أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غدير رشيد - نرجسية وسذاجة وإنتهازية المثقف العراقي (( هاتف الثلج نموذجا ))















المزيد.....

نرجسية وسذاجة وإنتهازية المثقف العراقي (( هاتف الثلج نموذجا ))


غدير رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 7284 - 2022 / 6 / 19 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تتمثل مأساة العراق بسياسيه السابقين والحاليين فقط، بل ومع الأسف لعب/ ويلعب من يطلق عليهم مثقفين دورا سلبيا كبيرا في ترسيخ مأساة العراق، عدا قلة منهم ممن إضطر للسفر خارج العراق وإبتعد عن الشأن السياسي فنساه العراقيون فيما ظل الآخرون يهيمنون على الساحة الثقافية .
قد تكون هذه ظاهرة ينفرد بها العراق لذلك لم ينتج العراق مثقفا موسوعيا يقدم تحليلا علميا منطقيا لتاريخ العراق وأهم أحداثه التاريخية ويقرأها قراءة متعددة الجوانب.
السبب هو نرجسية المثقف العراقي الذي يرصد الأحداث الوطنية من جهة موقفه الشخصي وتاثره بها سلبا أو إيجابا، إضافة لسذاجته وعدم إمتلاكة لقدرة التفكير الناقد والواعي والخلاق والأكثر خطورة إنتهازيته وتقلبه في المواقف لمصالح شخصية مالية وحزبية وطائفية.
قائمة مثل هؤلاء طويلة تبدأ ب (حسن العلوي ) وتمر بعبد الرزاق عبد الواحد وتنتهي بالسيد ( هاتف الثلج ) الذي يبالغ حاليا في الظهور التلفزيوني وعلى اليوتيوب بعد أن بلغ السبعين من العمر، وكنا نتوقع منه تحليلا ناضجا للأحداث والشخصيات التاريخية العراقية، ولكنه ومع الأسف يقدم نموذجا بائسا للمثقف العراقي كونه يجعل المشاهد في حيرة من أمره.
يكرر (الثلج) في القناة اليوتيوبية حرفيا ما سبق له وأن قاله قبل سنة في قناة آي نيوز العراقية قبل سنة ، لذلك لا نعرف مبرر ظهوره مجددا خاصة وإنه لم يأت بحرف جديد.
السيد ( الثلج) يقول عن نفسه إنه ماركسي بل وكان شيوعيا لغاية نهاية 1978 عندما أمر (صدام) بالبدء بذبح الشيوعيين وبقيادة (فاضل البراك) مدير الأمن آئنذاك وفيها قتل الآلاف وأغتصبت الشيوعيات رفاق ورفيقات (الثلج) ومع هذا يفتخر الثلج بصداقته لصدام والبراك بل ويصفهما بصفات الشجاعة والذكاء والأخلاق ودليله علاقته الشخصية معهم.
كنا نعيب على عبد الرزاق عبد الواحد تبرير حبه لصدام لأن الأخير أشعل له السيجارة ( ولم يذكر ما منحه له صدام من أموال)، وإذا بالشيوعي السابق والماركسي الحالي يسلك نفس طريق عبد الرزاق.
ما يعاب على الثلج إنه يظهر في قناة تدافع عن جرائم البعث وأهم مجرميه إبتداء من صدام مرورا بعبد حمود وصولا لسبعاوي وبرزان وغيرهم، بل إن صاحب القناة وهو شخص إنتهازي نفعي إضافة لما يتصف به من غباء ومع هذا فإن الثلج يصفه بالصديق والنزيه ويشيد بقناته وهي ظاهرة عراقية بحتة إذ يمدح فيها صحفي ومثقف ماركسي من يمدح نظام مجرم لا يقل خطورة عن النظام النازي.
في كل لقائاته يركز الثلج على قدراته الخارقه ونزاهته وعدم إرتعابه من صدام وإنه كان يقول ما يخشاه الآخرون وإنه لم يستفد من النظام ويقسم في كل حلقة على ذلك ويشير الى شهود ليؤكد صدقه وكأن الموضوع خاص به وليس بتاريخ العراق وكإن القناة تستضيفه ليدافع عن نفسه، المشكلة هنا في من يدير اللقاء ( في قناة آي نيوز) الذي تظهر عدم كفائته في إسترساله مع الثلج دون أن يطلب منه الأدلة على آرائه.
يلخص الثلج بوقاحة وإستهتار بمشاعر العراقيين، يلخص جرائم صدام بأنها أخطاء يفعلها كل إنسان وإن للرجل إيجابيات وسلبيات وكإنه يتحدث عن صديق وليس شخصية عامة، وهكذا فجرائم قصر النهاية وحرب إيران ومئات الإلوف من الشهدادء وتدمير الإقتصاد العراقي وحرب الكويت وتدمير الجيش والحصار وإنهيار العملة وإنتشار الفقر لدرجة تصل الى 80 % كلها سلبيات لا توازي إيجابيات الرجل ومنها إعجابه بالثلج وتقديره له وإختياره له كمرافق صحفي رغم معرفته بشيوعيته مما يوحي بديمقراطية إصدام وهو ما قد يكذب ما يدعيه الشيوعيون من إتهام لصدام بذبحه للالاف الشيوعيين والشيوعيات.
والغريب أن يصف من يسمي نفسه ماركسيا، يصف صدام بالذكاء لكنه لا يفسر لنا هل كان صدام ذكيا ببدئه الحرب مع إيران والتي إعترف هو نفسه بخطأه،أو خطأه القاتل بغزو الكويت، فلو كان ذكيا فهل كان سيخطأ كل تلك الأخطاء وأين كان ذكاؤه وأبسط سياسي يعرف معنى الحرب وأهمية الكويت في السياسة الدولية. الغريب إن الصحفي الماركسي صاحب الأربعين كتابا يقدم دليلا مضحكا على ذكاء صدام وهو إنه – أي صدام – عندما أراد قتل قريبه سعدون التكريتي عام 1959 وعندما كان صدام بعمر 22 سنة، إن صدام كسر المصباح القريب من بيت سعدون قبل قتله لكي لا يعرفه أحد!!!!! ولا أعرف لماذا لم يشير الى حادثة سلام صدام على سعدون في المقهى امام الجميع قبل قتله ليظهر للناس عدم وجود عداوة بينهما كدليل آخر على ذكائه،أي إن الغدر أصبح بنظر الثلج ذكاء، كما إنه يستل الحادثة من تاريخ منسي وشخصي وينسى أن يقدم لنا دليلا أكثر رصانة عندما أصبح صدام رئيسا.وينسى الثلج ذكاء صدام عندما أودع طائرات العراق لدى إيران عدوه السابق وذكائه بتصديق السفيرة غلاسبي والتي بسبب تصديقه لها دمر العراق.كان صدام كتلة من الغباء،وكلنا يتذكر قول الإمام علي ( ماكان معاوية باذكى مني ...لكنه يغدر ويفجر ) وهو ما ينطبق حرفيا على صدام، لكنه العقل العراقي الذي كما يقول عنه علي الوردي يتلذذ بظلم الظالمين ويتلذذ بمحاربة المسالمين وهو الحال الذي ومع الأسف لازالوا عليه.
الصفة الثانية لصدام والتي يؤكدها الثلج هي الشجاعة التي لا خلاف عليها كما يقول ودليله إن صدام كان وهو شاب يأتي من منطقة بعيدة الى تكريت في الليل مشيا، وهي قمة مأساة المثقف العراقي الذي لايفهم معنى الشجاعة والتي تتمثل بقول الحق والوفاء والإعتراف بالخطأ ونصرة المظلوم وجميعها لا يمتلكها صدام أما ما يشير اليه الثلج فهي شراسة تعلمها من حياة وتربية بائسة تعلمها من زوج أمه الأب القاسي الذي يتغزل به الثلج أيضا، نعم الكثير من القتلة والأشقياء يفعلون أكثر مما قاله الثلج عن صدام فهل نصفهم بالشجاعة.صدام كان شقيا وهو شاب وحكم بمنطق الأشقياء إلى إن هرب من القتال وإنزوى كالجرذ في مخبأ قذر بينما القائد العسكري الشجاع يبقى يقاتل الى آخر قطرة من دمه وهو ما لم يفعله صدام فأين الشجاعة،الغريب أن لايرى المثقف العراقي ذلك ولا يخجل من موقف رئيسه وأمامه تاريخ الكثير من القادة الذين قاتلوا لآخر لحظة ولم يعطوا الفرصة للمحتل ليأسرهم كما فعل صدام المحب للحياة المتعاون مع المحتل لأخر لحظة ظنا منه بغبائه( وليس ذكائه) إنه لازال ورقة أمريكية رابحة...هذا هو التصرف الوحيد المقبول من القائد، أم إن هذه الشروط لا تنطبق على صدام فهو مستثنى من ذلك برأي الثلج الذي يبدوا أن تكرييته قد غلبت عراقيته وقبلها شيوعيته.

ويؤكد الثلج فراسة صدام وقدرته الخارقة بمعرفة الرجال ومدى وفائهم له، وهو تحدي لذكاء العراقيين وتدل على سذاجة السيد الثلج والدليل مافعله حسين كامل وصدام كامل وشبيب وهم أقرب المقربين لصدام وخاصة حسين والذي خان إصدام والعراق بل ترتبط به مأساة استمرار الحصار فأين كانت فراسة صدام عنما رفعه من نائب عريف الى فريق أول ركن ببضعة سنوات وزوجه إبنته وأبسط رجل أو اب يكون أكثر فراسة من صدام في إختيار زوج إبنته وليس قائدا عسكريا كما فعل صدام.الغريب إشتراك صدام والثلج بصفات خارقة كما يقول وهي أوهام روجها صدام عن نفسه ( بإعتباره صياد رجال) ويكررها المثقف صاحب الأربعين كتابا والذي يركز على أحداث ثانوية ويتجاهل احداث كبرى في إنتقائية لايمكن وصفها أذا أحسنا النية بأنها دلالة على السذاجة.
ويشيد بقوة شخصية صدام ودليله إن خالد عبد المنعم الجنابي قال له إنه عندما كان رئيسا لديوان الرئاسة كانت رجلاه ترتعدان عندما يقدم البريد لصدام، وهنا اسأل المثقف والصحفي والكاتب والقاص والسياسي الثلج هل سمع بمثل تلك القصة عن أي رئيس عربي أو عالمي ، وهل إن قوة شخصية الرئيس تجعل الآخرين يحترموه ويعتبرونه قدوة أم يرتجفون منه. ألا يعرف إن سبب الإرتجاف الوحيد هو الخوفوفي حالة صدام تعود لمعرفتهم بقساوته ومزاجيته وتسلطه على رقابهم خاصة بعد ما فعل بأعز رفاقه في 1979 ، حتى أصبح الجميع يتحسسون رقابهم في لقائهم معه.الغريب إدعاء الثلج بأنه الوحيد الذي لم يكن يشعر بالخوف وهي قضية لا نستطيع نفيها ولكن نضع عليها ألف علامة إستفهام. والدليل تأليفه كتاب يمدح فيه صدام بعد تركه العمل معه بثمان سنين كما قال هو مما يدل إما على خوفه أو تملقه وله الخيار في توضيح السبب الحقيقي.
ومثله مثل الكثير من المثقفين وخاصة البعثيين(بالرغم من شيوعيته،إلا إن منهجية التفكير يبدو إنها تتأثر بالجغرافية!!!!) يروي لنا الثلج دليلا آخر على قوة شخصية الرئيس عندما كان شابا وأتى الى المنطقة التي يسكنها الثلج في تكريت، ويقول إن جميع الأطفال هربوا عندما وصل صدام ...طبعا بإستثنائه !!!! وهنا أسأل الثلج لماذا يهرب الأطفال من شاب شخصيته قوية ، فقد كنا نهرب من الشباب السفلة ( الهتلية) فقط أما الشباب المثقف فقد كنا نستمع لهم ومنهم من كان يشجعنا على الدراسة والقراءة، هنا تظهر بوضوح سذاجة الثلج فهو يدين صدام دون أن يشعر مثلما ينتقد (كامل حنا ) خادم الرئيس الذي كان لديه كرفان مليء بالأموال ولا ينتقد تصرف صدام بأموال العراق لدرجة إن خادمه يلعب بأموال العراق كما يشاء مما وضع نفسه في موقف ( من فمك أدينك).
نعم كنا نهرب عندما نرى مدير المدرسة أو معلم الصف بشعور يمتزج فيه الإحترام والخوف ( كما قد يدعي البعض )، ولكن هروب الأطفال من صدام الذي كان طالب متوسطة آئنذاك ليس له تبرير إلا معرفتهم بدنائته وإجرامهوهو ما تجنب الإشارة إليه السيد الثلج في خيانة واضحة للقيم والمبادىء الشيوعية والوطنية والأخلاقية فيما قاله بصراحة (غبراهيم الزبيدي) في كتابه عن علاقته بصدام.
ويتغزل الثلج الشيوعي بأن صدام قاريء نهم، وهو وصف لا يطلق إلا على كبار المثقفين والفلاسفة ولم يذكر لنا وهو القريب منه ماذا كان يقرأ بينما الكثير من الرؤساء يعرف المقربين منهم عناوين الكتب التي يفضلها االرئيس، ولم يشر الا إلى كتاب ميكافيللي وهو شيء متوقع لما فيه من نصائح للديكتاتوريين إضافة لكتاب تصفيات ستالين ( وهو مالم يذكره).ودون أن يشعر وبسذاجة واضحة يخبرنا عن رأي المثقف صدام بشيعة العراق كونهم هم من قتل الحسين،ولو سألت أي قاريء بسيط للتاريخ يعرف تفاهة هذه الفكرة فكيف بقاريء نهم.
ويؤكد إن إصدام يجيد كتابة القصة بالرغم من عدم تمكنه من اللغة، هنا أسأل الصحفي الثلج، كيف يكون القاريء النهم غير متمكنا من لغته، فمالذي كان يقرأه خاصة وكل المطلوب منه أن يعرف الفاعل والمفعول وغيرها من أسس اللغة. ويتبجح الثلج بقدرة صدام الثقافية بأنه هو وليس غيره من كان يكتب بيانات الحرب العراقية الإيرانية، وهي بيانات كانت أهم ماتتسم به هي التفاهة والركاكة والدليل تبدلها بإستمرار فقد كنا نعرف من العبارات إننا نخسر المعركة أو نربحها والحال إن أهم مواصفات البيانات العسكرية أن تكون مكتوبة بطريقة ذكية لا تترك اثرا سلبيا لدى الشعب. كما إنه ينفي مساهمة عبد الجبار محسن ( الذي يكرهه الثلج كثيرا وقد يكون السبب لأنه الوحيد الذي حلل شخصية صدام بذكاء)، مع العلم إن الكثير من البيانات إحتوت أمثال ومصطلحات جنوبية مثل ( يا حوم إتبع لوجرينا) مما يؤكد مساهمة (محسن ) بكتابتها ولكن السيد (الثلج) يريد أن ينفي كل دور لغيره مع صدام بالرغم من عمله مع صدام لسنة واحدة فقط فيما بقي عبد الجبار محسن مع صدام لسنوات طويلة.
وكلنا نتذكر ثقافة صدام المهزلة عندما قرأ بيتا من الشعر على شاشة التلفزيون ( القلب يعشق... قبل العين أحيانا) وأصله قصيدة الشاعر (بشار بن برد) ونص البيت ( الأذن تعشق ....قبل العين أحيانا ) لأن الشاعر كان كفيفا، ولكن من يجرؤ على تخطئة أو تصحيح أقول الرئيس ومنهم الثلج نفسه. بل إن الجميع يعرف إنه كان يكتب آيات القرآن خطأ وهو ماأكده الثلج نفسه عندما قال إن صدام بعد أن يكتب البيان العسكري يطلب التأكد من نص الاية القرآنية، فاي مثقف ومتدين هذا ولديه نسخ القرآن في كل مكان في قصوره ويقول عنه الثلج إنه كان يقرأ القرآن والتفسير ولا يكلف نفسه من باب العيب التأكد من نص آية قرآنية بنفسه.
والغريب أن يقول الثلج دلالة على ثقافة صدام، إنه كان يتكلم على الشاشات كلاما فكريا لخمس ساعات!!!!وهنا تظهر مأساة المثقف العراقي، فقد كان كلام صدام تافها لاقيمة له في نظر كل العراقيين الذين كانو يغلقون التلفزيونات بسببه ،بل إنه كان يهين رفاقه ( عندما قال إنه يعلمهم أدب الإجتماعات وهو القروي) أو يهين الشعب ( عندما قال ان العراقيين كانوا حفاة قبله وهو الحافي طيلة شبابه) أو عندما يحتفل بأب قتل إبنه لهروبه من الجيش في قتل واضح لمعنى الإبوة.
وتظهر نرجسية الثلج بوصفه لصديقه صدام كامل باناقته ودماثة خلقه وصداقته معه ويتوقف مستفزا مشاعر مئات الإلوف من العراقيين الذين يعرفون مسؤولية صدام كامل عن قتل عشرات الإلوف من أبناء الوسط والجنوب بعد إنتفاضة آذار 1991 ولكن الثلج لا يكلف نفسه حتى مجرد التنويه إليها بل على العكس يحاول إعطاء صورة أخرى عن قتلة ومجرمين وهو ما فعله بصدد وطبان ووصفه بأوصاف الملائكة .
وتظهر إنتهازية الثلج عندما قال إن وطبان أخرج من منصبه لأنه كان يوزع أراضي على الفنانات !!!!وهنا نسأل الثلج لماذا الفنانات، وأي نوع من الفنانات والرجل معروف عنه حبه للكاوليات، وهل كان يوزعها دون مقابل أم إنه كان يوزعها وهو سكران كما ظهر من الفيديوات التي تم تداولها بعد 2003، ثم ألا يستفز ذلك الثلج المثقف فكيف يسمح وزير أو محافظ لنفسه بتوزيع أموال وأملاك العراقيين حسب مزاجه.
الغريب إن إعتراض الثلج على وطبان كما يقول إنه قال له إن الرئيس من حقه أن يزعل عليه لأن إذا كان وطبان يوزع أراضي فمالذي تركه لصدام، وهي نصيحة تظهر إنتهازية الثلج الذي لم يستنكر توزيع الأراضي إلا لكونها إستفزاز للقائد مما يؤكد إن الثلج كان مستشارا إنتهازيا وخائنا للأمانة بخلاف ما يدعيه.
ويمدح الثلج حسين كامل ويشيد بنجاحه في التصنيع العسكري متناسيا أساليب إدارة حسين للتصنيع المتمثة بوجود مجموعة من السفلة في كل منشأة وظيفتهم إهانة المدراء والمهندسين من خلال رميهم في المستنقعات أو مياه المجاري وإلإعتداء عليهم بالعصي و (الدونكيات)، وينسى ما فعله من جريمة كبرى أدت لمقتل آلاف الجنود العراقيين وهي إلغائه منظومة السيطرة النوعية ليزيد الإنتاج بغباء وليرضي عمه المجنوه مما أدى إلى إنتاج ذخائر إنفجرت على العراقيين.
ولا ينتقد ما كان يحصل من معسكرات ضبط للموظف المخالف في الداخلية زمن وطبان أو في الرئاسة في مخالفة واضحة لحقوق الإنسان التي يدافع عنها الثلج الآن بل كانت مقصودة لإهانة شعب بكامله من سفلة العوجة الذين يدافع عنهم الثلج بوقاحة.
ولا يستحي الثلج في تبرير إهانة صدام لعشيرة الجبور لكون بعض أبنائهم تآمر عليه ودفع ثمنها الكثير من الأبرياء الذيم لم تكن جريمتهم إلا لكونم من عشيرة الجبور ويقول ( حقه تآمروا عليه ) وينسى أهمية القانون والمحاكم التي يطالب بها الآن ولو طبق النظام الجديد نفس الآلية لما بقى تكريتي في العراق بعد مجزرة سبايكر ولكنه صدام الذي لاتنطبق عليه أية معايير فكرية أو إجتماعية أو سياسية لكونه تكريتي في إهانة واضحة من الثلج لأهالي تكريت الشرفاء والذين اذلهم صدام ومنهم ابناء عمومة الثلج الذي لايخجل من تمجيد صدام بكتاب بعد إعدامه لأبناء عمومته.
وينباهى الثلج بأنه الف كتابا عن عمله مع صدام وذلك في عام 2000 بعد سنوات من إنتهاء عمله مع صدام وفي العنوان إشارة الى القائد الفذ ويتباهى في ذلك ولو كانت هنالك دولة حقيقية الان في العراق لأحيل الى المحاكمة بتهمة تجميل صورة الطاغية وهي التهمة التي حوكم بها مصور هتلر وكان مدة حكمه عشر سنوات سجن.ومن الواضح إنه كتب كتابه تملقا لصدام لأن الشعب العراقي في ذلك الوقت كان بيصق على صورة صدام وبالتالي فهي دليل على إنتهازيته وليس مبدأيته كما يدعي ألآن.
وعندما سأله مقدم البرنامج عن حرية الصحافة والديمقراطية في العراق زمن صدامن لم يستنكر أو يصحح بل قدم دليلا على ذلك من كتاباته التي كان يكتبها في التسعينيات بعنوان ( مكاشفة) وقدم لنا نماذج توضج جرأته وتفاعل صدام الديمقرطي معها منها مثل إنتقاده لقانون الإيجار، وطرحه موضوع استخدام البابليون للجير وإنتقادة لأمين بغداد....وكما ترون كلها مواضيع جرئية تمس سياسة الدولة العليا ومع هذا فإن النظام البعثي الديمقراطي بارك هذه الكتابات....هكذا ينظر المثقف العراقي للديمقراطية، ففي وقت الحصار والجوع وهجرة الكوادر العلمية وإضطرارهم للعمل بمهن وضيعة كان الثلج ينتقد أمانة العاصمة لكونه وكما يبدو كان من أدوات صدام التي كان يستخدمها في الإستهزاء بالمسؤولين كما كانت تفعل جريدة بابل مما يكشف حقيقة الثلج المتلون المصر على تلونه لحد الآن فهو يمدح كل الكتل السياسية الحالية رغم دمار العراق.
كنا نتمنى أن يقدم لنا الثلج رؤية علمية تحليلية لطبيعة النظام وهيمنة رعاع العوجة عليه ويقدم صورة أخرى عن أهالي تكريت الكرام من العوائل الكريمة والعريقة بدل الدفاع عن إبن العوجة ، وأن يوضح أسرار النظام بدل إدعائه بإمتلاكه لوثا ئق وأسرار وهو ما يفعله الكثير من السياسيين والمثقفين والصحفيين العراقيين في متاجرة واضحة بمآسي الشعب العراقي.
السيد الثلج / تبلغ الان السبعين واذكرك بجواب رجل صوفي زمن العباسيين عندما سأله خياط يخيط الملابس لوزراء بني العباس هل يعتبر من أعوان الظلمة ،فأجابه الصوفي أن من يبيعك الخيط والإبرة هو من أعوان الظلمة أما أنت فأنت من الظلمة أنفسهم.
أتمنى عليك أن تكون صادقا مع نفسك وفكر وتأمل وإبتعد عن النرجسية وقدراتك الباراسايكولوجية كما تتوهم لأنها من أحلام المراهقين وحاول أن تكون ذكيا وصحفيا وكن مع شعبك وليس مع المتسلطين فالشعب أبقى وقدم نموذجا جديدا للمثقف العراقي وإلا فالصمت أفضل إحتراما لعائلتك.



#غدير_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنقلاب 8 شباط 1963 (( دروس لحاضر ومستقبل العراق))
- السحرة ...يقررون مصير العراق
- شيعة العراق.....على مفترق طرق تاريخي
- أيها العراقيون ...ماذا يعني 23 آب 2021 لكم
- الذاتية في قراءة التاريخ .....جعفر المظفر نموذجا
- الخطاب الشيوعي العراقي .....في الميزان
- هل الديكتاتورية الصدرية.......قادمة ؟؟؟
- مصطفى الكاظمي .....ومصطفى جواد
- المحاصصة العراقية ...في زمن الكورونا !!!!!!!
- هل هشام الهاشمي ... مفكر وشهيد الوطن ؟
- إلى مصطفى الكاظمي : العلاج بالصدمة الإدارية ( 3 )
- إلى مصطفى الكاظمي ..... العلاج بالصمة الإقتصادية ( 2 )
- إلى مصطفى الكاظمي ....... العلاج بالصدمة (1 )
- عندما يأكل العراقي لحمه
- الحزب الشيوعي العراقي ................آن أوان التغيير !!!!!! ...
- إعادة بناء الأمة العراقية
- لو كنت ...رائد فهمي
- خنجر الشيعة....تمرد البارزاني
- البارزاني ينهي الحلم الكردي بالاستقلال الجزء الخامس / الأخير ...
- البارزاني ينهي الحلم الكردي بالاستقلال الجزء الرابع/ الطريق ...


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غدير رشيد - نرجسية وسذاجة وإنتهازية المثقف العراقي (( هاتف الثلج نموذجا ))