أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غدير رشيد - هل الديكتاتورية الصدرية.......قادمة ؟؟؟















المزيد.....

هل الديكتاتورية الصدرية.......قادمة ؟؟؟


غدير رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6811 - 2021 / 2 / 11 - 02:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الستة أشهر الماضية نشط التيار الصدري وقائده ( مقتدى الصدر) بشكل غير طبيعي ومبكر يستدعي من المراقبين وقفة تأمل عميق تبتعد عن النظرة السائدة عن ممارسات أتباع التيار الصدري الموسومة بالسذاجة والعفوية.
لنراجع هذه الأنشطة ....
1- المؤتمر الصحفي للسيد الصدر الذي عقده الأربعاء ( 10 شباط) والذي رغم قصره إلا إنه تأكيد من التيار أنه ( مادام السيد حيا فلن تجرؤ دولة على التدخل بشؤون العراق،ولن تهان الأجهزة الأمنية ، وستحفظ هيبة الدولة ولن يتجرأ احد على التطبيع مع إسرائيل)... المؤتمر فيه رسالة واضحة جدا للقوى السياسية والعراقيين جميعا إن التيار يتبنى مهنجية جديدة.
2-الإستعراض العسكري يوم الإثنين الثامن من شباط لجزء ( وهنا أؤكد على كلمة جزء التي رددها الشيخ صلاح التميمي – الناطق الإعلامي بإسم سرايا السلام ) من السرايا التابعة للتيار والتي بلغ عدد المقاتلين المشاركين فيها مئة ألف مقاتل مدججين بالسلاح المتوسط والخفيف، مع التأكيد على عدم مشاركة بقية فصائل التيار المسلحة مثل جيش المهدي وجيش اليوم الموعود، وبعملية حسابية بسيطة يبدو إن التيار يلمح صادقا أو مدعيا إن عدد مقاتليه قد يصل الى نصف مليون مسلح عدا أنصاره الكثيرون المنتشرون في القوات الأمنية وبمختلف الرتب والجميع يطيعون القائد !!!! طاعة عمياء....
ولاتفوت المراقب سكوت السيد الكاظمي وعدم إنتقاده الإستعراض بالرغم من إدعاء ممثلي التيار إنه تم بالإتفاق مع الأجهزة الأمنية، مما يوجب أن نضع علامات إستفهام كثيرة خاصة وأن السيد في مؤتمره الصحفي لم ينتقد الكاظمي بل أشار إليه بالأخ، فهل توصل الكاظمي لحل محاربة الفصائل الولائية من خلال دعم فصائل التيار المسلحة له؟
3- مبادرة السيد مقتدى والتيار في معالجة قضية املاك المسيحيين ونجاحه في إعادة أكثر من ثلاثين منها إلى أصحابها بعد أن عجزت كل الحكومات منذ 2003 على ذلك، يضعه في موقف السلطة الأقوى والأعدل لدرجة شجعت بعض القيادات السنية على الطلب من السيد معالجة قضية أملاك السنة، مما يدل على قبول عدد غير قليل من العراقيين بالتيار مادام يحل لهم مشاكلهم وهي كثيرة ويظهر التيار كونه أقوى من الدولة ليس عسكريا فقط بل حتى قانونيا وإلا كيف تمكن من حل المشكلة فيما لم تستطع الحكومات بكل ماتملكه من قوات أن تحل مشاكل عقارات الدولة وليس المواطنين.
4- التصريحات العلنية من ممثلي التيار بأن رئيس الوزراء القادم سيكون صدريا وإن لم يحدث فإن الإنتخابات ستكون مزورة!!!! في الحالتين الأمر بيد القائد فهو من يقرر نزاهة الإنتخابات وليس الدولة. وقد صرح السيد حاكم الزاملي لقناة الشرقية يوم 9 شباط بأنه يضمن بأن ينهض العراق ليصبح أفضل من الإمارات !!!لأن رئيس الوزراء الصدري القح(كما سماه ) أو المدعوم من الصدريين سيحاسب من القائد!!! اي ليس من البرلمان.
إذا، كل هذه الأنشطة التي بدأت سياسية وإجتماعية وإنتهت عسكرية تدل على إن التيار يوجه رسائل متعددة الأهداف والنوايا والإتجاهات وخاصة للفصائل الولائية المسلحة ( التابعة لإيران) وللقوى الشيعية الأخرى والقوى السنية والكردية ولإيران واميركا والدول العربية بأنه سيستخدم كل الوسائل السلمية المدعومة عسكريا للوصول الى السلطة والإنتقال من الهيمنة على الشارع الى السلطة المطلقة.
ومن المهم النظر الى جميع هذه الأنشطة مجتمعة تجمعها أهداف واضحة وليست أحداثا متفرقة حيث ستعقبها أنشطة اخرى وقد تتزايد كلما إقتربنا من الإنتخابات كما قد تقابلها قوى أخرى بردود أفعال معاكسة قد تدخل العراق في نفق مظلم، فكل هذه الأنشطة تقلل من هيبة الدولة المفقودة أصلا وأعتقد إن التيار يفترض بعدم وجود من يستطيع الرد ، كما إنها تعزز من شعور بقية المكونات بأن القوى الشيعية تتلاعب بالدولة وكإنها ملكا خاصا له وهو ماعبر عنه السيد سلام الشمري في لقائه في قناة آسيا يوم التاسع من شباط.وقد يسجل التاريخ على القوى الشيعية إنها ساهمت بإضعاف الدولة ومهما تحدث أنصار التيار الصدري عن إحترامهم لهيبة الدولة فإن ممارساتهم لا تدل على ذلك.
ومن جهة أخرى قد يكون توقيت التيار لمنهجه الجديد مناسبا جدا لهم بسبب الحالة التي يمر بها العراق والعراقيون الذين ملوا من الأحزاب السياسية الفاسدة والفوضى التي غرق فيها العراق وحالة الياس التي وصل إليها العراقيون لدرجة إيمانهم بأن الحل الوحيد لحالة العراق هو إنقلاب عسكري يقوده ضابط شجاع ووطني يستطيع إنهاء دور الأحزاب السياسية وهو حل غير عملي لأسباب كثيرة منها المعارضة الدولية والصعوبات اللوجستية داخليا وعدم ظهور ذلك القائد الذي يمتلك الجرأة والقدرة على القيام بإنقلاب عسكري ، وبالتالي فالأرضية مناسبة لبروز قائد يصل الى السلطة ديموقراطيا ويمتلك في نفس الوقت قبضة حديدية تخيف الاعداء والأصدقاء وهي الصفة التي لا تنطبق إلا على التيار الصدري وقائده والذي يخشى أي سياسي أو إعلامي إنتقاده حتى لو كان خارج العراق، فيما وجهت إهانات حتى للمرجعية والسيد السيستاني، والسبب ما إحتفظت به الذاكرة العراقية من بطش جيش المهدي بالمخالفين مهما كانوا حيث لاتوجد لديه خطوط حمراء مثل ما فعل أنصاره مع السيد عبد المجيد الخوئي في 2003 ومافعلوه عام 2006 دون أن ينتقدهم حتى ضحاياهم.
لا أعرف إن كان الصدريون قروأ الحالة العراقية جيدا وتوصلوا لقناعة بأنها فرصتهم أم إنها صدفة وللصدف أحيانا آثار ونتائج تاريخية،المهم في الحالتين أعتقد إن حظوظهم ليست قليلة لقيادة الدولة في المرحلة القادمة بوجههم الديمقراطي وقبضتهم الحديدية كونهم :
1- يمتلكون شرعية دينية/ شيعية بإعتبارهم أتباع السيد الصدر الثاني بل وحتى الصدر الأول،وبالتالي فهم يمتلكون شرطا اصبح ضروريا لمن يتولى مسؤولية رئاسة الوزارة.
2- يمتلكون قاعدة شعبية مطيعة تماما للقائد حد التقديس وهو ما لاتملكه أية قوة سياسية شيعية من حيث العدد والنوع.
3-الوحيدون القادرون على لجم الفصائل المسلحة الولائية التابعة لإيران، بل وإيقاف التدخل الإيراني في الشؤون العراقية وبهذا فسيجدون الكثير من التأييد من الكثير من الشيعة غير المتحزبين والسنة والكرد والدول العربية الخليجية بل وحتى من الدول الإقليمية والدولية خاصة وإن السيد سبق وأن صرح بإخراج الأميركان بالطرق الديبلوماسية مما يعني إنه الوحيد القادر على إيقاف إستهداف السفارات.
4- يعادون أميركا وهو مايتوافق مع رغبات الكثير من العراقيين من جهة وإيران من جهة ثانية وهو ما ماتهتم به إيران في المرحلة القادمة أي إبعاد أميركا عن حدودها حتى لو ضحت بالفصائل الولائية المسلحة، والتيار الصدري الوحيد القادر على ذلك وهو أفضل الحلول لإيران مقارنة بأي بديل آخر ترضى عنه أميركا خاصة وإن إيران قد أنهكتها العقوبات.
5- يؤمنون بعروبة العراق بل وتعريب المرجعية وهو ماتفضله الدول العربية حتى على اي حاكم سني ضعيف تقيده الديمقراطية التي أصبحت الحالة التي لاغنى عنها في العراق .
6- لا يعترض عليهم السنة لوقوفهم معهم ضد الأميركان وتفضيل العشائر السنية لسرايا السلام مقارنة ببقية فصائل الحشد الشعبي.وبشكل عام فهم الفصيل الشيعي الوحيد الذي لا تنتقده القوى السنية بشدة كما يفعلون مع الفصائل الشيعية المسلحة. ألأخرى
7- الوحيدون القادرون على لجم النزعات الإنفصالية للقيادات السياسية الكردية التي أزعجت العراقيين، لما يمتلكونه من قوات عسكرية غير نظامية وطاعة عمياء للقائد يفقد القيادات الكردية قدرتها على تمرير تهديداتها المبطنة بالعصيان المسلح لأن الخلاف مع التيار لن يكون عسكريا خالصا كما هو الحال قبل 2003 بل خلافا شعبيا مع العرب ولأن التيار ليس من النوع الذي يقبل الحلول الوسط.
8- حريصون على قوة وهيبة الدولة وهو ماأكده السيد مقتدى حتى في آخر مؤتمر صحفي له وهو أيضا مايتمناه العراقيون الذين ملوا من ضعف الدولة وكثرة الإنتقادات المشينة لقوى الأمن من قبل الفصائل الولائية وقادتها حتى أصبح العراقيون لأيام الديكتاتورية والصدريون الوحيدون القادرون على تطبيق الأوامر بطريقة عنيفة.
هذا في تقديري ما قد يكون الصدريون قد فكروا به في هذه المرحلة إضافة لقناعتهم الداخلية بأن العراقيين يخشونهم ويخافون من بطشهم وهو شرط ضروري للحكم القوي كما أثبتته أحداث مابعد 2003، اي إنهم سيمتلكون الشرعية القانونية المدعومة بالقوة.
وفي ضوء الحالة التي يمر بها العراق فقد يقتنع عدد غير قليل من العراقيين بهذا الحل، أي وصول الصدريون للسلطة للخلاص من جحيم القوى السياسية الفاسدة والفصائل المسلحة وإيران وأميركا وغياب القانون .
المشكلة إن وصول التيار للحكم قد يحل المشاكل الآنية للعراق لكن الحكم الجديد سيرتبط برجل الدين السيد مقتدى الصدر وبالتالي سينتقل العراق الى حكم شبيه بولاية الفقيه بصيغة جديدة ليست شرعيه فقهية وليست قانونية دستورية كما هو الحال في إيران بل ولاية فقيه شعبوية خطيرة تربط مصير العراق برغبات ونزعات ومزاج شخص واحد عرف بتقلباته مما يضع العراق مستقبلا تحت الخطر الدائم وهو كما يبدو قدر العراق والعراقيين.



#غدير_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى الكاظمي .....ومصطفى جواد
- المحاصصة العراقية ...في زمن الكورونا !!!!!!!
- هل هشام الهاشمي ... مفكر وشهيد الوطن ؟
- إلى مصطفى الكاظمي : العلاج بالصدمة الإدارية ( 3 )
- إلى مصطفى الكاظمي ..... العلاج بالصمة الإقتصادية ( 2 )
- إلى مصطفى الكاظمي ....... العلاج بالصدمة (1 )
- عندما يأكل العراقي لحمه
- الحزب الشيوعي العراقي ................آن أوان التغيير !!!!!! ...
- إعادة بناء الأمة العراقية
- لو كنت ...رائد فهمي
- خنجر الشيعة....تمرد البارزاني
- البارزاني ينهي الحلم الكردي بالاستقلال الجزء الخامس / الأخير ...
- البارزاني ينهي الحلم الكردي بالاستقلال الجزء الرابع/ الطريق ...
- البارزاني ينهي الحلم الكردي بالاستقلال الجزء الثالث / الريس ...
- البارزاني ينهي الحلم الكردي بالاستقلال الجزء الثاني / عنجهية ...
- البارزاني ينهي الحلم الكردي بالاستقلال الجزء الأول / مقدمة ت ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غدير رشيد - هل الديكتاتورية الصدرية.......قادمة ؟؟؟