أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - حِوارُ الطُرشانِ حديثُ الجزائر














المزيد.....

حِوارُ الطُرشانِ حديثُ الجزائر


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7139 - 2022 / 1 / 18 - 01:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكّل بدء توافد الفصائل الفلسطينية إلى العاصمة الجزائر استجابةً للدعوة التي أطلقها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون برفقة الرئيس عباس ديسمبر الفائت مادةً إعلامية ساخنة تناولها السواد الأعظم من الكُتَّاب الفلسطينيين، وهم يحذوهم الأمل أن تتمكن الجزائر لما لها من تجربةٍ ثوريّة ناجحة، وكذلك نجاحها بالمرور من العِقد الأسود الذي تخلّلته حربٌ أهليّةٌ ضَروس في تسعينيات القرن الماضي، إضافةً إلى أنَّها تحتلّ ثِقلاً معنويًا كبيرًا لدى الفلسطينيين قيادةً وشعبًا، ولا نملك نحن الفلسطينيين إلا التمسّك بالأمل لعلّ شمس الوحدة تبزغُ من هناك، ولكنَّ حالة الانقسام الفلسطيني تخطّت الأماني والآمال، حيث أنَّ هذه الجولة سبقها عشرات الجوْلات في أماكنَ عديدة مختلفة، وفي مُقدّمتها مصر، والّتي بذلت جُهودًا مُضنيةً لأجل الوصول إلى اتّفاق يُنهي الامتداد الزمني والقِيَمِي للانقسام، والذي لم يجعل من الفلسطينيين لقمةً سائغةً للمحتل فحسب وإنَّما امتد أثره على أغلبية دول العالم العربي والإسلامي، ولا يفوتنا في هذا السياق استضافة دول كثيرة جولات للحوار، إلا أنَّه كان حوارًا أطرشًا أعمشًا، والذي لا يرى فيه ولا يسمع أي أحد من أطراف الحوار سوى نفسه دون الآخر، والمتابِع لتصريحات طرفي الانقسام قبل توجّههم إلى الجزائر يلحظ أنَّ كلًّا منهم يضع شروطه أمامه، بل هي التي تقوده، وهذا يشير إلى صعوبة حدوث انفراجةٍ حقيقية في هذا الملف، وكذلك يؤشّر إلى أنَّ مكان الحوار لا يؤثّر ولن يؤثر في نجاح الحوار من عدمه، مما يقودنا إلى نتيجة مفادها أنَّ الفلسطينيين إِنْ لم يتفقوا مع بعضهم البعض أولًّا، فلن يستطيع أي طرف أَنْ يُحرّك مِقود السفينة للاتجاه الصحيح، وهذه الحالة تسوقُنا إلى معرفة الأسباب الحقيقية لفشل كافّة الجولات والاتّفاقيات المتعلّقة بإنهاء الانقسام، وفي تقديري بأنَّ جولات الحوار المختلفة كُرِّسَت من أجل التغلب على نتائج الانقسام وليس معالجة أسبابه والذي تتمثل في اختلاف المنطلقات الفكرية لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفي طليعتها حركة فتح التي تتبنى قيام دولة وطنية تجمع الشتات الفلسطيني وفق مفهوم الدولة السياسية ذات الحدود الجغرافية، والبُعد القومي، حيث قَبِلت في هذا السياق إقامة الدولة على حدود الرابع من حزيران 1967، في الوقت الذي تنطلق فيه حركة حماس وفق مفاهيم ومصطلحات كبيرة كالخلافة والحاكميّة، وبالتالي فهي لا تتبنى مفهوم الدولة السياسية، وتعتبر نفسها امتدادًا للرؤى الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين، وهذان خطّان متوازيان لا يلتقيان، وعليه فقد أسّست هذه المعطيات لبروز قضايا خِلافيّة جوهريّة وفي مقدمتها إيمان حركة فتح بوحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني، في ذات الحين الذي لا تؤمن فيه حركة حماس بوحدانيّة تمثيل المُنظمة بُغية تحقيق الانسجام مع رؤاها ومنطلقاتها الفكرية، وفي هذا السياق نؤكد أنَّ جماعة الاخوان المسلمين لم تعترف بوحدانية تمثيل المنظمة قبل ظهور حركة حماس ولازال موقفها والحركات المنتمية إليها فكريًا، حاضرًا حتى يوم الناس هذا، وهنا لا بدّ من التعريج إلى مسألة التّذرع بأن عدم الاعتراف بوحدانية تمثيل المنظمة قائم على أساس تخلي المنظمة عن الكفاح المسلح، وتعديل ميثاقها، وانخراطها في العمليّة السياسية السلمية، فهذا الطرح ليس دقيقًا حيث أنَّ المنظمة ومنذ نشأتها مارست الكفاح المسلح بكافة أشكاله وتبنّته ودعمته وفق أجندتها حتى بعد إعلان وثيقة الاستقلال عام 1988، وتعديل ميثاقها، ورغم ذلك لم يكن معترفًا بوحدانية تمثيل المنظمة من حركات الإسلام السياسي، وأيضًا لا بد من الإشارة بأنَّ الترهل الذي أصاب مؤسسات المنظمة، وفشلها في تحقيق النِّصاب السياسي لكل فصائل الشعب الفلسطيني لا يُعطي المبرر بالتنكّر لها، وتحويلها من مرتكز ثابت في الحركة السياسية الفلسطينية، إلى مُعطىً مُتغير جدلي سفسطائي يدُكّ أساسًا وثابتًا أصيلًا أنقذَ الشعب الفلسطيني وقضيته من التجاذبات العربية والإسلامية وفرَضَ الوصاية عليه، إنَّ القضية الفلسطينية أضحت لا تحتمل ربطها بمفاهيم ومصطلحات كبرى، أو أي محاولات لإنشاء جسم بديل يستدعي مزيدًا من السنين والدماء، أو إلغاء الاعتراف الدولي بها، أو أيًا من من متطلبات التمحور الإقليمي تحت أيّ شعار، فإذا أراد المتحاورون ورعاتهم الوصول إلى نتائج إيجابية لا مناصَ من الخوض في هذه الملفات وإحداث مكاشفة حقيقية كاشفة لتجاوز هذه المرحلة القاتمة، والتصدي للمحاولات الغاشمة لتصفيةِ القضية الفلسطينية، وإعادتها إلى الخيام وشعارها الطحين والسردين.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهويد النَّقب عاصفة سياسية تلوح في الأفق
- شكرًا للشعب الجزائري
- الجزائر على خط النَّار
- ماذا لو امتلكت إيران السلاح النَّووي
- فازورة... حزورة... فصائلية
- يوم الاستقلال والثورة الصادقة
- محاكمة بريطانيا ضرورة إنسانية
- المُقاومةُ القداسةُ ودِلالةُ التطبيق
- بيروت في مرمى النيران
- العراق للعراقيين
- الرئيس عبَّاس وحماس في القاهرة
- من وعد مكّة إلى وعد الآخرة
- في ذكرى انتفاضة الأقصى ويوم العَلَم الفلسطينيون إلى أين؟
- خطاب الرئيس بطعم ورائحة الكوفية
- من آخِر السَّطر
- لقاء السيسي _ بينيت خط أحمر مصري جديد
- سقوط الحركات الإسلامية هواية وذرائع أم فشل سياسي
- غزة في معركة بين الحروب
- الفلسطينيون بين احتلالين
- الرئيس وإعلان حالة الطوارئ


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - حِوارُ الطُرشانِ حديثُ الجزائر