أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - قصر نظر لا ينتهى














المزيد.....

قصر نظر لا ينتهى


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7165 - 2022 / 2 / 17 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لدى العرب - شعوبا قبل الحكومات - ولع غريب بعدم فهم التطور التاريخى لعالمهم ، وعدم فهم طبيعة المرحلة التى يعيشون فيها ، وأين توجد مصالحهم الحقيقية ، بل وجودهم ذاته ، حيث أصبح وجودهم - وليس فقط مصالحهم - هو موضوع النقاش ..

والعالم يعيش من فترة صراع يبدو أنه سيكون طويلا ومعقدا بين محورين : روسيا والصين من ناحية ، وأمريكا والأوربيين من ناحية اخرى .

وهناك نغمة بدأت تسرى في مصر والعالم العربي ، وهى أن الصين لا تقل سوءا عن أمريكا والغرب !!!
واننا لن نستفيد شيئا من صعود الصين ومعها روسيا إلى القمة العالمية وازاحة الغرب منها ..

وهو رأى يدل على قصر نظر تاريخى ، وعلى عدم فهم أين توجد مصالحنا في عالم شديد الاضطراب ..

وهناك فرصة تاريخية للعرب ، ولكل الشعوب الضعيفة حول العالم لالتقاط الأنفاس والعيش بسلام ، وبناء نفسها بهدوء ، لو استطاعت روسيا والصين تكوين كتلة تقف للغرب وجبروته ، وتصنع توازنا ، لا يترك فرصة للغرب لممارسة استباحة العالم الثالث ، كما جرى في القرون الأخيرة ..

وقصة الغرب مع العالم الثالث مشهورة ، حيث بدأ أولاً بالتحرش المالى والسياسى ؛ ونهب ثرواته ، واخذ ملايين من أبناء بعض أجزاءه -  إفريقيا - كعبيد ، ثم تقدم الأمر خطوة ، وبدأ عصر الإستعمار ، واحتلال البلاد بما فيها ومن فيها ، واعتباره العالم الثالث وثرواته غنيمة لبناء لاقتصاده ، ثم اعتبار شعوبه سوقا لمنتجاته ..

ومن يدرس تاريخ الحرب العالمية الأولى والثانية يرى كيف كانت ساهمت دول وشعوب العالم الثالث فى المجهود الحربى للدول الأوربية المتقاتلة ، بدءا من اعتصار كل موارد الحياة فيها ، إلى مشاركة مئات الآلاف من أبناء تلك البلاد فى القتال ، كما حدث لمصر والهند مثلا مع بريطانيا ..

هذه لمحة بسيطة وسريعة جدا لجزء من قصة الغرب معنا ..
فهل فعلت روسيا أو الصين جزء من الألف مما فعله الغرب معنا وبنا ؟
هل احتلت الصين أو روسيا أراضينا ؟
هل نهبت الصين أو روسيا ثرواتنا ؟
هل زرعت الصين أو روسيا إسرائيل فى بلادنا ؟
هل دبرت الصين أو روسيا الخطط وراء الخطط والمشاريع تلو المشاريع لبقاءنا على حال من التخلف لا ينتهى ؟

ليس صحيحا بأى حال من الأحوال أن قصتنا مع الغرب - بريطانيا وفرنسا ثم أمريكا - تشبه قصتنا مع روسيا فى الماضى أو الصين الآن ..

فلولا الصعود الروسى - السوفيتى - بعد الحرب العالمية الثانية لما كان استقلال أغلب دول العالم الثالث ممكنا ، ولا كان بناء العالم الثالث لنفسه اقتصاديا أو سياسيا فى سنوات ما بعد الاستقلال متاحا ..

ومنذ ثلاثين سنة .. بدءا من التسعينات وما بعدها ، وعندما تراجعت روسيا كثيرا بانهيار الاتحاد السوفيتى ، ولم تكن الصين قد استكملت بناء نفسها ، رأينا ماذا فعل الغرب بنا وبغيرنا ..

لقد رجعت بلادنا مستباحة بصورة شرسة للغرب ودولة ، وعاد مرة أخرى استنزاف ثرواتنا ، والبترول والغاز وغيرهما دليل وشاهد ، ورجعت جيوش الغرب إلى منطقتنا مرة أخرى ، فى صورة قواعد عسكرية دائمة ..
وجعلوا من بلادنا ساحة تجارب لثوراتهم الملونة ، وأنشأوا ومولوا تنظيمات الإرهاب سرا ، وإن ادعوا علنا أنهم ضدها !!

والآن .. نجد من يقول إن الصين أو روسيا سيئون مثل الغرب !!
واننا على الحياد فى ذلك الصراع الهائل ، الذى يجرى على كل قارات العالم !!
هل هناك قصر نظر أكثر من ذلك ؟
هل تأقلمنا مع العذاب حتى لم يعد يثير فينا الالم ، أو يدفعنا حتى " للتفكير " فى التخلص منه ؟!

هل وقعنا بصورة لا شفاء منها تحت سيطرة ألة الغرب الإعلامية والدعائية ؟!
ان الكتب والتحليلات والمقالات والدراسات الغربية التى تشوه ما تقوم به الصين أو روسيا لا تتوقف ، وبعضه يترجم إلى العربية ، وربما يترك أثره في عقل الإنسان العربى ..

واتذكر اننى قرأت منذ سنتين كتاب حديث ، مترجم فى المركز القومى للترجمة فى مصر ، وهو مركز له مكانه مرموقة في كل أنحاء العالم العربي ، وكتبه متوفرة ومتاحة عند الجميع ، سواء الورقية أو فى صيغتها الإلكترونية ، والكتاب عن الصين ، وكاتبه مؤلف فرنسى ، والرجل لم يترك نقيصة إلا والحقها بالصين ، وهناك سوء فهم وسوء قصد لكل ما تقوم به ، والكتاب متوفر ، وهناك آلاف قرأته ، وترك أثره - مع غيره - فى نظرة كثيرين لما يجرى ..

الصينيون والروس اصدقاؤنا ، وفى صعودهم مصلحة أكيدة لنا ، هذه من البديهيات ، فى زمن يبدو أنه حتى البديهيات ضاعت منا ونسيناها ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -تساقطت أبنية أثناء سيرنا-.. سيدة تروي لـCNN مشاهد في تل أبي ...
- الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مقرات قيادة لـ-فيلق القدس- والجيش ...
- فيديوهات متداولة: منظومات الدفاع الإسرائيلية تقصف نفسها!
- شركات تطالب الاتحاد الأوروبي بسياسة مناخية مستدامة وأكثر وضو ...
- انخفاض الرصاص يحسن ضغط الدم وعمل عضلة القلب
- ‌‏هيئة -أمبري- البريطانية: إيران هاجمت البنية التحتية لميناء ...
- Ynet: أحد الصواريخ سقط قرب مكتب السفارة الأمريكية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات جوية على مقرات لفيلق القدس في ...
- البيت الأبيض: ترامب سيلتقي زيلينسكي على هامش قمة مجموعة السب ...
- بزشكيان: الولايات المتحدة تمارس البلطجة وتخالف القوانين الدو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - قصر نظر لا ينتهى