أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسراء العبيدي - فتاة في العشرين مسلسل يعيد الحنين الى الماضي وينعش الذاكرة  لكاتبه صباح عطوان















المزيد.....

فتاة في العشرين مسلسل يعيد الحنين الى الماضي وينعش الذاكرة  لكاتبه صباح عطوان


اسراء العبيدي
كاتبة واعلامية

([email protected])


الحوار المتمدن-العدد: 7295 - 2022 / 6 / 30 - 01:15
المحور: الادب والفن
    


الكاتب الكبير صباح عطوان من منا لا يعرفه فهو من أهم صناع الدراما في العراق، الذي عبر بقلمه عن الكثير من القضايا والأزمات و له نتاجات واسعة تتسم بالجودة والواقعية . ومن أشهر أعماله الفنية مسلسل (فتاة في العشرين) و (ذئاب الليل) (الاماني الضالة) و(اعالي الفردوس) وغيرها من المسلسلات الشهيرة والافلام كفيلم (المتمردون) و(شيء من القوة) و(زمن الحب) والكثير من المسرحيات كمسرحية (حسن افندي) و(العاطفة والاحتقار) و(قصر الشيخ) وغيرها. 

فالكتابة عند صباح عطوان إضافة إلى مهارة الحرفة ثقافة واسعة وشغف والهام ، الى جانب الخيال والإحساس والقدرة على الروي . وما حققه صباح عطوان هو ثروة ثقافية فنية وطنية تمتد لأجيال عديدة قادمة . وعند الحديث عن أعماله لنا الفخر أن نقول إن أعماله الإذاعية بلغت الألف ، والمسلسلات التلفزيونية قاربت السبعين  . أما السهرات التلفزيونية فهي واحد وتسعون  سهرة ، والأفلام التلفزيونية خمسة عشر فلماً . والأفلام الروائية الطويلة ستة إضافة إلى مؤلفاته في مجال الرواية والمسرح  .

ارتبطت أعمال صباح عطوان بالواقع العراقي فهي بحوث درامية عن الحياة الاجتماعية كما يقال عنه ، ويسرني جدا أن أبدأ الحديث عن مسلسل( فتاة في العشرين ) وهو مسلسل إجتماعي تدور أحداثه بين أحلام فتاة في زمن الانفتاح الثقافي وحرية الرأي و الاختيار، وبين أفكار الماضي التي ما زالت تفرض سيطرتها على بنية المجتمع ، متمثلة في الجيل السابق، والذي يرفض فكرة التعايش مع معطيات العالم الحديث  . وايضا هو دراما اجتماعية مبنية على الصراع بين الطموح الفردي والمصلحة الجماعية و الذي تميز بمتانة الحبكة وجمالية القصة وأبعادها النفسية والواقعية . وعند متابعة المسلسل نلاحظ إن الكاتب صباح عطوان عالج المشكلة دراميا من خلال حلقات المسلسل التي تتمحور حول رفض البطلة الشابة ( شذى سالم) الزواج من ابن عمها(عبدالمطلب السنيد) بناءا على ذكرياتها الطفولية معه ، اذ تتخللها شراسته وعنفه الطفولي وكثيرا ما تكرر البطلة( شذى سالم) مصطلح (شكيب خبالو) لتوصيف ابن عمها وفق ماتشعره تجاهه من بغض لازمها منذ الطفولة ، ورغم محاولات الأهل تغيير رأيها إلا انها ظلت تحاكم ابن عمها بنفس نظرتها له التي بنتها في سني عمرها المبكرة . وهذا خطأ فادح جدا يرتكبه أي انسان

يتعامل مع شخص بناءا على حكم مسبق ، وفي حال فعل هكذا فهذا يعني أنه شكل حاجزًا بينه وبين هذا الشخص ، لذلك ينبغي عدم إطلاق أحكام مسبقة على الآخرين لأنها تسجن صاحبها في سيل من الظنون السيئة والافتراضات السلبية التي تهيمن على حياته .

ومن الرائع جدا أن يكون للانسان خيارات، وأن يستمتع بهذا ويرفض ذاك. ولكن تلك الخيارات قائمة على الاحتياج والميول الخاصة، وليس على أي معنى للوجوب أو القرض ، لأن الانسان يتألف من وحدة مركبة تتظافر في تشكيلها مجموعة من العوامل النفسية والبيولوجية  والاجتماعية  . حيث من المعروف أن الفرد يستنبط أولاً مجموعة من العادات والمعارف من مؤسسة الأسرة، مما يشكل لديه مجموعة من الأحكام المسبقة والجاهزة بمجرد رؤية تصرف معين .

نتسائل ونحن نتابع مسلسل فتاة في العشرين لماذا غابت الأعمال الرصينة التي لطالما دُعمت بها الدراما العراقية على مدى العقود الأخيرة من القرن الماضي؟ وعلى الرغم من ظهور عدد كبير من القنوات العراقية بعد عام 2003، فإنها لم تستطع التأثير أو الهيمنة على المشاهد بالأعمال الدرامية التي تقدمها . ولو قارننا دراما الحاضر بالماضي فإننا نستطيع القول إنها لم تخرج من حلقة صراعات الأمس القريب واسترجاع ذكريات العنف والدمار النفسي الذي لحق بالمواطن العراقي . وهذا يجعلنا نحن لمتابعة المسلسلات القديمة ومن بينها مسلسل ( فتاة في العشرين ) وقد  لا نكون الوحيدين في هذا العالم الذين يشكون من حاضرهم، ويتأسفون على ماضيهم . نقول هذا ونحن نتذكر الدراما العراقية السابقة في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته كانت مدرسةً تأخذ من منابرها دول عديدة لما تحويه من مادة مسلية وممتعة للمشاهد. وبات المشاهد يتحسّر عليها، ويتمنى عودتها كي يستطيع أن يعيش لحظاتٍ من المتعة والسرور . وأكثر ما يصيب المشاهد بالملل هو التكرار للأفكار والمواضيع التي عرضت في مواسم سابقة، مما يجعله يترك المتابعة ويتحول، بضغطة زر واحدة، إلى قناة أخرى، وغالبا ما يجذب المشاهد العراقي الدراما السورية أو المصرية أو اللبنانية او التركية التي تضم مواضيع أكثر إثارة وجاذبية ومتجددة.

كتبت هذا المقال لأني مازلت افضل متابعة المسلسلات القديمة، خاصة وأن الجديد منها، رغم حداثة الإنتاج والتطور والإخراج المميز، يخلو من التفاصيل العميقة والأحداث التي تشبه حياة الأسرة العراقية المتقاربة في العادات والسلوك والمجتمع المحافظ . كل هذا وأكثر، نجده ووجدناه في التسابق الفني الذي تسعى وسعت إليه معظم القنوات والشركات الإنتاجية العراقية، لا سيما في شهر رمضان المبارك، حيث يكون الشعب في الانتظار كما حال القائمين والمنتجين للأعمال الفنية من أجل تقديم الأفضل ، لكني وجدت نفسي بين الحين والآخر أبحث عن حلقات مسلسل ( فتاة في العشرين ) حتى وجدت حلقاته على اليوتيوب ومن ثم بدأت بمتابعته فهو يعيد الحنين وينعش الذاكرة ، على الرغم  من مرور الوقت وظهور الكثير من المسلسلات  التي يتم إنتاجها سنوياً في موسم رمضان وغير رمضان ، بات القديم له رونقه، يسمو في نفوس متابعيه القدامى، الذين يحاولون أن يشجعوا أبناءهم وإخوتهم الصغار على مشاهدة هذه المسلسلات، التي تحمل في مضمونها هدفا وقصة وعبرة، وأحيانا كثيرة يكون الحضور لمجرد الاستمتاع بالمشاهد القديمة المتعلقة بالأماكن والمجتمع القديم . 

أيام الزمن الجميل باتت محركا للمجتمع العراقي للعودة لإستدعاء الماضي الجميل مرة تلو الأخرى دون ملل . وفي جلسة عائلية يتسيدها الهدوء، بإنصات جميع أفراد العائلة، تحلو الجلسة عند متابعة مسلسل( فتاة في العشرين ) بعد أن انقضى على بثه ما يزيد على ربع قرن ، ولكن باتت العديد من الأسر العراقية تبحث عن تلك التفاصيل الغائبة، في الأماكن القديمة وتحاول أن تعيش تلك اللحظات بكل حب وحنين . ومهما طال الزمن لن نمل مشاهدة هذا المسلسل الذي

بقي بالقلب وترسخ في العقل . ويشهد بهذا كل من تابعه فهو هادف بكل المقاييس ويحمل في طياته الكثير من المعاني والعبر والافكار . وسيبقى من الأعمال اللامعة بتاريخها الفني لإنه يعيد الحنين وينعش الذاكرة .



#اسراء_العبيدي (هاشتاغ)       [email protected]#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى إهمالا لأطفالكم لانريد تكرار ظاهرة سقوط الأطفال في المجا ...
- إستقالة الصدر والتبعات الدستورية لهذه الخطوة
- الخير قادم للأميرة مريم
- مي حسام خالص : أزياء تايتل مامات وطن من أكثر الاعمال التي وا ...
- زهير محمد رشيد : أنا ميال للأعمال الكوميدية الإنسانية أكثر م ...
- نموت كل يوم وغيرنا ينعم بالحب والسلام(قصيدة للشهيدة ريهام يع ...
- امي نور عيني (قصيدة بمناسبة عيد الام )
- شذى عبود : تجربتي في الفديو كليب فتحت لي طريق جديد للشهرة
- رنا عدنان : جميع أعمالي قريبة على قلبي وأتمنى أن تعرض في الع ...
- أنس الموسوي : فن الانيميشن يتعرض للتزوير والتشويه ونحن نسعى ...
- حوار مع الشاعرة الاردنية اعتدال محمد الدهون
- حوار مع فنان الكاريكاتير حمودي عذاب
- حوار مع سلام الخياط
- حوار مع الإعلامية زينة السراي
- قصيدة الطبرة والمطبرة
- كيف لك يا وطني أن تنعم بالسلام
- بلدية النجف
- ماذا بعد الضجر
- التاريخ والحضارة الانسانية
- حسين عجاج : لم يأتيني دور كوميدي حقيقي واضح المعالم وهو أمرٌ ...


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسراء العبيدي - فتاة في العشرين مسلسل يعيد الحنين الى الماضي وينعش الذاكرة  لكاتبه صباح عطوان