أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن مدن - محمود العالم يقرأ جمال حمدان














المزيد.....

محمود العالم يقرأ جمال حمدان


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7284 - 2022 / 6 / 19 - 11:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


حين يكتب الكبارُ عن الكبار يختلف الأمر؛ لأنهم أقدر، أكثر من سواهم على رؤية العميق والمختلف في عطائهم، والسبب بديهي ومهم أيضاً، وهو امتلاكهم لأدوات المعرفة والتحليل ما يجعل كتاباتهم مختلفة، قادرة على النفاذ في العمق والتقاط ما في داخله من دُرر.

نحن إزاء «كبيرين» عِلماً ومقاماً، غيّبهما الموت عن دنيانا، لكن، كعادته، لم يغيب ما يتركه أمثالهما من إرث في الفكر والمعرفة.

والكبيران هما محمود أمين العالِم، وجمال حمدان، وما يبدو، في ظاهر الأمور من اختلاف حقلي الاهتمام بين الرجلين، ليس إلا وهم، تبدده حقيقة أن الرجلين كانا مفكرين من طراز نادر، وبالتالي أمكن لمحمود العالِم وهو يكتب عن حمدان، أن يمسك بالمنطلق والغاية في المشروع الفكري للأخير.

يؤكد ما قلناه للتوّ السؤال الكبير الذي طرحه العالِم، والمتلخّص في التالي: لماذا نتحدث عن مشروعات حضارية مختلفة لمفكرين عرب معاصرين ولا يأتي اسم جمال حمدان بين أصحاب هذه المشروعات، فحمدان في نظر العالم ليس مجرد عالم، مفكر مهموم بشؤون وطنه المصري وأمته العربية، وإنما هو فضلاً عن هذا "صاحب مشروع حضاري مصري عربي متكامل وشامل".

فرغم الطابع العلمي الدقيق الغالب على شغل جمال حمدان؛ بل بفضل هذا الطابع، فإنه كما يرى العالِم يقدم مشروعاً حضارياً هو امتداد خلّاق لمشروع عصر النهضة، مؤصل تأصيلاً علمياً عميقاً لمحاولة الإجابة عن سؤال الخصوصية القومية الذي هو "سؤال الهُوية المعلق، بل المجهض: من أنا ولماذا تخلّفت وتقدّم غيري؟".

في حدود ما أعلم لم ينتبه أحد كما فعل محمود العالِم إلى وجه الشبه بين مشروع جمال حمدان في كتابه «شخصية مصر» و«مقدمة» ابن خلدون. وليس في هذا ما يدعو إلى الغرابة أو يحمل مفارقة، فأي مشروع نهضوي عربي جاد وحقيقي ليس بوسعه أن يغفل ما أتت به المقدمة، وفي هذا يذكّرنا العالِم بأن رفاعة الطهطاوي بالذات هو أول من طبع مقدمة ابن خلدون؛ بل إن آثار المقدمة ظاهرة في كتاباته، وخاصة في كتابه «مناهج الألباب المصرية في مناهج الآداب العصرية".

"الجغرافي" بامتياز جمال حمدان، تجاوز الجغرافيا نفسها كما يليق بعالِم مثله، وعلى سبيل المثال، فإنه حين تناول أهمية نهر النيل في صنع شخصية مصر، كون «بيئته الفيضية» بلورت العقد بين الحاكم الذي يمتلك الماء والمحكوم الذي يستفيد منه، خلص إلى أن الطغيان كان انحرافة اجتماعية من صنع الإقطاع لا من صنع النيل، "لأن البيئة الفيضية نظرياً تُمهد للحياة الاشتراكية".



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدمير الدولة العربية
- صناعة الأصنام
- التفريق ضروري
- عن أي غربٍ نتحدث؟
- عين الشمس
- الخامس من حزيران
- إدوارد سعيد في سيرة غيرية
- عالم بلا بوصلة
- طفرة في أعداد الشباب
- مختبرات البيولوجيا والأوبئة
- سقط سهواً
- مظفر النوّاب
- كتيبة (آزوف)
- عالم اللا يقين
- كذب المستشرقون وإن صدقوا
- مساءلة المثقف
- بؤس الوعي
- ليست حرباً باردة فقط
- التاريخ كخزّان للخرافات
- كييف محجّة زعماء الغرب


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن مدن - محمود العالم يقرأ جمال حمدان