أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - الفلسطينيون بين احتلالين














المزيد.....

الفلسطينيون بين احتلالين


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7008 - 2021 / 9 / 3 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد جثم الاحتلال على صدر فِلَسطين من بواكير القرن الفائت، وقد واجهه الفِلسْطينيّون بإرادتِهم وبما يمْلكُون من قِطمير العَتاد وجَسَّدوا روائع القصص والبُطولات فما اسْتكانت لهم عزيمة، ولا لانت لهم إرادة ولا زال مستمرًا في نضاله وكفاحه حتّى بات الفلَسطينيون من أساطين الشّعوب التي قاومت الاحتلال بكافّة أنماطه المختلفة حتى يتمكّنوا من دحر الاحتلال الصهيوني الغاشم الذي اغتصب الأرض والتاريخ في آنٍ واحد، ويطمح لتزوير وجدان الأمّة العربيّة جمعاء من محيطها إلى خليجها، وهذا سلوك بديهيّ لأيّ احتلال يسعى لتحقيق أطماعه و ليتسنّى له تثبيت أركان دولته العنكبوتيّة، ومن البديهيّ أيضًا أن يقاوم هذا النهج الاحتلاليّ، ولكنَّ مسرح الأحداث ومجريات الأمور تشير إلى أنَّه كما قُدِر للشّعب الفلسطيني أن يواجه احتلال إحلالي لم يسبق له مثيل، قُدِر له أيضًا مواجهة احتلال الانتماء والقيم والمفاهيم والأفكار والاتّجاهات، الذي مارستْه فصائلُه وقيادتُه فأضحى الانتماء للحزب حاضرًا مقدّسًا وغار الانتماء للوطن في مَعينٍ عميقٍ، وكذلك تم تفريغ مفهوم النصر الذي يحفظ كرامة الإنسان ويعزّز وجوده وكيانه إلى البحث عن الغذاء والمواد الأساسية لاستمرار الحياة، وفتح المعابر والتعايش مع الاستيطان وجمع شمل العائلات، فجيّشوا لهذا المفهوم الجديد الألسنة والأقلام وأطلقوا له الرصاص في الهواء ابتهاجًا، وأشهروا له الرايات تمجيدًا، ولقد حَوَّلوا مفهوم الوحدة والاتّحاد الذي يمنح القوة والاستعصاء على الكسر، إلى التّباهي والتّغني بما يحقّقه طرف على آخر ليصبح المفهوم الجديد في الاتحاد فُرقة وضعف وفي الفرقة نصرٌ وتمكين، لقد غرقت الفصائل وأغرقت الشعب معها في غياهِب المصطلحات وتزييفها، وأصبحت فلسطين وشعبها رهينةً بل محتلةَ الإدراك والوجدان والنزوع، فنزع العامة إلى البحث عن الأمان الاقتصادي والاجتماعي، ونزعت الفصائل والأحزاب والحركات لإقصاء كلٍّ منهما الآخر مُتَخنْدِقين خلف مفاهيمهم، فمنهم من يرى تحرير الأرض والإنسان مقدسًّا وهو جوهر الصراع، وآخرون يسعون للحاكميّة والتمكين وفقًا لغاياتهم ، وبين هذا وذاك تتبدّد الجهودُ وتسقط الأوطان ويتِيه الإنسان، إنَّ هذه الحالة لن تتغير إلا إذا أطلق العلماء والمُفكّرون والمُثقّفون والكتاب ألسنتهم وأقلامهم من أسرِ مفاهيم الأشخاص والأحزاب والجماعات وأطلقوا لها العنان للتنوير الفكري والثقافي مرتكزًا على الفهم الجمعي وبما يخدم وحدة الشعب ويساند تحقيق أهدافه المرحليّة منها والاستراتيجيّة، علاوةً على هذا لا بدّ للفصائل أن تعمد إلى مراجعاتٍ حقيقيةٍ متحللةٍ من الأهداف الحزبية الخاصّة ومن المحاور والتحالفات الإقليميّة والمرجعيّات الفكريّة حتى ينؤُوا بأنفسهم من لعنة شعبهم ومطاردة التاريخ، فلا يمكن لشعبٍ أو أمةٍ أن تتخلّصَ من احتلالها ما دامت محتلةً من داخلها، فنحن أمام مشهدٍ تحارُ منه النُّهى والعقول، فأسأل نفسي ماذا يمكن أن أقول، فَفَمي يفتّشُ عن فمي والمفرداتُ حجارةٌ وترابُ.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس وإعلان حالة الطوارئ
- كابول 2021 والسقوط الجديد
- الثانوية العامة أتوبيس الفقراء
- خريف النهضة التونسية
- الحسم الفلسطيني ضرورة سياسية وأخلاقية
- السِّنوار بين الإرادة والإدارة
- القضية الفلسطينية تحتاج إلى ثورة
- بعد العدوان الموقف الفصائلي على المِحَك
- العابرون أسوار المُحال
- هجوم النتياهو قبل إطلاق صافرة النهاية
- مصر القوية عادت من جديد
- نهاية البداية للكيان العنصري دقت ناقوسها
- فلسطين بشعبها تنتصر
- القدسُ أكبر ُُمنا جميعاً
- الوعي الشبابي المقدسي سيسقط نتياهو
- الشيخ جَراح تفتحُ الجراح
- ممارسة العُهر السياسي لا يحميها القانون
- تأجيل الانتخابات بين العويل والتعويل
- القدس تنتخب
- الانتخابات في القدس والهجوم المرتد


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - الفلسطينيون بين احتلالين