أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - من وعد مكّة إلى وعد الآخرة














المزيد.....

من وعد مكّة إلى وعد الآخرة


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7044 - 2021 / 10 / 11 - 02:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تزاحمت الأفكار والرؤى والأطروحات، وتسابق القاصي والدّاني في طرحها حتى كادت أن تغور في مَعينٍ بعيد، فمنذ وعد مكة وتقبيل الحجر الأسود الذي سقطت قداسته على يد المنقسمين، ومرورًا بوعودات القاهرة المتكررة و التي لم تنتج إلا مزيدًا من فقدان الثقة، قدَّم أطراف الانقسام أفضل أنموذج لحوار الطّرشان والسفْسطة الّتي لا طائل منها، فابتدعوا لنا مدرسةً جديدة في فنّ الاختلاف وخلق الذّرائع والسّدود، فتفوّقوا على شخوص البقرة الصّفراء، وأخذوا يُضَيقون الواسع حتى انفرط عِقد الشعب وترنّحت آماله أمام صخرة المتحاورين وأعذارهم الواهية، حيثُ انتصر كل منهم لأهدافه الحزبية على حساب الوطن والمواطن، فَتَمتْرسوا خلف جدار تجديد الشرعيّة عبر الانتخابات، ولكنّ الشعب لم يُخَيبْ ظنّهم ،فسارع إلى صناديق الاقتراع من خلال بوابات وشبابيك وجدران الغرفة التجارية ليُدلي بصوته ويُفْصِح عن رأيه دون تنظير ولا تأطير في الوعود من مكة إلى وعد الآخرة، والذي لم يخالف سابقيه في منطلقاته التي تعتمد على تخدير العواطف وسحر العقول واعتبار أن نصف الشعب نائم خارج عن الشعور ونصفه الآخر يقظان هارب، لقد شكّل مشهد المُتهافتين على الغرف التجارية بحثًا عن لقمة العيش لوحة جداريّة يستعْصي شرحها على أمهرِ الفنانين التشكيليّين، ومع ذلك فقد تلقّى المنقسمون المشهد بلجاجة، ومِن هوْل ذاك المشهد وهروبًا من المسؤولية فقد قرّر المُنقسمون تحويلَه إلى دائرة الاتّهام المتبادل بين أطراف الانقسام، ولم يقفوا عند مضمون وفَحوى تلك الرسالة التي عبّر فيها قطاع واسع من الشعب عن تقزّزه من الأوضاع الراهنة للحدّ الذي أبدى رغبته بالعمل داخل فلسطين المحتلة والمساهمة في دفع عجلة الاقتصاد للمحتلين من أجل لقمة العيش، على الرغم من أزيز الطيران الحربي للمحتل وقصفه للبيوت فوق رؤوس ساكنيها وما ألحقته بهم آلاتهم العسكرية من قتل وتشريد ودمار، وهنا لا يلوم عليهم أحد فقد دُفِعَ الشعب ليكفر بأنْعُم الله، ولِمَ لا ؟ وَهُم يروْن الأحياء جياعًا وعند مماتهم تُذبح لهم آلاف الخراف، ولكنَّ اللوم يقع على الذين لا زالوا مُصرّين على سياسة الاستحمار للشعب، والسؤال الحقيقي هل أدرك المنقسمون خطورة هذه الصورة الحيّة، وهل حرّكت سواكن ضمائرهم وانتمائهم الوطني؟، أما آن الأوان لأصحاب الوعود أن يتوقّفوا عن وعودهم المخطوطة على سطح الرّمال والّتي سُرعان ما تعصف بها الرياح، ويعملوا على إيقاظ المخدورين والمسحورين ليقفوا على أقدامهم، ويعيدوا الهاربين، ليصطفّوا جميعًا في وجه المحتل عدوّهم الحقيقي.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى انتفاضة الأقصى ويوم العَلَم الفلسطينيون إلى أين؟
- خطاب الرئيس بطعم ورائحة الكوفية
- من آخِر السَّطر
- لقاء السيسي _ بينيت خط أحمر مصري جديد
- سقوط الحركات الإسلامية هواية وذرائع أم فشل سياسي
- غزة في معركة بين الحروب
- الفلسطينيون بين احتلالين
- الرئيس وإعلان حالة الطوارئ
- كابول 2021 والسقوط الجديد
- الثانوية العامة أتوبيس الفقراء
- خريف النهضة التونسية
- الحسم الفلسطيني ضرورة سياسية وأخلاقية
- السِّنوار بين الإرادة والإدارة
- القضية الفلسطينية تحتاج إلى ثورة
- بعد العدوان الموقف الفصائلي على المِحَك
- العابرون أسوار المُحال
- هجوم النتياهو قبل إطلاق صافرة النهاية
- مصر القوية عادت من جديد
- نهاية البداية للكيان العنصري دقت ناقوسها
- فلسطين بشعبها تنتصر


المزيد.....




- إطلالتان أنيقتان لسكارليت جوهانسون خلال الترويج لفيلمها الجد ...
- 3 خيارات عسكرية محتملة قد يدرسها ترامب لضرب إيران.. ما هي وم ...
- فوقها جبل.. رسوم لفهم مدى تعقيد تحصينات منشأة فوردو بإيران و ...
- خامنئي يعيّن قائدا جديدا للقوات البرية بالحرس الثوري.. ماذا ...
- مصر.. السيسي يوافق على قرار البنك الأوروبي توسيع عملياته في ...
- بقائي لغروسي: خنت معاهدة حظر الانتشار النووي
- انطلاق أولى قوافل المساعدات العراقية إلى إيران (صور)
- مصر تحذر من تداعيات خطيرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل
- أوباما يحذر من حكم استبدادي في الولايات المتحدة
- -روساتوم- تحذر من عواقب ضرب محطة -بوشهر- النووية الإيرانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - من وعد مكّة إلى وعد الآخرة