام لمقاولة التأثيث بصحبة عضوين آخرين التقيت بهما لأول مرة، رائعين، وهما الصيدلي رزكار حويز والمعاون الطبي شوان أنور(أمل أن يكون ذكري اسم والد شوان صحيحاً)، فحصنا واستلمنا أكثر من 60 ألف من قطع منفردة بسيطة إلى أجهزة ومعدات طبية ومختبرية متطورة، إلى جانب إشرافي على مقاولة التشغيل لبناية المستشفى التي كانت بعهدة الشركة اليابانية نفسها. عند حضوري لهذا اللقاء كان المستشفى قيد التشغيل باستثناء طابق واحد كان مصمما للاطفال حسبما اتدكر.
عند حضوري في الموعد المحدد في مكتب شركة كلالة فوجئت بوجود حضور ثلاثة إخوان آخرين بالاضافة إلى الدكتور عدنان والمهندس جمشير الذي كان جالسا وراء منضدة مكتب يقابل الباب مباشرة، بعد مراسم الاستقبال جلست على كرسي كان فارغا أمام المكتب بحيث أصبح جمشيد على يساري والاربعة الاخرون أمامي، بعد المجاملات بدأ جمشيد يفتح الموضوع بأسلوب هادئ يتكلم بحسرة عن مصاعب شركة كلالة، التي اعتبرها وجها للصناعات الإنشائية في محافظة أربيل، التي وصلت حد الانهيار ووجدني الشخص الوحيد الذي يمكنه انهاض المشروع مجددا ….
لم يكن لى الرغبة التورط في هذا المشروع، في قرارة نفسي، لأسباب عديدة منها:
1- لإنهاض مشروع إنتاجي بهذه الوضعية تتطلب مواد احتياطية تستوجب استيرادها في الوقت الذي كان العراق في حالة حرب أولاً وفيما إذا كانت الكوادر الفنية المدربة المطلوبة تواجدها في موقع العمل لتنفيذ مثل هذه المهمة ممكنة؟…..
2- كنت أعطي الأولوية، في تلك الفترة، إلى عملى في المستشفى لغرض توفير الأجواء المشجعة لأكمال تدريب الكوادر الهندسية على الأعمال التي تناط بهم في المستقبل وكنت أعتقد بأن التركيز و حضوري المتواصل في المستشفى عامل مساعد لتنفيذ البرنامج.
وكان الفريق المنتمي إلى القسم الذي كنت أترأسه يعمل بصورة موازية لفريق شركة ماروبيني اليابانية المكلفة بتنفيذ أعمال التشغيل والصيانة خلال المدة المتبقية من العقد، وبعدها كانت المهمات تتحول إلى كوادرنا الهندسية والفنية لهذا كنت أشعر بمسؤولية، ذات طابع وطني، كبيرة بأهمية المتابعة الدقيقة والمتواصلة لرفع قدرة كوادرنا كأفراد من جانب وكفريق عمل متكامل من جانب آخر، مؤهل للنهوض بالمهام التي ستُلقى على عاتقهم في المستقبل القريب لأن المشروع متطور ومصمم بذكاء كوحدة متكاملة ومترابطة إلى حد كبير وكنت أتخيله مشروع هندسي متكامل ومتطور يعمل فيه الأطباء والكوادر الطبية بأسلوب جعلوها كمكمل أو ملحق عياداتهم الخاصة.
لكي ارفع عني الحرج، من الناحية الاخلاقية، بسبب صعوبة رد طلب النجدة لإنقاذ مشروع تعتمد عليه معيشة عوائل عديدة وأمال أصحابه من جانب خوفا على أن يكون ذلك على حساب مشروع استراتيجي متكامل من جانب آخر. كان لمستشفى أربيل بعدين في نظري: بُعد وطني كونه أحد المستشفيات الثلاثة عشر الموزعة على مناطق مختلفة في العراق تتواجد فيه العدد الكافي من الكوادر الهندسية النوعية مقارنة مع بقية المستشفيات من جانب و له العلاقة المباشرة بصحة سكان محافظة أربيل بصورة عامة: 400 سرير موزعة على قاعات مكيفة، خمسة قاعات للعمليات الجراحية واثنتان للنسائية وأخرى للطوارئ متكاملة من جميع الجوانب، قسم مجهز للعناية المركزية وعيادة استشارية لجميع التخصصات، قاعات وأحواض سباحة لمعالجة ذوي الاحتياجات الخاصة …. عليه قررت عرض شروط تعجيزية أمام الطرف المقابل:
1ـ ان يكون اتفاقنا اتفاق جنتلمان دون الحاجة إلى توقيع عقود كل طرف له الحق إنهاء الاتفاق متى ما أراد.
2ـ بعد ان اقوم بدراسة وافية للمشاكل والمعوقات أضع لنفسي برنامج عمل تفصيلي قبل أن أبدأ بأي عمل، قد تستغرق هذه المرحلة وقتا يعتمد عليها نجاح مهمتي.
3ـ باستثناء المهندس جمشيد والدكتور عدنان لا يحق لشخص آخر من افراد العائلة التدخل في عملي بأي شكل من الأشكال( هنا تدخل "مشير ياسين أغا الاسعدي"، أعرفه وطبائعه منذ كان الموظف الحقوقي في بلدية أربيل عندما كنت أُدير معمل طابوق البلدية الفني، قائلا "حتى أنا" أجبته هذا الشرط لكي لا تتدخل انت بالذات.)
هنا تدخل المهندس جمشيد: نوافق على شروطك وأية شروط أخرى وماذا عن الأجور؟
+ 850 دينار في الشهر.
المهندس جمشيد: كيف حسبت هذا المبلغ، عندنا مهندس يتقاضى مائة دينار في الشهر ويعمل أكثر من ثمان ساعات في اليوم وحضورك لا تتجاوز ساعات محدودة.
+ تصورت بأن تكليفي بهذه المهمة كخبير، لأنني تجاوزت مرحلة "منهدس" منذ أمد بعيد حيث مارست العمل بمختلف القطاعات لمدة ما يقارب 18 سنة واكتسبت الخبرة العملية في قطاعات متنوعة إلى جانب ما أملك من معلومات نظرية وخبرات التي أحاول ان تتساير مع التطور العلمي في العالم.
المهندس جمشير: هل بالإمكان أن توضح لنا مهام الخبير في مشروعنا ماذا يفعل؟
+ بصراحة لا يعمل الخبير بشكل مباشر مطلقا ولا تتصور انني ارتدي بدلة العمل ولكننى أتصور بأنني لدي من المهارات والأدوات الفكرية على كيفية مساعدة العاملين بمختلف مستوياتهم وتوجيههم نحو العمل والإنجاز بطرق مبرمجة بعيدا عن المزاجية والعفوية والتوجه نحو الصيانة الوقائية لتلافي حدوث توقفات مفاجئة في الإنتاج أو هبوط نوعية المنتج، خلاصة القول تحقيق تمنياتكم كأصحاب للمشروع من خلال التناغم بين ما يدور فكري وبين أيادي العاملين بشكل مثمر.
المهندس جمشير:مند أمد بعيد ابحث عن من يُفهمني بوضوح مدلول الخبرة بالوضوح التي شَرَحْتها باختصار وببساطة أنا مستعد أن أوافق حتى وان طلبت مبلغ 8 آلاف دينار.
+وأنا أحاول قدر المستطاع.
رغم كون هذا اللقاء الأول بيننا الا ان مرونة ودبلوماسية وهدوء المهندس جمشيد جعلتني تبني مهمة أخرى إلى جانب مهمتي في مستشفى صدام.
بعد هذا اللقاء بدأت بالتردد على موقع العمل بهدف جمع المعلومات والتعرف والنقاش مع الفنيين حول وجهات نظرهم حول الأسباب التي أوصلت المشروع إلى هذا الانحدار واجعلهم يشعرون بالامان بأنني اكون سندا لهم في عملية انهاض المشروع مرة أخرى بسواعدهم ….
كنت أتردد على مكتب الشركة الواقع على الشارع الستيني أيضا لإجراء بعض المناقشات وتبادل الرأي في بعض المواضيع. في يوم الاثنين المصادف 17/11/1986 بعد الظهر حدث أمامي ما لم أتمكن من هضمه مطلقا واندهشت:
كنت حاضرا في غرفة الاستقبال مع ثلاثة من أشقاء المهندس جمشير وعدد من أبنائهم، كان الكبار يتناقشون فيما بينهم وأولادهم كانوا مجتمعين حوالي جهاز التلفزيون الذي كان صوته مرتفعا بعض الشيء.
نادى مشير أغا بنبرة مرتفعة: باز! دخل باز قائلاً : نعم خالي. كان جالسا أمام باب غرفة الاستقبال علي كرسي ناصي، وجهه نحو الباب الخارجي وكأنه مكلف باستقبال ضيوف معينين، يرتدى الزي الكوردي التقليدي الذي يُحاك عادة من صوف الماعز بلون قريب إلى الرصاصي مع قميص أبيض كما أتذكر.
مشير آغا: باز خفض صوت التلفزيون.
كنت أراقب المشهد بدقة مركزاً على ملامح باز استنتجت بأنه تألم من الاعماق دون أن يصدر منه كلمة، نفذ ما طلب منه خاله بصمت ولكن ملامحه وتعبيرات وجهه أوحى لي الكثير، ثم انسحب و عاد إلى مكانه منكسرا حسب قرائتي لملامحه.
بعد فترة خرجتُ من الغرفة وقلتُ قُمْ يا باز نتمشى قليلا، عندما التحق بي قلت له بدون مقدمات: هل أنت مستعد أن تتعلم المهارات التي ترفعك إلى المكان الذي تكون مقدرات أعمال عائلة الاسعدي في قبضة يدك؟
أجاب فورا وبحماس: مستعد.
قلت له؟ لأجل ذلك عليك أن ترافقني في مواقع العمل ولساعات طويلة، هل جسمك تتحمل هذه الأجواء الشاقة والملوثة؟ (اعتقد كان وزنه يتراوح بين 45 و خمسين كيلوغراما )
باز:أتحمل.
قلت له سآخذ إجازة شهر من عملي في المستشفى اعتبارا من يوم السبت القادم ( 22/11/1986 )لكي نبدأ بهذه المهمة معاً.
(يتبع)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة ماركس: 2- لقائه مع انجلز
- حياة ماركس Marx 1 السنوات الاخيرة
- وجهات نظر مغايرة حول الحرب في أوكرانيا 4 -1
- وجهات نظر مغايرة حول الحرب في أوكرانيا 3
- وجهات نظر مغايرة حول الحرب في أوكرانيا 2
- عقدة المنشار في البرلمان العراقي عقدة اختيار رئيس الجمهورية ...
- وجهات نظر مغايرة حول الحرب في أوكرانيا 1
- قراءات في كتابي -الثروة، الفقر والسياسة- و- التخلف الاجتماعي ...
- قراءات في كتاب - الثروة، الفقر والسياسة-لعوامل الثقافية 2-1( ...
- قراءات في كتاب - الثروة، الفقر والسياسة- العوامل الثقافية1(8 ...
- قراءات في كتاب - الثروة، الفقر والسياسة- العزلة، الامراض، ال ...
- قراءات في كتاب - الثروة، الفقر والسياسة- المناخ ، الحيوانات ...
- قراءات في كتاب - الثروة، الفقر والسياسة- الاراضي (5)
- قراءات في كتاب - الثروة، الفقر والسياسة- الممرات المائية (4)
- قراءات في كتاب - الثروة، الفقر والسياسة- حتمية الجغرافيا (3)
- قراءات في كتاب - الثروة، الفقر والسياسة- قضايا (2)
- قراءات في كتاب -الثروة، الفقر والسياسة - 1
- تظاهرت نساء محلة باداوة مجدداً! شجون وذكريات 2
- تظاهرت نساء محلة باداوة مجدداَ! شجونٌ وذكرياتْ 1
- إختبار المِرأتْ 1( THE MIRROR TEST) .


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - صفحة مطوية من حياة رجل الأعمال الكوردي-باز البرزنجي- 1