أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - أيّها القادة اخلعوا الأقنعة














المزيد.....

أيّها القادة اخلعوا الأقنعة


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7269 - 2022 / 6 / 4 - 17:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست وحدي من تأثر سلبًا بالمشاهد المُهينة التي صاحبت مسيرة الأعلام الصهيونية واقتحامها الأحياء الإسلامية في القدس، ولكنّ مشهد السكون الشعبي الفلسطيني والعربي الذي صاحب تلك المشاهد كان الأكثر ايلامًا، فقد أحدث في الأنفس غصة، ولست هنا بوارد البحث في الأسباب التي أوصلتنا إلى تلك المشاهد، فقد باتت واضحة، وأشبعها الباحثون والكُتاب بحثًا وتمحيصًا .
لقد كشفت تلك المشاهد حالة الانبطاح العربي والفلسطيني وغيابه عن ساحة التأثير الدولية، فالعرب بما فيهم الفلسطينيين بلا مشروع، وذلك لأنّ قرأتهم للأحداث قراءًة منقوصة مبنيّة على العواطف، والمصالح القُطرية، أكثر منها مبنية على قراءة واقعية مبنيّة على المصالح المشتركة، وفي هذا السياق رهنت بعضًا من الفصائل الفلسطينية سياساتها وفقًا لتموضعها الاقليمي، وارتباطها الفكري والتنظيمي، ومن أجل التغطية على تعرية مواقفهم السياسية، وتمرير هذه السياسات، أخذوا الترويج بشكل كبير للمقولة الشهيرة " عدو عدوي صديقي " باعتبارها حكمة رشيدة وردت على لسان الخليفة علي بن أبي طالب في كتاب نهج البلاغة، وعلى الرغم من الطعن الواضح في نسبة الكتاب لأمير المؤمنين، لأسباب عديدة أبرزها أنّ تدوين الكتاب تم بعد وفاته بأربعة قرون، وفي حقيقة الأمر أنّ هذه المقولة لا تمت للحكمة بأي وجه من الوجوه،لأنّ مفهوم الحكمة هو وضع الشئ في موضعه الصحيح، وباسقاط هذه المقولة على موقف الفصائل التي اتخذت من تلك المقولة مسوغًا لرهن نفسها بما يسمى محور المقاومة، وفي القلب منها حركة الإسلام السياسي الشيعية، التي تُعرف بالثورة الإيرانية،والتي حرصت على تقديم نفسها للمنطقة العربية من خلال خطاب ديماغوجي يسلط الضوء على القضية الفلسطينية، والتركيز على الهموم المشتركة مع قضايا القومية العربية،وما يتعلق بقضية العدالة الاجتماعية، وتبني المناهضين للغرب بقيادة واشنطن، آملين أنْ تؤتي هذه السياسة أُكلها في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للثورة الخمينية.
لم يمضِ الوقت طويلًا حتى كشفت الثورة عن نواياها الحقيقية، حيث وردت تصريحات على ألسن القيادات الإيرانية بدءًا من قائد الثورة الإيرانية أية الله خامنئي الذي أعرب عن رؤيته لإيران طريقًا لاستعادة الإمبراطورية الفارسية، وقد أكد هذه التصريحات الرئيس الإيراني الحسن بن صدر في قوله أنّ إيران لها مشروعها التوسعي، وأردف قائلًا أنّ الخميني كان يُصرح أنّه يريد إقامة هلالًا شيعيًا يضم إيران والعراق وسوريا ولبنان، وعندما تتم السيادة لهذا الهلال سيستخدم الخليج العربي وما يملكه من إمكانات هائلة في موارد الطاقة للسيطرة على بقية العالم الإسلامي، ولم تقف التصريحات عند هؤلاء فقط بل أضاف النائب الأسبق للرئيس الإيراني محمد علي أبطحي قائلًا بالنص الحرفي
" لولا إيران لما سقطت كابول وبغداد بهذه الطريقة" وأضاف أيضًا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في تصريح له عام 2005 "أنّ إيران لا تمثل تهديدًا للنظام الصهيوني" .
وفي حال تسليط الضوء على السياسات الإيرانية تجاه إسرائيل يجد أنّها اعتمدت على الضجيج والأصوات العاصفة القاصفة مع القليل من العمل، مما يؤكد على حقيقة الأهداف الإيرانية .
وفي ضوء تلك المعطيات بذلت الحركة الصهيو أميركية جهدًا مستميتًا لأجل إنشاء تحالف سنّي إسرائيلي لمواجهة إيران وأطماعها في المنطقة، في محاولة منها لتخفيف الضغط عن دولة الاحتلال، وقد وصِفت هذه الخطوة على أنّها شراك ومصيدة وهي كذلك فعلًا، إلا أنّ التحالف مع إيران واعتبارها عصب المقاومة، ورمانة الميزان في العلاقة مع الاحتلال، لا يقل خطورة عن تلك المصيدة الصهيو أميركية.
لا بد لنا من التفريق بين التعاون مع إيران على أساس المصالح المتبادلة، واعتبارها قائدة للأمة، وتسليمها زمام المبادرة، وتحديد زمان المواجهة ومكانها بما يخدم أجندتها ومصالحها، والتغاضي عن أهدافها الاستراتيجية، وعن جرائمها ودورها التخريبي في دولنا، والعبث في أمنها واستقرارها.
لقد شهد العالم العديد من التحالفات على أساس المصالح المشتركة، ولكنّها لم ترتقِ لدرجة الانصهار والانحياز، وعلى سبيل المثال لا الحصر التحالف بين أميركا وروسيا ضد الألمان في الحرب العالمية الثانية ، ولكنهما لم يتخليا عن وصف بعضهما بالعدو الاستيراتيجي.
وبناءً على ذلك ونتيجة للتطورات التي حصلت في القدس ، وما يشهده العالم من محاولة إنتاج نظام عالمي جديد، فإنّه يتعين على الفصائل الفلسطينية وخاصة المتموضعة اقليميًا أنْ تقوم بمراجعة نقدية ذاتية بناءة، آخذة في الحسبان أنّ تموضعها هذا أفقدها حاملها الاجتماعي، وأعاد خروجها السياسي إلى جوقته، وأسدل عليها لباسها التنظيمي، وعمّق الانقسام، وحصر أشكال مقاومتها بالأعمال العسكرية فقط، ممّا أفقدها قدرتها على المناورة، واستمرار المواجهة مع الاحتلال، وقلص خياراتها وجعلها بين أمرين إمّا حربًا لا تملك الفصائل مقومات حسمها، أو سكون وهدوء يتيح للاحتلال تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية كبيرة، وعليها إدراك أنّه لا يمكن أنْ يتحول عدو عدوها لصديق حميم .
لا تقف المراجعة عند حد الفصائل فحسب بل يتعين على القيادة الفلسطينية الخروج من غياهب السبات والانتظار، والمبادرة بحراك سياسي فاعل على صعيد العلاقة مع الاحتلال، واخراج المقررات المطروحة من المجلسين الوطني والمركزي من تحت الطاولة إلى أعلاها، ووضعها موضع التنفيذ، والعمل الجاد من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وعليها إدراك كما أنّه لا يمكن أنْ يكون عدو عدوي صديقي فإنّه لا يمكن أنْ يصبح صديق عدوي صديقي، وأنّ طول الغياب يجعلكم نسيًا منسيًا.

اضاءة : الشعوب سؤالها الدائم ماذا فعلت لحياة الإنسان ؟ وكيف أنجزت ذلك؟



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم التوحيد انتصار للحقيقة والجماهير
- عاش الوطن والشّعب
- في ذكرى النّكبة سأسكن اسدود
- رصاصُ الغدرِ لن يُسكتَ شيرين
- جَعْجَعَةُ كَلَام
- أردوغان ... التراجع القصري للطموحات
- عظيمة يا مصر
- صفقات ابليسيّة
- الرئيس عبّاس في لهيب السلام
- اسرائيل وتحويل الصراع
- شعبٌ حرٌ وفصائلُ مأزومة
- قمة جنين تعلو قمة النّقب
- الصّراع العربي الإيراني
- لوسيفر مختبرات الموت
- ولي العهد ابن سلمان والتطفل الأميركي
- أوروبا ... الخديعةُ الكبرى
- دهاقنة الساسة في خدمة صاحبة الجلالة
- الشيطان والثالوث الروسي
- أوكرانيا تُسقط الأقنعة
- الحرب العالمية الثالثة في مشهدها الأخير


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - أيّها القادة اخلعوا الأقنعة