أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الخليل علاء الطائي - يترحمون على عهدهم الأسود














المزيد.....

يترحمون على عهدهم الأسود


الخليل علاء الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 7279 - 2022 / 6 / 14 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يواجه المُتابع في هذا الزمن أسماء كُتاب تشبه اللاّفتات المزيفة تُخفي مضامينها الحقيقية مثل (بيع العطور) وفي الداخل بيع المخدرات.
تلك الأسماء المُركبَّة بعناية لإيهام القارئ بملائمة الوضع القائم والظرف الآني مثل تعظيم الإسم بالشهادة العليا ( بروفسور ثم دكتور؟) إذن هو عالم ومُفسر أحلام ومُتنبئ جوَّى وعالم بمصائر البشر. بعد الشهادة يأتي الإسم ولكي تكتمل وظيفة الإسم لابد من إضفاء الصبغة الشيعية؛ سامي من السمو و(سيِّد) و(عكلة) إسم شيعي و(موسوي), إذن القالب يستدعي التوقف وقراءة ما يقوله هذا السيِّد العالِم. لايستغرب القارئ أن يقرأ لبعثي يُكرر مقولات عفا عليها الزمن.
عنوان مقال البروفسور ومقدمته الترحُّم على نظام حزب وشخص دكتاتور تسلَّط على حكم العراق في فترةٍ من أشّد فترات التأريخ ظلاماً, خصوصاً في العقود الثلاثة التي سيطر فيها صدّام على الحزب والسلطة والجيش وبدأ فيها التراجع والإنتكاسات وزج العراق في حروب عبثية وما تمخَّض عنها من دمار في الحياة الإجتماعية والإقتصادية وأوقفت التطوُّر في الحياة المادية والمعنوية. كانت الحريات السياسية مؤممة للقرار الفردي, أما الكيان الكارتوني المسمى حزب البعث فكان مؤدلج على التبعية وفقدان حق الكلام والكرامة, حتى الكرامة الشخصية كانت تُصادر لمجرد إجبار الإنسان على الإنتماء إلى حزب البعث أو مواجهة مصير مظلم. عندما نقرأ الهوَس الإنفعالي لهذا البعثي أقول إنتصرنا وسقطوا فعلاً هم وطاغيتهم. سقطوا بحكم الشعب وكانت محاكمة عادلة وعلنيَّة ومنقولة على الهواء مباشرةً. هل كان النظام البعثي يمنح هكذا محاكمات لمعارضية, حتى البعثيين منهم, قصة قاعة الخلد معروفة. آلاف الجرائم إرتُكبت في عهدهم كشفتها المقابر الجماعية. بعد ذلك يأتي خلط الأوراق بالعاطفة الشعارية أيام الضجيج والتغطية على الأزمات بنشيد – مدَّ على الأفق جناحا – فحتى كاتب هذا النشيد أُقصي من الحزب ومات منبوذاً. يرى البروفسور أن أنظمة التعليم والصحة والزراعة والصناعة كانت في أعلى مراحل تطورها.. وكان الدينار العراقي يساوي ثلاثة دولارات. نعم كان ذلك قبل سيطرة صدّام على الحزب والسلطة والجيش وما ملكت أيمانه ليبدأ التراجع والهبوط وتوقف التنمية وتدهور الإقتصاد وتفكك القيم الإجتماعية. وبدأ مسلسل الحروب العبثية وما رافقها وأعقبها من فقر وجوع وأمراض وفساد في هياكل الدولة والحزب والجيش. هل يتذكر البروفسور سيِّد عكلة أيام كان الأستاذ الجامعي يبيع السجائر- المفرد- والطبيب عامل مطعم وآلاف الموظفين وأصحاب الشهادات يبيعون السكراب في بسطيات سوق الجمعة, كانت سنوات الذل البعثية. أمّا عن الحريات فحدِّث ولا حرج؛ الخطف والإغتيال وتهديم البيوت وترحيل الناس وإمتلاء السجون والإعدامات؛ تلك كانت صفة الحياة اليومية للعراقيين. يقول أن قيمة الدينار العراقي كان يساوي ثلاثة دولارات كان ذلك في مطلع العقد السبعيني لكن مرحلة الهبوط التي أشرنا إليها كانت في عهد صدّام حيث وصلت قيمة المائة دولار تساوي 250000-300000دينار عراقي. كان البلد يحترق شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً حتى إنفجرت الأوضاع بإنتفاضة شعبية شاملة حررت أربعة عشر محافظة وأثبتت وقائعها تلاشي منظمات الحزب في ساعات قليلة. وكشفت تلك الهزائم مسلسل التلفيقات التي إختصّ بها برنامج فيصل الياسري بعد قمع الإنتفاضة بمساعدة الجيش الأمريكي لإعادة النظام البعثي.
سقط النظام البعثي في حوادث مُتكررة, سقطت محافظة البصرة في ظرف ساعتين عام 1999في الليلة التي عرض فيها تلفزيون بغداد إعترافات ما يُزعم أنهم طلاب الحوزة النجفية المتهمين بإغتيال المرجع السيِّد محمد محمد صادق الصدر, في محاولة غبية أراد بها النظام البعثي إبعاد مؤوليته في الجريمة. كان الحزب كياناً ورقياً لمراقبة الناس ونهب الدوائر الرسمية ونشر الفساد والرذيلة.
لاأحد يترحم على ذلك النظام ما عدا أولئك الذين إرتبطت حياتهم ببقاء النظام ولانستغرب أن يطرح هذا الكاتب أمل العودة ولكن بصيغة اليائس, المُحبط, لأن رأس النظام غادر الدنيا.
يندرج المقال الخبيث, ضمن أصوات بعثية هنا وهناك, في وقت يستذكر فيه العراقيون جريمة سقوط الموصل, ودور البعثيين في تنفيذ الجريمة, وما رافقها من جرائم إبادة جماعية ضد الشيعة مثل جريمة سبايكر وسجن بادوش, ومع الإستذكار تنهض الإرادة بإستذكار الفتوى الجهادية التي حولت الهزيمة إلى نصر وأسست ركائز المقاومة متمثلةً بالحشد الشعبي وفصائل المقاومة الجهادية الأخرى فأسقطت رهانات البعثيين ودول الخليج وإسرائيل وأمريكا.



#الخليل_علاء_الطائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- [الجمعة الدامية 8 شباط 1963 الدرس الذي لم نتعلمه ]
- مؤتمر أربيل وصفقة القرن
- الإستفتاء قنبلة صوتية دخانية
- مأزق السعودية والأوراق الخاسرة
- درس 3 تموز للتأريخ
- إلى الكاتب جعفر المُظفر
- عود الثقاب الذي أشعل الحريق
- قوانة البوابة الشرقية من جديد
- [ لماذا لانقترح إسم رئيس الوزراء ]
- العشائرية ورقة عثمانية بعثية
- البعث وراء الأكمة وبين السطور
- الثالث من تموز عام 1963..درس للتأريخ
- 8 شباط 63/ الدرس الذي لم نتعلمه
- توقيت الإستفتاء في الإقليم
- مظاهرات اليوم.. إعتصامات الأمس
- الشيوعيون العراقيون بين كاسترو وصدام
- [التكتيك البعثي قبل وبعد 8 شباط الأسود]
- [نفط الشعب للشعب مو للحرامية]
- [ أثيل النجيفي والحرس الوطني ]
- [ التظاهرات تكتيك بعثي ينبغي إحباطه ]


المزيد.....




- بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا ...
- بعد 3 سنوات من إزالته من قائمة المخدرات.. حكومة تايلاند تفرض ...
- غزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من ا ...
- قتلى بينهم طيار في أعنف هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بدء ا ...
- مخيم الهول.. ملجأ يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة
- 3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة -شهيدات ل ...
- عرض أميركي يقابله شروط لبنانية.. هل تؤتي زيارة باراك ثمارها؟ ...
- حماس تشترط وترامب يضغط.. هل تقترب صفقة غزة؟
- بولتون يكشف -السبب الحقيقي- الذي ضرب ترامب إيران لأجله
- روسيا تشن -أضخم هجوم جوي- على أوكرانيا


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الخليل علاء الطائي - يترحمون على عهدهم الأسود