أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الخداع في السياسة .. بين المتقدمين والمتأخرين














المزيد.....

الخداع في السياسة .. بين المتقدمين والمتأخرين


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7272 - 2022 / 6 / 7 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يظن كثير من الناس أن خداع الشعوب وتزييف وعيها والتلاعب بعقولها قاصر على الدول النامية المتخلفة ، فهى شعوب متأخرة ، جاهلة ، ويمكن الضحك عليها ..
أما الشعوب المتقدمة فهى شعوب متعلمة ، ذكية ، ولا يمكن التلاعب بها والضحك عليها .. وهو قول فيه نظر .

تدل الخبرة التاريخية أن الشعوب فى الغرب تعرضت وتتعرض للخديعة مثل الشعوب فى الشرق وربما أكثر !!
١ - فقد استطاع رجل كهتلر وحزبه النازى خداع شعب شديد التقدم كالشعب الألمانى ، وجعله يسير وراءه مغمض العينين ، وفقد الشعب الذى أنجب جوته وكانط وماركس عقله ذات يوم ، وأصبح شعب العلم والتقنيات العالية أسير رجل مخادع ، قاده إلى أكبر مذبحة في تاريخ البشر !!
٢ - وما فعله هتلر وحزبه النازى فى ألمانيا فعل مثله موسولينى وحزبه الفاشى في ايطاليا .. وإيطاليا لمن لا يعلم هى مهد النهضة الأوربية فى العصور الحديثة ، وفى قصور جنوا وفينيسيا وفلورنسا وفيرونا مشى وعاش أكبر رجال عصر النهضة الأوربي كدافنشى ومايكل انجلو وبترارك وجاليليو وكوبرنيكس وغيرهم ، وبعد ذهاب عصر موسولينى ومجئ الامريكان إلى ايطاليا ، أصبح التلاعب بالسياسة الإيطالية وتنصيب من تريده امريكا لعبة أمريكية تقليدية من ألعاب عصر الحرب الباردة وما بعده ، إلى درجة وصول مغنى فى الملاهى الليلية وأكبر رجال شبكات الجنس فى ايطاليا إلى مقعد رئيس الوزراء ، وبقاءه فيها سنوات طويلة ( وهو سلفيو بيرلسكونى ) !!
كل ذلك والشعب الايطالى ساكت صامت !!
٣ - الدولة الأمريكية وذراعها الإعلامى وكيف تتلاعب بالشعب الأمريكى ، وقد صار ذلك مضرب الأمثال عالميا.. ومن امثلته..
- كيف تم إقناع الشعب الأمريكى بامتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل ، و قد تعرض الشعب الأمريكى للخداع وصدق تلك الاكاذيب ، وكانت النتيجة تدمير العراق على رؤوس أهله ، وحتى بعدما انتهت الحرب ولم تظهر تلك الأسلحة لدى العراق ، وجدوا أكاذيب أخرى يقنعون بها الشعب الأمريكى ، والشعب الأمريكى يصدق في كل الحالات !!!!
- كيف اقنعوه في الستينات أن دولة كفيتنام تبعد عن أمريكا بألاف الأميال تهدد الأمن القومى الأمريكى ، ودخلت امريكا حربا شرسة ضد دولة مسالمة لمدة ١٢ سنة ، وباستثناء بعض الاصوات المحدودة شرب الشعب الأمريكى المقلب !!
- كيف تم إقناع الشعب الأمريكى ببساطة فى الثمانينات أن نوريبجا رئيس بنما رجل شريف وهو صديق مخلص للشعب الأمريكى ، وقد صدق الشعب الأمريكى الطيب ذلك ، ثم اقنعوه أن نوريبجا رجل فاسد وهو تاجر مخدرات كبير يهدد سلامة الجنوب الأمريكى ، وصدق الشعب الأمريكى أيضا !!
وأقاموا حربا ضد بنما راح ضحيتها آلاف المدنيين ، وقبض على نوريبحا وتم سجنه !! الغريب أنه لم يتوقف أحد ويسأل ويحاسب السياسيين أو الصحفيين والإعلاميين على هذا الكذب الصريح ، بل وجدوا في الحالتين شعباً مستعداً لتصديق كل ما يقولونه له بدون مراجعة ، مهما كان تناقضه ولا معقوليته !!
( وكان السبب الحقيقي لانقلاب أمريكا علي نوريبحا هو رفضه الخضوع لأمريكا وتجديد عقد قناة بنما ) .
.. وقديما قال ياسر عرفات مستغرباً أن الإعلام الأمريكى - ووراءه السياسة الأمريكية- قد استطاع تغيير شخصيتى وحولنى بين يوم وليلة من ارهابى يحمل السلاح إلى رجل سلام يحمل غصن الزيتون ، واستطاع بالتالى أن يحصل على جائزة نوبل للسلام ، وكان قبلها مجرم وإرهابى عريق !!

- وحتى الديموقراطية.. فهم يقدمون للشعب الأمريكى أحمد ، والحاج أحمد ، والسيد أحمد ، والباشمهندس أحمد ليختار واحداً منهم ، وكلهم في النهاية رجالهم ، ويذهب الشعب ليدلى بصوته سعيدا بالديموقراطية ، وتصفق شعوب العالم للتجربة العظمى لتداول السلطة في أمريكا !!
الغريب أن " المؤسسة الحاكمة في أمريكا " استطاعت إقناع الشعب الأمريكى برجال بلهاء ، وأن هؤلاء البلهاء هم عظماء الرجال ، ومن يري كيف وصل رجال مثل جونسون أو ريجان أو بوش الابن أو حتى ترامب أو بايدن إلى السلطة في اقوى بلاد العالم يتملكه العجب ..
الغريب أن هذا النوع من الرجال هو فقط المطلوب في أمريكا وليس غيره ..
فلم يسأل أحد من قبل كيف لا يترشح - مجرد ترشح - أحد من الحائزين على جائزة نوبل في الاقتصاد مثلا أو فى الطب أو الكيمياء للرئاسة في أمريكا ؟
لماذا لا يترشح مفكرين كبار أو رجال لهم تجربة غنية في مجال ما للرئاسة أو حتى للكونجرس ؟
- كيف يكون رئيس أمريكا شاب ليس له أي خبرة فى أى مجال من مجالات الحياة المهمة، بل هو رجل خام تماما ككلينتون أو كينيدى أو أوباما مثلاً ؟
- أو كيف يصل إلى اهم منصب فى العالم ممثل فاشل كريجان ، يصفه رئيس مخابراته نفسه بأنه رجل شبه أمى ، وأن معدل ذكاءه أقل من المتوسط !! كما ذكر الصحفى الشهير فى واشنطن بوست بوب وودورد في كتابه " veil : the secret wars of the cia " !!
- ومثله جورج بوش الابن ، ومن يقرأ سيرة حياته يتعجب فعلا من نوعية الشخصيات التي يقدمونها للشعب الأمريكى للاختيار منها..
للأمر طبعا تحليله العميق ، والقائم على أسباب اقتصادية وطبقية ..
.. والنتيجة أن الفئة الحاكمة من الرأسمالية الأمريكية والتي تمسك بقبضتها القوية على جهاز الدولة الأمريكية تأتى برجالها هى ، وهى لا تريد عالماً أو مثقفاً فى البيت الأبيض ، يكفيها أن يقوم أحد " بتأدية " دور الرئيس وهى وراءه فى يدها القوة الحقيقية ...
الفرق بيننا وبينهم أن من يقومون بالخداع هنا في الشرق مجرد هواة ، لذا يأتى فعلهم مكشوفاً ، أما هناك فمن يقومون بالأمر محترفين ، يعرفون ماذا يفعلون ، وكيف يفعلونه ، وأدوات ووسائل التغطية ، فوراءهم تجربة طويلة فى التلاعب بشعوبهم ، وبشعوب العالم معهم ..
والآن ...
من الذى يتعرض للخداع أكثر .. نحن أم هم ؟
على الأقل نحن قد نتعرض للخداع ، ولكننا نعرف أننا نُخدع ، وأنه يتم التلاعب بعقولنا ...
أما هناك فهم يُخدعون ، ويظنون - ونظن نحن معهم - أنهم فوق أن يخدعهم أحد !!



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصتنا مع تركيا
- الوحش ينتفض مرة ثانية !!
- ابن تيمية ونحن والغرب
- ليس سيئا إلى هذه الدرجة ..
- مصر .. بين الأمس واليوم
- هل هو فجر عصر جديد ؟
- أنظروا في المرآة !
- يا شباب المسلمين .. فين العزة وفين الدين ؟!!
- عصر الإيمان
- الشك والإيمان .. والسياسة
- قبلة الموت .. الدور الإسرائيلى الجديد والغريب في العالم العر ...
- لماذا يعشق الغرب الديموقراطية إلى هذه الدرجة ؟!
- الاقتصاد والمخابرات ..
- عالم أعيد بناءه
- مريض نفسى !!
- صراع من أجل الحياة .. وليس صراع من أجل الاقتصاد .
- ما معنى ما يحدث في أوكرانيا ؟
- اضمحلال الإمبراطورية الأمريكية وسقوطها
- الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس
- قصر نظر لا ينتهى


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الخداع في السياسة .. بين المتقدمين والمتأخرين