أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد فاروق عباس - يا شباب المسلمين .. فين العزة وفين الدين ؟!!















المزيد.....

يا شباب المسلمين .. فين العزة وفين الدين ؟!!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7213 - 2022 / 4 / 8 - 14:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تذكرت بمحض الصدفة أحداثاً مرت عليها الان اكثر من عشرين عاماً ، وهي ذكري الاضطرابات التي حدثت في جامعة الازهر في مايو عام ٢٠٠٠ ، بمناسبة رواية الكاتب السوري حيدر حيدر " وليمة لأعشاب البحر " ، والتي طبعتها وزارة الثقافة وأثارت فجأة القلاقل والاعاصير في مصر ..

١ - كنت طالباً في السنة النهائية فى قسم الاقتصاد بكلية التجارة في تلك السنة ، وكنت أسكن في المدينة الجامعية للأزهر في الحي السادس بمدينة نصر .

٢ - بدأت الحوادث ذات مساء من بدايات شهر مايو عام ٢٠٠٠ حوالي الساعة الحادية عشر مساءا ..
وكنت وقتها مع زملائي نستذكر دروسنا استعداداً لامتحانات كانت علي الابواب ( الفصل الدرسي الثاني ) ، وبجانبي كتبي وراديو ترانزستور صغير اتنقل به علي المحطات المصرية والعربية ، واستخدمه في اوقات الترويح من عناء المذاكرة ، متنقلاً من أخبار السياسة الي الاغاني أو البرامج .. وكنت أسكن في الدور الثالث من المبني المطل علي الشارع الرئيسي ( مبني أبو بكر الصديق ) ..

٣ - الساعة ١١ مساءاً سمعنا هتافات عالية قادمة من المدينة الجامعية للطالبات المجاورة لمدينتنا ، وكانت الهتافات تتصاعد ، ثم فوجئنا بمجموعات من الشباب تترك المدينة الجامعية للبنين وتتجه صوب مدينة البنات - فهمنا فيما بعد ومع توالي الحوادث أنهم من طلاب الإخوان المسلمين - ثم بدأت وفود أخري من الطلاب تترك المدينة وتتجه صوب مدينة البنات ، بعضهم لمساندتهم ، وبعضهم استطلاعاً لما يجري ، وأخرون للفرجة علي هذه الاحداث الغريبة ، وربما للفرجة أيضاً علي بنات المدينة الجامعية ..

٤ - خرجتُ مع الخارجين ، وعند مدينة الطالبات سمعنا أصوات البنات في الشرفات وعلي اسطح المباني يهتفن بقوة " يا شباب المسلمين .. فين العزة وفين الدين " ؟! ..

لم أكن حتي هذه اللحظة أفهم ما يحدث أمامي ، وما المشكلة بالضبط التي جعلت مجموعات من الفتيات يخرجن في جوف الليل غاضبات ، ويرفعن أصواتهن بهتافات غير مفهومة ، ويطالبن الشباب بالغضب بحثاً عن العزة ودفاعاً عن الدين !!

ومن كلامي مع زملائي الذين ملئوا الطرقات والشوارع بين مدينة البنين ومدينة الطالبات ( في شوارع مصطفي النحاس ويوسف عباس والطيران ) عرفت أن مصدر الغضب هو مقال لكاتب في جريدة الشعب ( وهو د . محمد عباس ) يعترض بشدة علي طبع رواية بها - كما قيل - مالا يليق من وجهة نظر دينية ..
استغربت الامر جداً ، فلم يكن من عادة طلاب جامعتنا - في أغلبهم - قراءة الروايات ، فضلاً عن رواية لكاتب سوري غير معروف في مصر ، وذات أسم غريب " وليمة لأعشاب البحر " ، وعجبت أكثر أن الطالبات يفعلن كل هذه الضجة بسبب رواية من المستحيل ان تكون واحدة منهن قد سمعت بها أو عرفت كاتبها ، فضلاً عن قراءتها وتكوين رأي حولها !!
.. وكان المشهد كله عبثياُ .

٥ - كانت جريدة الشعب تصدر عن حزب العمل ، وهو حزب كانت له ميول اشتراكية في بداياته ، أسسه الاستاذ أبراهيم شكري في السبعينات ، وفي عام ١٩٨٧ وبتأثير من الاستاذ عادل حسين وابن أخيه مجدي أحمد حسين اقترب الحزب من الاخوان ، حتي سيطر الاخوان عليه تماماً ، وكانت جريدة الحزب مشهورة أيامها .. ومع بدايات اهتمامنا بالسياسة وتفتح وعينا مع الصراع ثم الحرب في الخليج عام ١٩٩٠ ،أهتممت وقرأت - ضمن ما قرأت - جريدة الشعب ، وفي أواخر ١٩٩١ وطوال عامي ١٩٩٢ و ١٩٩٣ كنت أقرأها بانتظام ، وتأثرت لفترة بسيطة - ربما لصغر السن وقلة الخبرة - بخطابها ، وكنت أعرف أغلب كتابها ، ومع زيادة النضج تركتها ، واتضح لي لامعقولية خطابها الزاعق ...

أي انه وفي سنة ٢٠٠٠ ومع بداية ازمة الرواية كنت أعرف الي حد ما طبيعة جريدة الشعب وطبيعة نهجها التحريضي الخالي من العقل ، واللاعب علي عنصر العواطف الدينية للشباب الصغير ..
( من الملاحظ ان خطاب جريدة الشعب أيامها لا يختلف عن خطاب الاخوان في قنواتهم ومواقعهم الان ، الاكاذيب والمبالغات ، ومحاولة استقطاب الشباب الصغير المتحمس أو عديمي الخبرة وخاصة في أمور السياسة ) ..

٦ - توالت الاحداث ما بين هتافات البنات ورد الشباب عليها مشجعاً ، ثم استيقظت الدولة فجأة ، وفي الساعة الواحدة صباحاً جاء الدكتور أحمد عمر هاشم - وكان رئيس الجامعة وقتها - الي المدينة الجامعية للبنين يهدأ من غضب الطلاب الثائرين علي رواية لم يقرأونها أو يسمعوا بمؤلفها ، وأمامي أخذ الطلاب يتدافعون من حول الشيخ الجليل والرجل بالكاد يستطيع حفظ توازنه ، والهياج والصراخ حوله من كل ناحية ، وهو يحاول تهدئة الجموع الغاضبة ..

٧ - في اليوم التالي حاول طلاب الاخوان الخروج في مظاهرات ، فحاصرت قوات الامن المدينة الجامعية ، وعشنا لأربعة أو خمسة أيام في رعب ، ما بين اعتلاء طلاب الاخوان اسطح المباني والقائهم الحجارة علي قوات الشرطة وما بين ضرب قوات الامن الرصاص المطاطي علي المدينة الجامعية ، وأصيب كثير من الطلاب أصابات بعضها خفيف وبعضها خطير ، وكانت نافذه غرفتنا مغلقة طوال الوقت وغير مسموح لنا بالخروج الا للضرورة ، وكان ما يصلنا بالعالم - قبل عصر الموبايلات - راديو صغير استمع فيه الي الاخبار وخاصة من راديو لندن ( اذاعة البي بي سي ) ..

٨ - انتهت الازمة بتراجع وزارة الثقافة عن طبع الرواية التي لم يقرأها ولم يسمع بها أحد سوي كاتب في جريدة قرأ - وربما هو أيضا سمع - ان بها تجاوزاً !!
وعلي الجانب الأخر تم ايقاف جريدة الشعب تماماً وتجميد حزب العمل الذي تصدر باسمه ، وعولج الطلاب المصابين علي نفقة الدولة ، وسافر بعضهم بأمر من الرئيس مبارك الي ألمانيا للعلاج ..

٩ - كانت تلك هي الصيحة الاولي لصدام الاخوان في جامعتنا مع الدولة ، وقد تكرر الامر بعد ست سنوات (عام ٢٠٠٦ ) وكنت وقتها مدرساً مساعداً في الجامعة ، وذلك أثناء العرض العسكري لطلاب الاخوان الملثمين في ساحة الجامعة ، وكان رد الدولة غاضباً ، فقبض علي رجل الاخوان القوي خيرت الشاطر وأودع السجن ولم يخرج منه الا في مارس عام ٢٠١١ .

وعند اعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة يوم ٤ أبريل عام ٢٠١٢ كان أول مؤتمر انتخابي يعقده يوم ٨ أبريل ٢٠٠٨ في المدرج المركزي لكليتنا ، وغير بعيد عن مكان العرض العسكري لطلابه منذ ٦ سنوات !!!
وكانت تلك رسالة ذات مغزي ..

١٠ - تذكرت تلك الحوادث بعد مرور هذه السنوات الطويلة ، وللأسف لم يتعلم الاخوان ولم يتعلم مناصروهم شيئاً خلال هذه السنوات الطويلة ، نفس الاكاذيب ونفس المبالغات ، وزاد عليها خروجهم للعنف بلا لبس ، وارتمائهم في احضان دول أجنبية بلا حياء !!
ومازالوا كما هم ، طلابهم وشيوخهم ، تمر بهم الايام والسنين بل والعقود وهم - كما قال نابليون عن أل بوربون - لا يتعلمون شيئاً ولا يستوعبون شيئاً !!



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر الإيمان
- الشك والإيمان .. والسياسة
- قبلة الموت .. الدور الإسرائيلى الجديد والغريب في العالم العر ...
- لماذا يعشق الغرب الديموقراطية إلى هذه الدرجة ؟!
- الاقتصاد والمخابرات ..
- عالم أعيد بناءه
- مريض نفسى !!
- صراع من أجل الحياة .. وليس صراع من أجل الاقتصاد .
- ما معنى ما يحدث في أوكرانيا ؟
- اضمحلال الإمبراطورية الأمريكية وسقوطها
- الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس
- قصر نظر لا ينتهى


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد فاروق عباس - يا شباب المسلمين .. فين العزة وفين الدين ؟!!