أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - غزة في معركة بين الحروب














المزيد.....

غزة في معركة بين الحروب


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 02:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بدء تلاشي فكرة الوحدة السياسية بين القدس والضفة الغربية وقطاع غزة أو بما يُعَرف بحدود الرابع من حزيران 1967 لأسبابٍ عديدة أهمها الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة من طرف دولة الاحتلال، والذي جاء الانقسام الفلسطيني ليؤكد عليه ويعززه ويجعله أمرًا واقعًا، ليحقق للمحتل أسمى ما تمنى بعد جريمة إعلان دولتهم وإحراقهم للمسجد الأقصى، فقد نجح الفلسطينيّون في إعفاء الاحتلال من تحمّل مسؤوليّاته في فشل العمليّة السياسية العقيمة والتي أغرى فيها الفلسطينيين بالوحدة السياسية بين المناطق الثلاث لإقامة دولته الفلسطينية المنشودة عليها والتي من أجلها دفع الفلسطينيون ثمنًا باهظًا أتاح للمحتلين المزيد من التمدد في عمقنا العربي والإسلامي سياسيًّا واقتصاديًّا، وليس هذا فحسب بل استمر نزيف التنازلات مما مكَّنَ دولة الاحتلال من الاستفراد بالمناطق الثلاث ووضع منهاجًا لكلٍ منها، ولكنَّ المشهد الأكثر وضوحًا وتجليًّا تمثل في إدارة الاحتلال لملف غزة بعد سيطرة حركة حماس عليه، والذي اعتمد على الحفاظ على حالة الانقسام وفصل أي حوار حول غزة عن التمثيل السياسي الرسمي للفلسطينيين ممثلًا بمنظمة التحرير الفلسطينية وجهازها الإداري في الأراضي المحتلة عام 67 فيما اصطُلِحَ على تسميته بالسلطة الفلسطينية، وذلك لعدم إضفاء أي صبغة سياسية لأي تفاهمات حول ما يدور في غزة وذلك لتعزيز وقتل مبدأ الوحدة السياسية بين المناطق الفلسطينية وتقويض فُرَص انشاء دولة فلسطينية، وفرض هيمنته على القدس ومقدساتها ، حيث عمِدت دولة الاحتلال لترسيخ سياساتها بشنّ هجوم عسكري على غزة عام 2008 بهدف إضعاف حركة حماس دون جَزْع شأفة حكمها في غزة، وهكذا توالت الأحداث مرورًا بالثورات في معظم دول العالم العربي، والتي أعطت الأمل لتيّار الإسلام السياسي للتربّع على الحكم، وما خَلَّفَه ذلك من نزاعات عربية عربية ودخول حركة حماس في تحالفات ومحاور إقليمية مساندة لتيار التغيير، مما زاد عزلة غزة وضاغف هُوّة الاختلاف بين الفلسطينيين، وفي خضم هذه الأحداث كان عدوان 2012 الاحتلالي الغاشم على غزة، حيث أرسى قواعد العلاقة بين الاحتلال وحركة حماس في غزة وذلك بتطبيق مفهوم الهدوء مقابل الغذاء بما يتطلّبه من خدمات لوجستية، واستمرت علاقة الاحتلال مع غزة على هذا المنوال حتى عدوان 2014 والذي أتى على الأخضر واليابس حيث أراد الاحتلال تعزيز قوة الرّدع وإبقاء حماس تحت السيطرة، وأرادت حماس تغيير أوراق اللعبة بما ينسجم مع المستجدّات الناتجة عن الثورات العربية، إلا أنّه ورغم تطور الأداء العسكري والبلاء النوعي في مواجهة الاحتلال فإنَّ نتائج العدوان لم تأتِ بجديد من الناحية السياسية، وتوقف العدوان على قاعدة العودة إلى تفاهمات 2012، وفي هذا السياق أظهرت حركة حماس قدرتها على امتصاص ردة الفعل الشعبية من خلال تغيير توصيف دلالة المفردات، وتحويل الأنظار إلى الشأن الداخلي، لتبدأ مرحلة جديدة معتمدة على نظرية الاحتمالات، والخطأ والصواب، فخاضت مرحلة جديدة من محاولات المصالحة الداخلية إلا أنها وكالعادة باءت بالفشل وذلك لتعاملها مع المصالحة كورقة لإدارة الأزمة وليست هدفًا استراتيجيًا، ولأجل تحريك المياه الراكدة خاضت الحركة معركة جانبية من خلال مخيمات العودة والتي توقفت بعد تفاهمات بوساطة قطر والتي مهّدت الطريق لدخول المنحة القطرية ليحل الهدوء وصولًا إلى عدوان العاشر من آيار 2021 والذي سطَّرت فيه المقاومة فصلًا جديدًا من التطور والتميز على صعيد المواجهة العسكرية أساءت وجه المحتل وأربكت حساباته، إلا أنَّ الحروب والمعارك تقاس بنتائجها السياسية وما يحرر من الأرض وما يمكن البناء عليه للخروج من دائرة إلى أخرى متقدمة بمراحل عن سابقاتها على طريق التحرير، وحيث أنّ منهاجيّة تجريب المجرَّب هي المسيطرة على أصحاب القرار فأعادتنا إلى المربع الأول على صعيد المواجهة مع الاحتلال فبدلًا من استثمار الإنجاز في ميدان القتال لجهة تصويب الوضع الداخلي، وإنهاء الانقسام وتعضيد الموقف الفلسطيني الجامع لنتمكن من مواجهة تصفية القضية الفلسطينية، وإفراغها من بعدها السياسي وحصرها في القضايا الإنسانية، نجد سلوكًا يعبر عن الرغبة في الانقضاض على الآخر، ومحاولة توجيه الإنجاز لصالح الرؤية الحزبية والفئوية، هذا على صعيد العلاقة الفلسطينية البينيّة، وأما على صعيد المواجهة مع الاحتلال الذي يملك أوراق اللعبة على أكثر من اتجاه ويؤثر في توجهات السياسة الدولية التي جعلته قادرًا على عدم تمكين الفلسطينيين من الشعور بالنشوة عقب أي إنجاز سياسي أو عسكري، وبالتالي يعود بالوقائع إلى الوراء، مما دفع حركة حماس لخوض معركة جانبية جديدة من أجل إعادة الأوضاع إلى ما قبل عدوان العاشر من آيار لهذا العام، وفيك هذا الإطار ستصل المباحثات الجارية حاليًا بوساطة مصر وقطر إلى مبتغاها بغضّ النظر عن الشكل الذي ستكون عليه، وهكذا سنستمر في الدوران في حلقة مفرغة ودالة أُسيَّة هابطة متناقصة، مما يتيح الفرصة للاحتلال بالاستمرار في حالة التفرد بالفلسطينيين، وتنفيذ أجنداته التصفويّة في المنطقة والإقليم، إنًَ الاستمرار في هذا النهج، وافتئات وعي الجماهير و الإصرار على المضي قُدُمًَا بهذا الأسلوب في العمل ضار بالصحة الوطنية وحتمًا سيؤدي إلى الموت، فمتى سنفيق من هذا السبات، ونخرج من هذه المرحلة الهزيلة العجفاء، ونعيد للشعب وحدته وقوته وكرامته السليبة، وذلك بالانصهار مع الشعب وقضيته الوطنية فقط وفقط لا غير.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطينيون بين احتلالين
- الرئيس وإعلان حالة الطوارئ
- كابول 2021 والسقوط الجديد
- الثانوية العامة أتوبيس الفقراء
- خريف النهضة التونسية
- الحسم الفلسطيني ضرورة سياسية وأخلاقية
- السِّنوار بين الإرادة والإدارة
- القضية الفلسطينية تحتاج إلى ثورة
- بعد العدوان الموقف الفصائلي على المِحَك
- العابرون أسوار المُحال
- هجوم النتياهو قبل إطلاق صافرة النهاية
- مصر القوية عادت من جديد
- نهاية البداية للكيان العنصري دقت ناقوسها
- فلسطين بشعبها تنتصر
- القدسُ أكبر ُُمنا جميعاً
- الوعي الشبابي المقدسي سيسقط نتياهو
- الشيخ جَراح تفتحُ الجراح
- ممارسة العُهر السياسي لا يحميها القانون
- تأجيل الانتخابات بين العويل والتعويل
- القدس تنتخب


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - غزة في معركة بين الحروب