أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غدير رشيد - هل هشام الهاشمي ... مفكر وشهيد الوطن ؟















المزيد.....

هل هشام الهاشمي ... مفكر وشهيد الوطن ؟


غدير رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6614 - 2020 / 7 / 9 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البداية لابد أن نؤكد على إدانة الجريمة البشعة في إغتيال السيد هشام الهاشمي ونطالب بأقصى العقوبات لكل من حشد وخطط ونفذ الجريمة لأن تكرارها سيفقد الوطن خيرة أبنائه.
قرأت الكثير من المقالات في الحوار المتمدن عن الحادث، وكلها تصف المرحوم الهاشمي بالمفكر / الشهيد / الوطني ....إلخ من نعوت إعتدنا على إطلاقها كعراقيين عاطفيين يهزنا الحدث فنكتب مايمليه علينا لساننا دون أن نتوقف قليلا للتفكير.
أغلب المقالات إتهمت الحشد الشعبي بتنفيذ الجريمة وكأن القاتل قد تم تحديده بل وكإننا لدينا أدلة وبالتالي لاداعي للتحقيق والقضاء وهو إستنتاج غريب إعتدنا عليه كعراقيين فيما لا يحصل ذلك في الدول المتقدمة سواء من الحكومات أو من المواطنين ،وهي الدول التي يعيش فيها أغلب الكتاب الذين كتبوا عن المرحوم الهاشمي في الحوار المتمدن.
لدي سؤلان أرجو أن لا تفهم خلاف ماأقصده، ولكني أجد من الضروري أن ينتبه العقل العراقي لها كي لانكون أداة بيد قوى دولية كما فعلنا بعد تموز 1958 وقبل تموز 1968 من ترديد لما كانت تبثه الماكنة الإعلامية الأميركية ضد نظامي قاسم وعارف وفي الحالتين إستلم البلد بعدهما الأوباش مع التأكيد إنني لا اشبه النظام الحالي بنظامي قاسم وعارف فالفرق كبير.
السؤال الأول : كيف عرف الكتاب أن مليشيات الحشد الشعبي هي من إغتالت الهاشمي، لأنهم يتحدثون وكإنهم متيقنين، في حين يجب أن نكون جميعا وخصوصا المثقفين ومنهم شخص مثل الدكتور كاظم حبيب المعروف بتاريخه السياسي الكبير والذي حفزني مقاله عن الهاشمي لكتابة هذا المقال، أن نكون أكثر حنكة في تحليل الواقع أوعلى الأقل ننتظر إلى أن تظهر نتائج التحقيق ثم نبدأ التحليل، لأننا أمام حدث تاريخي لايمكن القطع به ومعرفة كافة أولياته إلا بعد حين خصوصا في بلد منتهك السيادة مثل العراق.
الهاشمي تم تهديده من داعش ومن بعض فصائل الحشد فلماذا التركيز على إتهام الحشد فقط وننسى داعش ...ألا يعرف المثقفون العراقيون بخبرتهم السياسية الواسعة أن هنالك لاعبا خطيرا يملك قوة خارقة وهي أميركا وهي المهيمنة على الساحة العراقية ، وهي من نصفها بأنها عدوة الشعوب والتي يؤكد تاريخها إنها لا تمانع في قتل الصديق إذا كان يخدم مصلحتها وإغتيال الهاشمي من مصلحتها بالتأكيد لأن الفوضى تصب في مصلحتها أيضا ، سؤالي لماذا غاب عن تلك المقالات هذا الإحتمال ولو لمجرد الإشارة إليه، أم إن كرهنا للأحزاب الإسلامية يجعلنا ننسى النظر لكامل المشهد.
الإعلام الأميركي يدفع بإتجاه إتهام الحشد وإيران لأن إيران هي العدو الأول لأميركا ، وهنا لا أدافع عن إيران لأنها بالفعل تسيء للعراق ولكن ألا تدفعنا وطنيتنا العراقية بعيدا عن الأميركان والإيرانيين وتدعونا إلى أن نتأمل بتأن لنعرف إن الإثنين هم أعدائنا بل إن العدو الأكبر هو أميركا بتاريخها العدواني على العراق منذ 1958 ولحد الآن وكلنا نعرف أساليبها في تغيير الحقائق وتلفيق الأكاذيب والتي يبدو إننا نسيناها بسبب خطايا الأحزاب الإسلامية في العراق.
السؤال الثاني : هل كان المرحوم هشام الهاشمي مفكرا فعلا حتى إن أحد الكتاب في الحوار قرنه بكامل شياع الذي قضى عمره مناضلا، هل لدينا دليل إنه كان مفكرا وهي صفة لا تطلق إلا على شخصيات لها تأثير فكري في المجتمع مثل علي الوردي ، فهل كان الهاشمي كذلك أم إن عاطفتنا تدفعنا لذلك مثلما تدفعنا عاطفتنا للتقليل من شأن شخصيات كبيرة لأننا لانحبها، لم أقرأ في أي مقال إنجازات الهاشمي الفكرية وتأثيراتها المجتمعية التي إستحق عليها هذا الوصف الكبير ولاحظو إنه نفس وصف بومبيو للمرحوم الهاشمي،لذلك أتمنى أن يوضح لنا الكتاب إنجازات الهاشمي الفكرية.
كما وصفه الدكتور كاظم حبيب مثلا في مقالته بأنه الشهيد الوطني دون أن يقدم دليلا على إستحقاقه هذه الوصف أو يعلمنا بالمعيار الذي إستخدمه للوصول إلى هذه النتيجة من خلال إستعراضه مثلا لمواقف وطنية شجاعة وهو ما لم نسمعه عن المرحوم الهاشمي ، أللهم إلا إذا كانت لديه معلومات شخصيه عنه لانعرفها، وعلينا أن نسأل أنفسنا هل إن كل من يعادي المليشيات هو وطني ؟ ألا تعادي أميركا المليشيات فهل أهدافها وطنية، ألا يعادي القادة الشيعة المليشيات السنية وبالعكس تعادي القيادات السنية المليشيات الشيعة والإثنان يعادون البيشمركة، فهل هم وطنيون أم سبب رئيسي لما وصل إليه حال العراق بسبب صراعهم على المكاسب.
ثم لماذا لم يذكر أحد تاريخ المرحوم الهاشمي الإرهابي الذي إستمر به منتسبا وقائدا من 1995- 2009 ( أكثر من 14 عاما) لعدد من التنظيمات الإرهابية وبالتأكيد كان له دور في إشاعة القتل بعد 2003،بل بالتأكيد كان له دورا كبير كمفتي أو فقيه في كسب المئات من الشباب المخدوعين الى المنظمات الإرهابية والذين قتل كل واحد منهم العشرات من العراقيين وبالتالي فهو يتحمل وزر من عمل بفتاواه وقد يكونوا لازالو إرهابيين.
ولماذا لم يتوقف أحد أمام قضية إطلاق سراحه من سجن بوكا وهو إسلوب كان يفعله الأميركان مع من يتعاون معهم أو من يصبح قياديا في المنظمات الإرهابية، والمرحوم الهاشمي كان من المتعاونين وعلى الأغلب إستمر في تعاونه معهم ، فهل يحق لنا إطلاق صفة الشهيد الوطني عليه دون تمحيص وتدقيق في كل هذه المعلومات، وإذا كان متعاونا مع الأميركان فعلا ألا يدفعنا هذا لوضع علامة إستفهام عليه أم إن أميركا لم تعد محتلة كما يتوهم الكثير من المثقفين الذين ينتظرون الضربة الأميركية للحشد معتقدين إنها ستفعل ذلك ليعود العراق حرا مستقلا متناسين إن من حطم الدولة هم الأميركان أنفسهم وليس غيرهم وبالتالي أصبح المتعاونون معها في نظر البعض وطنيين وليس عملاء كما كنا نصفهم، هل إن توبته من الإرهاب تعفيه من أفعاله وتمسح خطاياه، لأن الإلتحاق بالإرهابيين وقيادتهم ولمدة أربعة عشر عاما خطيئة بحق الوطن خصوصا من مثقف وليس من مواطن بسيط وليست خطأ أو جهلا أو زلة وبالتالي من الصعب شطب كل ذلك لمجرد توبته، نعم قد نسامحه ليعود مواطنا ولكن أن نعتبره شهيدا وندعوا إلى تسمية شارع بإسمه فهذا مايتطلب من الجميع التوقف والتفكير....لو تاب البغدادي مثلا قبل موته وغير فكره ثم قتل هل يحق لنا أن نسميه شهيدا ؟؟؟؟
ومن الملاحظ على مثقفينا تجاهل الدوافع الشخصية النرجسية للأشخاص في تبنيهم لأفكار معينة أو تقلبهم بين الأفكار ولايأخذون هذه الدوافع بنظر الإعتبار عند محاولتهم فهم سر هذه التقلبات، ولو راعينا هذه الدوافع عند تحليل شخصية المرحوم هشام الهاشمي ، لوجدنا إن المرحوم كان من الشخصيات القلقة، فقد تحول من المذهب الشيعي إلى السني وهذا موقف فكري من حقه،ولكنه غير لقبه دون مبرر،علما إنه غير مذهبه في تسعينات القرن العشرين عندما كان النظام يمنح مكافئات مالية لمن يتحول من التشيع إلى التسنن، وإنتقل بين المذاهب السنية ثم أصبح سلفيا، ثم جهاديا، بل إنه إنتقل بين التنظيمات الجهادية وكان يسعى للأتصال بها وبفترات قصيرة لايمكن تبريرها بتغير في المنطلقات الفكرية التي تحتاج لوقت طويل ، ثم تعاون مع الأميركان وتجسس على رفاق الأمس وكلنا نعرف إن التعاون مع الأميركان لايمكن للشخص أن يقرر إنهائه بنفسه، وبعدها تعاون مع أجهزة الأمن العراقية، وكان ينتقل من قناة فضائية لأخرى دون أن يدقق في إتجاهاتها أو رصانتها،وبالتالي قد تؤشر هذه المعلومات خفايا شخصية أخرى يجب أن نتعمق بها قبل إطلاق النعوت سلبا أو إيجابا.
ثم ألا تلاحظون البعد الطائفي في تسمية الشهيد كما حصل مع المرحوم أحمد راضي الذي لم يتوان البعض في وصم كامل المنظومة الصحية بإغتياله لأسباب طائفية يروج لها الفاسدون لتغطية فسادهم، ألا تلاحظون إن القوى السياسية لم يكفها المتاجرة بالأحياء من العراقيين فألتجأوا الى الموتى للمتاجرة بدمائهم من أجل إبتزاز الخصم، ولا أعتقد إنكم لم تنتبهوا إلى طبيعة القوى التي تاجرت بدماء الهاشمي وقبله أحمد راضي وبطريقة مشينة مثل الكرابلة الذين يمثلون أسوأ الفاسدين ،ولاحظتم كيف تتقاذف القوى السياسية التهم دون حياء أو إحترام للموتى، وصدقوني سينسى الجميع الهاشمي وأحمد راضي كما نسوا المئات قبله.
لكي ننصف الرجل يمكننا وصفه كونه محللا متميزا للأحداث وقد يكون موضوعيا وعلميا ،ولكنه في نفس الوقت كان يغير تعليقاته حسب القناة الفضائية التي يظهر فيها.
أعتقد من الصعب أن تضعه في مصاف شهداء الوطن الكبار.....
نحن العراقيون لازلنا لم نتعلم التفكير النقدي في تحليلنا للأحداث ولهذا نجد عدد غير قليل من يصف صدام بالشهيد...
مرة أخرى أدين الجريمة ولكن علينا الإنتباه بأن لا نكون جزء من الماكينة الإعلامية الأميركية الهائلة الإمكانيات التي تستخدم أي حدث صغير لتهويله وتجييره لمصلحتها ،خصوصا المثقفين المحترمين أمثال من يكتب في الحوار المتمدن خاصة وإن المرحلة التي يمر بها العراق هي مرحلة حاسمة يتوقع البعض فيها وصول سيناريو الصراع الإيراني – الأميركي إلى نهايته وسيدفع العراقيون فاتورة هذه النهاية.
تحياتي للجميع والرحمة لكل شهداء الوطن.



#غدير_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى مصطفى الكاظمي : العلاج بالصدمة الإدارية ( 3 )
- إلى مصطفى الكاظمي ..... العلاج بالصمة الإقتصادية ( 2 )
- إلى مصطفى الكاظمي ....... العلاج بالصدمة (1 )
- عندما يأكل العراقي لحمه
- الحزب الشيوعي العراقي ................آن أوان التغيير !!!!!! ...
- إعادة بناء الأمة العراقية
- لو كنت ...رائد فهمي
- خنجر الشيعة....تمرد البارزاني
- البارزاني ينهي الحلم الكردي بالاستقلال الجزء الخامس / الأخير ...
- البارزاني ينهي الحلم الكردي بالاستقلال الجزء الرابع/ الطريق ...
- البارزاني ينهي الحلم الكردي بالاستقلال الجزء الثالث / الريس ...
- البارزاني ينهي الحلم الكردي بالاستقلال الجزء الثاني / عنجهية ...
- البارزاني ينهي الحلم الكردي بالاستقلال الجزء الأول / مقدمة ت ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غدير رشيد - هل هشام الهاشمي ... مفكر وشهيد الوطن ؟