أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - أوكرانيا تُسقط الأقنعة














المزيد.....

أوكرانيا تُسقط الأقنعة


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7181 - 2022 / 3 / 5 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأزمة الأوكرانية كشفت عن العديد من الصور الحقيقية، والتي لطالما تشدّقت بها أوروبا وأميركا على الصعيدين الإنساني والسياسي، فكانوا قد صدّروا للعالم ملكيّتهم الفكريّة الحصريّة للحريّة والتعبير، وحصروا ممارستها في دولهم وشعوبهم، ومع أول تجربة حقيقيّة تمسّ بوجودهم وحقوقهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، سارعوا لحجب القنوات الروسية الفضائية والإذاعية عن البث في فضاء أوروبا وأميركا، لمنع شعوبهم من الاستماع للطرف الآخر، ليتسنّى لهم شيطنة روسيا، وتشكيل رأيّا عامًّا داعمًا لمواقفهم بشأن الأزمة مع روسيا، حيث اتخذ الغرب أوكرانيا قربانًا لتحقيق مآربهم لوقف تسونامي بوتين الراغب في إعادة الدور الروسي الفاعل في السياسة الدولية، غير آبهين بالأضرار والدمار الذي سيحل بالشعب الأوكراني، وأما القناع الآخر والذي كان يُشهره الغرب سيفًا مسلَّطًا على رؤوس الدول والشعوب، ويتمثّل في محاربتهم للتفرقة العنصرية، وقد شهد اليوم العالم أجمع مراكز فرز اللاجئين الفارّين من الموت على أساس العِرق واللون، وفي هذا الصدد لم نسمع ولو على استحياٍء تعليقًا واحدًا مما يسمى المؤسسات الحقوقية التي صدّعت البشرية بشعاراتها، ولكننا نتجاهل أنّ تلك المؤسسات كانت تُمثل ولا زالت ذراعًا أساسيًّا للإدارة الأميركية في بسط نفوذها على العالم منذ سقوط الاتّحاد السوفيتي، وظهور الأحاديّة القطبية المهيمنة على العالم، ولم يقف السقوط القِيَمي والأخلاقي للغرب عند هذا فحسب، فقد كشفت الأحداث في أوكرانيا زيْف مواقفهم السياسية، فهم يصطرخون اليوم من أجل استقلال أوكرانيا وسيادتها، واتّخذوا بهذا الصَّدد العديد من الإجراءات السياسية والاقتصادية لكبْح جماح روسيا ووقف العمليات القتالية في أوكرانيا، وفي ذات السّياق فقد تجاهلوا مواقفهم وما اتّخذوه من قرارات وإجراءات بحقّ الشّعب الفلسطيني لِجهة إنشاء الكيان الغاصب على أرض فلسطين، ووفّروا له الدعم السياسي والاقتصادي، وتغاضَوْا عن قتل الفلسطينيين، وتشريدهم وطردهم قسريًّا من بيوتهم، ووفّروا لهذا الكيان غطاء قانونيًّا لإراقة الدّم الفلسطيني، وسرقة موارده، ونهب أرضه، واستمرارًا لهذا الزّيف الغربي فقد تناسوْا أيضًا ما فعلوه من تدميرٍ وتشريد للشعوب العربية وإسقاط دولهم، ولا زالت الأحداث حاضرة في اليمن وليبيا والعراق وسوريا، فلم يكتفِ الغربيّون بهذه الوقاحة السياسيّة، بل لا زالوا يبذلون محاولات لتطوير الأحداث في أوكرانيا، والعمل على إيقاع روسيا في حرب نوويّة ظنًّا منهم أنهم سيعيدون التاريخ مرة أخرى ويُنفّذوا ضربة نووية استباقيّة، لتضع حدًّا ونهاية للإعصار الروسي الصيني، على غرار ما حصل في مدينتي هورشيما وناجازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية، وبهذا يُسدلون الستار على الأحداث، ويُمكّنوا لنظامهم الأحادي، فهذه السياسة الغربيّة ليس بجديدة على الكثير من الساسة والمراقبين، لكنّها أسقطت جميع الأقنعة التي اختبأت خلفها عقود من الزمن، ولم يعد لأوراق التوت مجالًا لتستر عورات الغرب، فهل آن للألسنة المارقة وللأقلام الساقطة، والمؤسسات الغربيّة المتخفيّة خلف حقوق الإنسان أنْ تكفّ عن سفاهتها، وتعيَ أنّ التاريخ والأزمان كفيلة بإسقاط الزَّبَد، وجعلِه رمادًا اشتدّت به الرّيح في يومٍ عاصف؟.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب العالمية الثالثة في مشهدها الأخير
- المقاومة الشَّعبيّة وموقف الشَّعبيّة
- تنهيدة البجعة الأخيرة
- منظمةُ التحريِر الفلسطينيّة على حافّةِ الهاوية
- خربوووشة
- المُعادلة الصّفرية في الشّرق الأوسط
- المجلس المركزي بين فكيّ الفصائل ونڤتالي بينيت
- هل خرجت غزة من البئر
- الحوثي مسار إرهاب
- حِوارُ الطُرشانِ حديثُ الجزائر
- تهويد النَّقب عاصفة سياسية تلوح في الأفق
- شكرًا للشعب الجزائري
- الجزائر على خط النَّار
- ماذا لو امتلكت إيران السلاح النَّووي
- فازورة... حزورة... فصائلية
- يوم الاستقلال والثورة الصادقة
- محاكمة بريطانيا ضرورة إنسانية
- المُقاومةُ القداسةُ ودِلالةُ التطبيق
- بيروت في مرمى النيران
- العراق للعراقيين


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - أوكرانيا تُسقط الأقنعة